ضيـMEMEـاء
ضيـMEMEـاء
في إنتظاركـ...>
ر ي م 100
ر ي م 100
حياة
يعني ما تكمله الا بعد العيد
خساره

ريميه
حيـ القلوب ــاة
عزيزتي القصة حلوة حاولي تكملينها بسرعة في انتظاااااااااااارك:)
عزيزتي القصة حلوة حاولي تكملينها بسرعة في انتظاااااااااااارك:)
هلا فيكم من جديد ..
اعتذر عن التاخير ..
ومشكورين على حضوركم الرائع ..


*لم يكن ذنبي*


الجزء الاخير



لفت انتباهها الاسم...أين قرأته؟؟..ليس غريب عليها..لكن الأغرب لما هذا الشعور مني تجاهه..!!..لما أشعر بحنان منه..!!..لما...!!!!......أعادها إلى وعيها صوت الممرضة تخبرها بوجود حالة في قسم الطوارئ...
دخل سعيد إلى قسم الطوارئ غاب فيها ما يقارب الساعتين..بينما في الخارج والدة مازن تبكي حظها ابنها من المطلوبين..و زوجها بين الحياة و الموت..لا تعلم عنه شيئا..انهارت منيرة..سقطت على ركبتيها.......سارة عندما رأت من أول الممر والدتها بهذه الحالة..لم تستوعب..ولكن هذه والدتها فعلا...أسرعت إليها ركضا..تركض... تركض..لو كان لديها طريقة أسرع من الركض لاستخدمتها..قلبها يخفق بشدة على والدتها...جاءت إليها تستفسر منها عن حالتها هذه و سبب وجودها..نسيت سارة المريض الذي يتوجب عليها رؤيته..وجدت والدتها منهارة على الأرض..ليست من صدمة بل صدمتين...سألتها عن سبب وجودها عنه..فأجابتها و يديها تشير إلى الحجرة التي يرقد بها سعيد..
- سعيد هنا.
و انخرطت في بكاء حاد ..جلست سارة بجانب والدتها تحاول تهدئها..تطمئن قلبها..بينما قلبها هي مشغول..ما الذي حدث؟؟...لماذا والدي في الطوارئ..تركت والدتها..دخلت تستفسر عن حالة والدها.. دخلت على الطبيب..وجدته محتار بهذه الحالة..لا يعلم ما وضعها تحديدا.. سألته بقلق شديد...
- مما تشكو هذه الحالة أيها الطبيب؟.
أجابها بحيرة بالغة..
- إن هذه الحالة ليست مستقرة حاليا..لكنه تقريبا يعاني من جلطة في القلب و الفحوصات ثم التقارير ستوضح الأمر.
صعقت عندما سمعت ما هو مرض والدها...كيف ستخبر والدتها بذلك... تأكدت من أن الذي بوالدها سببه خبر مازن..لقد سمعت هي الأخرى نشرة الأخبار لكنها كانت تعلم من قبل النشرة... لقد اخبرها مازن بذلك لكن أوصاها أن لا تقول لهم...الأهم الآن هو والدتها..والدها..خرجت تطمئن على والدتها..فوجدتها كما كانت.. أمسكتها.. دعتها للنهوض..استجابت لها الأم..فقد كانت في موضع استجابة..تُسير لا تُخير..لا تعلم إلى أين و لكنها باعت الدنيا بعد سعيد..
أخذتها سارة إلى حجرة خاصة..أوصتهم عليها قبل قليل لكي ينقلوا إليها والده عندما تستقر حالته..ثم توجهت إلى عملها..إلى المريض الذي كان بانتظارها...هكذا هي مهنة سارة..عندما تدخل المستشفى تترك عواطفها عند بابه خارجا..عادت لمريضها..وجدت شخصا مصابا بحروق..عملت له اللازم..استدعت طبيبا جراح..قرر أنه ينبغي له عملية تجميلية..قرأت ملف المريض وجدت

الاسم....أمجد*****

نظرت إليه لم تستطع أن تميز ملامحه من الحروق..بدأ الشك يخالجها..هل هو أمجد زميلها أم لا..؟؟..قرأت الاسم ثانية..إنها لا تعرف اسمه بالكامل..هل هو أمجد..؟؟..تأكدت عندما وجدت عبدالله صديقه... دخل يركض في المستشفى يسأل عنه..تأكدت سارة انه أمجد..يا الهي ماذا حدث له..؟؟.......مرت أوقات عصيبة على سارة..والدها حالته غير مستقرة.. والدتها منهارة تماما..أخوها لا تعلم أين أرضه..صديقها ذو النفس المتعجرفة من حاول إيذائها من جرحها من حطم قلبها..صاحب الجمال الباهر...الآن جسد بلا ملامح...

******

في المساء...عبدالله مستلقي على سريره يتحدث مع ملاكه..نصفه الآخر.. حبيبته....نادية....
- متى سأراك مرة أخرى يا حبيبتي.؟.
بكل دلال العالم أجابته ..
- ليس قريبا.
تفاجأ بل تحطم...لا أستطيع أن اصبر أكثر..و بلهجة دهشة..
- لماذا..لا أستطيع الصبر أكثر.
ازداد دلالها أكثر من قبل مع قليل من الحنان و كثير من الحب...
-هكذا هي عادتنا.
ثم ضحكت عليه .. على إحباطه..على حبه الزائد لها..أوقفت ضحكتها عندما سمعت صوت عشيقها....
- نادية.....أحـــــــــبــك.
خفق قلبها بشده..احمر وجهها..شعرت بحرارة بجسدها...متى سيجمعني الله معك في منزل واحد..متى سنصبح روحا في جسدين..!!!...سألها عبدالله عندما وجد منها صمت..
- وأنت.؟.
- ماذا.
- ألا تحبيني.؟.
- بلى
سألها بتعجب مصطنع...
- بلى ماذا.؟.
- مثل ما قلت
- أنا لم أقل شيئا
تفاجأت...
- ألم تقل شيئا قبل قليل
- لا
سكت قليلا .. استجمعت قواها..زادتها حمرة الخجل جمالا...
- أحبك
طار عبدالله من الفرح...
- أخيرا...اعترفت بذلك.
و انفجر الاثنان بالضحك..و هما يشعران بسعادة لا توصف...ثم سألته نادية..
- عبدالله ألم تزر أمجد في المستشفى.؟.
- بلى..كنت عنده اليوم.
- كيف حاله.؟.
أجابها في ملل واضح..
- بخير.
سألته..متعجبة منه...
- لما تتحدث معي هكذا.؟.
- لأنني لا أريدك أن تسألي عن شخص غيري.
شعرت ناديه بالحرج منه..هو هكذا دائم الغيرة ..صحيح إن أمجد أراد أن يهدم علاقتها بعبدالله..لكنه الآن بحاجة إليهم.....
- لكن يجب أن أزوره..انه صديقنا.
لمعت في باله فكرة عجيبة..ابتسم في خبث ثم قال...
- إذن سأراك هناك.
ضحكت منه....ثم قالت ...
- حسنا سنذهب إليه بعد مدة يكون قد تشافا تقريبا.
- جيد.
سألته بكل حب..وهي تريد إنهاء المكالمة....
- هل تريد مني شيئا.؟.
ابتسم وبكل حنان قال...
- لا و لكن انتبهي على نفسك.
بحرج زائد..وصل إلى قمته....قالت..
- حسنا.
انهيا المكالمة..و كلا منهما يحلم..ببيت يجمعهما سويا...........

******

بعد مرور عدة أيام....في مستشفى آخر....كان محمد يركض بين الممرات.. يلهث
من التعب..عيناه تدمع من المفاجأة..قلبه يخفق من الخوف..يبحث عن والده...لقد اتصلت به والدته لتخبره أن والده في المستشفى و يريده فورا لأمر طارئ...توجه إلى الاستقبال سأل عن والده ثم أرشدوه إلى حجرته...ذهب إليه ركضا بل شعر و كأنه يطير من سرعة الركض..دخل إلى الحجرة من دون أن يستأذن..وجد والده..و كل خلية في جسده متصلة بأجهزة.....على انفه يوجد كمامة تسعفه بالهواء اللازم.... سالت من عيني محمد دموع حارقة..يا الهي يا أبي ماذا حدث لك..؟؟.... وجد والدته بجانب السرير..تبكي و تقرأ آيات من القرآن طلب منها زوجها قراءتها..اقترب محمد من والده جثا على ركبتيه بجانبه..أمسك يد والده قبّلها بكل حنان..فتح الوالد عينيه..ابتسم لمحمد ابتسامة خفيفة معها سالت دمعة من زاوية عينه..حاول والد محمد أن يزيل الكمامة عن أنفه.. لولا أن محمد منعه من ذلك خوفا عليه..وقال..
- لا تجهد نفسك يا أبي أرجوك.
نظر والد محمد إلى زوجته بنظرة ذات مغزى....فهمت أم محمد قصده فقالت لابنها في يأس...
- إنه يريد أن يخبرك أمرا هاما.
نظر محمد إلى والده في تشكيك و تردد...هل أسمح له بالتحدث كي يريح قلبيه..!!!..عندما وجد محمد عيني والده ترجوه بذلك..لم يستطع أن يصمد أمامها...ابتسم محمد في وجه والده..و أزال الكمامة..استنشق الأب هواءًَ طبيعيا ثم سعل بعدها..خاف محمد على والده و في حركة سريعة أراد أن يعيد الكمامة إلى أنف والده لولا أن وضع الأب يده على أنفه و أمال رأسه الناحية الأخرى في حركة نفي...أعاد محمد الكمامة إلى موضعها بجانب السرير و انتظر أن يخبره والده الموضوع سريعا كي يعيد الكمامة...تحدث الوالد بعد مرور ثواني..شعر بها الجميع و كأنها أيام...
- محمد يا بني..أنا أعلم أنني ظلمتك.
نظر إليه محمد نظرة استفهام..هل يوجد والد ظالم..!!..لم يجد من الكلمات ما يستطيع أن يقنع والده بغير ذلك...فأكمل الوالد..
- و أنا أحببت أن أخبرك قبل أن أتوفى.
ضغط محمد بيده على يد والده وقال...
- أرجوك يا أبي لا تقل مثل هذا الكلام.
و انخرطت الأم في بكاء حار...نظر إليها أبو محمد وهو لا يعلم ماذا يفعل لها..ثم استدار إلى ابنه..وقال..
- أرجوك أنت لا تقاطعني..دعني أكمل..ثم الموت علينا جميعا حق.
سعل بعض لاشيء....أخذ نفسا عميقا وقال...
- بني أنا أعلم أن سارة فتاة طيبة و إني ظلمتها عندما أجبرتك بالزواج من ابنة عمك..و الآن أنا أقول لك أنك حر في أن تختار طريق حياتك و لكن أوصيك بابنة عمك و إن تزوجت غيرك فتكون أنت ولي أمرها.
أجابه محمد و قد امتلأت عيناه بالدموع و بدأ صوته يتأرجح في حلقه...
- لا تقلق يا أبي إن ندى ستكون أمانة في عنقي..ولكن بإذن الله ستقوم بالسلامة و سترعاها بنفسك.
ابتسم له والده و نظر إليه و كأنه يريد أن يملئ عينيه بصورة ابنه...ثم أغمض عينيه..وأمال رأسه...... بعد جزء من الثانية.. ..سمع صوت الجهاز...يعلن عن نهاية رحلة شخص في هذه الحياة...توقف الزمن لدى محمد و والدته..مرت دقائق على جميع الناس بينما عليهم هنا لم يمر شيء..دخلت الممرضات يركضن..منهن من يسمعن النبض ..و منهن من يقسن الضغط..و منهن من يتفقد الجهاز..ثم بنظرة أكثرهم خبرة إلى الأخريات...انسحبوا من الحجرة...غطت الممرضة وجه الرجل..ثم انصرفن........جحظتا عينا محمد ووالدته..هل ماااااات..!!!!!...سقط محمد أرضا من دون أن يتكلم..من دون أن يذرف دمعة ..من دون أن ترمش عينيه..بينما والدته صرخت بأعلى صوتها..لااااااااا...
مرت ساعات على هذه الحالة..محمد مصدوم لا يعلم كيف يترجم ما بداخله..أما والدته لم تستطع أن تنسى ثلاثين سنة مع زوجها..حلوها و مرها..سعادتها و حزنها..غناها و فقرها..جوعها و شبعها..كيف لها أن تنسى شخصا شاركها كل شيء حتى نفسها..كيف تنسى من تربت على يديه..إن أبا محمد ليس مجرد زوجا لها..إنه والدها...حبيبها....أخاها.... صديقها.....ابن عمها....كل شيء في هذه الدنيا....لا حول و لا قوة إلا بالله.... إنا لله و إنا إليه راجعون.......

******

في مكتب سارة...كانت تجلس تتذكر اسم سامي وليد الـ.. أين قرأت ذلك الاسم؟؟.. إنه ليس غريب على مسامعها..لقد شاهدته ..شـاهـ...آآآآآه..إنه... ذلك الاسم على الورقة التي في الصندوق الصغير..نعم ذلك الاسم.. لا يمكن أن اخطأ به..إنه محفور في ذاكرتي..إنه ذلـ....لحظة.. هل هذا يعني أنه....أنه....لا ...لا يمكن...هل يعقل هذا..هل الله يريد أن يجمعني به بعد أكثر من 25 سنه..هل وجدت والدي أخيرا..!!..والدي....والدي.... أين أجده الآن..هل أخبر لمى بذلك.. لا..لن تصدقني.. فهو زوج أختها..و من المؤكد أنه لم يخبرهم بماضيه...يا الله ساعدني كي أجد والدي الحقيقي.. سالت دمعة على وجنتيها..لكنها مختلفة عن سابقتها..هذه دموع الفرح..كم تمنت أن تجد والدها منذ أن عرفت أنها ليست ابنة سعيد ...أين أجـ... قطع عليها صوت الممرضة....
- أيتها الطبيبة يوجد حالة غيبوبة في قسم الطوارئ مع الدكتور خالد و هو يريدك معه.
مسحت سارة دموعها و هي تقول...
- حسنا.
توجهت إلى قسم الطوارئ...وجدت دكتور خالد هناك ينتظرها..وقفت معه..تناقشا حول المريض..أخذت ملف المريض..قرأت حالته..إنها غير مطمئنة..نظرت للاسم...فقط...فهو كان كفيل بأن يرتعد جسدها خوفا...
ياللأقدار.....
لماذا كل ما أشعر باستقرار في نفسي...يعود الاضطراب إليها...

سامي وليد الـ ..

هو الآن أمامي..لا أعلم هل سيكون بخير أم لا..فبل قليل كنت في حيرة من أمري كيف سأجده.. و الآن هو أمامي .. من دون أي عناء..لكنه مريض....... لمــــــــــــــــــاذا.. كرهت سارة هذه الدنيا..تمنت الموت.. لماذا هذه الدنيا تلعب بي هكذا.....
أولا : أكون نتيجة غلطة...
ثانيا : تحرمني من والدي...
ثالثا : تضعه أمامي بعد مدة طويلة هو ليس في صحة جيدة...
اللهم إني لا أسألك رد القضاء و لكني أسألك اللطف فيه...رمت الملف أمام دكتور خالد.. و انصرفت بعيدا..تريد أن تكون في عالم وحدها.. تريد أن تختلي بأفكارها.....

******

ملئت رئتيها بالهواء استعدادا لإطلاق الكلمات..قالت له بلهجة لا تخلو من التردد..
- محمد أنت تعلم قصة زواجنا..و تعلم أن والدك فرضني عليك.. وانك تحب سارة و مستقر معها.
مع كلمات ندى استشف محمد الأمر..هو كان سيخبرها نفس الموضوع..لكنه خاف على مشاعرها..خاف إن يجرحها..خاف أن يكسر غرور الأنثى بداخلها....توقفت أفكارها مع استمرار حديثها...
- أنت تعلم أنني أحب ابن خالتي و هو يحبني..والآن والدك رحمه الله انتقل إلى الرفيق الأعلى..وقد أخبرك بأنه أخطأ.
تجمعت الدموع في عينيها..شعرت بغصة في حلقها..لا تريد أن تجرحه.. لا تريد أن تقول له إنها لا تريده..لكن الأمر فوق طاقتها ..لم تعد تستطيع الاحتمال أكثر..كيف تحتمل بعد حبيبها عنها ووجودها مع غيره..!!..مع شخص قلبه مع امرأة غيرها..إنه كثير جدا....محمد أيضا لم يستطع الكلام..لقد قالت ما في نفسه..كلاهما يحملان نفس الأفكار لكنهما مترددين.. وهاهي الآن أعلنت نقطة البدء...أكمل المشوار محمد بدلا عن ندى..فقال....
- أنا أعلم ذلك..و أعلم أنك تعانين معي..ولكن إذا سرحتك بالمعروف هل ستكونين راضية بهذا القرار.؟.
انتابها شعور غريب عندما علمت بأن محمد سيسرحها.. وكأن قلبها كان مسجون بين قضبانه والآن جاءها عفو منه...فاجأته بقولها...
- صدقني سأكون راضية.
رتب على كفيها مع وجود ابتسامة صفراء و غصة في حلقه..ثم قال..
- ولكنني سأكون وليا عليك.
ابتسمت له ثم قبلت وجنته بحنان و انصرفت تركض تخبر حبيبها..إن ندى فتاة صغيرة..متعلقة بشخص و تود أن تكمل حياتها معه....لا يعلم محمد لماذا شعر بالحزن يملأ قلبه...
لم يكن في لحظة من لحظات حياته يحب ندى.. ولكنه يشعر بأنها ملكه...
أصبحت جزءا من حياته...طرد هذه الأفكار من باله..ارتدى ملابسه و انصرف سريعا للمستشفى....

******

عند حجرة أمجد كانت لمى خارج الحجرة..تحمل بين يديها باقة ورد كبيرة...وتحمل داخل قلبها سلة أشواق مزهرة..منذ أن سمعت خبر أمجد و هي هنا في المستشفى من أول دقيقة للزيارة إلى أخر ثانية...لكنها لم تستطيع أن تراه..عقلها يمنعها من ذلك...قلبها مشتت..هي تحبه.. لكن عقلها يقول كيف تتجاهلين الذي حدث....أما الآن فقد حسمت الأمر بأن تزوره....
طرقت الباب...سمعت صوته..أثلج قلبها..سمعت صوت من عانت معه سنين..من كان قلبها في صراع مع عقلها عليه..دخلت بخطوات مترددة.. دخلت بيد راجفة.. دخلت بعيون باحثة..مترددة من حبه.. راجفة من موقفه.. باحثة عن قلبه..أول لقاء كان بين عينيهما..تلتها امتداد خيوط من المشاعر بين قلبيهما..فتشابكت أفكارهما... تندم أمجد على كل لحظة أضاع فيها وجوده مع هذه الفتاة..إنها ملاك..هي كتلة من المشاعر الملتهبة لم يحسن استخدامها..كانت أمامه طوال الوقت..بل كانت تمناه..لكن كبريائه أعمى قلبه..كان لقاءا حميما..بل شاعريا..في صمت..كل شخص منهما لم تتعدى مشاعره حدود جسده..كان يخبئ مشاعره داخله..خوفا عليها من أن تعود أدراجها تجر أذيال الهزيمة.. فالذي فعله بها ليس بقليل..اقتربت منه قائلة....
- حمدا لله على سلامتك.
ابتسم لها و بلهجة دافئة قال..
- ألا تظني أنها جاءت متأخرة قليلا.
احمر وجهها خجلا..ماذا تقول له..أتقول بأنها كل يوم تكون بجانبه من الخارج..؟؟.. عقلها يمنعها من الدخول....لم تجيبه سوى ابتسامة منها خفضت معها بصرها....
تحركت نبضات قلبه و كأنها تحرضه على أن يقول لها شيئا..
- لمى إني آسف لكل ما بدر مني.
ثم خفض رأسه أرضا...تجمعت الدموع في عينيه..أنا متأكد بأنها لن تغفر لي.. و لن ألومها.. معها حق..إن ما فعلته بها يفوق طاقة هذا الطير الصغير.....شعر بحب يقترب منه.....شعر بأنامل ترفع رأسه..شعر بعيون حانية تنظر إليه ..فقالت ....
- أرجوا أن تنسى كل ما حدث قبل هذه اللحظة..فأنا نسيته.
لم يصدق ما سمعته أذناه..هل غفرت لي؟؟..هل نسيت كل ما حدث.؟؟.. أليس قليل عليها لقب ملاك..؟؟؟؟؟....
- هل يعني أنك غفرت لي.
بابتسامة مشرقه و وجهٍِ يشع بحمرة الخجل....
- نعم.
طار من الفرح..بل حلق في سماء المحبة..هذه هي ملاكي..هذه حبي..أين كنت عنها من قبل..؟؟...قطع أفكاره صوتها الرائع...
- حسنا..ولكن إن عدت إليك ليس من أجلك.
تعجب منها..هل غيرت رأيها..؟؟..هل عادت شفقة علي ..؟؟.. هل تحب شخصا غيري..؟؟.....بلهجة تردد و خوف قال..
- من أجل من.؟.
- من أجل قلبي..فالقلب المحب لا يعرف كيف يكره.
خفضت بصرها أرضا..تجمعت الدماء في وجنتيها..وضعت باقة الورد بجانبه..و انطلقت ركضا..خارجة من الحجرة ..تاركة خلفها شخص..لا يعلم ماذا يفعل..أمجد كان سعيد ..بل في قمة سعادته..ما أجمل أن تحبك فتاة و أنت تعشقها..ما أجمل الهدوء و السلام..ما أجمل الحب.....
خرجت لمى فوجدت الفتيات صديقاتها حول الباب .. استمعن إلى حديثهما..ثم انفجرن بالضحك..عندما خرجت لمى و هي مشعة بحمرة الخجل...
فقالت لها صديقتها و هي تمد لها يدها مصافحة....
- لقد كسبت الرهان.
صافحتها لمى .. فغمزت لها صديقتها و هي تكمل..
- و بجدارة.
و انفجرن الفتيات بالضحك مجددا...تركتهن لمى وانصرفت.. انصرفت و هي وسط أفكارها...لم يتغير في أمجد شيء سوى جماله.. والأهم من ذلك هو..ما أرادته أن يتغير به منذ زمن طويل...هو....
شخصيته.. أفكاره..نفسيته..هذا هو المهم...فهي لم تكن تعاني من أمجد سوى من تلك الأمور... أما الذي أوقعها في العذاب.. والذي جعلها مستمرة في حبه... هو... قلبها... قلبها من اختاره ...أما جمال أمجد لم يكن يلفت نظرها... كانت دائما تنظر للداخل و لا تهتم بالظاهر.......
أمجد كان غارقا وسط أفكاره أيضا.. يحمد الله على هذا التغير الذي حصل له..على أنه سيسعد في حياته..على أنه وجد الفتاة التي يتمناها...
دخل عليه عبدالله فقطع أفكاره...
- حمدلله على سلامتك...أنت اليوم أفضل بكثير.
- نعم الحمدلله
ثم أكمل في نفسه.....أنت لا تعلم أنني اليوم بدأت حياتي..لذلك أنا أفضل.. لقد وجدتها اليوم.. و اليوم سيكون تاريخ مولدي....سمع صوت عبدالله يقول...
- إن نادية معي..أصرت على الحضور..لكنها وجدت لمى بالخارج تسلم عليها و ستأتي.
انتفض قلب أمجد مع كلمة...لمى....يا الهي ..كيف غيرت هذه الفتاة ما بداخلي..ما كنت أعتز به.. غيرته لي..غيرت نظرتي للحياة..غيرت تفكيري عن الحب...
دخلت نادية بابتسامتها الطفولية...
- حمدلله على سلامتك.
ابتسم لها وقال..
- سلمك الله.
قالت له في مرح..و كأنها تود أن تخفف عنه ما لقيه في الأيام الماضية..
- هل يوجد طبيب يرقد في المستشفى.
حاول أن يكون معهم.. لكنه مع أخرى..بنفس المرح أجابها..
- هذه إرادة الله..لماذا أتعبت نفسك بالحضور..عبدالله يكفي.
- هذا لا يجوز..إنك صديقنا .. و يجب علي الحضور.
كلماتها تلك جعلت الدموع تعاود الظهور في عينيه...أتت لزيارتي رغم أنني كنت سأهدم حياتها مع حبيبها...لمى أيضا غفرت لي رغم كل ما فعلته معها..سارة أيضا كانت حنونة معي بالرغم من أنني جرحتها تأتي لتطمئن علي يوميا... كيف كان الجميع يتحملني..؟؟.. لقد كنت مؤذٍ لهم.... عندما وجد عبدالله أن أمجد قد سرح مع أفكاره ..أشار إلى نادية بالخروج..خرج الاثنان..و تركا أمجد مع أفكاره و حبه الجديد.........

******

حجرتين في نفس مقر عمل سارة...يوجد...سعيد و سامي...يوجد من تربت في كنفه..و يوجد من هي من صلبه..يوجد هنا والدها..و هنا والدها
ما هذه الحيرة..؟؟؟...لماذا هذا القدر..؟؟..يوجد لدي والدين لا أستطيع الاستغناء عن احدهما..
سامي...لا تربطني به أي مشاعر أبوية.. و لكن أشعر بجاذبية نحوه.. عقلي يملي علي أن أختاره.
سعيد...لدي تجاهه عاطفة قوبة..قلبي هو الذي يملي على اختياره..
سعيد الآن في صحة جيدة..حالته مستقرة..في وضع استحسان..يزداد يوما بعد يوم..
سامي قد تدهورت صحته..أصبح في موضع الخطر..لا تعلم متى سيفيق و تخبره بأنها ابنته....... بينما هي وسط حيرتها..
شاهدت الممرضات يركضن إلى حجرة سامي..شعرت بأنه في خطر فوق خطره..ركضت تجاهه..دخلت..وجدت الممرضات يحاولن.. بقدر استطاعتهن أن يساعدنه..اقتربت منه..الآن بدأت سارة تعلم لماذا تكره مهنتها... مهنتها تملي عليها أن تكون صبورة..أن تكون جامدة..أن تكون بلا مشاعر.....
عاشت سارة هذه الحالة مع زوجها عندما جاءها و رأت معه زوجته... عاشت هذه الحالة مع والدها سعيد عندما سمع خبر مازن.. عاشت هذه الحالة مع أمجد الذي عانت من كبريائه و حبه...و أخيرا الآن مع والدها الحقيقي......لا تمت أرجوووووووك..لابد أن أخبرك إنني ابنتك...تمسكت
به بقوة... هزته في عنف...تفاجأن الممرضات بسارة..هزته وهي تقول ..لا تمت أرجوووك.....فتح عينيه..نظر إليها..لم يستطيع أن يحرك أي عضو أخر في جسده...قالت له بعينين دامعة وصوت باكٍ....
- أنا سارة..ابنتك من ليلى.
أضعف أنواع الابتسامات ملئت وجهه..بدأ يجمع شتات ذكرياته..ليلى..!!!.. من ليلى.. !!!...آآه.. ليلى أول فتاة في حياتي..ليلى الطفلة الصغيرة..ليلى من استغللت أنا صغر سنها وهدمت حياتها...ليلى من تخليت عنها بعد أن أوقعتها في مشكله..آآآه يا الهي ارجوا ان تغفر لي......بدأت الدموع تسبح في عينيه..رفع يده ببطء يريد أن يلمس ابنته التي كانت أمامه طوال الوقت لكنه لا يعلم بذلك..ثانية او اثنتين ثم.... سقطت يده..مال رأسه..صفر الجهاز يعلن نهاية حياة شخص تمنت سارة أن تلقاه رغم انه أمامها.....لم تستطع سارة أن تحول ما بداخلها من ألام إلا عن طريق ...
لاااااااااااااااااااااا...صرخت مع صفير الجهاز...
مع صرختها شعاع البرق ظهر تلاه صوت الرعد...فتحت عيناها...أين أنا..؟؟..ما هذا..؟؟....أمامها مسجد... المطر غزير....الدنيا أمامها سوداء....الناس متوجهين للصلاة... بين أحضانها طفلة صغيرة....تذكرت أنها ابنتها من سامي الذي تخلى عنها...احتضنت ابنتها بقوة وهي تبكي...سألت نفسها يا ترى هل سيكون مصير طفلتي كما تخيلت...حضنتها بقوة ثم قبلت جبينها
قالت لها ... تأكدي يا حبيبتي انه...لم يكن ذنبي.......
تركتها و انصرفت.... تجري.... تجري.. و توجهت إلى منزلها بكل سرعتها..... لا ترى أمامها سوى صورة طفلتها....ثم صرخت بأعلى صوتها...آآآآآآآآآه.... فهوت على الأرض............ بالقرب من المسجد
توجه احدهم إلى مصدر بكاء خفيف.. بكاء طفل..حديث الولادة.. جسمه بارد في هذا الجو...دون أدنى تفكير..أسرع بأخذه و احتضنه لعله يستمد من حرارة جسمه ....... أخذه و انصرف إلى منزله يخبر زوجه بما وجد.......



النهاية
جوجوكتشب
جوجوكتشب
رائعه واكثر من رائعه
يعطيكي الف عافيه :angry:
dreaming
dreaming
تسلمي كانت قصه رائعه

قد ماكنت ابغى النهايه

قد ما زعلت عشان انتهت