حيـ القلوب ــاة
وينك حياة كملي متابعه بصمت ريميه
وينك حياة كملي متابعه بصمت ريميه
ياهلا والله بالكل .. أسعدني فعلا طلتكم الحلوة ..
انشالله دوم مو يوم ..


الجزء السابع



جلست سارة مع أهلها تحدثوا عن أمور شتى..في الاقتصاد .. في السياسة....ثم سألتها
والدتها...
- كم بقي لك في دراستك يا سارة.؟؟.متى سيكون زفافك.؟؟.
ردت عليها بخجل حيث أن هذا الموضوع يجعل الدماء تجتمع في وجنتيها...
- أعتقد بأنني سأكتفي بالدراسة إلى هنا و سأكون طبيبة عامة و إن كان لدي وقت بعد الزواج أكمل التخصص.
أجابتها والدتها في حنان..
- أعانك الله.
ثم وجهت نظرها إلى ابنها الذي له مدة و أوضاعه متدهورة..انخفض مستواه الدراسي..لم يعد يهمه مظهره كثيرا..طالت لحيته..لم يعد يهتم بنفسه..كثر ذهابه إلى أصحابه..أصبح غامضا..انطوائي..قالت له بنظرة حانية عندما عانقت نظرته البائسة...
- وأنت يا مازن هل ستكمل أم ستكتفي مع أختك بهذه السنة..؟.
لم يسمعها فقد كان مشغول الفكر..نادته بصوتها الحنون وعندما التفت إليه
أعادت سؤالها فقال..
- لا أعلم يا أمي .. ادعي لي بالتوفيق هذا كل ما أرجوه.
ثم قام و انصرف .. رفعت والدته كلتا يديها ووجهت بصرها إلى السماء و دعت له..وكانت جميع كلماتها نابعة من قلبها مباشرة إلى لسانها..
تعجب والد مازن من تصرفاته فسأل سارة..
- سارة..هل تلاحظين بعض التغير على مازن في الكلية.؟؟.
عادت سارة بالذاكرة لموقع الجامعة حيث كانت في أول سنة تشاهد مازن في مواعيد محاضرته تماما..كان دائم التجمع مع أصدقائه..يضحك معهم.. يخرج معهم في رحلات إلى أماكن عدة..بينما هو الآن مهمل في دراسته..ابتعد عن أصدقاء الجامعة..تعرف على مجموعة أخرى..أصبح يجلس معهم كثيرا جدا..لم تكن تريد أن تشغل ذهن والديها بأمور مازن.. فقالت بابتسامة..
- لا..أبدا..انه طبيعي جدا
- و كان قلبها يؤكد غير ذلك.
قامت منيرة لتعد العشاء...بينما سارة...ترددت..في السؤال..أريد أن أعرف..أتكلم..لا ..بلى..أريد أن أعلم........
- أبي..هل لي أن أسألك سؤال.؟.
- تفضلي حبيبتي.
استجمعت قواها..ترددت كثيرا..ولكنها حسمت الأمر..أخذت نفسا عميقا..وقالت بلهجة خالية من المشاعر...
- أين والدي الحقيقيين؟؟.
تفاجأ الوالد بالسؤال..بل أنصدم..لماذا تسأل..هل نقص عليها شيء..!!..هل قصرنا معها في أي واجب من واجباتها علينا..!!..هل شعرت في لحظة أو جزء من الثانية بأننا لسنا أهلها..!!..رد عليها بنبرة إحباط و ألم...
- لماذا عزيزتي..هل بدر منا...
و لم تستطع أن يكمل فقد قطعت عليه كلامه بلهجة صارمة متحدية بها نفسها..
- لا يا أبي فقط أريد أن أعرف.
زفر الوالد بقوة وقال...
- والدتك ماتت..أما والدك فلا أعرفه.
هل يكذب علي.. إذن من سامي ذلك.!!....طالعته بنظرة لم يستطع الأب أن يفسر هل هي.....ألم.....تحدي.....إحباط.....كره.....حب....حي رة.....أم هي تجمع بينهم...ثم قالت بعد صمت و تردد و صوت مبحوح قد خنقته العبرة..
- هل كانا متزوجين.؟؟.
جحظت عينا الأب..هل تعلم!!..هل سمعتنا..!!..إنها مجروحة....نعم.....تلك النظرة تدل على ذلك.. ..إنها تعلم..من أين!!!..من أخبرها..لا يمكن أن تكون والدتها..من...؟؟؟..
قالت بلهجة أقرب للبكاء....
- لماذا لا تجيبني يا أبي.؟؟.
قال لها سريعا بتردد و بعبارات متقطعة...
- طبعا..لا بد أن يكونا متزوجين.
بنفس النظرة و نفس النبرة قالت...
- أرجوا أن تخبرني الحقيقة.
استجمع الوالد شجاعته و زفر ثم قال...
- حبيبتي أنا لا أعلم سوى...سوى..إن والدتك بعد أن وضعتك عند المسجد صدمتها سيارة ثم ماتت و عندما سألني عنك رجل يقول انه يعرف والدتك..قال لي إن والدتك فتاة صغيرة غير متزوجة.
انفجرت سارة بالبكاء و كأنها تنتظر هذه الجملة..بكت بحرقة..بكت بصوت مسموع..و دموع حارقة..بكت و كأنها تود أن تمحي العار عنها..
ما ذنبي أنا..!!..لماذا أنا وليس غيري..!!..لماذا لم أمت مع والدتي..!! لماذا هي لم تتزوج..!!..لماذا لم يأتي من أنا من صلبه ليأخذني عنده..!!
سكت سعيد عنها..جعلها تفرغ ما في جوفها من مشاعر مكبوتة..في نفسها.. ليس من السهل عليها أن تكتشف بعد 24سنة أنها نتيجة غلطة.. ألا يكفي أنها عند ناس ليسوا أهلها...حتى تكتشف أنها غلطة وقعت فيها فتاة مع شاب..كانت هي نتيجتها..اسودت الدنيا أمامها..هدّأ عليها والدها بالكلام..لكنها لم تفهمه أو بالأحرى لم تسمعه..جميع أفكارها منحصرة مع الشخصين الذين أتوا بها إلى هذه الدنيا..ثم رموها..لماذا..؟؟ .. لماذا فعلوا ذلك.؟؟.. لم تستطع النوم أخذت تفكر في حالها..لماذا نبشت عن جروح قديمة دثرتها السنين..؟؟..لماذا فتشت عن ذكريات قد ركنتها في جزء صغير من ذاكرتها..؟؟..لماذا أطلقت سراح هذه الذكريات لكي تعود لعقلها الظاهر..؟؟..لم يكن في مقدورها سوى البكاء في صمت..دموع حائرة..قلب جريح..نفسية مصدومة..و بصوت عقلها و ضميرها معا......قالت.....لم يكن ذنبي.... دق قلبها عندما خطر في بالها أمر..هل جميع الرجال هكذا..؟؟..هل جميعهم يريدون الأذى فقط..؟؟..نعم..أمجد أراد ذلك..جميعهم هكذا..أبي!!..مازن!!..لا أظن ذلك هما مختلفان..هل هما فقط؟؟ أم يوجد مثلهم..إنني أكره الرجال....أكرههم...و انفجرت براكين الألم ثائرة..تمحي كل قطرة سعادة أمامها.....تطفئ كل بصيص للأمل ينيرها...
ثم أخر ما استقرت عليه هو...ذكرها لله عز وجل....هو مطمئن القلوب و تذكرت..((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))..لا إله إلا الله..لا حول و لا قوة إلا بالله..ثم صعدت حجرتها .. توضأت ... صلت ركعتين و نامت راضية بما قسمه الله لها في هذه الدنيا..قانعة بقدرها و نصيبها.....

شخصية سارة كانت من ذلك النوع الذي إذا ضاقت به الدنيا.. وضع جميع طاقته في أمر معين..وسارة كانت ذكية..فقد سخرت طاقتها.. لحلمها..كلية الطب..ذاكرت دروسها بكل اجتهاد..امتحاناتها كانت أعلى الدرجات..الأطباء في الجامعة يتحدثون عنها وعن طموحها..عن اجتهادها و تفوقها.. انتهت الامتحانات..كانت سارة أكثر طالبة قلقة من ناحية النتيجة..كانت تود أن ترفع رأس والديها..و الأهم هو أن تحقق حلمها..و تحصد ثمرة مجهودها..

ظهرت النتائج..نجحت..تخرجت..و بتفوق..لم تصدق ما رأت..لقد حققت ما كانت تصبوا إليه..لقد حققت حلمها..عادت إلى منزلها..سعادتها لا توصف..
أخبرت والديها..فرحا لها..بكت والدتها من الفرح..سجد والدها شكرا لله..تخرج أيضا مازن بتقدير منخفض..فرحا والديه أمامه..لكنهم متعجبين منه..لما هبط مستواه هكذا فجأة..!!..ما الذي يشغله..بعد مرور عدة أشهر تعينت سارة في المستشفى...أصبحت طبيبة...لا ينقصها سوى نصفها الثاني......



******

في إحدى صالات الأفراح..كان صوت الموسيقى مرتفع جدا..الفتيات يرقصن بمرح..يضحكن..يتكلمن سويا..يسألن عن بعضهن..أم مازن كانت تتنقل بين ضيفاتها..ترحب بهن..تشكرهن على حضورهن..لمى كانت في غاية السعادة..إنه زفاف صديقتها..بل أختها..جاءت لمى إلى أم مازن تقول لها مع ابتسامة..
- تريدين أن أساعدك في شيء خالتي.؟.
- لا..جزاك الله خير..لقد تعبت معنا.
ردت لها لمى في تأنيب ..
- لا تقولي هكذا خالتي..إن سارة أختي.
ابتسمت لها الأم و قالت...
- فعلا..إنكما إخوة..سأصعد لأرى سارة.
صعدت الأم إلى حجرة سارة حيث كانت الأخيرة مستلقية على السرير.. والمزينة تضع لها المساحيق التجميلية....قالت الأم موجهة كلامها للمزينة...
- سلمت يداك.. أرجو أن تهتمي بها
قالت لها المزينة بابتسامة..
- لا تخافي..إن سارة جميلة..ما شاء الله.
تركتها الأم تكمل زينتها و ذهبت..دخلت خلفها لمى..و هي تقول في مرح و ابتسامتها مشرقة ..
- ما كل هذا الجمال..هل القمر معنا هنا..؟.
ابتسمت لها سارة و حمرة الخجل زادتها جمالا فوق جمالها...خرجت لمى ثم دارت إلى سارة وكأنها تذكرت شيئا..
- سارة..لقد أخبرتني خالتي أن العريس سيصعد بعد قليل.
- ماذا ....بعد قليل..لم....لم أنتهي بعد.
قالت لها المزينة في حنان...
- لا عليك..ها قد انتهينا أخيرا.. يمكن للعريس أن يأخذ أجمل عروس.
غمزت لها لمى و هي مبتسمة ثم انصرفت عنها..
في نفس الوقت في صالة الرجال وقف شاب وسيم يرتدي ((البشت)) المميز للعريس..و قف و قلبه يرقص طربا..كم تمنا هذا اليوم من سنين..كم تمنى أن يجتمع مع حبه الوحيد سارة .. كان محمد في غاية السعادة..وجهه يشع بنور الفرح..ابتسامته ملئت الدنيا بهجة وسرور.. جاءه مازن و في خفة قال له..
- مبارك عليك يا صديقي..هذا الذي تتمناه أليس كذلك.؟؟.
و غمز له و هو مبتسم...شعر محمد بالخجل من مازن و رد عليه..
- أشكرك.
في أخر الصالة جلس عبدالله ممسكا هاتفه المحمول يتكلم بهيام..عيناه تشعان حبا و مودة..
- أريد أن أراك حبيبتي..لدقائق فقط...
ثم على صوته أكثر قليلا..و قال
- أقول ... أريد أن أراك لدقائق فقط....اذهبي لمكان هادئ ...
بعد مدة قصيرة..
- الآن تسمعينني بوضوح؟؟؟
جاءه صوت دافئ .. ناعم...يقول
- نعم حبيبي تكلم.
- ألا أستطيع أن أراك قليلا.
سكتت في دلال و كأنها تفكر..بينما قلبها يتمنى لقاؤه...سمعت صوته حرك بداخلها مشاعرها...
- أرجوك حبيبتي..قليلا فقط.
- حسنا عندما يدخل العريس سأكون في الخارج أنتظرك.

كان والد مازن في غاية الفرح إنها ابنته الوحيدة..كم تمنى لها شخص مثل محمد..يحبها..و يحميها..و الأهم من ذلك..أنه يخاف الله فيها..كان مطمئن لسارة مع محمد.... أشار مازن لمحمد أنه حان موعد الزفة...
صعد أبو مازن و مازن و أمامهما العريس إلى الحجرة التي توجد بها سارة و والدتها و لمى التي ارتدت عباءتها..سلمت سارة على جبين والدها..و الدموع حائرة في عينيها..هل تترك لها العنان لتسقط..أم تحبسها لتبدو جامدة أمامهم..ثم سلم عليها مازن و بارك لها..و أخيرا جاء دور العريس الذي نظر إلى سارة في إعجاب و انبهار..هذه الملاك الواقف أمامي..هي حبي الوحيد..هي عشقي..هي لي وحدي..و في أقل من ثانية استرجع عقله شريط ذكرياته..عندما كانوا صغار ثلاثتهم..كان محمد و مازن دائما يسرقان دمية سارة و هي تصرخ و تبكي.....و عندما كان والد مازن يوصل ثلاثتهم إلى المدرسة...هاهي ذي حلوتي أمامي..في ثوبها الأبيض.... عروس.....عروسي أنا......قطع عليه حبل أفكاره صوت الوالد وهو يبارك
لهما..
اقترب محمد منها..قبل جبينها..بارك لها ثم قال لها كلمة....كلمة واحدة فقط....شعرت معها سارة أن الدماء جميعها ستخرج من وجهها .. تأبطت ذراعه استعدادا للزفة..نزل مازن ووالده إلى صالة الرجال..بينما عند النساء..انطفأت الأنوار..علا صوت الموسيقى..والفتيات يهتفن من أسفل باسم سارة....توجه ضوء الكشافات إلى باب الحجرة..الذي انفتح مع صراخ الفتيات و تصفيقهن..شعر محمد بيد سارة ترتجف و قلبها يخفق بشدة..وجهها مرعوب..خائف..خفف عليها بصوته الدافئ ....
- حبيبتي..لا عليك..لما كل هذا القلق..؟؟.
ردت عليه بابتسامة .. لا تعلم لماذا ضاعت منها الأحرف..لم تستطع أن تتكلم أي كلمة....
خرج الاثنان إلى الصالة .. الفتيان انبهرن بجاذبية محمد التي لا يضاهيها سوى جمال و رقة سارة...بدأت والدتها بالبكاء,,جلست معها لمى تخفف عنها و ترجوها أن لا تراها سارة كي لا تبكي هي الأخرى معها..حيث كانت تعلم أن نقطة ضعف سارة هي والدتها.......

في الطرف الأخر من صالة الرجال يجلس شاب جميل .. جذاب..لكنه يائس.. حزين..كان أمجد مستاء من نفسه..لما الفتاة الوحيدة التي دق لها قلبي تكون لغيري.!!. لما الفتاة التي فوقتني ..علمتني من أنا من دون أن تشعر هيا..لا تريدني..!!.. آآآآه يالحظي..يا لحياتي.. لا بد أن يحدث تغير لنفسي...لابد......
بينما في الخارج كان عبدالله يتغزل في جمال نادية..التي خرجت كي ترى حبيبها...
انتهت الليلة بسلام ..كل شخص عاد كما كان..إلا...سارة و محمد فقد اختلفت حياتهما من الآن....ذهب محمد مع عروسه إلى بيتهما الجديد...

(محمد) ...شفتيها أحلى من الشهد..جسدها أنعم من الحرير..شعرها ألمع من الذهب.. لم تظهر له هكذا في يوم من الأيام..كانت جميلة ..لكنها اليوم آية في الجمال..كانت أنثى .. لكنها اليوم منبع للأنوثة..و زادها فوق كل ذلك ..الجمال الملائكي بالثوب الأبيض..و زاد من جمالها أيضا حمرة الخجل التي تصاعدت إلى وجنتيها...هي نسمة ترفرف فوق أزهار الربيع..هي كلمة تزين أحلى الأشعار..هي همسة تطرب كل الأذان....
اقترب منها وضع يده على كتفيها..اقترب أكثر أصبحت شفتيه بجوار خدها..تشعر بأنفاسه تلفح وجهها..ارتجفت من الخوف..شعور جديد يراودها.. أبعدت جسدها من جانبه بكل انسيابية..لاحظ الخوف عليها..فقرر أن يمهلها فترة كي تتأقلم معه..هكذا دائما محمد..لا يحب أن يأخذ الأمور رغما عن الشخص..يفضل أن يسمع الإجابة بنعم من الشخص قبل أن يتخذ أي خطوة تجاه أي شخص و إن كان لا تربطه به أية صلة..فما بالكم بسارة..كان يخاف عليها حتى من نفسه..يخاف أن تجرحها شعرة منه..يخاف أن يزعجها بصوته الدافئ..يخاف أن يحرجها بحبه الفائض..ذابت كلماته مع نظراته في سارة..اختلط حبه لها مع خوفه.. عندما وجدها أمامه..ترتدي قميصا وردي مطرز الجوانب..لم يلحظ انسحابها من جانبه لتغير ملابسها..لقد كان مشغول...مشغول في حبها..زادها ذلك القميص أنوثة طاغية..تشربت بشرتها ذلك اللون..شعر محمد أنه تائه بين الحقيقة و الخيال..هل صحيح أن حبه الوحيد يقف أمامه...تحت سقف واحد..في بيت يجمعهما وحدهما.....
(سارة) ...بنفس قدر حب محمد لها كان خوفها منه.. تشعر برهبة..إحساس متضارب..تعشقه..تخاف منه..تريده..تتهرب منه..عندما شعرت بأنفاسه تقترب من خدها..من دون تفكير..قوة لا إرادية..سحبتها و أبعدتها عنه..تود أن تستلقي في أحضانه..تنعم بدفء حنانه..تسعد بحبه لها..لكن ليس لها حيلة في ذلك..شيء رغما عنها يدفعها للجانب الأخر..شعرت به..
شعرت بغصة في حلقه..خجلت من نفسها..نزلت دمعة من عينيها..ألهبت خديها..ثم سقطت على كفيها..نظرت إلى الدموع..تمنت لو تكون دمعة..تولد و بعد أقل من ثانية تموت..لا تعاني من عذاب الدنيا و لا همها..لا تعشق و لا تحتار..أغمضت عينيها في استسلام للتعب و....و غطت في سبات عميق....لم تشعر بنفسها إلا عندما استيقظت و وجدت عليها غطاء يقيها من البرد.....



يتبع........
حيـ القلوب ــاة
وينك حياة كملي متابعه بصمت ريميه
وينك حياة كملي متابعه بصمت ريميه
الجزء الثامن



في الصالة جلس محمد مع والديه...فقال الأب...
- محمد أنت تعلم أنه مر على وفاة عمك أربعة أشهر.
- نعم يا أبي ..رحمه الله.
سكت الأب برهة و كأنه متردد..لكنه صمم أن يقول...
- و تعلم أن ابنته ليس لديها إخوة و هي صغيرة.
صدم محمد من كلام والده فقد فهم غاية أبيه..هل يريده أن..لا...قال له بلهجة خوف من القرار القادم..
- نعم أعلم..أعانها الله.
ابتسم الأب ابتسامة خفيفة و هو يثير الموضوع ذاته..
- أعانها الله..و لكن لابد لها من رجل يحميها ..إن الفتاة مهما اشتد عودها تحتاج إلى رجل .
غضب محمد و قد تأكد من توقعه فصاح في وجه والده..
- وهل تريد مني أن أكون ذلك الرجل.
وقف الأب و قد علا صوته هو الأخر..
- و ماذا في ذلك.؟.
بدأت الدموع تتجمع في عيني محمد..و سارة..حبيبته..زوجته..كيف..؟؟..
- ولكن يا أبي أنا متزوج..و أحب زوجتي..وهي لم تقصر معي في شيء .
- أعلم...وهي ليست الأولى و لا الأخيرة التي سيتزوج عليها زوجها ومكانها سيظل محفوظ..أنا لم أقل لك أن تطلقها!!.
صاح محمد و قد انهار و جلس في مكانه..
- لا أستطيع.
قطب الأب حاجبيه و بنظرة تحد قال...
- إذن..انسى أن لك والدين.
جحظت عينا محمد .. لماذا هذه المقارنة..كيف قارن نفسه و أمي بسارة.. جميعهم عزيزين..هم والدي و فضلهما على رأسي..و هي زوجتي و حبيبتي......نظر إلى والده نظرة يأس و إحباط...
ثم خرج من عندهم متوجها إلى ملجأه الوحيد..إلى حضن زوجته الدافئ.. كيف يشكي إليها مصيبة ستقع على رأسها ليس لها ذنب فيها..توقف أمام منزله..أسند رأسه على المقود..ترك العنان لدموعه لترتاح نفسه..ترك لها الحرية..ترك لعقله التفكير من دون ضغوط نفسية أو عائلية..هو يعلم مدى تعلقه بزوجته سارة و أنه على أتم الاستعداد أن يترك العالم من أجلها.. ولكن هذه المشاعر تتوقف أمام والديه..إنه يتذكر كم مر بمواقف صعبة وقف بجانبه والديه فيها..و لا ينسى دعاء والدته..كيف يرضي الطرفين؟؟.. لماذا يا أبي تضع أمامي هذه المعادلة التي ليس لها حل... بعد مدة تعب فيها من التفكير .. توقف عقله برهة فخطرت له هذه الفكرة..لم يجد لها بديل ستكون الحل المؤقت إلى أن يعفو عني والدي.. حاول أن يقنع نفسه بهذه الفكرة..دخل المنزل وجد ملاكه في انتظاره.. حوطته بذراعيها..ثم قالت له...
- لما تأخرت لقد قلقت عليك..؟.
ابتسم لها ابتسامة باردة..يحاول أن يرغم نفسه معها على الظهور بمظهره الطبيعي..لكنه لا يستطيع..فالذي سيحدث أكبر منه..لا يحتمله..لاحظت سارة شيء متغير في زوجها..و لكنها تعلم أنه لا يحبذ أن تسأله عن حاله إن كان متضايق..يفضل أن يخبرها بنفسه حينما يرتاح...تركته و توجهت للمطبخ معللة أنه يوجد لديها عمل..و الذي أكد لها أنه ليس على ما يرام أنه لم يعلق على ذهابها...رغم إنه كان دائما يفضل وجودها معه طوال الوقت..ذهبت وجلس محمد على الأريكة...يفكر..لم يستطع أن يمنع عقله من معاودة التفكير..و إن منع عقله..قلبه سيعمل..الذي يرى هذا الملاك أمامه تعامله بأفضل ما لديها...تحبه بأقصى درجات المحبة..هل هذا جزاؤها.. يتزوج عليها..لماذا يا أبي؟؟..ما ذنب هذه الفتاة..و ما ذنب تلك الفتاة تربطها بي و أنا لا أريدها..و سقطت دمعة ساخنة على وجنتيه.... ذهب محمد إلى والديه ....قال لوالده بلهجة تخلو من المشاعر..
- أبي.. سأتزوج ابنة عمي (ندى).
ابسم الوالد ابتسامة عريضة..قام يقف بجانب ابنه.. رتب على كتفيه و هو يقول..
- هذا ما عهدته منك دوما..لا تتخلى عنها..لقد أوصاني أخي بذلك.
بنفس اللهجة.
- حسنا.
دار محمد بجسده..لم يرغب في أن يرى والديه فيه..نظرة الإحباط..آسف يا أبي..حتى و إن تزوجت ندى لا أستطيع أن أسلمها قلبي ...
حار بين نفسه و بين قلبه..نفسه كانت قانعة بالقرار..بينما قلبه يتقطع على سارة..كيف سأخبرها...لكن سارة طيبه..ستقنع بذلك..لأنه رضاءَ لوالدي..

******

مرت ثلاثة أسابيع على زواج سارة..شعرت بأن الخوف بدأ يزول عنها.. رويدا .. رويدا.. اقتربت منه..خطوة.. خطوة.. أصبحا يتعاملان كالأزواج.. شعرت بسعادة كبيرة و هي تتظلل تحت جناحيه..دافئة بحنانه..غارقة في حبه..إنه لها و هي له ..يساعدها في عملها..يهتم بها أكثر من نفسه..يضعها بين رموش عينيه و يغلق عليها..و في يوم من الأيام..في لحظة شاعرية حالمة..القمر مكتمل..نسمة باردة تتخلل الهواء..جلست سارة مستلقية بجسدها على الأريكة في الردهة..تتأمل هذا المنظر البديع..الطبيعة الصامتة..إنها صامتة في هيئتها ..متحدثة في معناها..كانت توحي لها بأمور عدة..كانت ترغمها على الابتسامة و على تذكر حبيبها الأول..و زوجها الحنون..أغمضت عينيها في محاولة للاسترخاء..شعرت بقشعريرة تسري في جسدها مع لذة خفيفة..تسري مع مرور أنامل دافئة على وجنتيها..فتحت عينيها ببطء..فإذا هو عشيقها أمامها..بنظرته الحنون..وابتسامته الآسرة..بحبه العارم..اعتدلت في جلستها و جلس بجانبها..
أحاط بإحدى يديه كتفيها و ضمها ليه في حب.. وخوف عليها من البرد ..أما يده الأخرى فقد تشابكت أنامله بأناملها ..تعانقوا..اتحدوا..التقت نظراتهما في صمت..تركاهما يعبران عما بداخليهما.. تحركت شفتي محمد بكلمات دافئة و صوت حنون ...
- سارة هل أنت سعيدة معي..؟؟.
أمالت رأسها على صدره و هي تقول في دلال و كبرياء أنثى..
- و ما الذي يجبرني على البقاء معك لو لم أكن سعيدة.
ثم حوطت جسده بيدها و اقتربت منه أكثر في محاولة منها أن تستمد جزءا من حرارة حبه لها في هذا الطقس البارد...ضمها إليه أكثر..نظر إليها في حب تحول إلى حزن عميق..ما ذنبها كي أخونها مع امرأة أخرى..كيف اخبرها بزواجي ..ما لسبب؟؟..سامحك الله يا أبي ..ثم..من دون شعور منه..انحدرت دمعة قهر على وجنتيه .. استقرت على وجنتي سارة تحته..رفعت سارة بصرها إلى زوجها الغالي...ما سبب بكائه في هذه اللحظة!!..تعجبت..إنه ليس بكاء عادي..إن به الم و حرقة...
- ما بالك يا حبيبي..ما الذي يبكيك؟.
مسح دمعته وقال لها مع ابتسامة حنان...
- لا عليك...إنها دموع الفرح ..فكم تمنيت منذ الطفولة أن يجمعني الله بك في منزل واحد.
ابتسمت سارة و قد أقنعها جوابه بينما قلب محمد يبكي و ضميره يؤنبه.....

******


جلسا والد و والدة مازن في الصالة يتحدثان في أمور شتى بينما كان مازن معهم يقرأ الصحف..كان الوالدان يتحدثان عن سارة و حياتها الجديدة..عن اشتياقهم لها ..ثم سألت والدة مازن زوجها...
- هل سمعت عن هؤلاء الرجال الذين يدعون الدين و هم أبعد الناس عنه.؟.
زفر والد مازن و قال..
- نعم..هداهم الله..إنهم يثيرون البلبلة بين الناس.
نظر إليهم مازن بنظرة لا يفهم لها معنى .. ثم قام من مكانه...
- هل تسمحان لي بالانصراف؟؟.
أومأ له والديه أي نعم..و انصرف.. ثم أكملت منيرة ...
- سعيد..هؤلاء توعدوا بأنهم سيهدمون مبنى الوزارة ... الليلة.
ابتسم لها زوجها وقال...
- إنهم هكذا دائما يهددون فقط.
- و هل ستكون في المكتب الليلة.؟.
- نعم..عملي يتطلب ذلك..إن رجال المباحث مهمتهم أصبحت الآن القبض على هؤلاء المطلوبين.
ابتسمت له زوجته في حنان ثم قالت
- أعانك الله.
أكمل كوب الشاي الذي في يده..ثم و دعها و انصرف إلى عمله..لم تمر دقائق قليلة على ذهابه..و بينما كانت منيرة ترتب الصالة..حتى جاءها مازن..كان يحمل في يده حقيبة متوسطة الحجم... و يحمل في عينيه نظرة إحباط و ألم..توجه إلى والدته فورا ..تعجبت منه..لماذا الحقيبة..و الأهم لماذا تلك النظرة البائسة..اقترب منها ..قبل جبينها..سألته..
- إلى أين يا مازن.؟.
يعد تردد قال لها بلهجة لا يطمئن لها قلب والدته..
- أيام سأمضيها مع رفاقي ثم أعود كعادتي.
قالت له والدته في حنان…
- ألا تؤجل ذلك..إن الأوضاع الآن غير مستقرة.
لمعت في عينيه دمعة ساخنة..تفتق لها قلب والدته..ثم قال بصوت متهدج..
- لا عليك يا أمي.. ولكن ادعي لي.
ثم استدار سريعا..وترك والدته وسط حيرتها..نادت عليه ..لكنه لم يجبها.. أسرع الخطى..و كأن معه شيء يخجل من أن يراه أحد...تمنت والدته من كل قلبها..أن يحفظه الله من الشر..و يحميه من الفساد....

******

جلس محمد مع زوجته ندى كان معها بجسده فقط..أما عقله و قلبه فكانا مع إنسانة أخرى..إنسانة تملك كل مشاعره..إنسانة تسيره تبع هواها..ندى كانت تعلم أن قلبه ليس معها..كانت تشعر بذلك بغريزة الأنوثة لديها..لكنها تعلم أنها لو رغبت في أن تشد انتباهه إليها سيكون أمرا شاقا.. فكيف وهي لا ترغب بذلك..كان قلبها هي الأخرى متعلق بغيره.. حبيبها.. دائما تذكره..و تتخيل لو أنه هو الذي أمامها..هو الذي يشاركها نفسها.. نفضت هذه الأفكار من رأسها..فلا يصح لها أن تذكر رجل غريب و هي امرأة متزوجة ....قطع عليها أفكارها صوت زوجها...
- سارة هل لي بكوب من الشاي.
ثم أسند رأسه للخلف ...شعرت بألم من حروف سارة التي خرجت من شفتيه ..لقد طعنها في صمت..لم يستطع أن ينسى سارة..أهو يراني على هيئتها؟؟..أهو لا يشعر بوجودي..؟؟..قامت من مقعدها و بابتسامة صفراء قالت له..
- أمرك يا قلب سارة.
ثم شدت على حروف سارة الأخيرة كي ينتبه لها...و أسرعت الخطى للمطبخ ...و عيناها دامعتان..
شعر محمد بغصة في حلقه..كم أجبر نفسه على أن يكون مع ندى و لا يحرمها من أقل حقوقها كفتاة..ما ذنبها فيما قرره والدي؟؟..لقد جرحتها.. آلمتها....
وقفت ندى في المطبخ تعد الشاي..و فكرها مشغول..لماذا هذا المصير؟؟.. لماذا يا عمي؟؟..لو كان والدي على قيد الحياة لن يرضى لي بهذا..لماذا لا يكون مصيري كأي فتاة تعيش مع زوجها و قلبيهما مشترك؟؟..سالت دمعة حارقة على وجنتيها..أحرقت قلبها أكثر مما هو عليه...
قام محمد ..توجه للمطبخ..كي يراضي ندى..دخل عليها..استقبلته بابتسامة باكية..اقترب منها..قبل جبينها..امسك يدها..سحبها إلى غرفة الجلوس..جلس معها..أرغم نفسه على أن يلين معها أكثر..يسمعها كلاما ناعما..يعاملها كأي أنثى مع زوجها..بدأ الحديث بينهم جافا قليلا ثم بدأ الكلام يصبح أكثر متعة..تنوعت مواضيعهما..علت أصوات ضحكاتهما.. إلى أن شعرا بهزة خفيفة في الأرض ثم تبعها صوت انفجار..ذعرت ندى..تجمدت مكانها..استكان محمد قليلا يود أن يستوعب الذي يحدث.. ما هذا؟؟..قام من مقعده سريعا خرج بعد أن سمع صوت صراخ..سيارات الإسعاف..سيارات الشرطة..طائرات مروحية..خرج وجد مبنى الوزارة الذي يبعد عنهم ما يقارب الشارعان..قد هدم..فهم الموضوع..انه الإرهاب.. اقترب أكثر ..يحاول مساعدة رجال الأمن..وجد طفل يبكي و يصرخ يبحث عن أهله و بجواره رجل كبير ممد على الأرض و قد سلم روحه لبارئها...قطّع قلبه منظر الطفل...ثم نظر خلف الطفل فوجد جزءا من المبنى يتمايل على وشك السقوط...من غير تفكير..ركض محمد إلى الطفل..ارتمى فوقه في محاولة منه أن يصنع عليه جسر يحميه من الذي سيسقط....ثم سقط....آآآآآآآآآآآه....
دخلت الممرضة على سارة مكتبها..تخبرها في عجلة أنه توجد حالة طارئة في قسم الطوارئ في انتظارها..أسرعت سارة في الخروج.. ارتدت المعطف الأبيض و هي تسير في الممر في عجلة نم أمرها...وجدت فتاة شابة صغيرة في سنها تبكي بصوت عالي و هي تلطم خديها ما إن رأت سارة حتى أسرعت نحوها..وفي توسل شديد قالت..
- أرجوك أيتها الطبيبة..أنقذي زوجي..أرجوك.
ثم جثت على ركبتيها و هي تبكي بحرارة...حزنت سارة على منظر الفتاة التي لا يزيد عمرها عن العشرين..أهذا المريض زوجها...رتبت عليها وقالت..
- لا تقلقي...سأفعل اللازم.
تركتها سارة و انصرفت مسرعة إلى قسم الطوارئ..دخلت فوجدت المريض..على السرير لم تنظر إليه فقد وجهت نظرها إلى الممرضة التي تحمل ملف المريض..أخذته منها تحاول أن تأخذ معلومات عامة عن حالة المريض..كعادة سارة لا يسترعي انتباهها اسم المريض..بينما هذه المرة.. أمرها قلبها بأن تنظر إلى الاسم...ثم...جحظت عيناها..تصلبت يداها..
اسم المريض:محمد------
زوجها!!!!!!..غير معقول..توقف قلبها عن النبض في محاولة منه لاستيعاب الصدمة...تجمد دمها في مكانه...بصعوبة شديدة حولت نظرها إلى السرير لتجده....هو...نعم....هو ..بإضافة بعض قطرات نم الدماء و الجروح في وجهه...إنه هو...هذا يعني ...أن التي في الخارج زوجته.. و أنا من؟؟؟؟...من أنا؟؟؟؟..كيف يحدث هذا ..؟؟..لماذا حدث..!!!!..
- دكتورة سارة.......دكتورة سارة.
أعادها إلى وعيها صوت الممرضة..بنظرات إحباط..نظرات ألم..نظرت للممرضة التي سألتها..
- ما بك يا دكتورة؟؟.
لم تستطع سارة الرد عليها..إن لسانها ملجم بالقهر..حروفها محبوسة بالألم.....



يتبع........
حيـ القلوب ــاة
وينك حياة كملي متابعه بصمت ريميه
وينك حياة كملي متابعه بصمت ريميه
الجزء التاسع



تركتها سارة و انصرفت مسرعة إلى قسم الطوارئ..دخلت فوجدت المريض..على السرير لم تنظر إليه فقد وجهت نظرها إلى الممرضة التي تحمل ملف المريض..أخذته منها تحاول أن تأخذ معلومات عامة عن حالة المريض..كعادة سارة لا يسترعي انتباهها اسم المريض..بينما هذه المرة.. أمرها قلبها بأن تنظر إلى الاسم...ثم...جحظت عيناها..تصلبت يداها..
اسم المريض:محمد------ زوجها!!!!!!..غير معقول..توقف قلبها عن النبض في محاولة منه لاستيعاب الصدمة...تجمد دمها في مكانه...بصعوبة شديدة حولت نظرها إلى السرير لتجده....هو...نعم....هو ..بإضافة بعض قطرات نم الدماء و الجروح في وجهه...إنه هو...هذا يعني ...أن التي في الخارج زوجته.. و أنا من؟؟؟؟...من أنا؟؟؟؟..كيف يحدث هذا ..؟؟..لماذا حدث..!!!!..
- دكتورة سارة.......دكتورة سارة.
أعادها إلى وعيها صوت الممرضة..بنظرات إحباط..نظرات ألم..نظرت للممرضة التي سألتها..
- ما بك يا دكتورة؟؟.
لم تستطع سارة الرد عليها..إن لسانها ملجم بالقهر..حروفها محبوسة بالألم.........
أمسكت المشرط لإجراء اللازم...إن بين يديها سلاح..هل تستخدمه كما تملي على وظيفتها و تساعده في النجاة..!!!!...أم....تستخدمه كما تملي عليها رغبتها في القضاء عليه..!!!...بغير شعور منها..رمت المشرط..و غرزت أظافرها في جسده و هي تهزه في عنف و بأعلى صوتها تقول...
- لما فعلت بي ذلك لمـــــــــا..!!!!!!!!.
دموعها لم تحتمل الاحتباس لأكثر..فانهمرت في غزارة..انهمرت بمرارة..انهمرت تحاول أن تطفي لهيب غضبها و قهرها من الذي حصل. و هوت على الأرض و هي تبكي و تهز السرير في عنف.... الآهات تخرج منها قوية..صدمت الممرضة مما رأت..هل هذه سارة الفتاة الصلبة.. القوية..!!..ما الذي حدث؟؟..و هل تعرف هذا المريض..؟؟ و عندما كانت ستسأل سارة عن كل ذلك....سارة لم تترك لها المجال..نهضت بعنف..خرجت مسرعة إلى مكتبها و دموعها تخفف من عذابها..استدعت الممرضة طبيبا أخر..كي يهتم بالمريض.......بعد ما يقارب ثمان ساعات..خرجت سارة من مكتبها..بعدما شعرت ببعض الراحة..لم تجد الفتاة في الممر..ذهبت لقسم الطوارئ لم تجد أحدا هناك.... سألت الموظفين....اخبروها بأن المريض قد صعد إلى حجرة خاصة..ترددت هل تذهب أم لا..هل تذهب لترى زوجها و حبيبها مع غيرها..؟؟؟...ولكن أنا أيضا زوجته..لماذا لم يخبرني..!!..هو يعلم أنني سأقنع بما يريحه..سحبت رجليها سحبا..وهي تصعد إلى الحجرة المنشودة..وجدت الباب شبه مغلق..وصوت الفتاة واضح و هي تحمد الله على سلامة زوجها....لم تستطع سارة أن تصمد أمام كلمة الفتاة...زوجها...آآآآآآه...
استجمعت شجاعتها و قواها و صبرها...رغم أنه لم يظل لديها شيء منهم.. طرقت الباب..ردت ندى بصوت ناعم...
- تفضل.
دخلت سارة بخطوات بطيئة و كأن الزمن قد توقف..لا تعلم لماذا هذا الموقف لا يمر سريعا..و من غير تردد توجهت عيناها حيث كان يجلس..حبيبها ...أم...زوجها...أم...خائنها..
(سارة) تصلبت أكثر عندما رأتها تجلس بجواره يديها على يده..تطعمه بنفسها.. تستمتع بقربه..
(محمد) صُعق عندما وجدها أمامه..حبيبته..زوجته..مالكة قلبه..المستحوذة على تفكيره..عشيقته منذ الطفولة.لاااا..لقد جرحتها...ليتني أخبرتها في ظروف أفضل من هذه....
(سارة) تراجعت بخطوات بطيئة للوراء...اغرورقا عيناها بالدموع..يداها ترتجفان من كثرة الانفعال ...لم تستطع أن ترغم نفسها على الصمود و الاحتمال أكثر من ذلك....
(محمد) مد يده إليها يشعر بتأنيب الضمير.. و بصوت دافئ .. عميق..
- ســـارة.
(سارة) دارت بجسدها و انطلقت تجري...تجري..و الدموع في عينيها تجري و الدنيا أمامها سوداء...تجري وهي لا ترى سوى صورة زوجها مع غيرها..تزداد دموعها في الانهمار...اصطدمت بأناس ولكنها لم ترهم و لم تشعر بالصدمة..فالصدمة التي تعيشها أكبر.....كانت لا تشعر بنفسها كأنها ميتة....لكن للأسف هي حية..إنسانة حية بلا مشاعر....مجرده من الأحاسيس لقد فقدت نصفها الآخر...
(محمد) ضرب كفا بكف و هو يقول لنفسه....
- لماذا فعلت بها ذلك؟؟.
أوطأت ندى رأسها و قالت في أسى...
- هل هذه زوجتك سارة؟.
- نعم
- إنني آسفة لو كنت أعلم لكنت أكثر تحفظا معك.
قال لها بيأس..
- لا عليك..لم يكن ذنبك.
انسحبت الفتاة من جانب محمد في صمت حتى أنه لم يلحظ ذلك..خرجت تسأل عن سارة..إلى أن أرشدوها إلى مكتبها...طرقت الباب
... لكن لم يجب عليها أحد..طرقته مرة اخرى...لم يجب احد....فتحت الباب ببطء..وجدتها على مكتبها..مسندة رأسها على كفيها..تبكي في صمت يُسمع له صوت من كثرة القهر.. رفعت سارة رأسها ببطء فرأتها..أخر شخص كانت تود أن تراه سارة في هذه اللحظة...قفزت من مكانها .. وقفت أمامها ..تحاول المغادرة لولا أن الفتاة استوقفتها و قالت..
- أعلم أنك لا تودين التحدث معي و لكني أود أن أخبرك أمرا حتى ترتاح نفسي.
لم ترد عليها سارة فقد كانت في وضع لا يسمح لها بالتحدث بأي كلمة.. انتظرت ندى قليلا..و عندما لم تجد إجابة من سارة أكملت....
- أود أن أخبرك بأن محمد تزوجني رغما عنه..إن والديه أرغماه على ذلك..إنه.....إنه..يحبك أنا أعلم ذلك ولكن ليس بوسعي عمل شيء.
سكتت ندى برهة..أخذت نفسا عميقا ثم أكملت...
- كنت أحب شخصا غيره لكن تقاليد عائلتنا أرغمتني عن التخلي عن من أحب من أجل محمد فهو..((ابن عمي))..و ها نحن الآن متزوجان و لكن كلا منا قلبه مع شخص أخر...أتمنى أن لا تخسري زوجك من أجل تقاليد فرضتها عليه عائلته ..و أقولها لك مرة أخرى إنه.....يحـــبك.
ثم انصرفت ندى وهي تبكي بألم..لم يكن من السهل على أي فتاة أن تعترف بأن قلب زوجها مع غيرها..
جلست سارة على مكتبها مندهشة...لم يعد في مقدورها التفكير..حتى فيما ستفعله..هل تذهب إلى بيتها..؟؟..أم تعود إلى منزل أهلها..؟؟..هل تخبرهم بما حدث..؟؟.. أم تحاول أن تجد حلا بمفردها من دون تدخل أهلها..؟؟.. قامت..مسحت دموعها و خرجت من المكتب......

دخلت ندى على محمد و قد انتبه إليها فسألها..
- أين كنت..؟.
أجابته بابتسامة صغيرة صفراء ...
- لا عليك..كنت في دورة المياه.
لاحظ محمد هيئتها...عيناها المليئتان بالدموع..نظرتها الحزينة..حالتها اليائسة..لكن كل فكره منحصر في سارة....سارة وحدها.. طأطأ رأسه وهو مشغول الفكر...كيف يفهمها ما حدث؟؟..كيف يعتذر لها؟؟..كيف سيعودان مثلما كانا؟؟..ثم........
- هل لي أن أدخل؟.
(محمد) هذا الصوت ليس غريب على أذني..بل هو أحب الأصوات لقلبي..إنه صوت حبي..إنه صوت يلئم جروحي...يداوي ألامي....رفع بصره من دون وعي...إن هذا الصوت يسحرني...ثم....وجدها أمامه..بابتسامتها العذبة..و عيناها الساحرتان..و لكنها دامعة...تحسر على دموع زوجته الغالية...ابتسم لها في حب...وقلبه تزايدت نبضاته...هل ستغفر لي..إنني أعلم مدى طيبة قلبها..ستقنع باعتذاري لها......ثم سمع هذا الصوت الساحر مجددا...
- لقد نسيت أن أقول لك حمد لله على سلامتك.
اعتدل في جلسته استعدادا كي ينهض إليها...لكنها أسرعت و توجهت نحوه ..وضعت يديها على كتفيه و في حب قالت....
- لا تجهد نفسك يا حبيبي..إن جروحك لم تلتئم بعد.
رأت ندى هذا المشهد أمامها...فانسحبت في صمت...خرجت من الحجرة ..ذهبت إلى إحدى الممرات البعيدة عنهم..حتى لا تسمع المزيد..حتى لا يتقطع قلبها أكثر..لماذا يا عمي..لماذا هدمت حياة سارة مع زوجها و ربطت مصيري بشخص لا يريدني و يحب زوجته مع وجود شخص أحبه و يحبني..!!!!..لماذا لا يكون مصيري مثل سارة..!!..ثم جلست على ركبتيها و بكت...بكت حتى شعرت بالدموع تغسل هذه الأفكار من بالها......

******

في حديقة منزل أمجد كان مسترخي على إحدى الكراسي... يدخن سيجارة..يفكر في حاله..لماذا أنا هكذا..؟؟....لدي المال...لدي الجمال...لدي النسب..لكن لماذا حظي تعيس..؟؟..لماذا شخصيتي غير محببة..؟؟..هل أنا قاسي..!!..لماذا الفتيات اللواتي يردن التحدث معي لا أريدهن..!!..و التي أتمناها و اختارها قلبي لا تحبني بل تزوجت غيري ..؟؟..........فجأة...........تغير طريق تفكيره...تغير إلى فتاة أخرى..بل أخر فتاة كان يتوقعها...لماذا تخطر ببالي الآن..!!!!..لماذا أشعر بنبضات قلبي تتزايد..!!..لماذا أشعر براحة و أنا أتذكرها..!!..لماذا أشعر بحاجة لسماع صوتها حالا.......لمى!!!!.....كانت طوال السنوات الماضية أمامي بل تركض خلفي..تتمناني...لكنني لم أكن أراها شيئا...كيف الآن استحوذت على جزء لا يستهان به من تفكيري...!!!...هكذا فجأة من دون سابق إنذار!!!!..لكن هل سترضى بي بعد الذي فعلته معها..؟؟.... أهنتها..... تجاهلتها....حطمت صديقتها سارة أمامها.....هل ستغفر لي؟؟..أتمنى ذلك..إنني أود أن استقر مع فتاة..اسعد معها بقية حياتي.....تمنى ذلك من كل قلبه..قام من مكانه...رمى سيجارته...دخل للمنزل....وهو يغني فرحا....يرقص طربا لحالته النفسية الجديدة..إنها المرة الأولى التي يشعر بهذا الارتياح..كان دائما يفكر في الانتقام..أما الآن فهو يريد الاستقرار..الحب..الراحة..السلام.... في هذه الأثناء كانت شرارة سيجارته تسبح بين الأعشاب في الحديقة.. تنقض على ورق الشجر واحدة تلو الأخرى..تكاثرت..أصبحت لهب ثم نار صغيرة بدأت تكبر و تكبر..تقدمت..التهمت جميع ما تواجهه في طريقها.. الأخضر و اليابس.. الجديد و القديم..الجميل و القبيح....شم الجيران رائحة الحريق..شاهدوا الدخان الكثيف الأسود..تجمعوا حول المنزل.. استدعوا رجال الإطفاء و سيارة الإسعاف تحسبا لمن بالداخل.....الشخص الذي بدأ حياته الجديدة من دقائق...شعر بالنار..تلتف حوله..وجد جميع المخارج محاطة بالنار..شعر بالموت يقترب منه..صرخ طالبا النجدة.. يذهب يمينا....نار.....يذهب يسارا....نار.....لا يعلم كيف يتصرف انخفض..أصبح يسير على يديه و ركبتيه ليتنفس هواء نقي..وصل رجال الإطفاء..نزلوا منها وصل رجال الإطفاء...نزلوا منها سريعا..و بأقوى قوى الدفع تناثرت المياه في جميع الاتجاهات..دار صراع بين الماء و النار.. الحق و الباطل..الخير و الشر..صراع دام دقائق حتى تقلصت النيران مع لحظة وصول سيارة الإسعاف..نزل رجلان منها يحملان سرير الإنقاذ.. دخلا مع رجال المطافئ الذين استطاعوا أن يخترقوا بقايا النيران..وجدوا شخصا ممدا على الأرض..خنفه الدخان..أسرعا بحمله و توجها به نحو سيارة الإسعاف..حملوه إلى أقرب مستشفى..و هو بين الحياة و الموت.. التهمت النيران جزءا منه..حروقه كانت من الدرجة الثالثة..كان يشعر بأن النيران كأنها عدوا له متشبث به..إنه كابوس..لم يكن أمجد يتوقع أن يحدث له ذلك.. شعر بأن النيران أيضا التهمت جزءا من ذاكرته..لم يعد يتذكر و لم يعد قادرا على التفكير..ثم...سلم نفسه للأطباء..

******

مر على غياب مازن عشرة أيام..كان فيها قلب والدته مشغول..خائف.. يشعر بأن هناك شيئا لا يطمئن حصل لمازن.. بينما قلب الأب كالعادة قوي..يقول هو ليس صغير كي نبحث عنه..كانت والدة مازن تتصل على رفاقه تسألهم عنه..لا أحد منهم يعلم.. أوصت رفيق عمره و زوج ابنتها محمد الذي بدأ مازن يتهرب منه رويدا رويدا...تغير عليه..ذهب محمد يبحث عنه في الأماكن المعتاد مازن على زيارتها...منيرة كانت بجانب الهاتف و التلفاز علها تجد من يطمئن قلبها على ابنها..كان قلبها يؤلمها.. تشعر بأن مازن في خطر..ليس على ما يرام..أحواله في الفترة الماضية لا تطمئن..نظرته الأخيرة تدعوا للريبة و الشك..بينما منيرة أمام التلفاز...جاء موعد الأخبار..كان المذيع يلقي النشرة ووالدة مازن فكرها مشغول ..لم تكن معه..فجأة لفت انتباهها صوت المذيع عندما قال...

و قد صرح وزيرة الداخلية رعاه الله على أنه من يجد شخصا من الجماعة الضالة له مكافأة ماليه و هم...
صالح بن عمر الــ..
إبراهيم بن عبد الرحمن الــ..
مازن بن سعيد الــ..

انتفض قلبها عندما نطق المذيع اسم مازن ..لم تصدق ما سمعت.... كذبت اذنها .... بل نهرتها...وضعت يديها بلا وعي منها على أذنيها...ولكن لم تستطع أن تكذب عينيها فقد عرضت صور المطلوبين و منهم صورة ابنها...من ربته هو صغير..من تعبت لأجل أن يصبح رجلا نافعا..من سهرت عليه لينشأ نشأة صالحة..لمـــــــــاذا!!!!!...بكت بحرقة..مع ذلك كله..أيضا لم تصدق و كأنه حلم..بل كابوس..لم تصدق إلا عندما دخل زوجها و هو يجر أذيال الهزيمة خلفه..هزيمته في تربية ابنه..قال لزوجته بلهجة يأس و إحباط....
- لقد خسرت في تربية هذا الابن.
ثم صرخ حتى شعر بأن حنجرته أصبحت على طرف لسانه....
- خســـــــــــرت.
تعجبت منيرة من منظر زوجها..هذه المرة الأولى التي يكون فيها سعيد ضعيفا..كان قويا دائما..دموعه لم تعرف طريقها إلى خارج عينيه إلا عند وفاة والدته..و الآن خرجت دموعه بغزارة..لقد أطلق سراحها..اقتربت منه منيرة تحاول تهدئته ثم.........سعــــــــــــــــيد...........صرخت أم مازن مع سقوط سعيد...لقد سقط الجبل الراسخ..سقط من لا يعرف السقوط...سمع صرختها الجيران..حاولوا المساعدة..طلبوا سيارة الإسعاف..حملوا الشخص الشامخ..الذي لا ينحني دوما...الآن هو بين رحمة الله...أسعفوه لأقرب مستشفى.......

******

في المستشفى....مكتب سارة...سمعت طرقات على الباب..
- ادخل.
دخل رجل في الأربعين من العمر..دخل وقف أمام سارة التي اندهشت من وجوده..بينما هو لم تفارق عينيه سارة..ظلا هكذا دقائق..فقطعت سارة الصمت قائلة بلهجة مضطربة....
- تفضل.
جلس أمامها...كان يشعر برابطه تصل بينه و بينها..كان يتأملها .. إنها تشبه....تشبه....حاول أن يتذكر المرأة التي تشبهها سارة...لم يعد قادر على التركيز...تفكيره مشتت...إن معرفته بالنساء تتجاوز الحدود و المعقول..كان يتسلى مع النسوة ثم يتركهن و كأن شيئا لم يكن... كان يعرف أول فتاة من...من..حاول أن يحدد لكنه لم يتذكر....قطعت عليه أفكاره بصوتها....
- لم تجبني على سؤالي؟.
ابتسم في حرج...فهو لم يسمعها...
- عفوا..لم أسمعك كنت شارد الذهن قليلا.
- كنت أقول..لماذا أنت هنا هل تشكو من شيء؟.
- لا ولكن ابني (الوليد) مريض و عنده موعد مع طبيب الأطفال..وقد علمت أنك هنا..فقررت أن اسلم عليك.
- شكرا....آه.....كيف حال لمى منذ مدة لم أرها؟.
تعكر مزاجه...ما دخل لمى بيننا...أنا أتيت من أجل أن أراك..رد عليها من دون نفس..
- بخير.
تأملها برهة لم تكن قصيرة و هي أيضا..... تبادلا النظرات...نظرات استفهام بينهما....ثم قال لها....
- لا أعلم لماذا لدي شعور بأنه يوجد بيننا صلة؟؟.
ضحكت قليلا ثم قالت..
- هل من الممكن أن تكون أخي.
ضحك هو الأخر بدوره و يقول ...
- في هذا العمر و أخاك..؟؟...بل قولي أبي.
سكت...سكتت..نظر إليها..ابنتي!!..نظرت إليه في صمت..هل يكون والدي!!..نفضا الاثنان هذه الأفكار من رأسيهما عندما دق هاتفها...رفعت السماعة...
- أهلا...حبيبي..اليوم من المحتمل أن أتأخر..حسنا سأتصل بك لأخبرك لك متى سأعود.
- هل هذا والدك؟.
ضحكت له وقالت...
- لا بل زوجي
اندهش منها..هل أنا أمام فتاة متزوجة...
- منذ متى؟.
- منذ شهر تقريبا..ألم تخبرك لمى لقد حضرت العرس.
دق هاتفه هو الأخر....وجد رقم زوجته...علم أنها انتهت .... قام من مكانه... وقال...
- هل تسمحي لي...إن زوجتي بانتظاري..ولكن هذا رقمي إن احتجت أي شيء أرجوا أن لا تترددي في الاتصال بي.
ثم مد يده إليها ببطاقة تحمل اسمه و رقم هاتفه


سامي وليد الــ...
رقم الهاتف:,,,,,,,,

لفت انتباهها الاسم...أين قرأته؟؟..ليس غريب عليها..لكن الأغرب لما هذا الشعور مني تجاهه..!!..لما أشعر بحنان منه و تجاهه..!!
.....





سنعرف في الجزء القادم

يتبع........
ر ي م 100
ر ي م 100
الله يعافيك لا تتاخرين يا حياة

داخله جو

ريميه
سكون الشتاء..
سكون الشتاء..
عزيزتي القصة حلوة
حاولي تكملينها بسرعة
في انتظاااااااااااارك:)