دونا
دونا
~ اسم الله الفتاح ~
من إعداد رغودي عودي



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين
أختاه المفتاح الأكيد لأي باب مغلق
هو الرجوع الى الله
والتضرع اليه بأسمائه الحسنى


قرأت كلمات من مدونه نوال سعد تقول:

لن تفهم هذه الأسماء وإن عكفت على شروحاتها
إن لم تحيا بها وتدرك معناها

وتمارس مثل هذه الصفات في حياتك..
فهيا بنا أختاه لنحيا بأسم من أسماء الله الحسنى (الفتاح )

أتمنى قراءه الموضوع لأجل فهم أسم الله الفتاح
ومعناه والتقرب الى الله به وليس مجرد قرائه فقط


فكثيرا مانقراء عن أسماء الله الحسنى
ولكن هل أفكرنا أن نمارس العيش بأسماء الله
ونستشعر أسم الله ووجودة معنا وحولنا بأسمائه الحسنى

أفتحي قلبكِ وعقلكِ وأستشعري معنى أسم الفتاح



أولا / المعنى اللغوي :

الفتاح من الفتح نقيض الإغلاق ، والفتح النصر ،
واستفتحت: استَنْصَرت ،
والفتح الحكم والقضاء بين الناس .



ثانيا / وروده في القرآن الكريم :



ثالثا / المعنى في حق الله تعالى :

الفتاح :هو الحاكم الذي يحكم بين عباده بالحق .

وهو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده .

وهو الناصر الذي ينصر عباده المؤمنين .



رابعا / تأملات في رحاب الاسم الجليل :




المعنى الأول: الفتـــاح الذي يحكم بين العبــاد
فيما هم فيه يختلفون .


كما في قوله تعالى {.. رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ
وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} الأعراف: 89


قال ابن كثير: «أي افصل بيننا وبين قومنا، وانصرنا عليهم،
﴿ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾ أي: خير الحاكمين،
فإنك العادل الذي لا يجور أبداً».


وقد سمى الله تعالى يوم القيــامة بيوم الفتــح .
. لأنه يوم القضــاء بين العبــاد،
يقول تعالى {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ
وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} السجدة: 29


والمعنى الثاني: فتحه لعباده جميع أبواب الخيرات والبركات:

قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ﴾
فاطر: 2 الآية.


فالأمر بيد الله وحده ،
فهو الذي يفتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة ،

فما يأتيهم من خير ، أو رزق، فلا يقدر أحد أن يمنعه ،
وما يمسك سبحانه وتعالى ويمنع،

فلا يستطيع أحد أن يرسله ، فعنده الخزائن وبيده الخير،
وهو الجواد المنان الفتّاح، يفتح ما انغلق من الأمور والأحوال ،
فييسرها منه كرماً، ويتفضل بقضاء الحوائج وتفريج الكربات.




وهو الذي يفتح على من يشاء من أبواب الطاعات
والقربات على تنوعها وألوانها وصنوفها

على درجاتها، فمن الناس من يفتح عليهم في القرآن،
والعناية به، وحفظه،
وتجويده، وضبطه، وإتقانه،
وتلاوته، والقدرة على تعليمه .

ومن عباده من يفتح عليه في الصلاة
فتكون قرة عينه في الصلاة.

ومنهم من يفتح له في مساعدة المحتاجين
وإغاثة الملهوفين،ورعاية الأيتام والمعاقين ،

وتفريج كربات المكروبين، وتسديد ديون الغارمين،
وكفالة المساكين والمرضى المعوزين


قال معروف: "إذا أراد الله بعبد خيراً فتح له باب العمل،
وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد بعبد شراً
أغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الجدل".


والفتح الذي يفتح الله به على عباده
يكون له علاقة مباشرة بطهارة قلوبهم،

واتّباعهم لما يحبه، واجتنابهم لما يبغضه.



إن للفتح من الله على العبد أسباباً منها:

التوكل عليه واللجوء إليه، ودعاؤه والطلب منه،
والركون إلى جنبه،

فإن العبد إذا عقد أمله بالله، ولم يرج إلا الله،
ولم يدع غيره، ولم يثق إلا به،

ولم يتوجه إلا إليه، فتح الله عليه ما أغلق من الأبواب،
وما استعصى من المسالك، وهذا الصدق في قلب العبد
هو السبب في توفيق الرب سبحانه وتعالى،
فإذا ركن العبد إلى ربه، فتح عليه من رحمته، وسكون قلبه،
وطمأنينة نفسه، حتى لو كان مسجوناً مأسوراً في جب عميق
،


{ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ
وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا } سورة الكهف: 16




والفتاح يحب أن نتعامل مع سننه في الكون ونأخذ بالأسباب ،
فالجوارح تعمل وقلوبنا متعلقة به تنتظر فتحه ونصره سبحانه
وتعالى ، وقد يؤخر الله علينا الفتح ليختبر ثقتنا به ؛ لنقف على
الباب طويلاً؛ لنبقى بين يديه طويلاً نسأله ونرجوه ونبتهل إليه ،


وفي هذا المعنى يقول أحد العلماء: لا تسأم من الوقوف على بابه
ولو طردت، ولا تقطع الاعتذار ولو رددت، فإذا فتح الباب للمقبولين
فادخل دخول المتطفلين، وقل له مسكين فتصدق علي، فإنما
الصدقات للفقراء والمساكين وأنا فقير ومسكين.






عندما يأتي الفتح :

والفتاح يأتي بالفتح من حيث لا ندري،
فيوسف عليه السلام سُجن تسع سنين وسجْنه هذا قمة الفتح؛

لأنه لو لم يسجن لما كان تعرف على ساقي الملك،
فيرى الملك الرؤيا،
ويفسرها له يوسف ،
ولو كان خرج من السجن مبكراً قبل رؤية الملك للرؤية
ما كان عزيز مصر....

فكان سجنه ثم خروجه فتحا عليه
وعلى أهله وعلى أهل مصر وما حولها
بخطته في مواجهة المجاعة .



الله يفتح باب التوبة للعصاة :

قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن
رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر53


هذه الآية فى كتاب الله تفتح باب الأمل للعصاة
حتى لا يظلوا سائرين فى غيهم ،

راكبين رؤؤسهم فى طاعة أنفسهم وشياطينهم .

إن نفس المؤمن كثيرا ما تشعر بذنبها ،
وتندم على فعلها ،

وتذكر ماضيها وتود أنها لو كانت من المؤمنين
الذين عملوا الصالحات ،

فلو سد باب الأمل فى التوبة
والرجوع إلى الله لظل أغلب الناس
يتخبطون فى ظلمات المعاصي،

ولكن فتح الله باب التوبة لعباده
وهذه بعض قصص الذين فتح الله لهم


شاب يحكي قصة هدايته أنه كان مسافر
من القاهرة للإسكندرية بالقطار

وقد أعد لمعصية من أسوأ ما يكون ،
ركب القطار فجلس بجوار شاب يقرأ القرآن الكريم..

يقول: فأسمعني الله هذه الآية
"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ
إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ..." (النساء:108)


فظل يبكي حتى وصل الإسكندرية فحجز عودة
وعاد للقاهرة وكانت بداية الهداية والرجوع إلى الله .


أحد الأشخاص بداية حياته كانت في منتهى الانحراف،
ذات مرة قال له صديقه: يا فلان كثيرا ما سافرت للدنيا
سافر مرة لله واعمل عمرة، فوقعت في قلبه

وكانت بداية الرجوع إلى الله .



الفرق بين فتح الأنعام وفتح الأستدراج






ثمار الإيمان بالاسم الله (الفتاح)
1 - الله سبحــانه وتعالى هو الحـــاكم بين عبــــاده
في الدنيـــا والآخرة
يحكم بينهم بالقسط والعدل،
فالله جلَّ وعلا لا تخفى عليه خــافية،

وهو سبحــانه لا يحتـــاج إلى شهود
ليحكم بين خلقه وما كان غائبـــًا عما حدث في الدنيـــا .

2) الفتح والنصر من الله سبحــانه وتعالى ؛
فهو يفتح على من يشــاء ويذل من يشــاء .
وقد نسب الله تعالى الفتح إلى نفسه؛
ليُنبه عبــاده على طلب النصر والفتح منه لا من غيره ،

لذلك قال الله تعالى { فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ
أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}
المائدة 52 .

3) دوام التوكُّل أن تعتمد على الله سبحانه وتعالى
قبل الأخذ بالأسباب،
وأن تطلب منه وحده مفاتيــح الخيــر .

4) كن مفتاحـــًا للخيـــر ، ارفع للخير راية
يقول النبي: "إن هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح،
فطوبى لعبدٍ جعله الله عزَّ وجلَّ مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر،

وويلٌ لعبدٍ جعله الله مفتاحًا للشر مغلاقًا للخير"
رواه ابن ماجه وحسنه الألباني

5) اللجوء إلى الله في الأمور كلها في الشدة والرخاء
في السراء والضراء ...

في طلب الرزق وفي طلب العلم ،
وفي تيسير العسير، وتفريج الكربات، وطلب النصر ،

فهو سبحانه الفتاح العليم .

6) أن ندعو الله تعالى باسمه الفتـــاح




ومن الأدعيــة الواردة في القرآن والسُّنَّة
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ .

واللهم افتح لي أبواب رحمتك
عند دخول المسجد قال رسول الله: "إذا دخل أحدكم
المسجد فليقل: اللهمَّ افتح لي أبواب رحمتك.
وإذا خرج فليقل: اللهمَّ إني أسألك من فضلك" رواه مسلم


وحديث (إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب
العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه
ونصره ونوره وبركته وهداه
وأعوذ بك من شر ما فيه
وشر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك )

حسن إسناده شعيب وعبد القادر الأرناؤوط في زاد المعاد.



رمزيات و تواقيع عن أسم الله الفتاح













وأخيرا كانت هذي مشاركتي في نشاط
(وله الأسماء الحسنى)

في حلقه همم تسموللقمم (ربي أملأ أنفاسنا قرآن)

اللهم مالك الملك ذو الجلال والاكرام ياحنان يامنان ..
افتح علينا في ديننا ودنيانا وأخرتنا ..
ووفقنا الى ما تحبه وترضاه من خير القول والعمل
في الدنيا والاخره..
يا فتاح افتح لنا ابوب رحمتك
يا فتاح افتح لنا ابوب توفيقك ومغفرتك..
يا فتاح افتح بيننا وبين قومنا با الحق وانت خير الفاتحين
يا فتاح افتح علينا كل ما تعسر علينا بتيسر منك
ولاحول ولاقوة الا با الله العلي العظيم




عوده للفهرس



دونا
دونا
~ اسم الله الغفور~
من إعداد
قطرة21




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات؛
الحمدلله الذي جعلنا نتفكر
في أسمائه الحسنى ونتفكر بها
ومن هذا المنطلق أتت مشاركتي بأسم الله الغفور..

فتعالين اخواتي لنبحر في هذا الاسم العظيم



"الغفور"

معنى غفور يدل على الكثرة والقوة في الكم والنوع في الفعل،
فهذا الاسم يدل على صيغة المبالغة في ستر الله ذنوبنا بعدم
فضيحتنا أمام خلقه في الدنيا والآخرة،


ومن معاني الغفور ..
هو ستر الذنب عن صاحب الذنب بنسيانه،
لأن الإنسان لا يقوى على إحتمال هذه الحياة
مع إحساسه بالجريمة، فكيف إذا كثرت جرائمه
وتذكرها واحدة بعد الأخرى، لا شك أنه سينهار وتتوقف حياته،


وكم رأينا أناسا انتحروا أو فقدوا لذة الحياة لمجرد تذكرهم لشيء
ارتكبوه في حق إنسان، إذا تذكره يجدد الأحزان ويفسد حلاوة
الأيام، فكان من رحمة الله الرحمن ببني الإنسان أن كتب عليهم
النسيان، وذلك بستر الذاكرة بحجاب النسيان وتغطية الأحداث
باحداث بعدها، فيستر الجديد القديم فينساها الإنسان،
فهذا من معاني الغفور.

فالمغفرة:
أن يستر الله عنه هذا الذنب، وكل شيء سترته فقد غفرته،
والمغفر غطاء الرأس، والمغفرة التغطية على الذنوب والعفو عنها،
وغفر الله ذنوبه أي سترها


في حديث(( يُدنى المؤمن من ربه حتى يضَع عليه كنَفَه
- أي ستره – فيقرِّرُه بذنوبه: تَعْرِفُ ذَنّبَ كذا وكذا؟
فيقول: أعرف ربِّ، أعرفُ - مرتين - فيقول سَتَرْتُها عليك
في الدنيا، وأغْفِرُها لك اليومَ، ثم تُطوى صحيفةُ حسناته،
وأما الآخرون - أو الكفار أو المنافقون -
فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كَذَبوا على ربهم،
ألا لعنةُ الله على الظَّالمين ))




الله عز وجل غفور يستر العيوب والذنوب:
الآن الله عز وجل غفور، ما المعنى الدقيق ؟
"الغفور" هو الذي يستر العيوب ويستر الذنوب،
مهما بلغ الذنب، مهما بلغ الذنب من الكبر،
ومهما تكرر من العبد وأراد الرجوع إلى الرب،
فإن باب المغفرة مفتوح في كل وقت،
ما لم تغرغر النفس، وليس التوبة:

قال تعالى ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات
حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن

( سورة النساء الآية: 18 )

عند الغرغرة لا تقبل التوبة،
وكذلك عندما تطلع الشمس من مغربها،








لاستغفار نوعان: عام و خاص:

اسم الله "الغفور" يدل على دعوة العباد للاستغفار بنوعيه،
هناك استغفار عام واستغفار خاص، ما الاستغفار العام ؟
هو الاستغفار من صغائر الذنوب، وقبائح العيوب ، وما يدور من
خواطر السوء في القلوب، فالقلب فيه منطقتان، منطقة حديث
النفس، ومنطقة الكسب، وأنت ساكت،
هناك حديث داخلي، وهناك حديث ذاتي.

مثال: شخص ركب بمركبة إلى حلب، لوحده،
طوال الطريق يحدث نفسه، قال: يا ترى هل أزور فلاناً ؟ لا،
لا أريد أن أزوره، حوار ذاتي،
وهذا مايسميه كتّاب المسرح منولوج، حوار الذات،
ففي منطقة حديث النفس، قد يأتيك خاطر لا يرضي الله،
قد تفكر بإيذاء إنسان، قد تستصغر إنساناً مؤمناً لكن فقير،
كل خاطر، كل حديث ذاتي لا يرضي الله
ينبغي أن تستغفر الله من هذه الخواطر
،
هذا الاستغفار العام،
يعني الله عز وجل تفضل علينا،
وكأنه عفا عنا فيما حدثنا به أنفسنا،

أما إذا انقلبت هذه الخواطر إلى عمل،
صار في استغفار خاص
،
في ذنب ارتكبته، في سلوك فعلته، في موقف وقفته،
في نظرة نظرتها، في استعلاء استعليت به،
مادام في سلوك، انتقلنا إلى منطقة أخرى،
من منطقة الكسب، في خواطر، خطرات،
أفكار قد لا ترضي الله، تحتاج إلى استغفار عام،

إلى منطقة الكسب في سلوك،
الموقف الذي في خطأ، الذي في كبر،
الذي في تجاوز الذي في مخالفة،
هذا يستدعي استغفار خاص،
أن تستغفر الله من هذا الذنب بالذات.

كأن تقف موقفاً عنيفاً، موقفاً
استعلاء، من أنت ؟
﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾
( سورة فصلت الآية: 15 )
فاستغفر الغفار
من نعم الله الكبرى على الإنسان
أن الله يغفر لنا ما خطر في أذهاننا من خواطر لا ترضيه:

قال تعالى:
﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

( سورة يوسف )

عن الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه قال
(( والله إِني لأستغفرُ الله وأَتوبُ إليه في اليومِ
سَبعينَ مَرة ))



هناك من أعطى توبة النبي معنىً آخر،
يعني كلما أقبل على الله انكشفت له من حقيقة الذات الإلهية
ما رأى أن رؤيته السابقة ذنباً تستحق الاستغفار،
هذا الكلام في شأن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال رسولنا عليه السلام
(( إِنه لَيُغَانُ على قَلبي ـ ليغطى على قلبي ـ
حتى أَستَغفِر الله في اليومِ مئةَ مرة ))



وقال بعض العلماء:
كلمة مئة تدل على الكثرة، لا على العدد المحدد،
هذا الاستغفار العام، أما الاستغفار الخاص فهو كما ورد قبل قليل:
متعلق بمنطقة الكسب، بعد تعمد الفعل،
يعني سخر، اغتاب، نمّ، احتقر، ضرب، استكبر،
استعلى، بعد تعمد الفعل واقتراف الإثم في اللسان والجوارح

كقوله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما
* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً *إِلَّا مَنْ تَابَ
وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ﴾

( سورة الفرقان )

كأن يكون قبل التوبة كان بخيلاً، بعد التوبة أصبح كريماً،
قبل التوبة كان غضوباً، بعد التوبة أصبح حليماً،
قبل التوبة كان قليل الورع، بعد التوبة أصبح كثير الورع.




همسه:
احذري الانبهار بالغرب
أن المسلمين حينما يستصغرون دينهم ويرون أن الغرب بما فيه
من فسق، وفجور، وانحلال، وتطاول، وغطرسة، وكبرياء ، هم
القوم، هم المتحضرون، هم الأخلاقيون، إذا أغفلنا ديننا، وتطلعنا
إلى الغرب على أن الحضارة منه، والقيم منه، والحسن ما فعله،
والقبيح ما قبحه، ولا تعطى رخصة في أي مكان
في العالم لفندق من نوع الخمس نجوم إلا إذا كان فيه الخمر،
هكذا، حينما نرى الغرب مصدر الحضارة، مصدر الرقي،
الغرب هم الأناس الذين عرفوا كيف يعيشون.

قال رسول الله (( كل نفس تحشر على هواها،
فمن هوي الكفر فهو مع الكفرة، ولا ينفعه عمله شيئاً ))



حينما نرى الغرب كل شيء ونحن لا شيء، نحن على ما نحن
عليه، عندنا وحي السماء، عندنا دين القيمة، عندنا سيد الأنبياء
والمرسلين، عندنا منهج الخالق، عندما لا نرى أنفسنا شيئاً، ونرى
الغرب كل شيء، هذا أخطر شيء بالإنسان أن تهتز
مبادئه و قيمه من الداخل،
لذا احذري اخيتي ان تجرفي خلف وهج زائف
واستغفري الغفور من كل ذنب





نحن كعبيد ما علاقتنا بهذا الاسم؟ الله غفار وأنت؟
ألا تنسى أخطاء الآخرين أبدا ولا تغفرها؟


قال العلماء:
حظ المؤمن من اسم الله الغفار
أن يستر من غيره ما يستره الله منه،
أدق حق يعنيك من اسم الغفار
أن تستر من إخوانك المؤمنين وغير المؤمنين
ما ستره الله منك.


قصة:امرأة زنت في عهد سيدنا عمر وأقيم عليها الحد ثم تابت
وجاء من يخطبها، فجاء أخوها إلى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
فقال: يا أمير المؤمنين جاء من يخطب أختي أفأخبره بذنبها وإقامة
الحد عليها، غضب عمر رضي الله عنه أشد الغضب،
قال: والله لو أخبرته لقتلتك.



فأنت كمؤمن لك أخ صديق زلت قدمه وقع في معصية
علمتها أنت لا ينبغي أن تذكرها لأحد إذا كنت مؤمناً
وعرفت اسم الغفار،كما أن الله غفر لك وتاب
عليك يجب أن تغفر لإخوانك وأن تستر ذنوبهم،

لك أخ وقع في ذنب
إن تكلمت عن ذنبه فقد اغتبته
وإن عيرته ابتليت به
وإن رضيت منه هذا الذنب شاركته في الإثم،
وهناك من إذا بلغه أن أخاه أكل مالاً حراماً قال
جيد ما فعل استطاع أن ييسر معيشته... فبهذه الكلمات يأثم معه،
فثناؤه على معصيته، واستحسانه لعمله مشاركة في الإثم ،
واحتقاره بقوله كيف فعل هذا سوف يبتلى بهذا الذنب
لأنه عيره به وذكر معصيته للناس.


لا يوجد إنسان كله أخطاء ولا ميزة له،
عندك موظف كله سوء؟ أنا مسرور من أمانتك اطمئن،

شخص دخل على النبي عليه الصلاة والسلام دخل على المسجد
ليلحق ركعة مع رسول الله فركض وأحدث ضجة وجلبة وصخباً
وضجيجاً وشوش على الصحابة صلاتهم
فالنبي الكريم علمنا
فعنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ
فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ)
(صحيح البخاري)


فأنت كمؤمن عليك أن تتخلق بأخلاق الله عز وجل
على قدرك البشري،

يوجد قصة رائعة جدا
عندما جاء عكرمة مسلماً بالله ماذا قال النبي الكريم، قال: جاءكم
عكرمة مسلما، فإياكم أن تذموا أباه . من أبوه؟ أبوه أبو جهل أعدى
أعداء النبي قال: فإن ذم الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت، أو كما
قال عليه الصلاة والسلام.


يروى أن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
مر بجيفة ولا أعتقد أنه يوجد في الأرض أبشع لا في المنظر
ولا في الرائحة من الجيفة،
فقال أصحابه: ما أنتن ريحها، فقال عليه الصلاة والسلام: ب
ل ما أشد بياض أسنانها أنظروا ما أجمل أسنانها،


لعل مغزى هذه القصة، لن تكون أباً ناجحاً ولا معلماً ناجحاً
ولا داعياً ناجحاً ولا تاجراً ناجحاً ولا مدير معمل ناجحاً
ولا مدير مستشفى ناجحاً إلا إذا عرفت ميزات الذين حولك،
ذكرتها وقدرتها بعدئذ وجه لهم ما شئت من النصائح
فيقبلونها منك، أما إذا غفلت عن ميزاتهم
وتتبعت أخطاءهم فهذا مما يبعدهم عنك.


اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم،
هذا الدعاء كان من أحب الأدعية إلى النبي عليه الصلاة والسلام.






شروط المغفرة: العودة والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنب




يقترف بعض الأشخاص المعاصي
مبررا لنفسه بأن الله غفور رحيم،

لا، غفور رحيم إذا تبت إليه

﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

رجعت إليه تائباً، مستقيماً، مقلعاً عن الذنب،
الله عز وجل يقول:

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ﴾

( سورة الزمر الآية: 53 )

تتمة الآية:

﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ
ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ *
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ﴾

( سورة الزمر )

يعني غفور رحيم إن عدت إليه، غفور رحيم إذا تبت إليه،
غفور رحيم إذا أنبت إليه، غفور رحيم إذا استغفرته،
أما غفور رحيم على إطلاقها، الآية واضحة جداً،

﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
﴿ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾
( سورة الحجر )

غفور شرطه العودة، والتوبة، والإنابة، والإقلاع عن الذنب.





العفو لا قيمة له إلا إذا كنت مقتدراً:

أحياناً الإنسان لضعفه يقول لك سامحته،
لأنه ضعيف، لأنه لا يملك أن يحاسبكأويعاقبك، ضعيف،


لكن أنت حينما تعفو عن عدوك وهو في قبضتك،
وبإمكانك أن تسحقه، وبإمكانك أن تذيقه ألوان العذاب،
وتعفو عنه هذا العفو يرقى بك عند الله.

لذلك حينما ائتمرت قريش على رسول الله عشرين عاماًً،
ونكلت بأصحابه ، وحاربته مرات عديدة،
ثم وقعوا في قبضته عند فتح مكة،
عشرة آلاف سيف متوهجة ينتظرون كلمة من فمه الشريف، قال:

(( ما تظنون إني فاعل بكم ؟ قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم،
قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ))



لذلك العفو لا قيمة له إلا إذا كنت مقتدراً،
وقد قيل العفو عند المقدرة،
كذلك قيمة الأمانة إذا لم تكن مدان
مثلا إن أنت موقع سنداً، موقع إيصالات،
وأعطيت مكان إقامتكل خصمك وخصمك قد يقيم دعوى
عليك ليأخذ المبلغ كاملاً منك، و أديت له أنت هذا المبلغ
فلن تكون كمن يؤدي الامانة وهو مدان في الأرض.

في قصة أن احدهم أودع مع رجل عشرين مليوناً
ليستثمرها عنده، ولم يعلم أحداً بذلك،
ولم بأخذ وصلاً، ومات بحادث،
فالذي لديه المال ليس عليه اثباتات (في الأرض ليس مداناً)
ولكنه توجه إلى الورثة، وقدم لهم المبلغ، هذه الأمانة،
أنت تؤدي ما عليك، ولست مداناً في الأرض.
لذلك هناك صفات أخلاقية يجب أن تكون معك،
كأداء الأمانة ألا تكون مداناً،
والعفو أن تكون مقتدراً، العفو عند المقدرة.




عوده للفهرس
دونا
دونا
~ اسم الله العليم ~

من إعداد.. اطيب بنوووووووته





العليم:اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل
الذي لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيـان
وهو الذي يعلم تفاصيل الأمور ودقائق الأشياء
وخفايا الضمير والنفوس
ولا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض
فعلمه محيط بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها
دقيقها وجليلها علمٌ بما كان وما هو كــائن
وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون .







أحبتي : من صفات الله العظيمة، صفة العلم والله - عز وجل -
من أسماءه الحسنى العليم يُدعى به ويتعبد له به
وهو سبحانه علام الغيوب ولهذا يقول النبييون يوم القيامة
عندما يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم؟


{قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}


ويقول سبحانه لعيسى ابن مريم:
{أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا
يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا
فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}









سبحـــان العالم بكل شيء
الذي لكمال علمه يعلم ما بين أيدي الخلائق وما خلفهم
فلا تسقط ورقة إلا بعلمه،ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه
يعلم دبيب الخواطر في القلوب حيث لا يطلِّعُ عليها المَلَك
ويعلم ما سيكون منها حيث لا يطلِّعُ عليه القلب ..
فسبحانه وتعالى في كمال علمه وطلاقة وصفه
فعلمه فوق علم كل ذي علم كما
قال الله تعالى { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }





ان الله سبحانه وتعالى اختار من بين أسمائه كلها اسمين:
العليم والقدير
لأن الإنسان لن يستقيم على أمر الله
إلا إذا أيقن أن علم الله يطوله وأن قدرته تطوله،



إذاً أكثر أسماء الله الحسنى تأثيراً في استقامتك اسم العليم،
وأكثر أسماء الله الحسنى تأثيراً في استقامتك اسم القدير،
والآية الكريمة تؤكد هذا المعنى:


﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ
الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً(12)﴾



مثال على ذلكـ دعاء الاستخاره جمعت بين علم الله وقدرته:






أولهـا :علمه بالشيء قبل كونه ، وهو سر الله في خلقه ،
اختص الله به عن عباده .


ثانيـها:علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته
وقبل إنفاذ أمره ومشيئته .

ثالثـها : علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه ووقت خلقه وتصنيعه .

رابعـها : علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه
وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه .



واخيرا :


الله - عز وجل - من صفاته العلم،
وقد وصف بعض عباده أيضاً بالعلم




فهناك فروق بين علم الله وعلم خلقه:



الفرق الأول: أن علم الله - سبحانه وتعالى -
غير مسبوق بجهل،بل عليم منذ الأزل.
بينما المخلوق تجده يوصف أحياناً بأنه عالم أو عليم
أو حتى علامة لكنه مع ذلك علمه مسبوق بجهل.



الفرق الثاني :هو أن علم الله واسع، بينما علم المخلوق محدود،
ولهذا قال سبحانه:
{وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}



الفرق الثالث :هو أن الله سبحانه وتعالى لا ينسى
قال الله تعالى:
{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}
بينما العبد المخلوق ينسى ما كان يعلمه أشياء كثيرة يتعلمها
ويحفظها فإذا دخل مرحلة الشيخوخة نسى معظمها.




الفرق الرابع: أن علم المخلوقات عن الشيء الواحد يتفاوت، فقد
يكون هذا الإنسان نبياً، وهناك أشياء لا يعلمها.
فسليمان نبي من عند الله عز وجل ومع هذا يجهل أمر سبأ،
وما هم فيه، ويأتيه بخبر القوم الهدهد،
طائر صغير، مع أن سليمان - عليه السلام -
مسخرةٌ له الجن والريح وكان ملكاً نبيا.







عوده للفهرس
دونا
دونا
~ اسم الله البر ~

من إعداد.. نووونه8





والبرُّ.. هذه الكلمة باؤها مثلَّثة.. ومعنى ذلك
أي أنَّ هناك بَرٌ، وبُرٌ، وبِر،
فالبُرُّ هو القمح..
والبِرُّ هو الإحسان..
والبَرُّ هو اليابسة في الأصل،
أما البَرّ إذا كان إسماً من أسماء الله الحُسنى هو بالفتح،
أي فاعل البِرّ، والبِرّ هو الإحسان، أي المحسن




فسّره الإمام الخطابي بقوله:
"البر هو العطوف على عباده, المحسن إليهم,
عمّ ببره جميع خلقه, فلم يبخل عليهم برزقه,
وهو البرُّ بأوليائه, إذ خصهم بولايته,
واصطفاهم لعبادته, وهو البرُّ بالمحسن
في مضاعفة الثواب له, والبر بالمسيء في الصفح,
والتجاوز عنه".


وذكر الإمام البيهقي
في كتابه الأسماء والصفات عن الحليمي قوله:
" معناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر,
ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم,
ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها, ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها،
ويكتب لهم الهمّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهمّ بالسيئة".






أنواع البر الإلهي:

إذا تأملنا مقاصد هذا الاسم الإلهي العظيم ودلالاته،
تبيّن بجلاءٍ أن برّه سبحانه وتعالى بخلقه على نوعين:

البرّ العام:
وهو الإحسان الإلهي الذي وسع الخلائق كلّها في البرّ والبحر،
والسماوات والأرض، وما من مخلوقٍ إلا وقد أسبغ عليه نعمه
وإحسانه ظاهراً وباطناً، فهيّأ له رزقه وقوته، وكساه الجمال
وأحسن خلقه، وأعطاه ما ينفعه ودفع عنه ما يضرّه، بحسب ما
تقتضيه حكمته، ومن دلائله

قوله تعالى: { ورحمتي وسعت كل شيء} (الأعراف:156)،
وقوله تعالى
: { وما بكم من نعمة فمن الله} (النحل:53)،
وقوله سبحانه: { الذي أحسن كل شيء خلقه} (السجدة:7).

البرّ الخاص:
وتعني ما خصّ به المؤمنين المتقين دون غيرهم، بتوفيقهم إلى
الطاعة وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وتثبيتهم على الاستقامة،
والأمن والطمأنينة النفسيّة، والعفو عن السيئات،
ومضاعفة الحسنات:
{ ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون
ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون}
(الأعراف:156)،

وغيرها من الخصائص التي أكرمهم بها، أما في الآخرة فقد خصّهم بالجنة وبرؤيته
سبحانه وتعالى: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}
(يونس:26)، ويالهما من نعمة.




آثار الإيمان بهذا الاسم:

أولاً: إدراك أن الخالق سبحانه وتعالى يريد بعباده اليسر
ولا يريد بهم العسر:
{ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (البقرة:185)

ومن التيسير الحاصل لهم مجازاتهم بالعمل اليسير الأجر الكثير،
وإثابتهم بمجرّد النيّة الصالحة، وفي المقابل: غفران السيئات
ومحوها بالأعمال الصالحة:
{ إن الحسنات يذهبن السيئات} (هود:114)،

ومجازاة السيئة بمثلها،
قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:
(من هم بحسنة فلم يعملها، كتبت له حسنة، ومن هم بحسنة
فعملها، كتبت له عشرا إلى سبع مائة ضعف، ومن هم بسيئة فلم
يعملها، لم تكتب، وإن عملها كتبت)
رواه مسلم.


ثانياً: إمهال الخالق للمذنبين وستره لعيوبهم،
قال سبحانه وتعالى: { وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما
كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا}

(الكهف:58)،


فينبغي على العبد أن يعرف بره سبحانه في ستره عليه حال
ارتكاب المعصية، مع كمال رؤيته له، ولو شاء لفضحه بين خلقه،
وإذا اشتغل العبد بمطالعة هذه المنة وتذكّرها واستحضارها، قوي
تعلّقه بالله وازداد إيمانه، وهو أنفع له وأكمل من الاشتغال
بالجناية، وشهود ذل المعصية




فالبَرُّ.. في حقِّه تعالى أي فاعل البِرِّ والإحسان



وقد بلغ بر الرب بأوليائه في الدنيا
أن لو أقسم عليه أحدهم للبى له طلبه وما حنثه في يمينه

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ )
.

كذلك الله سبحانه وتعالى يكشف لعبده المؤمن يوم القيامة
عن كلِّ شيءٍ ساقه له في الدنيا من متاعب،
لا شكَّ أنَّ هذا الإنسان يذوب من شدَّة الامتنان إلى الله عزَّ وجلَّ.
﴿ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾

أدلة هذا الاسم من النصوص الشرعيّة:






اسم البَر ورد في القرآن مرَّةً واحدة في سورة الطور:
﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾
﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ ﴾
هم في الجنَّة الآن ويتحدَّثون عن ربِّهم
﴿ نَدْعُوهُ ﴾
في الدنيا.
﴿ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾
أي بَرٌ رحيمٌ بنا في الدنيا والآخرة.

ورد مشتق هذا الإسم في سورة مريم، في قوله تعالى:
﴿وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً (14)﴾
(سورة مريم)

وفي السورة نفسها ورد على لسان سيدنا عيسى:
﴿وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32)﴾
(سورة مريم)

معنى ذلك أنَّ الإنسان إذا أراد الله تأديبه في حياة أمِّه
ربَّما كان بعضُّ هذا التأديب لأمِّه.
لذلك ورد في الأثر القدسي
أنَّه إذا ماتت الأم

قال الله سبحانه وتعالى:

(( عبدي ماتت التي كنا نكرمك لأجلها،
فاعمل صالحاً نكرمك لأجله.))

عوده للفهرس


دونا
دونا
~ اسم الله الكريم ~

من إعداد.. أم وسوومي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسم الله تعالى الكريم
من الأسماء المُحببة إلى النفوس المؤمنة،
فهم متقلبون في نعيمه ليل نهار ..
فلا كرم يسمو على كرمه، ولا إنعام يرقى إلى إنعامه،
ولا عطاء يوازي عطاؤه ..
له علو الشأن في كرمه،
يعطي ما يشاء لمن يشاء كيف يشاء بسؤال وغير سؤال ..
يعفو عن الذنوب ويستر العيوب .. ويجازي المؤمنين بفضله،
ويمهل المعرضين ويحاسبهم بعدله ..
فما أكرمه .. وما أرحمه .. وما أعظمه ..



المعنى اللغوي

الكريم: صفة مشبهة للموصوف بالكرم،
والكرَم نقيض اللؤم ..

وكَرُمَ السحــابُ: إذا جــــاء بالغيث ..
والكريم:
الصفوح، كثير الصفح ..
وقيل لشجرة العنب: كَرمَةٌ بمعنى كريمة ..

معنى الاسم في حق الله تعالى




ويقول الغزالي:

"الكريم: هو الذي إذا قدر عفا وإذا وعد وفى ..
وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء،
ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى ..
وإن رُفِعَت حاجةٌ إلى غيره لا يرضى ..
وإذا جُفِيَ عاتب وما استقصى ..
ولا يضيع من لاذ به والتجأ، ويغنيه عن الوسائل والشفعاء ..
فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكلُّف،
فهو الكريم المطلق وذلك لله سبحانه وتعالى فقط
"





وروده في القرآن
ورد اسم الله تعالى في القرآن في ثلاثة مواضع










الفرق بين الكرم والجود ..

الجود: هو صفة ذاتية للجواد،
ولا يستحق بالاستحقاق ولا بالسؤال.

والكرم: مسبوق باستحقاق السائل والسؤال منه.



أما معنى اسم الله تعالى الأكرم

الأكرم: اسم دل على المفاضلة في الكرم،
فعله: كرم يكرم كرما،
والأكرم هو الأحسن والأنفس والأوسع،
والأعظم والأشرف، والأعلى من غيره
في كل وصف كمال،

قال تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ }




الفرق بين الكريم والأكرم

والأكرم سبحانه هو الذي لا يوازيه كرم
ولا يعادله في كرمه نظير، وقد يكون الأكرم بمعنى الكريم ..


لكن الفرق بين الكريم والأكرم:
أن الكريم .. دل على الصفة الذاتية والفعلية معًا،
كدلالته على معاني الحسب والعظمة
والسعة والعزة والعلو والرفعة وغير ذلك من صفات الذات،
وأيضًا دل على صفات الفعل فهو الذي يصفح عن الذنوب،
ولا يمُنُ إذا أعطى فيكدر العطية بالمن ..
وهو الذي تعددت نعمه على عباده
بحيث لا تحصى وهذا كمال وجمال في الكرم.

أما الأكرم .. فهو المنفرد بكل ما سبق في أنواع الكرم الذاتي
والفعلي، فهو سبحانه أكرم الأكرمين له العلو المطلق على خلقه في
عظمة الوصف وحسنه، ومن ثم له جلال الشأن في كرمه وهو
جمال الكمال وكمال الجمال.




الدعاء بإسم الله الكريم






واخيرا
اسأل الله ان ينفعنا بما كتبنا ويجعله في ميزان حسناتنا


عوده للفهرس