المشتاقة الى الجنه
جـلـد الـضـب




أنا رجّال حضري .. حيل ..
ما آكل الضب و لا عمري ذقته ..
لكن أمر الله شق الجربة ..
إذا قرصك الجوع تاكل حتى الحياي .. ( يعني الحيّات )
يا معوّد الشباب أكلوا البرسيم ( الجت ).. بس مطبوخ ..
و في بعض الروايات .. أكلوا تبن .. ( بس أنا مو معاهم .. )
الضبان أهون يا معوّد ..
و الله طحنا في الضبان طيحة قشرة .. حتى الواحد صار يخاف تطلع له عكرة ..
لكن العهدة على الشباب الخبيرين .. يقولون هذا ضب ..
و اللي أشوفه صراحة إن شكله أقرب إلى الورل .. .. و أنتو بكيفكم ..
الشباب يقولون إن لحم الضب مثل لحم الدجاج .. هذا بالتواتر ..
و اللي شفته هناك إن لون لحمه و طعمه مثل لحم السمك بالضبط .. زفر ..
و بعدين الضب ما يسبح .. هذا أنا شايفه يسبح في الماي شوف عيني .. تقل تمساح ..
و بعدين .. هذا راسه مثل راس الورل ..
و له لسان مشقوق نصفين مثل لسان الحية بالضبط ..
لكن الصراحة .. بعيداً عن الرأس .. بقية الجسم مثل الضب
خاصة العكرة .. عكرة ضب ما فيها كلام
علاوة على أنه طامن ما هو دفرنسين مثل الورل ..
المهم .. ما كذبنا خبر .. لحم ببلاش .. صرنا نرسل فرق استطلاع
و فرق ترصد .. و فرق اقتحام .. لصيد الضبان ..
وش نسوي .. خاست بطوننا من هريسة أبو الجدايل .. أكلنا منها خياش خياش ..
و الطارش ما رجع .. ( أبو الخطاب راح لباكستان يجيب لنا ارزاق ) .. و هذا درب الضيف ..
و لا عندنا فلوس نشتري لحم .. الخروف بخمسة و أربعين ألف روبية ..
المهم .. أهم شي .. لا يدرون الأفغان إننا ناكل هذا المخلوق الزاحف ..
الأفغان .. كل شي عندهم حرام .. إلا بهيمة الأنعام .. ..
حتى كنا نصيد الوبر في كابل .. و نحطها في خياش .. و نسلخها بعيد
ثم نشويها و ناكلها .. و نقول لهم .. هذي طيور ..
حتى واحد منهم أكل معنا على أنها طيور .. ثم أخبرناه إنه وبر
قعد مدة طويلة يستغفر الله و يتوب إليه ..
المهم .. نرجع لسالفتنا ..
كنت أوصي الشباب أن يذبحون الضب و يسلخونه في الخفاء بين الشجر و يدفنون المخلفات ..
الأمور مشت على ما يرام .. ردحاً من الزمن ( لاحظ ردحاً .. ترى ما تلقاها في مواضيع فدغون )
إلى أن جاء أحد الأيام ..
زارنا الأفغان .. يشربون عندنا الشاي .. و حنا نتاغر زفر ..
و سالفة رايحة .. و سالفة جاية .. و ابتسامات صفراء .. و نظرات الشك و الاتهام ..
قال واحد منهم :
شفتكم أمس من فوق الجبل تلاحقون ضب .. ؟؟ ..

طن طن طرن .. صارت ..

اسقط في يدي .. ( و هذي بعد لو ينقز فدغون ما يجيبها )
قلت له .. لا أبد الشباب يلعبون .. .. تسلية يعني .. رياضة ..

قال : يعني ما تاكلونه ..

ضحكت باستغراب .. ههه .. ناكل ضب !! .. وع .. ( الله من الكذب .. عسى ربي لا يعاقبنا )
و يلتفت الرجال .. اثاريه شايف آثار الجريمة
و يؤشر على الجلد .. اللي نسى الشباب يدفنونه ..
قال .. أجل ليش تسلخونه ؟؟ ..

قلت له .. : إيــــــــــــــه .. احم ..

هذا طال عمرك .. حنا نصيد الضبان و نسلخهم
علشان ناخذ جلدهم .. ( و أشرت إلى رجلي )
نــــســــوي فــيــه نــــــــعـــــــل ..
حشا .. قحطة مو همّام ..
المهم الرجّال بلعها و سكت ..

همام
المشتاقة الى الجنه
قبر في أوروبا !!




رأيته أول مرة في بيشاور قادما من مطار اسلام آباد
كان فتاً يافعاً .. قادماً لتوه من المدينة
يقلب طرفه في وجوه الموجودين .. حائراً لا يعرف أحداً و لا أحد يعرفه
اقتربنا منه أنا مع أحد الأخوة و تعرفنا عليه .. أبوالعباس المدني ..
دمث الأخلاق .. حييّ .. قليل الكلام .. لا تكاد تسمع صوته إذا حدثك
افترقنا من اليوم التالي .. ذهب إلى معسكر التدريب ..
ثم سمعنا أنه ذهب إلى قندهار ..
دارت الأيام .. و الشهور .. و السنوات
التقيته كذا مرة .. في خوست .. ثم استقر في جلال آباد
كان يدرب الشباب على قيادة الدبابات
…..
عندما التقيت به آخر مرة .. كان أميراً لسرية حطين
و كان أن فتحت جلال آباد و استسلمت للمجاهدين ..
في تلك الليلة كان الفرح يعم المجاهدين المرابطين حول المدينة
و ترى الطلقات النارية من الرشاشات وصواريخ ( آر بي جي ) تتعانق في السماء
و كان الشباب يحيون سمراً حول النار في سرية حطين احتفالاً بسقوط المدينة
لمحته .. منعزلاً .. شارد الذهن
حزيناً ..
اقتربت منه .. أبو العباس .. الناس يفرحون و يحتفلون
ماذا أصابك .. لماذا هذا الحزن
التفت إليّ وقال : و بعدين ؟؟ ..
أبو العباس .. ماذا تقصد : و بعدين
قال : يعني هل انتهى الجهاد .. هل نرجع إلى بيوتنا
كانت عبراته تخنقه .. لم يختارنا الله
لسنا أهلاً للشهادة ..
أخذت بيده إلى مكان السمر .. فهو أمير القوم
الشباب في انتظارك
….
عندما رحع إلى إهله في المدينة ..
كان أبوه يقول .. إنه لم يكن ينام على السرير مثل إخوانه
.. كان يفرش له حصير وينام عليه

ثم كان أن نفر الشباب إلى البوسنة لنصرة المسلمين المستضعفين
فكان أبو العباس و أبو الزبير المدني أول النافرين
و كانا .. أول الشهداء
لم أسمع عن استشهاده ..
و في أحد الأيام .. كنت عند أحد الإخوان ....
فقال لي .. سوف أريك صورة رجل تعرفه
.. أحضرها
فإذا هي.. صورة أبو العباس المدني .. بعد قتله
كأنه نائم .. و مبتسم ابتسامة توحي بأنه ليس ميتاً

خنقتني العبرات .. تذكرت تلك الليلة
قلت .. …هنيئاً لك أبوالعباس .. فقد اختارك الله
" فمنهم من قضى نحبه .. و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً "
أبو العباس .. لقد كنت ممن ينتظر ..
و كل من عرفك .. يشهد .. بأنك لم تبدل تبديلاً
سبحان ربي
لو قلت له تلك الليلة في بلاد خراسان ..لا تحزن فإنك
سوف تقتل .. بعد سنة أو سنتين
و تدفن في وسط أوروبا
لضحك علي ..و قال أنت تحلم .. ..
و لو قال لي ذلك .. لضحكت و لقلت له أنت تحلم

و ماتدري نفس ماذا تكسب غداً
و ما تدري نفس بأي أرض تموت ..

الناس تغدو و تروح هناك .. في البوسنة .. مشغولون في دنياهم
ربما يمرون من أمام قبر لا يعرفون صاحبه ..
قليل من أهل البوسنة .. من يعلم أن هذا القبر يضم جسداً لفتى من أهل المدينة المنورة
فارق أهله و احبابه .. و هجر أرضه و وطنه .. ليقاتل دونهم .. و ليحمي أعراضهم
قليل من أهل البوسنة .. من يعلم من هو أبو العباس .. و لماذا جاء إلى هنا .. و أين يرقد الآن
و لكن حسبه أن الله يعرفه .. و يعلم مكانه ..
و الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم .. سيهديهم و يصلح بالهم
و يدخلهم الجنة .. عرفها لهم .

همام
المشتاقة الى الجنه
القتل عندهم أهون الخطبِ




قبل كم شهر جاءني خبر مقتل أبوالخطاب .. ليلاً ..
ثم تأكدت بأن الخبر مجرد إشاعة بفضل الله و منه و كرمه .. صباحاً ..
و كان بين الخبر الأول و نفيه ..
فترة قصيرة ..
و لكنها كانت كافية لأن تخرج مكنون الصدر تجاه هذه الفاجعة ..
عندما تأكدت من عدم صحة الخبر .. حفظت هذا المقال ..
و قد أخرجته الآن مع بعض التعديل لعله يكون من باب
و حرض المؤمنين على القتال ..


--------------------------------------------------------------------------------

نمر مفترس .. لم يستأنس
حرٌ نادر .. ليس كبقية الصقور .. التي تصيد لغيرها .. و ترضى من الغنيمة بقطعة
أسد .. لم يحتويه قفص .. و لم ترمى له قطعة لحم
ذئب وحشي .. لا يمل من الركض
لهفي عليك أبا الخطاب .. تعب الحديد و لم تتعب
و إذا كانت النفوس عظام .. تعبت في مرادها الأجسام
أما آن لك .. أن تضع سلاحك .. و تنفض الغبار عن جسدك المنهك
سنشهد لك .. نحن الذين قصرت هممنا عن مجاراتك
سنشهد بأنك واصلت المسيرة و تخاذلنا .. صبرت و لم نصبر .. فزت و خسرنا
قصقصت الدنيا جناحنا .. و عصى ريشك على المقص .. نفس حر .. و همة غيور
.. ستشهد لك كل أرض غبرت فيها قدمك في سبيل الله
ستشهد لك صحراء غزني .. و جبال تورغر .. و سيشهد لك نهرا الجنة .. سيحون و جيحون
ستبكيك كل أرض نزفت فيها قطرة دم .. دفاعاً عن حمى الإسلام .. و أعراض المسلمات
و ستتنازع فيك .. كل أرض نكأت فيها عدواً .. و رفعت فيها راية الإسلام
ها هي صحراء غزني ما زالت تبحث عن الفتى الجريح الطريد الذي ضل طريقه بين قراها
و جلال آباد تطالب بحقها في تلك الكلوم التي فديت بها ثراها
أما بلاد الطاجيك فقد رضيت ببعض بنانك .. و آثرت السلامة
فهل تفوز بك أخيراً .. أرض الشيشان
خذل الله بلاداً زهدت بك .. و لها عذرها
فمن يجرؤ على إيواء أسد مثلك .. يأبى على الترويض .. في زمن الجبن الدولي
ليت شعري أين سوف تضع رحلك .. و متى تنهي غربتك
.. فعمّ تبحث أبا الخطاب ؟؟ .. و إلى أين تمضي ؟؟
أتنفر إلى كل أرض ينتهك فيها عرض مسلمة ؟؟ .. تطول الغربة إذاً .. و يشط المزار
أركضاً خلف العيناء التي سحرتك بنصيفها الذي هو خير من الدنيا و ما فيها
أم هي الحوراء التي لو أطلت على الدنيا لطمست نور الشمس و لملأت ما بين السماء و الأرض ريحاً
و هل يطفأ ظمأك سوى ريقها .. الذي لو قطر في البحر المالح لأصبح عذباً فراتاً
.. قالوا .. قتل أبو الخطاب .. قلت .. ذاك عنده أهون الخطب
و هل يبالي مثله .. أوقع على الموت .. أم وقع الموت عليه
لقد ألف الموت أبا الخطاب ..فهو يأكل و يشرب و ينام معه .. منذ سنين
أهي الشهادة التي أحفيت قدميك في طلبها ؟؟
أبا الخطاب .. هل تفرحون بالشهادة .. ؟؟ .. هنيئاً لكم
عادي .. نحن أيضاً نفرح باللاندكروزر
أبا الخطاب .. هل سمعت عن الجهاد الإلكتروني؟؟
نعم ..لم لا تبيع سلاحك و تشتري كمبيوتر لتدك مواقع اليهود كما نفعل ..
و لكن اغسل يديك حتى لا تلطخ الماوس بالدماء .. فجهادنا لا شوكة فيه
لا تضحك منى أبا الخطاب .. فقد حملت السلاح معك يوماً
ألا تذكرني أبا الخطاب .. ؟؟ .. لازلت أذكرك .. تلومني على الرجوع
و من يطيق ما تطيق أبا الخطاب .. من يطيق ما تطيق
لله بطناً حواك .. و ثدياً أرضعك .. أحليباً رضعت أم عزةً ؟؟
سبحان ربي .. لم تلتفت خلفك يوماً .. كم كنا نعجب منك و من جلدك
سألتني : بالله عليك هل يسعك القعود ؟؟ .. بل .. كيف تطيق القعود ؟؟ .. تريد الجواب
.. إنه الوهن أبا الخطاب .. الوهن .. حب الدنيا .. و كراهية الموت
الوهن .. المرض العضال الذي فتك بالأمة .. و لم ينجو منه إلا من رحم ربي
.. و لكن أبشر .. فقد لاح فجر جديد
فالأمة بفضل الله اليوم .. انتبهت من رقادها .. و تفقدت جسدها الممزق
لتعرف مواقع الخلل .. و مواضع التقصير .. و أسباب الخذلان
فعرفت الداء و الدواء .. و وضعت يدها على العلاج
إنه .. سوق الخضار
فبدأت بتدريب الشباب .. على بيع الخضار
فأبشر بالنصر
شهد 2
شهد 2



لا إله إلا الله ما أجمل حديثهم وأحلاه ..
لا إله إلا الله ما أشرف عيشهم وأسماه ..
لا إله إلا اللـــــــــه .. لا إله إلا اللـــــه ..


جزاك الله الجنه ووفقك الله سبل الخير والرشاد ..


واصلي اخيه فلن نمل من قراءة الموضوع حتى تملي من اتحافنا بمثل هذه الروائع ..


أختك في الله محبة الجهاد والمجاهدين ...
شهد ..
المشتاقة الى الجنه
إضاءة ..




جوانب كثيرة مضيئة من الجهاد الأفغاني ..
لم يسلط عليها الضوء ..
و لم يعرفها أحد .. و لم تدون
قصص كثيرة .. غريبة .. عجيبة
قصص في البطولة و الشجاعة .. و البأس و الإقدام
قصص في العبادة و الزهد ..
قصص في الإيثار و البذل ..
قصص في الصبر و الشدة ..
كنا نرى .. في بعض الأحداث .. تكراراً لقصص كنا نسمعها و نقرأ عنها في كتب السلف
قيام الليل مثلاً .. أحدثكم عن قيام الليل
كان من الطبيعي جداً ..
في معسكر تدريب .. أو في الجبهة .. سواء في خندق أو في خيمة أو في بيت من الطين
أن تستيقظ في أي ساعة من ساعات الليل .. فترى شباب هنا و هناك قياماً يصلون
رحم الله أبا حسين المدني ..
و الله العظيم إني كنت أعجب من هذا الرجل ..
كنت لا أستيقظ في أي ساعة من أول الليل أو وسطه أو آخره .. إلا و أجده قائماً يصلي
في بعض الجبهات .. كان الشباب يرتبون الفرش للنوم بشكل عمودي جهة القبلة
حتى يستطيع من أراد أن يقوم لصلاة الليل أن يصلي في فراشه دون أن يضايق من بجانبه
.. في بعض الليالي كنت أحياناً أفتح عيني .. فأرى أنني الوحيد النائم .
و عن يميني و يساري الشباب قيام يصلون .. و ما أقوم إلا من قرائتهم
أذكر .. في أحد معسكرات التدريب ..
كان هناك شاب مغربي اسمه مهند .. كان بمثابة الساعة المنبهة للمعسكر
تعطيه الوقت الذي تريد أن تقوم فيه و مكان نومك ..
فيأتيك ليوقظك في الوقت الذي حددته له بالضبط
يصلي من أول الليل .. ثم يذهب يوقظ فلان و فلان و فلان
ثم يرجع يصلي ساعة أو ساعتين .. ثم يذهب يوقظ فلان و فلان .. و هكذا
في أي وقت تريد .. يوقظك .. إن شئت تنام في المسجد .. و إن شئت يأتيك إلى خيمتك
كان المسجد لا يخلو من المصلين طوال الليل ..
كل يصلي ما كتب له .. ثم ينام .. أما هو
… فلا ينام .. يصلي الليل كله ..
قد يوقظك فتجد نفسك كسلان فتقول له .. أوقظني بعد ساعة ..
فيذهب ثم يرجع يوقظك بعد ساعة .. منبه بشري 
أذكر .. في أحد الجبهات .. و نحن في مركز في جبال تورغر
مر بنا مجموعة من المجاهدين العرب .. خمسة عشر نفراً
مجهدين .. قد ساروا في الجبال منذ الفجر .. و بلغ منهم التعب مبلغه
قدمنا لهم الأكل .. ثم ما إن مست رؤوسهم الأرض حتى غطوا في نوم عميق
أميرهم .. لما أحس أن الجميع نيام رفع رأسه … نظر إلى الجثث الهامدة من التعب
لم أكن نائماً .. و لكني كنت في مكان بعيد نائم على التراب
لأننا أخلينا لهم مكاننا ليناموا .. كان عليهم أن يواصلوا المسير في الصباح
كنت أسمع عنه أنه لا يترك قيام الليل .. و الله لو كان تاركه لكان حري به أن يتركه تلك الليلة
قام .. و انسل من بينهم .. ذهب إلى الماء و توضأ
ثم ذهب إلى شجرة بعيدة .. و شرع في الصلاة
نمت .. و لا أدري كم صلى ..
أحد الشباب رحمه الله .. من شباب الشرقية
في جلال آباد .. في آخر الليل و الناس هجوع
و الهدوء يعم المكان .. يصلي في خيمته و اخوانه حوله نيام
يركع .. فتأتيه رصاصة طائشة ..
العدو في الليل يرمي كل حين رمي عشوائي خوفاً من تقدم المجاهدين
فيقتل في مكانه .. راكعاً لله .. في وقت السحر ..
لقمان الليبي .. رحمه الله .. من لا يعرفه يحسبه أبكم
كان قليل الكلام .. كثير العمل .. شديد السمرة .. ابتسامته لا تفارقه
كنت عقبه في الحراسة .. إذا انتهت حراسته أيقظني
ثم ذهب و توضأ .. و شرع في الصلاة
أقضي حراستي ساعة و نصف أو ساعتين
ثم أرجع لأوقظ الذي بعدي فأرى لقمان ما يزال قائماً يصلي
أوقظ الحارس .. و أخلد إلى النوم .. و هو قائم
ذهب الى مركز الهاون .. ثم أتانا خبره بعد أيام .. قتل و هو يقرأ القرآن
يخبرني أحد الشباب ( أخي الذي أخبرتكم قصته في يوميات مرافق )
يقول عندما قتل لقمان كان جالساً يقرأ القرآن فسقطت بجانبه قذيفة فقتل في مكانه
و سقط رأسه على المصحف على الصفحة التي كان يقرأ بها ..
يقول فلما رفعته و رفعت المصحف .. فإذا به كان يقرأ في سورة لقمان ..
قيام الليل .. كان هدي الشهداء ..
في بعض المراكز كان الشباب يوقظونك للصلاة دون أن تطلب منهم ذلك
أذكر أحدهم .. يندسني برفق فأفتح عيني فإذا الشباب كلٌ في زاوية يصلي
فيقول لي .. ألا تقوم تصلي لك ركعتين .. و هو مبتسم
كان ليلنا طويلاً ( لعدم وجود الكهرباء ) .. شديد الظلمة .. هادئاً
فكان له روحانية و إيمانية عجيبة .. تحلق بك في ملكوت الله
فتشعر أنك لا تقف على الارض ..
كان في أحد المعسكرات .. معنا شاب جزائري .. بكّاء
لم أر في حياتي أكثر بكاءً منه .. كان يبكي في الفروض الخمسة
فإذا دخلت المسجد في الليل .. و جدته في المحراب قائماً يصلي و يبكي ..
و الله إن على وجهه لهالة من النور لا تخطئها العين ..
و قد سأل أحد السلف عن سر النور في وجوه قواّم الليل
قال : خلوا بخالقهم بالليل فكساهم من نوره في النهار
القصص كثيرة جداً .. و المقام لا يتسع لبسطها
و لعله يتسنى لي أن أكتب لكم عن جوانب أخرى مضيئة من حياة الشباب العرب
هناك .. من صيام و زهد و اقدام و صدقة و محبة و ايثار و فداء
لعلنا .. نسلط الضوء على جوانب خفية لم يطرقها أحد
من الذين ركزوا على عيوب ظاهرة و نفخوا فيها ..
حتى أصبحت صورة شباب الجهاد .. عند كثير من الناس
تقابل الجهل و الحماس و التهور و الطيش و قلة الفقه و بغض الناس و حب القتل و التخريب
لعلنا ننصفهم ..
إذ لم ينصفهم أحد ..
هؤلاء الصفوة من الشباب .. ظلمهم العالم أجمع
و رماهم الناس عن قوس واحدة ..
و ظلم ذوي القربى
أشدُ مضاضةً ..

همام