المشتاقة الى الجنه
نظرت إليه ...فأخبرني... !!




نزلت الثلوج بغزاره وكثافه......
نزلت كأنها حبات البودره البيضاء الخفيفه.....
واكتست الارض بالبياض شيئا فشيئا ......
اللون الاخضر يفارق المرأى ......
بلاد البلقان تسمى ثلاجة اوروبا وخصوصا بعض مناطق البوسنه.....
البلد : البوسنه والهرسك...
المكان: قرية جبليه اعلى مدينة ترافنيك الجبليه .....
كنت مع اخ لي من الشباب العربي المجاهد في حراسة في احد الخنادق .....
الصرب من الجهة الاخرى والثلج ينهمر بغزاره.......
تساوت السماء والارض بعد لحظات بلون واحد فقط.......
السماء بيضاء من تساقط الثلوج والارض بيضاء من الثلوج ......
الطقس بارد والماء متجمد والاشجار عاريه .......
رأيت احد المجاهدين من احدى الدول الخليجيه منعزل عنا ومتعمق بالتفكير.....
لم تكن بيني وبينه علاق قويه فاقتربت منه ودنوت حتى استاذنته بالجلوس فأذن...
انهمكت معه بالكلام والسوالف فارتاح لي وبدأ يتكلم عن نفسه.....
قال لي هل تصدق يا حمد انني لم اكن على الاسلام..؟؟؟؟....
صعقت لهذه الكلمه وشعرت بحراة جسمي والثلوج تتساقط ....
قال ابي كان متزوجا من امرأة نصرانيه وحدث الطلاق بينهما وانا ابن سنتين.....
وبحكم القانون اخذتني امي معها الى بلاد الكفر ونشأت على النصرانيه...
حتى انقذني الله بأن استرجعني ابي الى البلاد واسلمت وتعلمت الاسلام.....
واشكر الله ان عرفني طريق الجهاد ويسره لي......
ثم بدأ يخبرني بقصصه العجيبه ومواقفه الغريبه حتى قطع اللقاء قذيفة هاون....
عموما رجعنا بعد ان اكلنا طن من الثلوج لنكمل الحديث .....
كنت ارقبه من فترة لاخرى حتى دخلنا عملية من العمليات ....
فرأيت العجب العجاب ...؟؟؟؟....
هل هذا هو الشاب الهادئ المترف اللذي بالكاد تسمع منه كلمه ...؟؟؟....
كيف انقلب الى رجل شرس ومغامر يقتحم صفوف الصرب بلاخوف او تردد..؟؟؟...
هل هذا هو صاحبي ابن العشرين عاما صاحب البشرة الناعمه ...؟؟؟....
نعم انه هو ...انه الجهاد والايمان يفعلان بالمرء اشد من هذا ......
فيا اخواني الأفاضل ........
هذا رجل نصراني خليجي من الله عليه بالاسلام والجهاد.....
وهو لم ينشأ بين الحلقات والمساجد والعلماء والمسلمين نفر الى الجهاد.......
فيا اخي هلا وقفت مع نفسك وحاسبتها محاسبة شديده...؟؟؟....
الى متى وانا لم اجاهد وانا اعلم من الدين والاحاديث العلم الجم...؟؟؟...
اما تخشى ان يختم عملك ولا تجد في صحائفه رباط او اصابه او جهاد في سبيل الله
لاشك ان الأعمال الخيره كثيره ولكن والله والله والله لا يعدل الجهاد بالنفس والمال شي......
اللهم ثبتنا وارزقنا الجهاد والرباط والاستشهاد...........

م.حمد القطري
المشتاقة الى الجنه
حتى المجاهدين ينضلون...




أحد الشباب كان معنا .. فلسطيني .. حبيب .. حبيب .. تعجز و تقول حبيب
كان من أحسن الناس خطاً .. و رسماً
كان خطاطاً و رساماً بمعنى الكلمة .. و شاعر بعد
أذكر المدرب يشرح و حنا كل واحد و دفتره (طلاب عقب هالعمر )
و هو طايح رسم بهاللوحات الطبيعية .. دفتره صاير تحفة فنية .. ما شاء الله (شكلها متأخرة)
المهم .. الظاهر إن الشباب (أنا قلت الشباب ) .. جــــــــابــــــــوه .. !!
سمعت عنه أنه أصيب بشظية هاون في رأسه
لما أحضروه للمستشفى في بشاور .. زرته
فرأيت أمراً عجباً ..
تجلى فيه إبداع البارئ سبحانه .. و قدرته .. و دقة صنعه .. و كمال خلقه .. لا إله إلا الله
و الأمر لا يخلو من الطرافة ..
رأيت الرجل .. بكامل عافيته الجسدية .. ما فيه إلا العافية
كأنه مفلوق .. لو ما هالعصابة الصغيرة على جبهته ما تقول إنه مصاب
إلا أنه .. فقد القدرة على الكتابة .. و النطق .. سبحان الخالق
اسمعوا إلى قصته الطريفة يرويها بنفسه .. فقد كانت قدرته على النطق ترجع يوم بعد يوم
و يوم زرته كان يتكلم و لكن بقي حرفين أو ثلاثة ما زالت لم تهتدي إلى مخارجها بعد ..
يقول :
كنت .. على النهر أتوضأ ..
سقطت بجانبي قذيفة هاون .. انبطحت كالعادة ..
عندما انجلى الغبار .. و زال الخطر .. قمت أنفض عن نفسي التراب
و أنا لا أحس بشيء أصابني .. إلا أن مؤخرة رأسي كانت تثعب دماً
اجتمع الشباب حولي لإسعافي ..
فلان كيف حالك .. سلامات
قلت لهم .... أنا بخير .. و الإصابة بسيطة ..
لا يردون علي ..
أقول لهم .. لا بأس علي .. إني على ما يرام
يشتغلون بإسعافي .. و ما أحد معطيني وجه
تعجبت لماذا لا يردون علي كلامي ..
قلت لهم ما لكم .. أنا بخير و الحمدلله .. لا داعي لكل ما تعملون
الجماعة مطنشين .. يربطون راسي .. و يحملوني
قلت .. أنا أستطيع أن أمشي .. و بالفعل كنت أمشي طبيعي جداً .. مجرد جرح في الرأس
لماذا لا أحد يسمعني ..
اكتشفت فيما بعد أنني لم أكن أتكلم ..
الأوامر تخرج من الدماغ .. و لكن اللسان لا ينفذ
أليس عجيباً .. يقول و الله إنني أحس أنني أتكلم .. و لم أعلم أنني لم أكن أنطق
إلا عندما رأيت الناس لا يستمعون إلي و لا يردون علي
طيب .. اسمعوا الأعجب من ذلك ..
يقول :
عندما تيقنت إني لا أستطيع الكلام ..
.. استخدمت الإشارة و أشرت للشباب أن أحضروا لي قلم و ورقة لأتفاهم معكم
يقول .. جاءوا بالقلم و الورقة
و كم تفاجأت – و ضحكت على نفسي – حينما وضعت القلم على الورقة لأكتب
فينزلق القلم و يكتب خطوطاً لا علاقة لها بأي لغة بالعالم
أركز .. ثم أضع القلم بقوة .. فيتحرك يميناً و شمالاً كأنه جهاز تخطيط القلب
لم أستوعب الأمر .. حاولت .. عقلي معي .. و يدي ما فيها إلا العافية
ما فيه فائدة .. لم أستطع أن أكتب حرفاً واحداً ….
فاستسلمت لهم
أقوم معهم .. و أقعد .. و آكل .. و أركب في السيارة .. و أسمعهم يتحدثون و افهم عليهم
غير أني لا أتكلم .. ولا أكتب .
و ما عدا ذلك فكل شي على مايرام ..
حتى القراءة أستطيع أن أقرأ ..
سبحان الله ..
تلمس رأسه فتجده طبيعياً .. ما عدا ثقب بحجم القرشين .. بدون عظم .. بس جلد
مثل الفتحة في رأس الطفل أول ما يولد .. تحس بها باصبعك
دخلت الشظية .. و أصابت من الدماغ .. فقط .. محطة الإرسال
الخاصة بالكتابة .. و الثانية الخاصة بالنطق .
أليس خلق الله عجيب .. ما هذه الدقة في الصنع .. لا إله إلا الله .
قلت له : و الحين شلون ..
قال : يا خوي شف خطّي شلون صار .. كأني طفل في الابتدائية
--------------------------------------
أخونا .. رجعت إليه قدرته على النطق .. ثم الكتابة تدريجياً ..
و لا أدري هل رجعت كاملة .. بمعنى أنه رجع خطاطاً و رساماً مثل أول
أم لا ..

همام
المشتاقة الى الجنه
لحظات وداع الجبهة .....




ان من اصعب الذكريات على المرء اللذي اكرمه الله بالجهاد هي لحظة انتهاء الجهاد.....والاستعداد للرحيل عن ارض شارك بها اخوانه المسلمين احزانه وافراحه ... واتراحه....يقلب المرء ناظريه يمنة ويسره .... ويتأمل كل شي حوله وكأنه ينظر الى منطقته اول مرة ...لتعلق مناظرها في ذاكرته على مدى العصور .... حينما اعلن اميرنا ان البوسنويين والصرب والكروات قد اتفقوا في قاعدة دايتون على اتفاق سلام البوسنه ..... وان القتال قد انتهى وتوقف .... وان علينا نحن المجاهدين الرحيل الرحيل...كادت قلوبنا ان تنفجر كمدا.... وفاضت اعيننا غزيرة بلا شعور ... وانقلبت افراحنا احزانا ... وآمالنا اشتاتا....حرجت بكل حزن والم ارقب المستقبل ماذا يخبئ لنا بقدر الله من امور...الله المستعان انتهى الرباط....والجهاد....والراحة النفسيه.....بدأنا نصبر بعضنا بعضا .... وان هناك ارضا جديده اسمها الشيشان قد فتح الله بها سوق الجهاد(الحرب الاولى) .... فكان هذا هو عزاؤنا الوحيد..... يقول عمرو بن الجموح رضي الله عنه وارضاه...وهومن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان خرج مع النبي عليه السلام الى احد الغزوات وهو يدعو الله ويقول.....اللهم لاترجعني الى المدينة مخزيا......... اللهم لاترجعني الى المدينة مخزيا...يقصد بذلك ان يتقبله الله شهيدا في سبيله ..... يقول هذا الكلام في حالة رجوعه من ذروة سنام الاسلام ...الله اكبر مع ان النبي عليه السلام اخبرنا ان قفلة من جهاد كغزوه ....ولكنها والله مرارة ترك الجبهة والقتال لأن الجهاد له حلاوه في القلب وهو كالرضعة المخدره ...كل من ذاقها ادمن عليها والله....كيف لا والنبي عليه السلام يقول (عليكم بالجهاد فانه باب من ابواب الجنه يذهب الله به الهم والغم) ..... نرجع الى قريتنا ..... تلك القرية التي قدمت ابوعبدالله الشرقي ....وابوالحسن المدني....وابودجانة العبيدي.....وابومحمد الكويتي...وخطاف البحريني....وذي النورين الجزائري...وابوسعيد الجزائري ... وابوعلي الفرنسي.....نسأل الله ان يتقبلهم ويعلي درجتهم في جناته وان يلحقنا بهم في شهادة يسبق امنها فزعها....استأذنا من صاحب المنزل بالرحيل ...وهو رجل كبير في السن ...قد بلغ السبعين من عمره ......فما ان اخبرناه بخبر رحيلنا حتى انفجر باكيا...كالطفل الرضيع ..... واذ بزوجته العجوز( المايكه) معناها ام ونحن ندعوها بأمنا ...فكم من يوم قدمت لنا الحليب من بقراتها... وكم من مرة قد غسلت لنا ثيابنا ...وكم من مرة مسحت لنا جزمنا العسكريه من الطين حتى اذا خرجنا من المنزل نبحث عن جزمنا(اعزكم الله ) نضن انها سرقت او بدلت ...وهي تبلغ من العمر الستين عاما .... ولكنها اصرت على خدمة ابنائها المجاهدين ....انتشر الخبر في القريه والقرى التي حولنا ...فاذا بالبوسنويين يأتون من كل مكان في منظر مهيب وكأنه موكب للعزاء ...متشحين بالبكاء وبالحزن والنحيب....وهم يحاولون ان يثنوننا عن قرار الرحيل ... وعرضوا علينا ان نتزوج منهم ويعطوننا منازلهم لنسكن بها ...ولكن ...انها مشيئة الله .... واذ بالأطفال الصغار ...اللذين تربو على الشهداء اللذين كانوا يدرسونهم ويعلمونهم ويشتروا لهم الحلويات والهدايا ....ابوعبدالله...وابومحمد ...واذ بهم يخروا والله من البكاء كأنهم فقدوا احد والديهم ..... ونحن ماضون في عمل حزين ...نقوم بانزال العفش والأحمال والشنط والأغراض من البيت (الخط الخلفي) ......خلا البيت من الناس ..... اين اصحاب قيام الليل ...اين المجاهدين اللذين كانوا يحيون المنزل بالذكر والعباده ..... وكنت انا آخر من خرج من البيت ارمقه بنظرات الوداع...... وانا اتمتم في نفسي اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها...... اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها...... خرجت من المنزل ولم استطع ان اطيل النظر بالناس اللذين التفوا حولنا .... وهم يرددون الى من تتركوننا ...فليبق منكم انا س ليجبروا بخواطرنا ........سلمت عليهم وودعتهم .....وانا اكتم عبرتي بل انفجر الدمع على الخدود جاريا من هول المصيبه...فقد اصبحوا لنا كالأهل ... والجهاد كالوطن.....ولكنها مشيئة الله سبحانه وتعالى....تحركت السيارات في موكب حزين ...تشق صفوف البوسنويين المساكين ...وكأننا نحمل جنازة معنا ...فوداعا يا بوسنه.....ولنا لقاء على ارضك ان شاء الله اذا عاد الجهاد....

م.حمد القطري
المشتاقة الى الجنه
عملية بيرفوموسكوييه....قصه بطوليه من حرب الشيشان الاولى




وقعت احداث هذه المعركة البطوليه في شتاء عام 1416هـ - 1996م ...على مقربة من ارض الشيشان ...وذلك خلال الحرب الشيشانيه الاولى(1995-1996م) ... دعونا نتحدث عن مفارقات هذه العمليه...والارهاصات التي ساقت بلورة هذه المعركه على نطاق بوتقة ينصهر فيها كل مقياس دنيوي....وكل مقياس عسكري....الا المقياس الايماني.....
لايختلف اثنان على شراسة الحرب الروسية في الشيشان....ومدى القتل والتدمير اللذي اخدثه الروس في بلاد المسلمين تلك...ولكن المجاهدين بفضل من الله وتثبيته ثبتوا ...وقاوموا ...واستبسلوا في الدفاع عن دينهم وارضهم وعرضهم.....وتلبية لنداء الرحمن ...ونصرة لأهل الاسلام هب ثلة من شباب الاسلام ...تاركين وراءهم متاع الدنيا وحطامها...وزينتها وبهرجه...لينصروا اخوانهم في الشيشان...ويتقاسموا معهم القتل والتشريد والجوع والخوف....
طلبا لرضى الله عز وجل ...وطمعا في جنته ولا نزكي على الله احدا.....
وصل الى ارض اذربيجان مجموعة من المجاهدين العرب...هم ابوعاصم التبوكي...وابواسامة التميمي....وابومعاذ السوري...وحسن الموريتاني...وصهيب المصري.....وغيرهم.......
يسر الله لهم دخول ارض الشيشان...والتحقوا بالمجاهدين هناك...فلا تسل عن فرحتهم ...وتوقدهم للقاء ربهم.... فكان من نصيبهم ..معركة من اصعب المعارك....الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود.....معركة قلما تحدث في هذه العصور المتأخره...معركة كسرت موازين القوانين العسكريه...
قام القائد الفذ سلمان رادوييف (فك الله اسره) بجمع مجموعة من جنوده الأشاوس المخلصين....وتبايعوا على الموت ..... وذلك ليقوموا باختراق الحدود الشيشانيه وعبور النهر الفاصل بينها وين داغستان ...وعبور ارض داغستان...وحرس الحدود الروسي...والتسلل مايقارب الثمانين كيلو مترا داخل اراضي داغستان ليصلوا الى مدينة كيزلار...التي يرابط بها الجيش الروسي...واللتي بها قاعدة التموين الاولى للجيش الروسي..من طائرات ودبابات وذخائر وجنود...حيث تنطلق منها الطائرات لتدك مواقع المجاهدين الشيشان....وتنطلق منها الدبابات لضرب رؤوس المدنيين العزل...وينطلق منها اعداء الله الروس لتعذيب المهاجرين من النساء والشيوخ والاطفال......فعزم القائد سلمان رادوييف على تدمير هذه القاعده....ودكها على رؤوس الروس ...
وتسوتها باالارض ليريح المسلمين من شرها....وليخفف الضغط على الشيشان ....ويعطي الروس ضربة عسكريه لن ينسوها على مر التاريخ.....
وصلت الأسود الى مدينة كيزلار...
واخذ المجاهدون مواقعهم....وهم يرقبون العدو الروسي....ويحصون الطائرات الجاثمه على ارض المعسكر (الثكنه العسكريه) وعدد الدبابات المتواجده....وشاء الله ان ينكشف المجاهدون قبل ان تبدأ العمليه....ولكنهم واصلوا التحرك الى اثكنه العسكريه وهم مشبكين مع الروس بالاسلحه ....مباشرة وجها لوجه....والقوات الروسيه آخذة بالقدوم من كل حدب وصوب....فمر المجاهدون اربع طائرات كانت جاثمه .....واعطبوا عددا من الآليات والدبابات ...وقتلوا من قتلوا من الجنود الروس.....وحينما شعر المجاهدون بأن الروس قد اطبقوا الحصار عليهم....توجهوا صوب المستشفى العسكري (كما فعل شامل باسييف من قبل) واحتجزوا الجرحى من الجنود والضباط الروس.....واحكموا سيطرتهم على مداخل ومخارج الأبواب ...وشدوا وثاقهم على الاسرى...وفيهم ضباط ذوو رتب عاليه ... تجمعت القوات الروسيه خارج المبنى....

وصلت الأسود الى مدينة كيزلار...
واخذ المجاهدون مواقعهم....وهم يرقبون العدو الروسي....ويحصون الطائرات الجاثمه على ارض المعسكر (الثكنه العسكريه) وعدد الدبابات المتواجده....وشاء الله ان ينكشف المجاهدون قبل ان تبدأ العمليه....ولكنهم واصلوا التحرك الى اثكنه العسكريه وهم مشبكين مع الروس بالاسلحه ....مباشرة وجها لوجه....والقوات الروسيه آخذة بالقدوم من كل حدب وصوب....فمر المجاهدون اربع طائرات كانت جاثمه .....واعطبوا عددا من الآليات والدبابات ...وقتلوا من قتلوا من الجنود الروس.....وحينما شعر المجاهدون بأن الروس قد اطبقوا الحصار عليهم....توجهوا صوب المستشفى العسكري (كما فعل شامل باسييف من قبل) واحتجزوا الجرحى من الجنود والضباط الروس.....واحكموا سيطرتهم على مداخل ومخارج الأبواب ...وشدوا وثاقهم على الاسرى...وفيهم ضباط ذوو رتب عاليه ... تجمعت القوات الروسيه خارج المبنى.... وحاولوا اقتحام المبنى بلا جدوى
وصلت الاخبار الى موسكو ...وتنامت الى مسامع الكهل الخمار بوريس يلتسين رئيس روسيا اخبار ما قام به جند الله فأدخل على اثر الخبر الى المستشفى....طلب الروس المفاوضات وتتملكهم الدهشة والرهبه...والنظر بعين الاستكبار لما فعله الجنود الاشاوس بهم.... وافق سلمان رادوييف على المفاوضات واشترط ان يحضروا له تسعة من وزراء داغستان وعدد من الضباط كرهائن عند سلمان .وان يجهزوا للمجاهدين عددا من الباصات لنقلهم الى الحدود الشيشانيه .....ومن هناك يتم اطلاق سراح الرهائن..... وافق الروس على هذه الخطه ...فجهزوا للمجاهدين عددا من الباصات لنقلهم...
واحضروا لهم عددا من المسؤولين الروس والداغستانيين ........وفعلا نزل الاسود وبكل ترتيب هادئ ....بعيدا عن الفوضى والغفله.... واستقلوا الباصات وتوجهوا صوب الشيشان والطائرات والمدرعات ترافقهم من كل اتجاه....تحرك المجاهدون حتى وصلوا الى الحدود الشيشانيه ....وما بقي عليهم سوى ان يعبروا الجسر اللذي يصل بين الشيشان وداغستان...وهو على نهر يشكل فاصلا طبيعيا بين الشيشان وداغستان......وصلت مقدمة اول باص لتضع عجلاتها على الجسر للعبور .....والاسد المجاهده من الجهة الاخرى مرابطة على الثغور يرتقبون وصول اخوانهم....فأتت طائرة هيلكوبتر وقصفت الجسر فتحطم .....فأحس المجاهدون بالخيانه وتوجهوا الى قرية على الحدود ...هي قرية بيرفوموسكوييه...قرية سكانها من المسلمين الداغستانيين.....نزل المجاهدون ومعهم اسراهم الى المدرسه ....وطلبوا من اهل القرية مغادرتها بكل ما يستطيعون حمله..... وتخندق المجاهدون وحفروا خنادقهم وجهزوا اسلحتهم..... والروس يحشدون لهم ....بطوق من القوات الخاصه الروسيه ...وخلفه طوق من المدفعيه الثقيله وخلفهم طوق من المشاة والقناصين متربصين على طول الحدود وعلى النهر تحسبا لهرب المجاهدين......اذا اذا تخيلت الوضع لابد انك سيتسلل اليك اليأس من نجاتهم او مقارعتهم......قسم سلمان رادوييف المجموعات ووضع على رؤوس بعضها المجاهدين العرب ..امثال ابواسامة التميمي وابوعاصم التبوكي وحسن الموريتاني ومعاذ السوري وصهيب المصري ...واعطى لكل واحدا منهم جهاز (مخابره) لاسلكي ليتحدثوا باللغة العربيه ويلتقطها الروس مما يشعرهم بالخوف والرهبه ان معهم مجاهدين عرب كثر.......
في اليوم الاول من الحصار استعد المجاهدون للقاء الله تعلوهم السكينه والثقة بنصر الله لهم....وعلى مسافة بعيده من آلاف الكيلومترات ....وعلى البحر اختطف خمسة مسلحين شيشانيين باخرة سياحية روسية كانت متجهة الى تركيا وعلى متنها العشرات من السياح الروس....وهددوا بتفجير الباخره واغراق من فيها اذا لم يفك الحصار عن المجاهدين في قرية بيرفوموسكوييه......
وفي آخر اليوم اختطف اربعة عشر جندي روسي من قروزني .... وهددوا بالقتل ذبحا اذا لم يفك الحصار عن المجاهدين........وفي اليوم الاخر فجرت محطتين للقطارات في موسكو ....وهددت باقي المحطات بالنسف اذا لم يفك الحصار......وهكذا ( لله در شعب قليل العدد قوي البأس....من كلام الامام عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن الشعب الشيشاني)...
وفي اليوم الثالث لم يجد الروس بدا من اقتحام القريه وقتل المجاهدين وانقاذ سمعة الجيش الروسي التي وصلت الى الحضيض.....استعد المجاهدون وتبايعوا على الموت ...وقسمت المجموعات ...واستعدوا للقاء الله بدأ الروس بالقصف المكثف فعلم المجاهدون ان الاسرى لاقيمة لهم فذبحوا الروس منهم واطلقوا الباقين....وامر سلمان المجاهدين بأن يقتحموا على القوات الروسيه ..وموعدهم الجهة الاخرى من النهر على ارض الشيشان.....تفاجأ الروس بالمجاهدين وهم يقتحمون عليهم مواقعهم الحصينه ...وتعالت الاصوات وارتفع التكبير والتهليل....وثار الغبار وقتل انا مصيرهم الى الجنة واخرون الى النار.....قتل ابوعاصم وابواسامه وحسن وصهيب ومعاذ رحمهم الله وتقبلهم في هذا الاقتحام ......وقتل عدد كبير من الشيشانيين ....واستطاعت مجموعة كبيرة من المجاهدين ان يقتحموا الطوق الاول من القوات الخاصه الروسيه ....والطوق الثاني من سلاح المدفعيه ......والطوق الثالث من الجنود والقناصة وحرس الخدود ...وعبروا النهر ووصلوا الى ارض الشيشان .....ونجوا باعجوبة وكرامة من الله عزوجل .....
تناقلت وسائل الاعلام هذه الاخبار والروس في ذل وهزيمة وفضيحة امام العالم لايستطيعوا ان يجدوا لها تفسيرا.....افضل القوات وافضل المدفعيه وامهر القناصه ومع ذلك اخترقتهم مجموعة مسلحة باسلحة بدائيه .....ونجا ممن نجا القائد سلمان رادوييف.....ويوجد في الشيشان محطة ارسال تلفزيزيوني متنقلة على شاحنة صغيره....يستطيعون من خلالها ايقاف بث التلفاز الروسي لدقائق معدوده.....فقاموا بقطع الارسال وخرج لهم الاسد سلمان رادوييف معلنا انتهاء الحصار ونجاح المهمه...وتدمير القاعده ......وختم بالتهديد لبوريس يلتسين والجيش الروسي بتكرارها.....
وهكذا انهت هذه الملحمه.....وقتل فيها خيرة من الشباب العربي والشيشاني.....رجع بعض الاخوه الى ارض المعركه فيما بعد ليتفقدوا من وجد حيا او جريحا بعد مده...فاذا بأجساد الشهداء العرب تفوح منها روائح المسك ...وتعلوا محياها الابتسامه العجيبه.....والارض تعبق بريح المسك ...ولم يتغير شي في اجسادهم.......وكانت رائحة المسك مميزة من ابي عاصم التبوكي...ذلك الشاب اللذي ترك دراسته الجامعيه العلميه وباعها لله عز وجل.......

م.حمد القطري
المشتاقة الى الجنه
حتى جراحهم عن الناس مختلفة ...!!




كنت في يوم من الأيام في مدينة كويتا.....
الحدودية مع أفغانستان.........
وكان معي احد المجاهدين من قطر.......
قلت لصاحبي ...شرايك نزور الشباب في المستشفى الكويتي......
قال والله خوش فكره...يلله بسم الله......
دشينا المستشفى ....وزرنا الشباب الجرحى......
هذا ريله طايره....والثاني ايده...والثالث كله شظايا ....والرابع ملاريا........
والخامس....والسادس....لكن تجمعهم صفه وحده....
لما تقارنهم بغيرهم من الجرحى المدنيين او المرضى المدنيين من الافغان....
تجد العجب العجاب....نفس المرض ونفس الجرح ونفس الاصابه ....
ولكن هذا يتألم باستمرار والمجاهد اقل بكثير مما يعانيه الاخر...؟؟؟...
حتى ان الاطباء هناك والممرضين ...بل والناس العاديين قد ادركوا هذه الخاصيه للمجاهد....
نعم والله فجراحهم سرعان ما تبرأ ....وامراضهم سرعان ماتزول....
فسبحان الله العلي العظيم.....
من الطرائف دشينا على اخ ملفوف راسه بالشاش لفه عوده.....
قلنا سلامات ...طهور ونور....لابأس ان شاء الله ...في أي جبهه اصبت..؟؟؟؟.
التفت علينا وقال أي جبهه...؟؟؟.... وهو منقهر.....قلنا له ايه يبه ....
قال اصبت في ريلي شوف الشاش عليها ....
وقال يوني ربعك العرب وزخوني في البيك اب....
وجان يطق راسي الحديده وينشلخ ....قلت لهم ليتكم ما انقذتوني...
فكوني من شركم....وصار الجرح جرحين.....وهو يضحك معانا.....
اختم بقصة بومحمد الكويتي ....الله يرحمه ويتقبله......
اصيب في عملية من العمليات معانا بطلقه دخلت من باطن رجله وخرجت من ظهرها .....
واحدثت فتحه كبيره حتى اننا نشوف العظم منها.....
المهم قال لنا الدكتور ماراح يبرى الجرح الا بعد شهرين.....
ويمشي بعد اربعة شهور مشي بسيط.....وهذا علميا مستحيل...
قلنا له انزين ...بلا علميا بلا خرطي....
يلله ياقعقاعوه تعال اقر على الرجال.......ونييب عسل حضرمي.....
وبالملعقه نملا الجرح وفتحته واسبوعين على هالحاله......
ويلتئم الجرح ....ردينا للدكتور انبهر وماصدق..وراح ينادي على ربعه الدكاتره...
تعالوا شوفوا شنو هذا مو معهود....قلنا لهم هذا من الله سبحانه....
فما اجمل تلك الايام....
وما اجمل جراحهم...
وما اجمل ذكراهم.....

م.حمد القطري