فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
لقاءٌ يتجدّد.. ؟ أنشد ابن الأعرابي فيما روى ابن مقسم : وصلتكم جهدي وزدت على جهدي فلم أر فيكم من دوامٍ على العهدِ تأنيتكم جهد الصديق لتقصدوا وتأبون إلا أن تحيدوا عن القصدِ فإن أمسِ فيكم زاهداً بعد رغبةٍ فبعد اختبارٍ كان في وصلكم زهدي إذا خنتمُ بالغيب عهدي فما لكم تُدلّون إدلال المقيم على الودِّ ؟ صِلوا وافعلوا فعل المُدِلِّ بوصله وإلا فصدوا وافعلوا فعلة الصدِّ .. قيل لأرسطاطاليس الحكيم معلم الاسكندر: من الصديق ؟ قال : إنسانٌ هو أنت إلا أنّه بالشخص غيرك . قال الإسكندر لدحيانوس : بم يعرف الرجل أصدقاءه ؟ قال : بالشدائد لأن كل أحدٍ في الرّخاء .. صديق. قال الإسكندر: وماالذي ينبغي أن يتحفظ منه؟ قال: من حسد أصدقائه ، ومكر أعدائه. قال شاعر : إذا لم تدرِ ماالإنسانُ، فانظُر مَنْ الخِدْنِ المُفاوضُ والمُشيرُ وقال الآخر : لاتسألنَّ عن امريءٍ واسأل بهِ إن كنت تجهلُ أمرهُ .. ماالصاحبُ ؟ وقال عدي بن يزيد: عن المرء لاتسأل وأبصر قرينهُ فإنّ القرين بالمقارنِ مقتـــــد قيل للجنيد : إن ابن عطاء يدّعي صداقتك . قال : هو فوق مايقول، وأجد له من قلبي بشواهد لاتكذبني عنه، ولا تكذبه عنّي . نختتم بهذا التساؤل من صديق لأخر : قل لمنْ شطَّ المزارُ بهِ: ليت شعري عنك .. ماخبرك؟ أعلى حفظِ مودّتنـــا؟ أم عفا من ودّنا أثركْ ؟؟ وحتى لقاء آخر أستودعكن الله .
لقاءٌ يتجدّد.. ؟ أنشد ابن الأعرابي فيما روى ابن مقسم : وصلتكم جهدي وزدت على جهدي فلم أر فيكم من...
حَيّاكُنَّ الله ~

قيل لأحدهم : صف لنا الصديق ؟
قال : هو الذي إذا عرض لك بالمكروه،
صرّحت أنت له بالمحبوب،
وإذا صرّح لك بالمحبوب .. ساعدته عليه .



قيل لصوفى: من الصديق ؟
قال :من لم يجدك سواه،
ولم يفقدك من هواه .

ومعنى هذا القول أنه لايراك إنساناً آخر غيره
بل يراك كنفسه تماماً، يفرح لما تفرح به،
ويألم لما تألم منه..
وهو الذي لاتعدم هواه ومحبته أبداً..
بل هما دائمان معك وباقيان لك لاينصرفان عنك لحظة .



وكان ابن الجلاء الزاهد بمكة يقول لأصحابه:
اطلبوا خلة الناس ( مصادقتهم ) في هذه الدنيا بالتقوى،
تنفعكم في الدار الأخرى ،
ألم تسمعوا الله تعالى يقول :
( الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلاّ المتقين ) ؟



وفي نهاية هذه الجولة نورد قول الشاعر:
اجعل صديقك من إذا أحببته
حفظ الإخاء وكان دونك يضربُ
واطلبهمُ طلب المريض شفاءهُ
ودع اللئيم فليس ممن يُصحبُ
يُعطيك مافوق المنى بلسانهِ
ويروغ عنك كما يروغ الثعلبُ


وإلى لقاءاتٍ قادمة إن شاء الله
مع أبو حيّان والصداقــــة ..
أطيب المنـــى .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
ونستمر في التجوال بين أزاهير الصداقة وأشواكها مع التوحيدي ..


كتب أبوحيّان :

قال المأمون لعبد الله بن طاهر:
أخي أنت ومولاي ومن أشكر نعماهُ
وما أحببت من أمرٍ فإنّي الدهر أهواهُ
وماتكره من شيءٍ فإنّي لست أرضاهِ
لك اللهُ على ذاك لك اللهُ لك اللهُ ..




كتب المعتصم إلى ابن طاهر عبد الله :
إياك أن تريني وجهك ، فإنٌي لست آمن نفسي عليك ،
ولك من قلبي مكانٌ ماأوثر فيه مايحيلح عن صورته..
ولإن تكون بعيداًوأنا لك ،
خيرٌ من أن تكون قريباً وأنا عليك ،
ولإن تراني وأنا واثق بك ،
أنفع لك من أن أراك وأنا ظنين فيك .
وإذا صدفت عما حنيت عليه ضلوعي من أمرك ،
فقد قضيت حقك في كفايتك ،
واستدمت به صفاء ضميرك .
ولو قرأت لي ألف كتاب بالورود فلا تعمل عليه ،
ولا يرخصنّ عندك هذا القول ؛
فإنّ تحته وجداً بك ، واستنامةً إليك ، وابتهاجاً بمكانك .
واكتم هذه الحروف عن كل عين رابية ،
ولاتدل على شيءٍ منه مصرّحاً ولا معرّضاً،
والزم فناء عزّك ،
واستنشق نسيم شوقي إليك ،
وتطعّم حلاوة ثقتي بك ،
وشمّ بارقة عتبٍ إذا همع نفع ، ( بارقة : سحابة ) ( همع : أمطر )
وإذا أمسك أهلك ،
وإذا دبّر برّ،
وإذا أقلع .. جزع . ( إذا سار وانجلى أبقى وراءه بقيّة )



ونختم بهذه الأبيات لشاعر :
وكنت إذا ماصاحبي ملّ صحبتي
صددتِ ، وبعض الصدّ في الحب أمثلُ
وقلتُ جميلاً حين أصرم حبلهِ
إذا كان لم يأتِ التي هي أجملُ







وإلى لقاء آخر مع الأصدقاء .. أحبتي !.
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
ونستمر في التجوال بين أزاهير الصداقة وأشواكها مع التوحيدي .. كتب أبوحيّان : قال المأمون لعبد الله بن طاهر: أخي أنت ومولاي ومن أشكر نعماهُ وما أحببت من أمرٍ فإنّي الدهر أهواهُ وماتكره من شيءٍ فإنّي لست أرضاهِ لك اللهُ على ذاك لك اللهُ لك اللهُ .. كتب المعتصم إلى ابن طاهر عبد الله : إياك أن تريني وجهك ، فإنٌي لست آمن نفسي عليك ، ولك من قلبي مكانٌ ماأوثر فيه مايحيلح عن صورته.. ولإن تكون بعيداًوأنا لك ، خيرٌ من أن تكون قريباً وأنا عليك ، ولإن تراني وأنا واثق بك ، أنفع لك من أن أراك وأنا ظنين فيك . وإذا صدفت عما حنيت عليه ضلوعي من أمرك ، فقد قضيت حقك في كفايتك ، واستدمت به صفاء ضميرك . ولو قرأت لي ألف كتاب بالورود فلا تعمل عليه ، ولا يرخصنّ عندك هذا القول ؛ فإنّ تحته وجداً بك ، واستنامةً إليك ، وابتهاجاً بمكانك . واكتم هذه الحروف عن كل عين رابية ، ولاتدل على شيءٍ منه مصرّحاً ولا معرّضاً، والزم فناء عزّك ، واستنشق نسيم شوقي إليك ، وتطعّم حلاوة ثقتي بك ، وشمّ بارقة عتبٍ إذا همع نفع ، ( بارقة : سحابة ) ( همع : أمطر ) وإذا أمسك أهلك ، وإذا دبّر برّ، وإذا أقلع .. جزع . ( إذا سار وانجلى أبقى وراءه بقيّة ) ونختم بهذه الأبيات لشاعر : وكنت إذا ماصاحبي ملّ صحبتي صددتِ ، وبعض الصدّ في الحب أمثلُ وقلتُ جميلاً حين أصرم حبلهِ إذا كان لم يأتِ التي هي أجملُ وإلى لقاء آخر مع الأصدقاء .. أحبتي !.
ونستمر في التجوال بين أزاهير الصداقة وأشواكها مع التوحيدي .. كتب أبوحيّان : قال المأمون لعبد...
>><<

قال أحدهـــــم :

تبدّل ؛ فماليْ عنْ هـواك بديــلُ
ولا لك عندي في الأنام عديــلُ
وكنْ قاطعاً إن شئت لي أو مواصلاً
فأنت هوىً لي كيف شئت وسـولُ
رجائي ـ وإن قصّرت ـ فيك طويلُ
وصبري ـ وإن أعرضت ـ عنك قليلُ



أبو حيان التوحيدي ،
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نسافر خلال سطور التوحيدي إلى عالم الصداقة عن عهود مضت ..
هنا نقرأ معاناة من قطيعة..

وهذا كتابٌ ممن يدعى ابن ثوابة كتبه إلى ابن فراس، جزلة عباراته
جميلة معانيه ، فيه عتابٌ من قلبٍ محب افتقد صاحبه :

بسم الله الرحمن الرحيم
عهدي بك - ياسيدي- يتطوّع بنافلة الابتداء،
فكيف تخلٌ بفريضة الجواب ؟
وهل يرضى الصديق منك أن تبرّه قريباً، وتجفوه بعيداً؟
وتذيقه حلاوة الوصل دانياً ، وتجرّعه مرارة القطيعة نائياً ؟
وما عليك لو رضيت بالبين فاجعاً ، واكتفيت بالدهر قاطعاً؟

والدهر ليس بمعتبٍ من يجزعُ *والبين بالشمل المجمّع مولعُ

فما ظنك بمن يجري ذوي المروءة مجرى سائر من يرى باطنه يخاف ظاهره،
وتأويله يخالف تنزيله ؟
وهذا هزل يترجم عن جدٌ .. والضدّ يبرز حسنه الضدُّ،
أودعتني إذ ودّعتني ..

شوقاً إليك تفيض منه الأدمعُ * وجوى عليك تضيق عنه الأضلعُ

فكم أتلهف على ما أنفدناه في حال الاجتماع من عيش رخي ،
ونعيم فيٍّ وسرور امتدت ظلاله ،
وليلٌ غاب عذّاله ،
فارغب إلى الله في إعادة تلك العهود ؛ إنه فعّالٌ لما يريد .



قال شاعر :
ياذا الذي ألف القطيعة دهرهُ .. إن القطيعة موضعُ الرَّيبٍ
إن كان ودّك كامناً في نيّةٍ .. فاطلب صديقاً عالماً بالغيبِ

والعرب تقول :
أوصل الناس ، أوضعهم للصرم في موضعه .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نسافر خلال سطور التوحيدي إلى عالم الصداقة عن عهود مضت .. هنا نقرأ معاناة من قطيعة.. وهذا كتابٌ ممن يدعى ابن ثوابة كتبه إلى ابن فراس، جزلة عباراته جميلة معانيه ، فيه عتابٌ من قلبٍ محب افتقد صاحبه : بسم الله الرحمن الرحيم عهدي بك - ياسيدي- يتطوّع بنافلة الابتداء، فكيف تخلٌ بفريضة الجواب ؟ وهل يرضى الصديق منك أن تبرّه قريباً، وتجفوه بعيداً؟ وتذيقه حلاوة الوصل دانياً ، وتجرّعه مرارة القطيعة نائياً ؟ وما عليك لو رضيت بالبين فاجعاً ، واكتفيت بالدهر قاطعاً؟ والدهر ليس بمعتبٍ من يجزعُ *والبين بالشمل المجمّع مولعُ فما ظنك بمن يجري ذوي المروءة مجرى سائر من يرى باطنه يخاف ظاهره، وتأويله يخالف تنزيله ؟ وهذا هزل يترجم عن جدٌ .. والضدّ يبرز حسنه الضدُّ، أودعتني إذ ودّعتني .. شوقاً إليك تفيض منه الأدمعُ * وجوى عليك تضيق عنه الأضلعُ فكم أتلهف على ما أنفدناه في حال الاجتماع من عيش رخي ، ونعيم فيٍّ وسرور امتدت ظلاله ، وليلٌ غاب عذّاله ، فارغب إلى الله في إعادة تلك العهود ؛ إنه فعّالٌ لما يريد . قال شاعر : ياذا الذي ألف القطيعة دهرهُ .. إن القطيعة موضعُ الرَّيبٍ إن كان ودّك كامناً في نيّةٍ .. فاطلب صديقاً عالماً بالغيبِ والعرب تقول : أوصل الناس ، أوضعهم للصرم في موضعه .
نسافر خلال سطور التوحيدي إلى عالم الصداقة عن عهود مضت .. هنا نقرأ معاناة من قطيعة.. وهذا...
الصداقة والصديق
قيل في ثلاثة يعد وجودها من الأساطير :
الغول ، والعنقاء، والخل الوفي ...


العنقـــــــــاء

ونمضي مع صنوف الأصدقاء والتوحيدي :
قيل لثيفابون :
من صديقك ؟
قال :
الذي إذا صرت إليه في حاجة ،
وجدته أشد مسارعة إلى قضائها ..
مني إلى طلبها .



قال العتابي لأعرابي :
إني أريد أن أتخذ صديقاً، فابعثه لي حتى أطلبه .
قال : لاتبعث ؛ فإنك لاتجده .
قلت : فابعثه كيفما كان ، حتى أتمناه وإن كنت لاألقاه .
قال : اتخذ من ينظر بعينك ،
ويسمع بأذنك ،
ويمشي بقدمك ،
ويبطش بيدك ،
ويحطّ في هواك،
ولا يرى سواك .
اتخذ من إن نطق فعن فكرك يستملي ،
وإن هجع فبخيالك يحلم ،
وإن انتبه فبك يلوذ،
وإن احتجت إليه كفاك ،
وإن غبت عنه دعاك .
يستر فقره عنك لئلا تهتم له،
ويبدي بشره لئلا تنقبض عنه .



و قال آخر :
ستذكرني إذا جربت غيري : وتعلم أنني لك كنت كنزا
بذلت لك الصفاء بكلّ ودّ : وكنت كما هويت فصرتُ جبزا
وهنتُ إذا عززتَ وكنت ممن : يهون إذا أخوه عليه عزا
فَرِحْتَ بمديةٍ فحززتَ حبلي : بها ومودتي بيديك حــزّا



وأخيراً قال أبو العتاهية حين سئل عن رأيه في الصديق

يدلّ على الإنسان ظاهر فعلهِ
ولا علم لي بالباطن المتغيّبِ ..



ونلتقي مرة أخرى مع صنوف الأصدقاء :
الوفي .. وغيره ..