صيدلانية سنفورة

صيدلانية سنفورة @sydlany_snfor

عضوة شرف في عالم حواء

الواسطة بين التكافل الاجتماعي وضياع الحق !!!... تحقيق صحفي

الأدب النبطي والفصيح








السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


WIDTH=400 HEIGHT=350

.. و(حمود ) لم يعد بِدْعَاً في مجتمع كان بالأمس القريب يرى الشفاعة نوعاً
من العون والتكاتف ،وفيتاميناً يصرف بمقدار بسيط لمن تعثرت أموره .
ويبدو أن هذا العلاج من النوع الذي يسبب إدمانا ً ، إذ تفشى ظاهرةً،
وغدا من الشائع الركون إلى الواسطة لتسيير الأمور . و يرى الكثيرون
أنهم أصبحوا مضطرين لالتقاط تلك العصا السحرية ليجدوا لهم موطأ قدم .
بل تعدى ذلك إلى استحسان الأمر ( فالواسطة ) :شخص مهم كريم
يساعد الآخرين (( صاحب فزعة ))، ومن يمتلك واسطات متعددة
يُنظر إليه على أنه اجتماعي ، بينما من لا يجدها حتماً شخص منغلق على نفسه .






لكل واسطة .... نصيب !!!!
لازال (ع .ن ) يتذكر بمرارة كيف تكسرت أحلامه
قبل ما يزيد عن خمسة عشر عاماً على صخرة
( الواسطة ) وحرمته منحةً دراسيةً استوفى شروطها
لكنها ذهبت لمن كانت الواسطة بيده .
ويؤكد أن الواسطة تحكمت في علاقات الناس وحددتها ،
و أصبحت أمراً أساسياً في المعاملات فـ
( لكل واسطةٍ نصيب ).
ويؤيده في انتشار الواسطة زميله ( أ. د ) إلا أن
نفسه لا تتقبل كلمة(( أنا من طرف فلان )) ،
ومع أنه تضرر كثيراً بسبب الواسطة ، إلا أنه لا زال
يعتقد أن الأمور يمكن أن تتم دون الحاجة إلى الواسطة .
ويستطرد : من يساعدك اليوم في إثبات حق لك ،
قد يطلب منك باطلاً يوماً ما ،وهذا حال أغلب الناس .



أما ( ن . م) فلا تجد بأساً في الاعتراف : ( نعم توظفت
في عملي عن طريق واسطة ، لكني أراها واسطة حميدة .
فشهادتي العلمية وكفاءتي تؤهلني للحصول على وظيفة ،
لكن وجود المحسوبية وعدم المهنية في اختيار الموظفين
مهد لزميلاتي الوظيفة بعد تخرجهن مع تفوقي عليهن .
ولم أجد طريقة لإيجاد عمل دون ختم ... ( توصية ) !!.







الشفاعة مطلب شرعي يثاب فاعله :
الشفاعة الحسنة ضرب من التكافل الاجتماعي الذي
حرص الإسلام على إرسائه لإحقاق الحقوق وكشف
الظلم والباطل ((من يشفع شفاعة حسنة يكن له
كفل منها ) ) . وورد في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث
العلمية والإفتاء ((إذا لم يترتب على الواسطة ضياع حق
لأحد أو نقصانه فهي جائزة ، بل مرغب فيها شرعاً ،
ويؤجر عليها الشفيع إن شاء الله ،
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (اشفعوا تؤجروا ،
ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء ) .
أما الواسطة المذمومة فهي وسيلة ملتوية للحصول على
مالا يُستحق ، وتثبيت الباطل ، وما قد يرافق ذلك من
ممارسات غير شرعية من دفع للرشاوى والكذب
والنفاق والتملق ..... الخ





40
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صيدلانية سنفورة
الواسطة .. بين العرض والمرض



يرى فضيلة الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان المشرف
على مواقع رسالة الاسلام : (أن من أهم أسباب انتشار
هذه الظاهرة ضعف الوازع الديني الذي يدفع إلى
استغلال النفوذ لمصالح شخصية ، والأمن من العقاب ).
في حين يُرجع الباحث القانوني والكاتب في صحيفة الرياض
محمد بن عبدالله السهلي أسباب تفشي الواسطة الى
(( البيروقراطية الإدارية في عمل الأجهزة الحكومية
من تعقد وطول الإجراءات والشروط للخدمات المقدمة
وعدم وضوح الأنظمة وتضاربها والتهاون في تطبيقها
وغياب الشفافية والرقابة على أعمالها..))







تكافل اجتماعي أم فرقة ؟؟
ويعتبرالدكتور الفوزان الواسطة من ( الظلم والعدوان )
وأنه بسببها ( يُحرم كثير من الناس حقوقهم الشرعية ،
ويُوضع أناس في غير ما يستحقون من الأماكن والمناصب ) .
ويرى د. علاء الدين حكمي في مقالٍ له بعنوان
((الواسطة .. أكثر أنواع الفساد شيوعا!))
((أن من أبرز سلبيات الواسطة أنها تتسبب بترهل الجهاز
الإداري وعدم تطبيق القانون، وبالتالي فإن تأثيرها يكون مؤلما
وضاراً وفتاكاً بين أفراد المجتمع ، فمن لا واسطة لديه تتعطل أعماله
وتتوقف حياته، مما يولد الشعور بالحقد واتساع الهوة بين فئات المجتمع.
من جهة أخرى، تسببت الواسطة بظهور نوع من
الحقد الطبقي، لأنها تقسّم المجتمع إلى فئات وطبقات بينها
فوارق كبيرة جدا، ما يؤدي
بدوره إلى ضعف القيم الأخلاقية وانتشار الحقد والكراهية والجرائم وإضعاف سيادة القانون وتأخير التنمية السياسية وعرقلة التقدم.
وعندما يشعر الفرد بأن كفاءته وخبرته غير مجدية إنْ لم يكن لديه (واسطة)، فلاشك أن عطاءه وولاءه سيتدنيان..))








أعيت من يداويها ...



اعتبرت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على لسان رئيسها
الأستاذ ( محمد الشريف ) ((أن الواسطة غير الحميدة نوع من
أنواع الفساد بما تحمله من أضرار اجتماعية جهل
البعض مخاطرها )) .. وهذا الداء على رغم سريانه
في جسد المجتمع إلا أن تضافر

الجهود والتوعية بخطأ وخطر هذه الظاهرة من أفراد المجتمع ركيزة
هامة في العلاج . ولا شك أن الوازع الديني والوعي
هو الضمان الوحيد للحد من الواسطة المذمومة .
كما أن الرقابة الذاتية والإدارية للموظفين والمسؤولين
ووضوح الأنظمة وتطبيقها على قاعدة من المساواة ،
تسد الطريق على النفوس المريضة التي تتعلق بحبل
الواسطة للوصول لأهدافها غير المشروعة .
إن التعلق بالواسطة كطوق نجاة في معاملاتنا يعزز شقة
الهوة بين الأفراد ،ويمنهج لطبقية جديدة في مجتمعاتنا :
(( طبقة الظالم وطبقة المظلوم )).


... تم بحمد الله
صمت الحب**
صمت الحب**

تحقيق رائع جداً
أجدتِ طرحه ونقاشه بإسلوب أدبي راقي..

بارك الله فيك ياصيدلانية ونفع بما كتبتِ..

وفقكِ الله..
صيدلانية سنفورة
مشرفتنا .. صمت
شاكرة مرورك وكلماتك التشجيعية
بالتوفيق لجميع المشاركات ان شاء الله
ربا بنت خالد
ربا بنت خالد


بارك الله فيك أختي صيدلانية ..
واقع ملموس تحدث عنه تقريرك ..
وكم كانت الواسطة سبيلا لـ ضياع
الكفاءة في تراكمات الحياة ..
وكم أودت بـ أحلام الطموح في
زمن أصبح فيه التسلق على أكتاف الغير
أمرا عاديا ..
أسال الله أن ينفع بما كتبتِ .. ويجزيك
من السعادة ألوانا ..
بالتوفيق فاضلتي ..
رحالة عبر الزمن

الواسطة هي السبب الوحيد وراء دمار الشباب والبنات
وهى التى تقتل الكفائة والسبب الرئيسي للبطالة
وسبحان الله نحن فى زمن اذا لو يكن عندك سند تضيع بالرجلين
بوركتي سنفورة على التقرير الرائع
اتمني لك دوام التوفيق