بت فضل
بت فضل
☆ ١١ ☆


*💎تابع تدارس سورة الحج💎*


*📖التقسيم الموضوعي لسورة الحج📖*


*📝٤- المؤمنون المجاهدون إذا قاموا يردون عدوان الظالمين فالله سبحانه وتعالى يعدهم بالنصر بقدرته المطلقة أمام ضعف وعجز الآلهة الزائفة التي يعبدها أعداؤهم ومن ثم تختم السورة بتوجيه للأمة المؤمنة للنهوض بتكاليف الوصاية على البشرية كافة .*


*📖 المقطع الاول : وعده الكريم بالنصر والجنة للمهاجرين المقاتلين دفاعا عن النفس*
📍


🔖لقد قام دين الله وانتشرت دعوة محمد بن عبد الله في الآفاق بفضل جهاد النبي ﷺ ، وبفضل تضحيات أصحابه وأتباعه وأنصاره،
🔖 فهم الذين سطروا لأنفسهم بحروف من نور صفحات الخلود، وتركوا الأوطان، وهجروا السوء والضلال
🔖من أجل إرضاء الله تعالى والعمل المخلص لله عز وجل
⬆️ ومن هنا سجل القرآن المجيد موقف الفخار والاعتزاز للمهاجرين الأولين من مكة إلى المدينة، لنصرة رسول الله وتأييد دعوته، وجهاد أعدائه، ودفع شر المعتدين
*¤قال الله تعالى مبينا مدى إحسانه وفضله على الذين هاجروا في سبيل الله:*
☀️{وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩) ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٦٠)}


*📖 المقطع الثاني : من دلائل قدرة الله تعالى*
📍


➖يقرن الله تعالى عادة إنجاز وعده بالنصر لأوليائه أو بعثه العباد بعد الموت
➖ بأنه صاحب القدرة المطلقة التي لا حدود لها، ويضرب الأمثال على ذلك، ويقيم الأدلة الحسية المشاهدة في الكون على قدرته سبحانه من السمع والبصر،
➖ وإيلاج الليل في النهار وعلى العكس، وأنه الحق الثابت، وإنزاله المطر من السماء، وملكه جميع ما في السماوات والأرض
➖وتسخير ما في الأرض والسفن للناس، وإمساك السماء من وقوعها على الأرض
➖وإحياء الأنفس، وإماتتها، ولكن الإنسان قصير النظر، جاحد النعمة، لا يقدّر عادة نعم الله عليه،
*¤قال الله تعالى موضحا هذه الأدلة القاطعة على قدرته:*
☀️{ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (٦٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٦٥)وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ (٦٦)}


*📖 المقطع الثالث : لكل أمة شريعة ومنهاج ملائمان*
📍


📎اقتضت الحكمة الإلهية أن تتعدد مظاهر العبادة والشرائع بين الأمم والملل المختلفة، وليس هذا التعدد إلا شكليات وأحوالا،
📎جوهرها واحد، وغايتها واحدة، وهي الاتجاه إلى الله الخالق الذي يعبده جميع الناس
فلا يصح أن يكون التفاوت في هذه العبادات سببا للاختلاف والحوار والعداء والخصام، وإنما ينبغي الاتفاق والاتحاد في المضمون
📎 وتفويض الأمر إلى الله المعبود، وتصفية النفوس من الأحقاد والبغضاء، والحسد والعصبية، فإن لم يتحقق هذا كان الحساب عسيرا
⚖️والحكم بين العباد يوم القيامة شديدا، ولا يغيب عن الله شيء في الأرض ولا في السماء
✏️ومعلومات الخلائق كلها مدوّنة في اللوح المحفوظ، وإحضارها وجمعها وحفظها يسير على الله
*¤قال الله تعالى مبينا هذا الاختلاف في المناسك:*
☀️{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (٦٧) وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (٦٨) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٦٩) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧٠) }


•°•يتبع إن شاء الله •°•


*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*


*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*
بت فضل
بت فضل
☆ ١٢ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*📖التقسيم الموضوعي لسورة الحج📖*
*📖 المقطع الرابع : عبادة المشركين للأصنام المشركين*
📍
➰لقد انحدر العقل البشري والفكر الإنساني انحدارا لا مثيل له، حين أقدم المشركون الوثنيون مع الأسف الشديد، على عبادة الأصنام والأوثان
➰ على الرغم من قيام الأدلة الواضحة على وحدانية الله تعالى، وعلى القدرة الإلهية، وعلى علم الله الشامل المحيط بكل شيء
➰ وعلى عدم وجود حجة مقبولة سمعية نقلية أو عقلية على صحة هذه العبادة الباطلة
➰وعلى ظهور الأدلة الحسية على أن هذه الأصنام لا تضر ولا تنفع، فلم يبق هناك مجال إلا للحكم بأن أولئك الوثنيين أغبياء جهلة، سذّج وسطحيون
➰وهم مع كل هذا إذا تلي عليهم القرآن اغتاظوا وغضبوا، وهموا بالبطش بمن يتلو ويذكّر، وها هو القرآن المجيد يصف هذا النحو من سلوك المشركين الشاذ،
*¤ قال الله تعالى:*
☀️{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٧١) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٢) يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣)}
*📖 المقطع الخامس : تعظيم الله وتوحيده واختياره*
📍
◻️الإله المالك الخالق الرازق المنعم المتفضل، يتطلب طبعا وعقلا الإقرار بعظمته، وتوحيده
◻️وإفراد الأمر إليه في اختيار ما يشاء، وإرادة ما يريد، سواء في الإحياء والإماتة، أو الرزق والنعمة، أو إرسال الرسل، واختيار الملائكة، وإنزال الكتب،
◻️ فهو العليم بالمصلحة، وإليه المرجع والمآب، لا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه.
➖غير أن الناس إما في غفلة عن هذه الواجبات، أو في جحود وإنكار
📖فيكون القرآن العظيم هو الدواء الناجع لعلاج التقصير، والمذكّر بما يجب على الإنسان نحو ربه،
*¤قال الله تعالى واصفا أحوال الجاحدين:*
☀️{ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤) اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٧٥) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٧٦)}
*📖 المقطع السادس: أصول الفرائض الإسلامية
📍 *
🔺إن برهان الولاء للحق سبحانه:
🔹 هو العبادة الخالصة لله، لذا أمر الله تعالى بعبادته، وجعل أصول العبادة
➖متمثلة بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والاعتصام بالله وبالقرآن، والجهاد في سبيل الله، وفعل الخير والمعروف.
⤴️وهذه هي جملة الشرائع الإلهية المحققة للعبودية الشخصية لرب العزة، والمحافظة على عزة المؤمنين، وتقوية الصلات الاجتماعية فيما بينهم،
*🌻ومسوغات هذه الواجبات كثيرة أهمها ثلاثة:*
〰️ هي اجتباء واختيار المسلمين لها،
〰️ وكون هذه الشرائع هي شريعة إبراهيم عليه السلام،
〰️وتسميتنا مسلمين في القرآن الكريم والكتب السابقة
*☜وهذا ما أوضحته الآيات التالية:*
☀️{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)}
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*
بت فضل
بت فضل
☆ ١٣ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*💎 التقوى وسببها ، والمجادلة بغير علم💎*
📍

*♦️نزول الآيتين ( ١-٢) :*
☄️روي أن هاتين الآيتين نزلتا ليلا في غزوة بني المصطلق، فقرأهما رسول الله ﷺ على الناس،
☄️فلم ير باكيا أكثر من تلك الليلة، وأصبح الناس بين باك وجالس حزين متفكر.
*♦️نزول الآية (٣) :*
➖{وَمِنَ النَّاسِ}:
✒️أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ} قال: نزلت في النضر بن الحارث.
*📑المعنى الإجمالي:*
☀️يقولُ اللهُ تعالى: {يا أيُّها النَّاسُ، اتَّقُوا رَبَّكم}،
➖واحذَروا عِقابَه، بامتِثالِ أوامِرِه، واجتنابِ نواهيهِ، إنَّ ما يَحدُثُ يوم القيامةِ مِن أهوالٍ عظيمةٍ شَيءٌ عَظيمٌ
➖ يومَ تَرَونَ زلزلةَ السَّاعةِ تَنسى المرضِعةُ رَضيعَها الذي ألقَمَتْه ثَدْيَها، وتشتغِلُ عنه؛
↩️ لِمَا نَزَل بها مِنَ الكربِ، وتُسْقِطُ الحامِلُ حَمْلَها مِنَ الرُّعبِ
➖ وتَغيبُ عُقولُ النَّاسِ، فيَصيرون كالسُّكارى؛
↩️ مِن شِدَّةِ الهَولِ والفَزَعِ، ولَيسُوا بسُكارى مِن الخَمرِ، ولكِنَّ شِدَّةَ العذابِ أفقَدَتْهم عُقولَهم وإدراكَهم!
☀️{ومِن النَّاسِ مَن يجادِلُ} في دينِ اللهِ وفي قُدرته تعالى على البَعثِ، مِن غيرِ علمٍ،
☀️{ويتَّبِعُ كُلَّ شَيطانٍ} طاغٍ مُتَمَرِّدٍ على اللهِ ورُسُلِه.
🎍 قضى اللهُ وقدَّر أنَّ ذلك الشَّيْطانَ يُضِلُّ كُلَّ مَن اتَّبَعه، ولا يَهديه إلى الحَقِّ، بل يَسوقُه إلى عذابِ جَهنَّمَ المُوقَدةِ؛ جَزاءَ اتِّباعِه إيَّاه.
*💫التفسير والبيان💫*
💡صدر الآية يتضمن تحذيرا لجميع العالم لتفادي أهوال القيامة
*🔅فيا أيها البشر، احذروا عذاب الله، بطاعته، والبعد عن معصيته*
💡ثم أكد الله هذا الأمر بأمر زلزلة القيامة، حين حدوثها، قبل قيام الناس من القبور
☀️لقوله تعالى: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢)}
⤴️وتلك الزلزلة: هي إحدى شرائط القيامة،
🔅وسميت الزلزلة حين نزول القرآن شيئا، وهي حينئذ معدومة
💡لأن تيقن وجودها يجعلها شيئا موجودا، أي هي إذا وقعت شيء عظيم،
🔅فيكون المعنى أنها إذا كانت، فهي شيء عظيم جدا،
💡والزلزلة:
〰️التحريك العظيم، وذلك مع نفخة الفزع ومع نفخة الصعق حسبما تضمن حديث أبي هريرة من ثلاث نفخات:
○نفخة الفزع
○ونفخة الصعق
○ونفخة البعث.
*📍وأوصاف يوم القيامة الرهيبة هي:*
🔸١- يوم تذهل الزلزلة كل مرضعة عن وليدها الرضيع.
💡والذهول: الغفلة عن الشيء بطارئ من هم أو وجع أو خوف.
🔸٢- وتسقط الحامل جنينها من بطنها من شدة الخوف والفزع.
🔸٣- وتجد الناس كالسّكارى من الخوف
⤴️وهم في الواقع غير سكارى من الشراب، ولكن شدة العذاب أفقدتهم وعيهم.
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ }.
*🗞️مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبلَها:*
🔖أنَّ الله تعالى بيَّن أنَّه معَ هذا التحذيرِ الشَّديدِ بذِكرِ زلزلةِ الساعةِ وشدائدِها، فإنَّ مِن الناسِ مَن يجادلُ في الله بغيرِ علمٍ .
🔖وأيضًا فإنَّه لَمَّا ذكَرَ اللهُ تعالى أهوالَ يَومِ القيامةِ؛ ذكَرَ مَن غَفَل عن الجزاءِ في ذلك اليومِ، وكذَّبَ به .
*☀️{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}.*
◀️أي: ومِنَ النَّاسِ صِنفٌ يجادِلُ في شأنِ اللهِ وفي دينِه بجَهلٍ، من غيرِ علمٍ صحيحٍ،
📍جدلًا ناشئًا عن سوءِ نظرٍ، وسوءِ تفكيرٍ لإحقاقِ الباطلِ وإبطالِ الحقِّ،
📍فينكرُ وحدانيَّةَ اللهِ وقدرتَه على إحياءِ الموتَى، ويُكذِّبُ ما جاءَتْ به رسلُه.
*☀️{ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ}.*
◀️أي: ويتَّبِعُ الجاهِلُ في جِدالِه في اللهِ بلا عِلمٍ كُلَّ شَيطانٍ عاتٍ طاغٍ مِن شياطينِ الإنسِ والجِنِّ،
◀️ مُتجَرِّدٍ مِنَ الخيرِ، مُتمَرِّدٍ على اللهِ، فيَقبَلُ وَسوَسَته، وينقادُ للعَمَلِ بها بلا تَفكيرٍ ولا ترَدُّدٍ.
*☀️{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }.*
◀️أي: قضَى اللهُ على الشَّيطانِ المتَمَرِّدِ وقدَّر أنَّ مَنِ اتَّخَذه وليًّا فأقبَلَ عليه واتَّبَعَه؛
↩️فإنَّ الشَّيطانَ يُضِلُّه في الدُّنيا عن الحَقِّ،
➖ويَدُلُّه إلى طريقِ النَّارِ المُوقَدةِ ويَدْعوه إليها، فيَسوقُه إلى عَذابِها بما يُزَيِّنُه له مِنَ الباطِلِ.
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*
بت فضل
بت فضل
☆ ١٤ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*💎تابع التقوى وسببها ، والمجادلة بغير علم💎*
📍

*📂 الفوائد التربوية من الآيات 📂:*
*١)☀️ قال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ }*
🔖يخاطِبُ اللهَ النَّاسَ كافَّةً بأن يتَّقوا رَبَّهم الذي ربَّاهم بالنِّعَمِ الظَّاهرةِ والباطنةِ
🔖فحقيقٌ بهم أن يتَّقوه بتركِ الشِّركِ والفُسوقِ والعصيانِ، ويمتَثِلوا أوامِرَه مهما استطاعوا،
🔖 ثمَّ ذكَر ما يُعينُهم على التقوى، ويحَذِّرُهم مِن تركِها، وهو الإخبارُ بأهوالِ القيامةِ
☀️فقال تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}،
◀️فحقيقٌ بالعاقِلِ الذي يعرِفُ أنَّ هذا أمامَه أن يُعِدَّ له عُدَّتَه، وألَّا يُلهِيَه الأملُ فيترُكَ العمَلَ،
➖وأن تكونَ تقوَى اللهِ شِعارَه، وخوفُه دِثارَه ، ومحبَّةُ اللهِ وذِكرُه رُوحَ أعمالِه
➖ فعِظَمُ الهولِ يومَ القيامةِ موجِبٌ واضحٌ لِلاستعدادِ لذلك الهولِ بالعملِ الصَّالحِ في دارِ الدُّنيا قبلَ تَعَذُّرِ الإمكانِ .
*٢) ☀️في قَولِه تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ}*
◀️ذَمٌّ لكلِّ مَن جادلَ في اللهِ بغَيرِ عِلمٍ، وهو دليلٌ على أنَّه جائزٌ بالعِلمِ، كما فَعَلَ إبراهيمُ بقَومِه ،
🔖فهذه الآيةُ بمَفهومِها تدُلُّ على جوازِ المجادلةِ الحَقَّةِ؛
↩️ لأنَّ تخصيصَ المجادلةِ مع عدَمِ العلمِ بالدَّلائِلِ يدُلُّ على أنَّ المجادلةَ مع العلمِ جائزةٌ،
🔖 فالمجادَلةُ الباطلةُ هي المرادُ مِن قَولِه:
☀️{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا }الزخرف: ٥٨،
🔖والمجادلةُ الحقَّةُ هي المرادُ مِن قَولِه:
☀️{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } النحل: ١٢٥.
*📝الفوائد العلمية واللطائف:📝*
*✏️١- من أسرارِ بلاغةِ القُرآنِ: أنَّه تعالى جعل الافتتاحَ بـ*
☀️ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ} لسورتين في القرآن:
*✒️إحداهما: سورةُ النساءِ* ، وهي السُّورةُ الرَّابعةُ مِن النِّصفِ الأوَّلِ مِن القرآنِ،
🗞️ وعلَّل الأمرَ بالتَّقوى فيها بما يدُلُّ على معرفةِ المبدأِ بأنَّه خلق الخَلْقَ من نفْسٍ واحدةٍ، وهذا يدُلُّ على كمالِ قُدرةِ الخالقِ، وكمالِ عِلمِه وحكمتِه.

*✒️والثانيةُ: سورةُ الحجِّ،* وهي الرابعةُ أيضًا مِن النِّصفِ الثَّاني مِن القرآنِ،
🗞️وعلَّلَ الأمرَ بالتَّقوى فيها بما يدُلُّ على معرفةِ المعادِ، فجعلَ صدْرَ هاتين السورتينِ دليلًا على معرفةِ المبدأِ والمعادِ
🗞️وقدَّم السُّورةَ الدالَّةَ على المبدأِ على السُّورةِ الدالَّةِ على المعادِ، وهذا سِرٌّ عظيمٌ !‼️
*📖وهذا على القولِ بأنَّ ترتيبَ السُّوَرِ توقيفيٌّ.*
*٢- ☀️قال الله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }*
✏️تسميةُ الزَّلزلةِ بـ «شيء» إمَّا لأنَّها حاصلةٌ مُتيقَّنٌ وقوعُها، فيُستسهَلُ
● لذلك أن تسمَّى شيئًا، وهي معدومةٌ؛
↩️ إذ اليقينُ يُشبِهُ الموجوداتِ.
● وإمَّا على المآلِ،
◀️أي: هي إذا وقعت شيءٌ عظيمٌ، وكأنَّه لم يُطلِقِ الاسمَ الآنَ
□بل المعنى: أنَّها إذا كانت فهي إذَنْ شيءٌ عظيمٌ؛ ولذلك تَذهَلُ المراضِعُ، وتَسكَرُ النَّاسُ .
*٣-☀️ في قَولِه تعالى: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}*
✏️دَلالةٌ على إجازةِ المُبالغةِ في الأشياءِ، حتى يُسمَّى بأضدادِها،
📍 كما يُقالُ: «فلانٌ ميتٌ» إذا كان بليدًا في أمْرِه خاليًا مِن المنافِعِ،
📍 و «فلانٌ شيطانٌ» إذا كان داهيةً، وأشباه ذلك، ألَا تراه قال: ☀️{وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى}،
📍ثمَّ قال:{ وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}
⤴️ يعني -واللهُ أعلَمُ- مِن الشَّرابِ، ولكنْ مِن غَلبةِ الفَزَعِ لِمَا عايَنوا مِن الزَّلزَلةِ .
*✏️٤- قد يكونُ سَبَبُ السُّكرِ مِن الأَلَم، كما يكونُ من اللَّذَّةِ*
☀️كما قال تعالى:{وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}، ◀️فَأخبَرَ أنَّهم يُرَونَ سُكارى وما هم بسُكارى !
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*
بت فضل
بت فضل
☆ ١٥ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*💎 التقوى وسببها ، والمجادلة بغير علم💎*
📍

*📝تابع الفوائد العلمية واللطائف📝:*
*٥- ☀️قال اللهُ تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ}*
◀️بَيَّنَ سُبحانَه حالَ مَن يُجادِلُ في الدِّينِ بلا عِلمٍ،
*➖والعِلمُ* : هو ما بَعَث اللهُ به رَسولَه ﷺ،
وهو: السُّلطانُ
☀️كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ }غافر: ٥٦،
📍فمَن تكَلَّمَ في الدِّينِ بغَيرِ ما بَعَث اللهُ به رَسولَه ﷺ كان متكَلِّمًا بغيرِ عِلمٍ .
*٦- ☀️قال اللهُ تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }*
◀️هذا الذي يُجادِلُ في اللهِ قد جمَعَ بين ضَلالِه بنَفْسِه، وتصَدِّيهِ إلى إضلالِ النَّاسِ
📍 وهو مُتَّبِعٌ ومُقَلِّدٌ لكُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ، ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ! ويدخُلُ في هذا جُمهورُ أهلِ الكُفرِ والبِدَعِ
↩️ فإنَّ أكثَرَهم مُقَلِّدةٌ، يجادِلونَ بغيرِ عِلمٍ .
*٧- ☀️قال الله تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ}*
◀️هذا حالُ أهلِ الضَّلالِ والبِدَعِ؛ المُعرِضينَ عن الحَقِّ، المتَّبِعينَ للباطِلِ
📍يَترُكونَ ما أنزَلَه اللهُ على رَسولِه مِنَ الحَقِّ المُبينِ، ويتَّبِعونَ أقوالَ رُؤوسِ الضَّلالةِ؛ الدُّعاةِ إلى البِدَعِ بالأهواءِ والآراءِ .
*٨- ☀️قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ }*
◀️الكِتابةُ في هذه الآيةِ هي كِتابةٌ كَونيَّةٌ، ويُقابِلُها الكِتابةُ الشَّرعيَّةُ الأَمريَّةِ؛
☀️كقَولِه تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} البقرة: ١٨٣،
✒️ فالأُولى كِتابةٌ بمعنى القَدَرِ
✒️والثَّانيةُ كِتابةٌ بمَعنى الأَمْرِ .
*٩- ✏️عن مُضارِبِ بنِ إبراهيمَ💬قال: (سألتُ الحُسَينَ بنَ الفَضلِ، فقُلتُ: إنَّك تُخرِجُ أمثالَ العَرَبِ والعَجَمِ مِنَ القُرآنِ، فهل تجِدُ في كتابِ اللهِ: «مَن أعان ظالِمًا سُلِّطَ عليه»؟ قال: كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) .*
*١٠-☀️ قَولُه تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }*
◀️حُجَّةٌ على المُعتَزِلةِ والجَهميَّةِ؛ إذ هو يقولُ جلَّ جَلالُه نصًّا مِن غَيرِ تأويلٍ:
📍 إنَّ الشَّيطانَ يُضِلُّ وَلِيَّه، ويَهدِيه إلى عذابِ السَّعيرِ بما كتَبَه عليه مِن ذلك.
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*