بت فضل
بت فضل
☆ ٢١ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*💎أحوال الناس من الهداية الإلهية💎*
*📍 *
☀️{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (١٠) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٢) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (١٤)}
*🔰أسباب النزول : 🔰*
*✏️نزول الآية (٨) :*
*☀️{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ}*
➖نزلت في أبي جهل ، أنذره اللّه بالخزي (الذل والهوان) في الدنيا ، فقتل يوم بدر
➖ أو نزلت في النضر بن الحارث الذي قتل أيضا يوم بدر ، ومعظم المفسرين على هذا كالآية الأولى.
*✏️نزول الآية (١١) :*
*☀️{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ حَرْفٍ} :*
💫 أخرج البخاري عن ابن عباس قال : كان الرجل يقدم المدينة ، فيسلم ، فإن ولدت امرأته غلاما ، ونتجت خيله
💬 قال : هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولدا ذكرا ، ولم تنتج خيله
💬قال : هذا دين سوء ، فأنزل اللّه :
☀️{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ}.
*💡المناسبة :💡*
🔘بعد أن ذكر اللّه تعالى في الآية المتقدمة :
☀️ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ }
🕳حال الأتباع الجهال المقلّدين الذين يتبعون أهل الكفر والمعاصي والشياطين ،
🕳ذكر هنا حال المتبوعين ، الدعاة إلى الكفر والضلال ، رؤساء الشر والابتداع.
🕳وبعد بيان حال هؤلاء المجادلين في توحيد اللّه بلا حجة ولا برهان صحيح
🕳أبان تعالى حال المنافقين مضطربي الإيمان ، الذين لم تستقر عقيدتهم ، من جماعة الأعراب القادمين إلى المدينة بقصد المنفعة المادية.
🕳وبعد كشف حال عبادة المنافقين وحال معبوديهم من الأصنام والأوثان
🕳أوضح اللّه تعالى صفة عبادة المؤمنين وصفة معبودهم ، فعبادة الأولين خطأ غير صواب ، ومعبودهم لا يضر ولا ينفع ،
➰أما عبادة المؤمنين فهي حق وحقيقة ، ومعبودهم يعطيهم أعظم المنافع وهو الجنة.
*🔰المعنى الاجمالي🔰*
☀️يقولُ الله تعالى: {ومِنَ النَّاسِ مَن يُجادِلُ} رُسُلَ اللهِ وأتباعَهم في شأنِ اللهِ تعالى
■بغيرِ عِلمٍ ولا دَلالةٍ صَحيحةٍ،
■ولا كتابٍ مِن اللهِ فيه بُرهانٌ وحُجَّةٌ واضِحةٌ،
■ لاويًا جانِبَه وعُنُقَه، متكبِّرًا مُعرِضًا عن الحَقِّ؛
☜لِيَصُدَّ عن دينِ اللهِ
☜فله خِزيٌ في الدُّنيا وذِلَّةٌ
☜ ونذيقُه يومَ القيامةِ عذابُ النَّارِ.
💬ويُقالُ له: ذلك العَذابُ بسَبَبِ ما فَعَلْتَ مِنَ المعاصي، واكتسَبْتَ مِنَ الآثامِ،
○ واللهُ ليس بظلَّامٍ للعبيدِ، فلا يعَذِّبُ أحَدًا بغيرِ ذَنبٍ.
☀️{ومِنَ النَّاسِ مَن يَعبدُ الله}
⤴️على شَكٍّ وترَدُّدٍ،
🏷️فإنْ أصابه خيرٌ مِن صِحَّةٍ وسَعَةٍ وغَيرِهما، استمَرَّ على عبادتِه،
🏷️ وإنْ حصَلَ له ابتِلاءٌ بمَكروهٍ وشِدَّةٍ، رجَعَ عن دينِه،
☜فهو بذلك قد خَسِرَ الدُّنيا؛ إذ لم يَظفَرْ بحاجَتِه منها، وحُرِمَ الطُّمأنينةَ ومُوالاةَ المُسلِمينَ
☜وخَسِرَ الآخِرةَ بدُخولِه النَّارَ، وذلك خُسرانٌ بيِّنٌ واضِحٌ.

✒️يَدْعو ذلك المرتَدُّ آلِهةً مِن دُونِ اللهِ لا تضُرُّه ولا تنفَعُه،
☜ذلك هو الضَّلالُ البَعيدُ عن الحَقِّ.
✒️يدعو مَن ضَرَرُه المحقَّقُ أقرَبُ مِن نَفْعِه، قَبُحَ ذلك المعبودُ نَصيرًا، وقَبُحَ عَشيرًا ومُصاحِبًا!
💡إنَّ اللهَ يُدخِلُ الذين آمَنوا باللهِ ورَسولِه، وعَمِلوا الصَّالحاتِ، جَنَّاتٍ تَجري مِن تَحتِ أشجارِها وقُصورِها الأنهارُ، إنَّ اللهَ يَفعَلُ ما يريدُ.
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*
بت فضل
بت فضل
☆ ٢٢ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*💎أحوال الناس من الهداية الإلهية💎*
*📍 *
*📝التفسير والبيان :📝*

✏️تضمنت هذه الآيات أحوال ثلاث فئات من الناس ، بعد بيان حال فئة هم الضلّال الجهال المقلدون في قوله تعالى :
*☀️{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ}*.
*🏷أما الفئة الأولى*
*🔖هنا فهم الدعاة إلى الضلال رؤساء الكفر والبدع*
☀️فقال تعالى :{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ}
⤴️ أي وبعض الناس من يجادل في توحيد اللّه وأفعاله وصفاته ، بلا عقل صحيح ، ولا نقل صريح ، بل بمجرد الرأي والهوى.
*☀️{ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}*
⤴️ أي أنه يجادل وهو مستكبر عن الحق وقبوله إذا دعي إليه ،
☀️كما قال تعالى حكاية عن قول لقمان لابنه :{ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
⤴️أي تميله عنهم استكبارا عليهم ، وهدفه أو عاقبته صدّ الناس المؤمنين عن دين اللّه الذي فيه خيرهم.
💧واللام في قوله :{ لِيُضِلَّ}
🔹 إما لام العاقبة لأنه لا يقصد ذلك ، أي ليصير مآله ممن يضل عن سبيل اللّه
🔸وإما لام التعليل
💬قال الزمخشري : تعليل للمجادلة ، ولما أدّى جداله إلى الضلال ، جعل كأنه غرضه.
🔘ثم ذكر تعالى عقابه
*☀️ فقال : {لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ، وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ}*
⤴️ أي أن عقابه في الدنيا هو الخزي أي الهوان والذل ، وقد قتل يوم بدر ، وعقابه في الآخرة الزجّ به في عذاب النار المحرقة أو الإحراق في النار.
*☀️{ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }*
⤴️أي والسبب فيما مني به من خزي الدنيا وعذاب الآخرة هو ما قدّم من الكفر والمعاصي ، وقد فعل اللّه به ذلك عدلا في معاقبته الفجار وإثابته الصالحين
➰لأن اللّه لا يظلم عباده.
■أو يقال له هذا تقريعا وتوبيخا ،
☀️كقوله تعالى : {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ ، ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} .
☀️ ونظير آية العدل : {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا ، وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} .
*🕳والخلاصة* :
*● أن هذا العقاب حق وعدل بسبب جرم الكفر والإثم الفاحش.*
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*
بت فضل
بت فضل
☆ ٢٣ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*💎أحوال الناس من الهداية الإلهية💎*
*📍 *
*📝تابع التفسير والبيان :📝*
*🏷وأما الفئة الثانية*
*➖ أهل الضلالة الأشقياء :*
⤴️فهم أهل الشك والنفاق والمصلحة والمنفعة المادية ، وهم :
*☀️{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ ..}*
⤴️ أي وبعض الناس يعبد اللّه على شك وطرف من الدين لا في القلب ، كمن يقف على حافة واد
➰أو على طرف الجيش ليفر عند الإحساس بالهزيمة ، فهو مضطرب الإيمان ، غير مطمئن القلب ، غير واثق بهذا الدين ، ولا صادق النية ، ولا مخلص في العبادة ، وهم صنف من المنافقين
*☀️{فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ..}*
⤴️ أي فإن أصابه خير مادي من غنيمة ومال ، وزيادة نتاج في الولد ونسل الحيوان ، رضي عن هذا الدين، واطمأن إليه.
●وإن أصابه مرض أو لم تلد امرأته ، ولا ماشيته ، أي أحس بنقص في المال أو الأنفس ، أو هلاك أو جدب في الثمرات والغلات
☜ارتد ورجع كافرا ، وهذا هو النفاق بعينه.
*☀️{خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ}*
⤴️ أي ضيع الدنيا والآخرة ، فلا هو حصل من الدنيا على شيء من عز وكرامة وغنيمة
💡ولا استفاد من ثواب الآخرة
☜لأنه كفر باللّه العظيم ، فهو فيها في غاية الشقاء والإهانة
⚫ وذلك هو الخسران البيّن الذي لا خسران مثله ، أو هي الخسارة العظيمة والصفقة الخاسرة.
🔘وتأكيدا لعظم تلك الخسارة قال تعالى :
*☀️ {يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ}*
⤴️أي يعبد من غير اللّه آلهة من الأصنام والأنداد ، يستغيث بها ، ويستنصرها ، ويسترزقها ، وهي لا تضره إن لم يعبدها ، ولا تنفعه في الآخرة إن عبدها.
*☀️{ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ }*
⤴️أي ذلك الارتداد ، وعبادة تلك الأصنام
☜هو الضلال الموغل في الضلالة ، البعيد جدا عن طريق الصواب.
🔰ثم زاد الأمر تأكيدا فقال :
*☀️ {يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ }*
⤴️أي يدعو (تكرارا للأول) لمن ضرره في الدنيا قبل الآخرة أقرب من نفعه فيها
🔸وأما في الآخرة فضرره محقق متيقن ، لبئس الناصر هو ، ولبئس الصاحب هو.
🔹 أو يقول الكافر حينما يتحقق من تضرره بعبادته هذا المعبود الخاسر الذي أدخله النار :
➖لبئس هذا المولى والناصر ، ولبئس هذا العشير والصاحب.
*🏷وأما الفئة الثالثة :*
💡 وهم الأبرار السعداء فهم الذين آمنوا بقلوبهم ، وصدقوا إيمانهم بأفعالهم ، كما قال تعالى :
*☀️{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ .. }*
⤴️أي إن اللّه تعالى يكافئ المؤمنين الصادقي الإيمان ، الذين عملوا الصالحات ،
✏️أي الطاعات والقربات ، وتركوا المنكرات ، بإدخالهم روضات الجنات التي تجري من تحت أشجارها الأنهار.
*☀️{إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ}*
⤴️بإكرام أهل الطاعة وإثابتهم ، وإهانة أهل المعصية وحرمانهم من فضله ،
◽يفعل وفق مراده ومشيئته المطلقة ، فلا رادّ لقضائه ، ولا معقّب لحكمه ، يدخل المؤمنين الجنة ، ويدخل الكافرين النار.
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*
بت فضل
بت فضل
☆ ٢٤ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*💎أحوال الناس من الهداية الإلهية💎*
*📍 *
*📋الفوائد التربوية من الآيات :📋*
*☀️١- قَولُ اللهِ تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ }*
⤴️يدُلُّ على أنَّ الجِدالَ مع العِلمِ والهُدى والكِتابِ المُنيرِ حَقٌّ حَسَنٌ .
*☀️٢- قَولُ اللهِ تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ }*
⤴️هذا من آياتِ اللهِ العَجيبةِ؛ فإنَّك لا تجِدُ داعِيًا مِن دُعاةِ الكُفرِ والضَّلالِ إلَّا وله مِن المَقتِ بينَ العالَمينَ، واللَّعنةِ والبُغضِ والذَّمِّ- ما هو حقيقٌ به، وكُلٌّ بحَسَبِ حالِه .
*☀️٣- قال الله تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}*
⤴️يُفهَمُ مِن هذه الآيةِ الكَريمةِ أنَّ مَن ثَنَى عِطْفَه استِكبارًا عن الحَقِّ وإعراضًا عنه، عامَلَه اللهُ بنَقيضِ قَصْدِه، فأذَلَّه وأهانه،
🖍وذلك الذُّلُّ والإهانةُ نَقيضُ ما كان يؤَمِّلُه مِن الكِبرِ والعَظَمةِ
☜ فلمَّا استكبَر عن آياتِ الله لقَّاه اللهُ المذلَّةَ في الدُّنيا، وعاقَبه فيها قبْلَ الآخرةِ؛ لأنَّها أكبرُ همِّه، ومبلغُ علمِه .
*☀️٤- قَولُ اللهِ تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }*
⤴️هذا بخِلافِ الرَّاسِخِ في إيمانِه؛ فإنَّه إن أصابَتْه سَرَّاءُ شكَر، وإنْ أصابَتْه ضَرَّاءُ حَمِدَ وصَبَر؛ فكُلُّ قَضاءِ اللهِ له خيرٌ .
*☀️٥- قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}*
☀️ وقال أيضًا: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}؛
⤴️فلا بُدَّ مِن أذًى لكلِّ مَن كان في الدُّنيا، فإنْ لم يَصبِرْ على الأذَى في طاعةِ اللهِ
●بلِ اختارَ المعصيةَ ☜كان ما يَحصُلُ له مِن الشرِّ أعظمَ ممَّا فرَّ منه بكثيرٍ؛
☀️{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا }التوبة: ٤٩.
○ومَنِ احتَملَ الهوانَ والأذى في طاعةِ اللهِ على الكَرامةِ والعِزِّ في مَعصيةِ اللهِ
☜كما فعَلَ يُوسُفُ عليه السلامُ وغيرُه مِن الأنبياءِ والصَّالحينَ- كانتْ العاقبةُ له في الدُّنيا والآخِرَةِ،
☜وكان ما حصَل له مِن الأذَى قد انقَلَب نعيمًا وسرورًا
●كما أنَّ ما يَحصُلُ لأربابِ الذُّنوبِ مِن التنعُّمِ بالذُّنوبِ يَنقلِبُ حُزنًا وثُبورًا .
*📍٦- العَبدُ على الحَقيقةِ مَن قام بعبوديَّةِ اللهِ على اختِلافِ الأحوالِ*
●وأمَّا عَبدُ السَّرَّاءِ والعافيةِ الذي يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ،
● فليس مِن عَبيدِه الذين اختارَهم لعُبوديَّتِه
○ فلا رَيبَ أنَّ الإيمانَ الذى يَثبُتُ على محَلِّ الابتِلاءِ والعافيةِ هو الإيمانُ النَّافِعُ وَقتَ الحاجةِ،
○وأمَّا إيمانُ العافيةِ فلا يكادُ يَصحَبُ العَبدَ، ويُبلِّغُه مَنازِلَ المُؤمِنينَ، وإنَّما يَصحَبُه إيمانٌ يَثبُتُ على البلاءِ والعافيةِ.
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚*
بت فضل
بت فضل
☆ ٢٥ ☆
*💎تابع تدارس سورة الحج💎*
*💎أحوال الناس من الهداية الإلهية💎*
*📍 *
*📝الفوائد العلمية واللطائف📝*
*☀️١- في قَولِه تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ }*
⤴️رَتَّبَ سُبحانَه هذه الأمورَ الثَّلاثةَ أحسَنَ ترتيبٍ؛ فبدأ بالأعَمِّ، *وهو العلمُ* وأخبَرَ أنَّه لا علمَ عندَ المُعارِضِ لآياتِه بعَقلِه
¤ ثمَّ انتقَلَ منه إلى ما هو أخَصُّ، وهو الهُدى،
¤ ثمَّ انتقَلَ إلى ما هو أخَصُّ، وهو الكِتابُ المُبينُ؛
□فإنَّ العلمَ أعَمُّ مِمَّا يُدرَكُ بالعَقلِ والسَّمعِ والفِطرةِ، وأخَصُّ منه الهُدى الذي لا يُدرَكُ إلَّا مِن جهةِ الرُّسُلِ
□وأخَصُّ منه الكِتابُ الذي أنزلَه اللهُ على رَسولِه؛ فإنَّ الهدى قد يَكونُ كِتابًا وقد يكونُ سُنَّةً.
*📍٢- ذَكَر الله سُبحانَه التَّفصيلَ في مُجادَلةِ المتبوعِ الدَّاعي وأنَّها:*
☀️{فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِير}ٍ
□واكتفَى في ذِكْرِ التابعِ
☀️في قوله سُبحانَه:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ}
⤴️بنفيِ العلمِ، المستلزمِ لنفيِ هذه الثلاثةِ؛ فإنَّ مجادلةَ المتبوع أصلٌ؛ وهو أقعدُ بها مِن مجادلةِ التَّابع
☜ومصدرُها كِبْر☜ومصدرُ مجادلةِ التَّابعِ ضلالٌ وتقليدٌ
●فذَكَرَ حالَ المتبوعِ على التفصيلِ؛ ولهذا ذَكَرَ فسادَ قصدِه وعِلْمِه
● وذَكَر مِن عقوبتِه أَشَدَّ ممَّا ذَكَرَ مِن عقوبةِ التَّابعِ، وهذا وأمثالُه مِن أسرارِ القرآنِ التي حرَّمَها اللهُ على مَن عارضَ بينَه وبينَ العقلِ، وقَدَّمَ العقلَ عليه.
*☀️٣- قَولُ اللهِ تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ}*
⤴️ أي: بعَمَلِك، ولكِنَّه جرت عادةُ العَرَبِ أن تُضيفَ الأعمالَ إلى اليَدِ
☜ لأنَّها آلةُ أكثَرِ العَمَلِ، فبها يُزاوَلُ أكثرُ الأعمالِ، فغلبَتْ على غيرِها ، ولكونِ مباشرةِ المعاصي تكونُ بها في الغالبِ.
*☀️٤-إنْ قِيلَ: إنَّ الله تعالى قال:{فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِه}ِ*
☜ومُقابِلُ الخيرِ هو الشَّرُّ
❓فلماذا قال:{وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ}❓
❓ولم يقُلْ:(وإنْ أصابَه شَرٌّ انقلَبَ على وجهِه)؟❓
*🖍فالجوابُ:*
⤴️لأنَّ ما يَنفِرُ عنه الطبعُ ليس شرًّا في نفْسِه، بل هو سَببُ القُربةِ ورفعِ الدَّرجةِ بشرطِ التَّسليمِ والرِّضا بالقضاءِ
¤ وأيضًا فلَمَّا كانتِ الشِّدَّةُ ليستْ بقبيحةٍ،
¤ لم يقُلْ تعالى:(وإنْ أصابَه شَرٌّ)، بلْ وصَفَه بما لا يُفيدُ فيه القُبحَ .
*☀️٥-قَولُ اللهِ تعالى:{وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ}*
❓ فيه سُؤالٌ: كيفَ قال: {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِه}ِ، والخيرُ أيضًا فِتنةٌ؛❓☜ لأنَّه امتحانٌ
☀️وقال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}الأنبياء: ٣٥؟
*🖍الجوابُ:*
⤴️ أنَّ مِثلَ هذا كثيرٌ في اللُّغةِ؛ لأنَّ النِّعمةَ بلاءٌ وابتلاءٌ
☀️ لقولِه:{ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ}الفجر: ١٥
🔘ولكن إنَّما يُطلقُ اسمُ (البَلاء) على ما يَثقُلُ على الطَّبعِ، والمنافقُ ليس عِندَه الخيرُ إلَّا الخيرُ الدُّنيويُّ، وليس عِندَه الشرُّ إلَّا الشرُّ الدُّنيويُّ؛
☜ لأنَّه لا دِينَ له؛ فلذلك وردتِ الآيةُ على ما يَعتقِدونَه، وإنْ كان الخيرُ كلُّه فِتنةً، لكنْ أكثرُ ما يُستعمَلُ فيما يَشتدُّ ويَثقُلُ.
*☀️٦-قَولُ اللهِ تعالى: {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ }*
❓فيه سؤالٌ: إذا كانتِ الآيةُ في المنافِقِ؛ فمَا معنى قولِه: انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ، وهو في الحقيقةِ لم يُسلِمْ حتى يَنقلِبَ ويرتدَّ؟❓
*🖍والجوابُ:*
⤴️ أنَّ المرادَ أنَّه أظهرَ بلسانِه خِلافَ ما كان أَظْهَره، فصارَ يَذُمُّ الدِّينَ عِندَ الشِّدَّةِ، وكان مِن قَبلُ يَمْدَحُه، وذلك انقلابٌ في الحقيقةِ.
*📍٧- ذَكرَ اللهُ تعالى في آياتِ هذه السورةِ ثَلاثةَ أصنافٍ:*
● صِنفٌ يُجادِلُ في اللهِ بغَيرِ عِلمٍ، ويَتَّبِعُ كلَّ شيطانٍ مَريدٍ، مكتوبٍ عليه إضلالُ مَن تَولَّاه، وهذه حالُ المتَّبِعِ لِمَن يُضلُّه
● وصِنفٌ يُجادِلُ في اللهِ بغَيرِ عِلمٍ ولا هُدًى ولا كِتابٍ مُنيرٍ، ثانِيَ عِطْفِه ليُضِلَّ عن سَبيلِ اللهِ، وهذه حالُ المتبوعِ المُستكبِرِ الضالِّ عن سبيلِ اللهِ.
● ثُمَّ ذَكَر حالَ مَن يَعبُدُ اللهَ على حَرْفٍ، وهذه حالُ المتَّبعِ لهواهُ، الذي إنْ حصَلَ له ما يَهواه مِن الدُّنيا عبَدَ اللهَ، وإنْ أصابَه ما يُمتَحَنُ به في دُنياهُ ارتدَّ عن دِينِه
☜ فهذه حالُ مَن كان مريضًا في إرادتِه وقصْدِه، وهي حالُ أهلِ الشَّهواتِ والأهواءِ.
•°•يتبع إن شاء الله •°•
*🕋♡وتزودوا فإن خير الزاد التقوى♡🕋*
*📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚*