ما علي زود
ما علي زود
هل يفهم راغبو السيطرة والاستغلال دوافعــــهم؟؟؟

ليس بالضرورة....

إن من الممكن تصنيفهم الى مجموعتين...

هؤلاء الذين هم على وعي وادراك لدوافعهم وأهدافهم...

وهؤلاء الذين يظلون غير مدركين للاساليب الاستغلالية التي يستخدمونها في علاقتهم مع الآخرين...

وكما سنرى في الفصل السادس أن الأشخاص الذين يمتلكون شخصيات صريحة وعدوانية ومسيطرة يكونون أسهل بكثير في التعرف عليهم ورصدهم كأشخاص مستغلين من هؤلاء الذين تكون أساليبهم أكثر سرية..

ربما تظنين ان جعل الشخص المسيطر يدرك أو يعي انه ينتهك حقوقك من خلال السيطرة عليك واستغلالك هو أمر مفروض أن يكون كافيا لتغييره ....

ولكن ليست هذه الحقيقة للأسف..

بلغة علم النفس...

ما يقومون به من محاولات للسيطرة والاستغلال يندرج تحت مصطلح التطابق مع الذات ...

وهو مصطلح يعني أن استغلال الآخرين والسيطرة عليهم يتناسبان مع الطريقة التي ينظر بها هؤلاء الاشخاص إلى أنفسهم...

بعبارة أخرى...

أنهم لا يشعرون بصراع أو إضطراب داخلي حيال فكرة أن سلوكهم ربما ينتهك حقوق الآخرين ...

إنهم لا يهتمون.. أو من الجائز أنهم قد قاموا بعقلنة سلوكهم إلى حد أنهم ربما أصبحوا يعتقدون انهم يفعلون الخير والصلاح...

عندما تكون محاولات الشخص المتسلط سلوك متطابق مع ذاته ،، وعندما تكون محاولاته فعالة...(بمعنى انها تنجح في جعله يحصل على ما يريد) يكون الحافز على التغيير صغيرا..

وعندما تصبح محاولاتهم غير فعالة وتتوقف عن تحقيق النجاح .. ربما يعمد هؤلاء الى تغيير أساليبهم ..

ولكن لا تتوقعي ان يغيروا البنية التحتية لشخصياتهم..

وتذكري ان معظم هؤلا الاشخاص عافانا الله منهم يبذلون قصارى جهدهم حتى يتجنبوا النظر الى اعماقهم لأن هذا يثير قلقهم إلى حد كبير..

أما المجموعة الثانية الذي يكونون أقل ادراكا لطبيعة سيطرتهم على الآخرين يطورون أساليبهم بطريقة دفاعية للتعامل مع قلقهم ومخاوفهم..

وعندما تتم مواجهة أحدهم مع ما يقوم به فربما يتولد بداخله صراع ما يكفي للمساعدة على تحفيزه على التغيير..

ولكن..

بما ان الاشخاص المسيطرين لا يشعرون بالتعاطف مع الآخرين او يفتقرون القدرة على الشعور بمشاعر الآخرين ...

ففكرة أن سلوكهم يؤذي شخصا آخر لا يكون كافيا عموما لكي يدفعهم للتغيير...

عندما تكونين متورطة في علاقة سيطرة..

لا تتوقعي من هذا الشخص أن يعترف باستخدام اساليب استغلالية مسيطرة..

وبمجرد انكار الشخص الذي يسيطر عليك لا يعني انه بريء بالفعل...

في واقع الأمر إن الانكار بحد ذاته يعد مقوما أساسيا من مقومات محاولات السيطرة والاستغلال المستمرة.. ( تتذكرون سارة ومديرها؟؟)

تذكري نصيحتي السابقة ...

انتبهي لما يفعله هذا الشخص... لا إلى ما يقوله....
ما علي زود
ما علي زود
ما يمكنك توقعه...

ضعي في ذهنك دائما أن المتسلطين من النوعين نادرا ما يعترفون بسلوكهم بسهولة... لعدة أسباب ...

أولا ...


محاولات السيطرة على الآخرين واستغلالهم بصفة عامة لا تعتبر أسلوبا مرغوبا فيه أو مقبولا في العلاقات بين الأشخاص ... ولانه لا يتم تشجيعها وينظر لها بسلبية فانهم يميلون الى جعل دوافعهم مخبأة ...

وهم يحاولون اخفاء دوافعم الحقيقية في مظاهر اجتماعية مقبولة بصورة أكبر ، مثل

-- الحب زالإهتمام : "إنني أفعل ذلك بدافع حبي / اهتمامي بك"

-- الخبرة والمعرفة : "إنني أخبرك بهذا لأن لي خبرة طويلة في هذه الأمور ، ولأني أعرف أفضل منك"

-- الإيثار والكرم : " إنني أفعل ذلك لصالحك ، رغم أنه لن يفيدني بشيء"

-- الواجب والمسؤولية : " إنني أخبرك بما يجب عليك فعله لأن هذا هو دوري / واجبي"

((((((((((( يالله كيف هالكلمات مألوفـــــــــــــة جدااا ... صح بنات؟؟؟)))))))))))

ثانيا....

وكما قنا من قبل ان هؤلاء الاشخاص يخفون دوافعهم حتى عن أنفسهم وعند مواجهتهم سيستخدمون الانكار كحيلة دفاعية ...

ان تسليط الضوء على دوافعهم يجعلهم يتخذون موقفا دفاعيا ويشعرون بالقلق والغضب (الحالة الخامسة)..

لانهم يتصرفون من منطلق احساس بما يحقق لهم النجاح في تحقيق أغراضهم...

ثالثا...

وهو الأمر الأكثر وضوحا...فهؤلاء الأشخاص يكذبون ، فالكذب هو أحد اكثراساليبهم فعالية...

فانهم سوف يفعلون المستحيل لكي لا تشكي بهم...

وهم سيجعلونك تشعرين بالذنب والوقاحة لمجرد التشكك في دوافعهم...
ما علي زود
ما علي زود
كيف ينظر راغبو السيطرة والاستغلال إلى العالم...


بداية ، من المهم أن تتقبلي أن ينظرون إلى العالم بطريقة مختلفة عن الآخرين...


وكما أشرنا سابقا فهم يرون العالم من خلال اللونين الأبيض و الأسود فقط ...فإما هذا وإما ذاك...

إن وجهة نظرهم هي أن الإنسان إما يتلاعب بالآخرين (القوة والسيطرة) وإما يتلاعب الآخرين به (الضحية)...

ولا يمكنهم تخيل الاشتراك في علاقة بين أنداد علي سبيل المثال فمثل هذه العلاقة تتجاوز حدود فهمهم وادراكهم...

انهم ببساطة لا يمكنهم تخيل دورهم في علاقة يعتمد فيها الطرفين على بعضهما البعض بشكل متبادل وتتحق فيها سيطرة مشتركة...

ةيعترف فيها كل طرف بحق الآخر في اتخاذ قرارات خطيرة تتعلق بحياته ، هم لا يتخيلون الثقة في شخص آخر بما يكفي لجعل مثل هذه العلاقة المشتركة المتوازنة أمرا ممكنا ، ولا يرون أنفسهم أهلا أن يثق بهم أحد وينتضر منهم احترام وحماية حقوق الطرفين...

ثانيا ...

ولأنهم يرون الحياة كلعبة توازنات...

فإنهم يؤمنون بأنه دائما سيكون هناك فائز وخاسر...

فهم يؤمنون بانه إذا ما أعطوك أو سمحوا لك بان تطالبين أو تحصلين على شيء ذا قيمة بالنسبة لك تصبح المسألة خاسرة بالنسبة له...

ثالثا...

أنهم يؤمنون أن الآخرين وجدوا فقط من أجل الوفاء باحتياجاتهم...

وهذا يؤدي الى غياب التعاطف مع الآخرين والقدرة على الشعور بمشاعرهم..

وفي الحقيقة كما سنرى في الفصل السادس أن هناك نوعا من الناس عافانا الله يفتقرون الى القدرة على التعاطف مع الاخرين كليا...

رابعا...

هو الاحساس الكبير بالاستحقاق...

فهذا الشخص يعمل بطريقة شعورية أو لا شعورية من منطلق وجهة النظر التي مفادها أنه يستحق أن يتم الوفاء باحتياجاته وتحقيق اغراضه...

ربما بسبب طفولته السيئة ...

أو غير ذلك من تجارب الحياة السلبية التي رأى من خلالها الآخرين قد قاموا بجرحه بطريقة ما...

فبالتالي فإن العالم مدين له بالمقابل....

إن هدفه هو الوصول الى التأكد أنه لن يتعرض مرة أخرى للغش أو سوء المعاملة .. أو التجريح أو الأذى أو الخداع أو أي شكل آخر من أشكال الإساءة..
ما علي زود
ما علي زود
كيف يوجد المتسلطين العالم الذي يرونه....


إنهم يؤمنون أن العالم يفكرون بنفس الطريقة التي يفكرون بها بمواجهة خيار معين...

بعبارة أخرى...

هم يؤمنون أن الآخرين يرون العالم من منطلق نفس مبدأ فائز - خاسر الذي يرون العالم من منطلقه...

وانهم في مقدورهم التلاعب في الاخرين والا سوف يتم التلاعب بهم...

وأنهم في مواجهة أي خيار سوف يختارون دائما أن يكونوا الجانب المسيطر / المستغل..

وبالنظر الى نظرة الاسقاط التي ينظرون من خلالها فإن مثل هذا الشخص لا يستطيع أن يتصرف بطريقة يضع الثقة في الآخرين...

وبطريقة غريزية فانه عندما يقع في موقف يتطلب اختيارا بين الثقة في شخص آخر أو التعاون معه في مقابل عدم الثقة في والتنافس معه سوف يختار الاستراتيجية الاخيرة..

ان احباط اساليبهم ربما لا يؤدي الى فقدان العلاقة...

ومع ذلك....

يتعين عليك أن تواجهي هذا الاحتمال حتى تجدي حريتك... وتجدي طريقك للخروج من نمط الاستغلال والسيطرة المدمر الذي ربما قد وقعت في شركه..

واذا لم تكوي مستعدة لخسارة العلاقة حتى اذا كان هذا يعني خسارة نفسك في نفس الوقت إذن فأنتي لست على استعداد أن تتوقفي عن أن تكوني ضحية...

وفي النهاية ...

كثيرون من راغبي السيطرة والاستغلال تعلموا أساليبهم من الإشتراك في علاقات كانوا هم الضحايا فيها...

وفي بعض الأحيان فان بعضهم قد أخذ عهدا على الا يكون ضحية مرة ثانية ولكنهم بدلا من ذلك يعدون انفسهم بنجاح ليكونوا متسلطين مسيطرين..
ما علي زود
ما علي زود
تعرفي على المستغلين في حياتك...


كل علاقة تقريبا تشتمل على الاستخدام العرضي للتأثير والإقناع... والجهود التي تبذل في هذا الشأن جهود عادية كأن يحاول الزوج مثلا اقناع زوجته لتوافق على تناول العشاء معه في مطعمه المفضل... أو كأن تحاول الزوجة مثلا اقناع زوجها بان يوافق على مشاهدة الفيلم الذي تختاره ومن ناحية اخرى قإن أساليب التـاثير ربما تصبح أكثر حدة وقسرا حتى تصل الى مستوى الابتزاز العاطفي..

وهذا التأثير يعتمد على دوافع ومواقف الشخص الذي يقوم بالتأثير تجاه الشخص المستهدف.. وبشكل ثانوي على الأساليب المستخدمة في التأثير في محاولة تغيير سلوك الشخص المستهدف أو تغيير أفكار ومشاعر الآخرين..

واذا احترم الشخص الذي يقوم بالتأثير وادرك السلامة والحقوق الشخصية للآخرين - بما فيها حقهم في اختيار عدم الموافقة- واستخدم اساليب متعقلة بشكل مناسب وتحترم كل الأطراف المعنية... فان هذا يعتبر تاثير ايجابي صحي..

ولكن بمجرد ان تصبح الاساليب قسرية وتتحول الدوافع الى استغلال يتم تجاوز الحد الفاصل ومن هنا تبدأ المشاكل...

تجاوز الحد الفاصل...

في معجم علم النفس... فان مصطلح "محاولات السيطرة والاستغلال" يشمل على دلالة أو معنى ازدرائي وسلبي...

متى اخر مرة سمعتي فيها شخص يمدح شخص ويقول " والله فلان ما شاء الله عليه... والنعم لكنه بارع في السيطرة والاستغلال!!!!!!!!!!"

ان محاولات السيطرة تعني محاولات تغيير شخص آخر باستخدام اساليب مستغلة أو مراوغة أو مخادعة أو ماكرة أو ظالمة...

وبمجرد أن يتم تجاوز الحد الفاصل بيت التأثير المناسب ومحاولات السيطرة تصبح العلاقة مشوشوة ومليئة بالاضطرابات والمشكلات..

الشخصية ببساطة هي الاسم الذي يطلقه علماء النفس على النمط الثابت من الأفكار والسلوكيات والمشاعر التي تميز كل شخص...

إن كل منا لديها الى حد ما بصمة شخصية يتشأ نصفها من البرمجة الجينية ونصفها الآخر من التأثيرات البيئية فكل من الوراثة والتنشئة مسئولة بنسبة خمسين بالمائة عن شخصية الفرد..

وفي الفصول القادمة سوف تتعلمين الجوانب التي في شخصيتك والتي تجعلك عرضة للاستغلال..

الدليل على محاولات السيطرة والاستقلال يمكن الكشف عنه في ثلاثة مجالات رئيسية...

1- في شخصية الشخص الذي يقوم بهذه المحاولات...

2- في التأثير العاطفي السلبي الذي تمارسه عليك سيطرته البغيضة...

3- في ديناميكيات العلاقة نفسها...اي في الكيفية التي تنجح فيها العلاقة أو تفشل في أن تكون مصدرا للإشباع و/ أو الإرضاء لأحد طرفي العلاقة أو للطرفين على حد سواء..

وكما قلنا من قبل ...

فلا احد محصن تماما بحيث لا يمكن أن يتعرض لمحاولات السيطرة والاستقلال من قبل الاخرين..

وبصورة مماثلة..

فكل منا يمتلك القدرة على السيطرة على الآخرين واستغلالهم ( أو على محاولة ذلك على الأقل) غير أن أنواعا معينة فقط من الشخصيات هي التي تتورط في القيام بذلك بصورة أكثر ثباتا من الآخرين..

وعلاوة على ذلك....

فالأشخاص الذين يندرجون تحت واحد أو أكثر من الانماط الشخصية التي سنتناولها بعد قليل سوف يكون من المحتمل أن يقوموا باستخدام أساليب مراوغة ومخادعة في حيز من العلاقات المختلفة (على المستوى العائلي ، وفي العمل ، الى غير ذلك ) وفي حيز من المواقف و / أو الأوقات المختلفة..