
نبذه عن المؤلف وكتبه ~
*هو أبو عبد الله بن أحمد بن أبي بكر بن فرْح الأنصاري الخروجي الأندلسي القرطبي المفسر .
كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين ،الورعين الزاهدين في الدنيا ، أوقاته معمورة مابين توجّه وعبادة وتصنيف .
* مؤلفاته : تتضمن الكتب التالية إضافة إلى كتاب الجامع :
" الأسنى" في شرح أسماء الله الحسنى
" التذكار في أفضل الأذكار".
" التذكرة بأمور الآخرة ".
" شرح التقصي ".
" قمع الحرص بالزهد والقناعة ، ورد ذل السؤال بالكتب والشفاعة "
و" أرجوزة جمع فيها أسماء النبي "و قال عنه ابن فرحون : لم أقف على تأليف
أحسن منه في بابه !.
تقدمة للكتاب ~
جمع القرطبي في تفسيرالقرآن كتاباًكبيراً في اثنى عشر مجلداًسماه:
" الجامع لأحكام القرآن ، والمبين لما تضمّن من السنة وآي الفرقان ».
وهو من أجل التفاسير وأعظمها نفعاً، أسقط منه القصص والتواريخ ، وأثبت عوضها أحكام القرآن ، واستنباط الأدلة ،وذكر القراءات والإعراب ، والناسخ والمنسوخ .
وبذل الجهد الجهيد ، والعناية الفائقة في ذلك
ساعده ..تعمقه في البحث، ومقدرته على فهم كتاب الله ، وإلمامه بعلوم الشريعة
ومن ثم براعته في اللغة والأدب والبلاغة ، واستشهد بكثير من النصوص الأدبية
من لغة العرب وشعرها ونثرها .. مما يدل على سعة أفقه وطول باعه ..
كما أن علمه تجلى في استنباطه للأحكام الشرعية من نصوص الآيات الكريمة .
ونحن هنا لنا في ذلك وقفات عند كل آية مع القرطبي في تفسيره .. وفي استعانته بالأحاديث ، وفي النصوص الشعرية التي غذا بها تفاسيره.
وهنا وقفتنا الأولى في ضوء أيام الحج المباركة ..
نبدؤها مستعينين بالله .. راجين منه التوفيق ..!
آية مقام إبراهيم ~
قال تعالى :« واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى »
المقام في اللغة : موضع القدمين
و" مَقام " من قام يقوم ، يكون مصدراً واسماً للموضع . ومُقام من أقام ؛
فأما قول زهير بن أبي سلمى:
وفيهم مُقاماتٌ حسانٌ وجوههم ،، وأنديةٌ ينتابها القول والفعلُ
المراد به :أهل مقامات.
واختلف في تعيين المقام على أقوال؛ أصحها - أنهاالحجر الذي تعرفه الناس اليوم
والذي يصلون عنده ركعتي طواف القدوم.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى البيت استلم الركن فرمل ثلاثا، ومشى أربعا ؛ ثم تقدم من مقام إبراهيم فقرأ:« واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» فصلى ركعتين فيها قرأ فيهمابـ "قل هو الله أحد " و" قل ياأيها الكافرون ".
وفي البخاري : أنه الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم حين ضعف عن رفع الحجارة التي كان إسماعيل يناولها إياه في بناء البيت ، وغرقت قدماه فيه.
قال أنس : رأيت في المقام أثر أصابعه وعقبه وأخمص قدميه ، غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم .
في حديث عن جابر قال : نظر النبي إلى رجل بين الركن والمقام ، وهو يدعو ويقول :
اللهم اغفر لفلان ؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ماهذا "؟
فقال : رجلٌ استودعني أن أدعو له في هذا المقام !
فقال : " ارجع فقد غفر لصاحبك ".

ولنا مع القرطبي والآيات. التي تتعلق بالحج .. عودة
وفقك الله غاليتى لما يحبه ويرضاه وجعل كل ما تكتبين فى ميزان حسناتك
دائما ما ننتظر فيوضك حبيبتى لننهل منها
بوركت وبورك قلمك
تقبلي خالص تقديري وحب