أ.خلود داود
أ.خلود داود
بارك الله فيك يا شمعة متقدة.. مدهشة أنت ! تلخيصك موفق. واسمحي لي أن أعرضه هنا. ونصيحتي لكل أخت أن تجتهد ما استطاعت في تلمس هذا الطريق من خلال اقتناء الكتب وقراءتها وتدراسها. وفقن الله. *** أخواتي المتدربات ، هذه قائمة الكتب التي قرأها الدكتور عائض القرني والتي نصح بقراءة أغلبها: بداياته كانت أدبية عموما: - الأدب العربي لعمر فروخ - العقد الفريد - رجال حول الرسول - زاد المعاد -القصص والروايات - البداية والنهاية ثم انتقل الى كتب الحديث: - مختصر البخاري - رياض الصالحين - الأربعين نووية أحب كثيرا علم السير والتراجم : - سير أعلام النبلاء وكان يكرر قراءة الكتب 4/5 مرات الى 10 مرات مثل كتاب: - بلوغ المرام من الكتب التي نصح بها: - فتح الباري لابن حجر -الجمع بين الصحيحين للاشبيلي والحميدي - الأغاني للأصفهاني - ديوان المتنبي أحسن كتاب نصح به في الأدب: "العود الهندي في شرح مجالس الكندي" ولنفس الكاتب: - ايدام القوت في تاريخ حضرموت قرأ كذلك: - احياء علوم الدين ، تأثر به كثيرا ونصح بقراءته بجرعات - دع القلق لدايل كارنجي - القصص العالمية - كتب ابن القيم : زاد المعاد الفوائد مدراج السالكين وكتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية وأوصى كثيرا بكتاب ابن الجوزي "صيد الخاطر" قراءاته الحالية : القرآن طبعا والسنة : -جامع الأصول لابن الأثير كتب الغربيين لأنها تحتوي على أفكار جديدة: -قوة الصبر ل ام جي ريان -كيف تمسك بزمام القوة -لا تهتم بصغائر الامور مذكرات الساسة: - طريق الحرية لنلسن مانديللا - مذكرات ريغن.. الصحف: يقرأ صحيفتين أو ثلاث للاطلاع على الأخبار ، لا تأخذ منه الكثير من الوقت بل يركز على خبر أهمه أو مقال لصحفي يعجبه يحب مقالات النقد الساخر المجلات: اقتنى مجلة الرسالة: كان يكتب فيها الزيات ، احمد أمين، الرافعي، المازني طه حسين، العقاد.. نصيحته للمبتدئين: أن يبدؤو بالأسهل والأيسر فصاحب التخصص في الحديث مثلا يبدأ ب مختصر البخاري مختصر مسلم ورياض الصالحين والأربعين نووية ثم جامع العلوم والحكم ثم ينتقل الى المتون كصحيح البخاري ومسلم ثم الشروح كشرح الباري .. وهذه الطريقة تنطبق على المجالات الأخرى ختم الدكتور القرني ببيت المتنبي: اعـــــز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب وآخر كلمة وجهها للقارئ : أن يقرأ في كل مكان وأن يكون الكتاب في متناول يده أينما حلّ: في السيارة ، عند رأسه (بجنب السرير)، في المكتب... أتمنى لكن جميعا قراءة ممتعة واستيعابا موفقا والشكر لك عزيزتي توفي كذلك بارك الله فيك على مجهودك الطيب.
بارك الله فيك يا شمعة متقدة.. مدهشة أنت ! تلخيصك موفق. واسمحي لي أن أعرضه هنا. ونصيحتي لكل أخت أن...
ثالثا : التَفـَكـُّر



وهذه الوسيلة قد تكون امتدادا للوسيلة السابقة من حيث أننا هنا نقوم بعملية تأمل للأحداث وللأشياء وللمخلوقات وللكون ، ليس بهدف مراقبتها وطبع صورتها في الداخل ، ومن ثم القدرة على وصفها وحسب ؛ وإنما من أجل استنباط الحكمة منها ، لفهم الحياة والكون والإنسان بشكل أعمق ، لمعاينة ما لا يظهر للسطح من النظرة الأولى ، للاستغراق في الشيء والوصول إلى حقيقته /سره الذي يجعلك تصرخ أخيرا : وجدتها وجدتها !


والفـِكـْرُ لغة ً : "إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول." كما أنه "النظر والرَّويـَّةُ". (المعجم الوسيط ، ص731)

ويعرف اصطلاحا كما جاء في موسوعة ويكيبديا (بتصرف) بأنه: "عمليات عقلية تسمح للإنسان بنمذجة العالم المحيط به ، ويتضمن معالجة المعلومات عندما نعمد لتشكيل المصطلحات ، وحل المشكلات ، والاستنتاج ، و اتخاذ القرارات." (wikipedia.org)

إذا فالتفكر هو إعمال العقل للوصول إلى حقيقة ، هو تأمل الأشياء وتحليلها ، وحين نتأمل الكون وخلقه سنصل إلى حقيقة ، وقد تفكر أعرابي فتوصل إلى وجود الله ، وما أعظمها من حقيقة! فقال: البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير؟!"

والقرآن الكريم دعانا إلى التفكر كثيرا ، منها قوله سبحانه : "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الاَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اليْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الرعد/3)
وقوله سبحانه: "وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الجاثية/12)
وقوله تعالى: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"(سورة آل عمران/191)

إن التفكر منبع عظيم للمعاني والحقائق الناصعة ، وعليه يتكئ الكاتب الجيد ؛ كي يتوصل إلى الجديد ، ومن ثم يكتب من وحي تجربة فكرية صادقة ، أعملت العقل فتنوّر.
قد نصف الأشياء من حولنا والواقع كما هو ، غير أننا بحاجة إلى وقفة تأمل واعتبار كي نطأ ما لا يطؤه العامة ، فنوصله إليهم ، إذ إن مشكلة العامة أنهم يتحركون ويسيرون في هذه الحياة وفق ردات فعلهم تجاه ما يجري ، وتستمر الدائرة ، وصاحب الحظ من يقف ليتأمل ويفهم نفسه والآخرين والحياة.

وهكذا هي مهمة الكاتب الجيد ، أن يتأمل ما حوله بعين التدبر والتعقل ، قال الله سبحانه وتعالى: "لهم قلوبٌ لا يعـْقِلونَ بها " ، فالمتأمِّل يراقب بتفكره ، ويعقل المشاهد بقلبه ، حتى يصل إلى حقائق بكر أو لربما مطروقة ، وبذلك يكون قد حرك فكره ووجدانه وتسلَّمَ هبات التأمل فيما يسمى بالاستبصار.



والاستبصار لغة ً : "تَبَصـَّرَ : تأمل وتعرَّف. واسْتَبـْصَرَ الشيءَ : استبانه. والبَصيرةُ : قوة الإدراك والفطنة. والعلم والخبرة. والعِبْرَة. والرَّقيب." (المعجم الوسيط ، ج1، ص79-80.)

ويتضح لنا من التعريف اللغوي السابق أن الاستبصار يعني التأمل ، وتعرف الشيء واستيضاحه ، ومراقبته ، والفطنة والعلم والخبرة به. أي أنك عندما تتأمل شيئا محاولا سبر أغواره فإنك ستقترب منه فهما وإدراكا.

ملخص

دعونا نلخص المرحلة الثالثة بالكلمات المفتاحية الآتية : قراءة - تعلم ومدارسة - الملاحظة - المخالطة والتجارب - التفكر .

الكاتب إنسان مثقف ، واع ٍ ، حساس لما حوله ولما يتحرك بداخله ، لديه رسالة ومحرك داخلي للكتابة ، متأمـَّل ، يدقق جيدا ولحكمة ، يقارن ويربط حتى يستنتج ، لديه بصيرة وحكم...ة ، ونظر...ة فاحصة متأملة للأمور والأشخاص ، قد يكون سريع التأثر وبنفس الوقت عقلاني ، متمهل ، يوظف مشاعره الطيبة في كتاباته ، ولديه حماسة فيما يكتب وإيمان.
أ.خلود داود
أ.خلود داود
ثالثا : التَفـَكـُّر وهذه الوسيلة قد تكون امتدادا للوسيلة السابقة من حيث أننا هنا نقوم بعملية تأمل للأحداث وللأشياء وللمخلوقات وللكون ، ليس بهدف مراقبتها وطبع صورتها في الداخل ، ومن ثم القدرة على وصفها وحسب ؛ وإنما من أجل استنباط الحكمة منها ، لفهم الحياة والكون والإنسان بشكل أعمق ، لمعاينة ما لا يظهر للسطح من النظرة الأولى ، للاستغراق في الشيء والوصول إلى حقيقته /سره الذي يجعلك تصرخ أخيرا : وجدتها وجدتها ! والفـِكـْرُ لغة ً : "إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول." كما أنه "النظر والرَّويـَّةُ". (المعجم الوسيط ، ص731) ويعرف اصطلاحا كما جاء في موسوعة ويكيبديا (بتصرف) بأنه: "عمليات عقلية تسمح للإنسان بنمذجة العالم المحيط به ، ويتضمن معالجة المعلومات عندما نعمد لتشكيل المصطلحات ، وحل المشكلات ، والاستنتاج ، و اتخاذ القرارات." (wikipedia.org) إذا فالتفكر هو إعمال العقل للوصول إلى حقيقة ، هو تأمل الأشياء وتحليلها ، وحين نتأمل الكون وخلقه سنصل إلى حقيقة ، وقد تفكر أعرابي فتوصل إلى وجود الله ، وما أعظمها من حقيقة! فقال: البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير؟!" والقرآن الكريم دعانا إلى التفكر كثيرا ، منها قوله سبحانه : "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الاَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اليْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الرعد/3) وقوله سبحانه: "وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الجاثية/12) وقوله تعالى: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"(سورة آل عمران/191) إن التفكر منبع عظيم للمعاني والحقائق الناصعة ، وعليه يتكئ الكاتب الجيد ؛ كي يتوصل إلى الجديد ، ومن ثم يكتب من وحي تجربة فكرية صادقة ، أعملت العقل فتنوّر. قد نصف الأشياء من حولنا والواقع كما هو ، غير أننا بحاجة إلى وقفة تأمل واعتبار كي نطأ ما لا يطؤه العامة ، فنوصله إليهم ، إذ إن مشكلة العامة أنهم يتحركون ويسيرون في هذه الحياة وفق ردات فعلهم تجاه ما يجري ، وتستمر الدائرة ، وصاحب الحظ من يقف ليتأمل ويفهم نفسه والآخرين والحياة. وهكذا هي مهمة الكاتب الجيد ، أن يتأمل ما حوله بعين التدبر والتعقل ، قال الله سبحانه وتعالى: "لهم قلوبٌ لا يعـْقِلونَ بها " ، فالمتأمِّل يراقب بتفكره ، ويعقل المشاهد بقلبه ، حتى يصل إلى حقائق بكر أو لربما مطروقة ، وبذلك يكون قد حرك فكره ووجدانه وتسلَّمَ هبات التأمل فيما يسمى بالاستبصار. والاستبصار لغة ً : "تَبَصـَّرَ : تأمل وتعرَّف. واسْتَبـْصَرَ الشيءَ : استبانه. والبَصيرةُ : قوة الإدراك والفطنة. والعلم والخبرة. والعِبْرَة. والرَّقيب." (المعجم الوسيط ، ج1، ص79-80.) ويتضح لنا من التعريف اللغوي السابق أن الاستبصار يعني التأمل ، وتعرف الشيء واستيضاحه ، ومراقبته ، والفطنة والعلم والخبرة به. أي أنك عندما تتأمل شيئا محاولا سبر أغواره فإنك ستقترب منه فهما وإدراكا. ملخص دعونا نلخص المرحلة الثالثة بالكلمات المفتاحية الآتية : قراءة - تعلم ومدارسة - الملاحظة - المخالطة والتجارب - التفكر . الكاتب إنسان مثقف ، واع ٍ ، حساس لما حوله ولما يتحرك بداخله ، لديه رسالة ومحرك داخلي للكتابة ، متأمـَّل ، يدقق جيدا ولحكمة ، يقارن ويربط حتى يستنتج ، لديه بصيرة وحكم...ة ، ونظر...ة فاحصة متأملة للأمور والأشخاص ، قد يكون سريع التأثر وبنفس الوقت عقلاني ، متمهل ، يوظف مشاعره الطيبة في كتاباته ، ولديه حماسة فيما يكتب وإيمان.
ثالثا : التَفـَكـُّر وهذه الوسيلة قد تكون امتدادا للوسيلة السابقة من حيث أننا هنا نقوم...
كيف نتدرب على ممارسة الكتابة ؟

بعد التقديم النظري الذي قدمناه في الخطوات الثلاث السابقة نأتي الآن إلى التدريب العملي ، لنمارس الكتابة فعلا. وممارسة الكتابة سيساعدك في تطبيق المهارات التي تكتسبينها في هذه المرحلة وتوظيف المفردات الجديدة (الخطوة الثانية) ، بالإضافة إلى تطويع المعلومات والأفكار النيرة التي أخذتها من خلال قراءاتك وتعلمك لإثراء مخزونك المعرفي والوجداني (الخطوة الثالثة).

- الوصف

كما أنه وسيلة من وسائل الإثراء المعلوماتي ، فهو وسيلة جيدة لصياغة المخزون الفكري والوجداني كذلك ، ألا ترى الشعراء والأدباء كيف تغنوا بالطبيعة وصفا دقيقا يحمل نبض قلوبهم ، وخلاصة فكرهم وحكمهم ؟!

الوصف يفجر القريحة ، ويخرج المخبوء داخلك ، فلربما كنت في جلسة تتأمل فيها حركة النمل ، أو كيف تقف نملة وسط الطريق تحرك قرني الاستشعار تفركهما معا ثم تمسح بهما رأسها ، وربما تأملت يوما حركة الموج على الشاطئ كيف يتدافع ويتراجع برتابة ، ولربما شدَّك حوار كلامي بين شخصين فدققت في تعابير وجهيهما ، ولربما أعجبك بنيان ضخم أو بسيط بلمسات فنية... هذه مشاهدات كثيرا ما تمر أمامنا ، وقد تثير لديك حينها شعورا ما ، أو فكرة ما ، أو قد تذكرك بذكرى خاصة أو بحكمة تؤمن بها أو بمثل ، أو بكلمة أثرت فيك قرأتها أو قالها شخص لك ، أو قد تجسد أمامك حقيقة عليمة ، نفسية ، اجتماعية.. إلخ.



وكل هذه الصور حين تقف عندها متأملا ، ولربما واصفا إياها كتابة ، تستحث الكاتب كي يكتب ما تفجر داخله بقوة ، أو تسلل خلسة.

وهكذا.. فإننا نستخدم الوصف لنوظف به مشاعرنا وأفكارنا ، ولنعبر به عنها بصورة حسية ملموسة تقربها لذهن القارئ.
ومن ناحية أخرى.. نستخدم الوصف في إثراء الكتابة بما يدعمها ويحقق الهدف منها ، كما نجد في الوصف المسهب والموظف في الروايات خاصة وفي القصص والشعر.

مثال جيد على تقنية الوصف يقول فيه (غوتـه) :
" تتملـَّك نفسي سكينةٌ مدهشة شبيهة بصبيحة الربيع العذبة التي أستمتع بها بلذة. أنا وحيد أنعم بسحـْرِ العيش في منطقة خـُلـِقـَتْ لنفوس مثل نفسي. وأنا سعيدٌ جدا يا صديقي ، ومستغرقٌ جدا في الشعور بوجودي الهادئ ، حتى أن موهبتي أخذتْ تعاني من ذلك. فأنا لا أستطيع أن أرسمَ خطاً وا...حداً ، إلا أنني لم أكنْ قط رساما أعظم مني الآن. وعندما ترتفع أمامي أَبـْخرةُ الوادي ، وتقذفُ الشمسُ عموديا بنيرانها على تلك القبَّة التي لا ينفذ إليها شيءٌ في غابتي المظلمة سوى بعض الأشعة المتفرقة التي تنسلُّ إلى أعماق محرابي ؛ وعندما أكتشف في كثافة العشب ألف نبتة صغيرة مجهولة ، وأنا مـُسْتلـْقٍ على الأرض بين الأعشاب الباسقة ، وعندما يُحسُّ قلبي عن كـَثَبٍ وجودَ هذا العالم الصغير الذي يضطرب بين الأعشاب ، وهذه الكثرة التي لا عدَّ لها من الديدان والذباب الصغير من جميع الأشكال ، وعندما أحس حضورَ الكليّ القدرة الذي يحملنا ويسندنا ونحن عائمون على بحرٍ من اللذات الأبدية ؛ وعندما يبدأ العالمُ - يا صديقي - بالبزوغ هكذا أمام عيني ، فأعكس السماء في قلبي وكأنها صورة الحبيبة ، حينذاك أتنهـَّدُ وأهتفُ في ذاتي : آه! ليتك تستطيع أن تـُعـَبـِّرَ عمـَّا تشعر به! ليتك تستطيع أن تنفثَ وتـُثَبِّتَ على الورقِ هذه الحياة التي تجري فيك بالكثير من الوفرة والحرارة ، بحيث يغدو الورقُ مرآة نفسك.."



تمرين

قومي بعمل نزهة إلى حديقة أو إلى البحر أو إلى الصحراء أو أي مكان ، ثم قومي بوصف مشهد أو منظهر منها بدقة.
في خطوة تالية حاولي أن تمزجي مشاعرك بمشاهداتك ووصفك. واستمتعي بذلك.
أ.خلود داود
أ.خلود داود
كيف نتدرب على ممارسة الكتابة ؟ بعد التقديم النظري الذي قدمناه في الخطوات الثلاث السابقة نأتي الآن إلى التدريب العملي ، لنمارس الكتابة فعلا. وممارسة الكتابة سيساعدك في تطبيق المهارات التي تكتسبينها في هذه المرحلة وتوظيف المفردات الجديدة (الخطوة الثانية) ، بالإضافة إلى تطويع المعلومات والأفكار النيرة التي أخذتها من خلال قراءاتك وتعلمك لإثراء مخزونك المعرفي والوجداني (الخطوة الثالثة). - الوصف كما أنه وسيلة من وسائل الإثراء المعلوماتي ، فهو وسيلة جيدة لصياغة المخزون الفكري والوجداني كذلك ، ألا ترى الشعراء والأدباء كيف تغنوا بالطبيعة وصفا دقيقا يحمل نبض قلوبهم ، وخلاصة فكرهم وحكمهم ؟! الوصف يفجر القريحة ، ويخرج المخبوء داخلك ، فلربما كنت في جلسة تتأمل فيها حركة النمل ، أو كيف تقف نملة وسط الطريق تحرك قرني الاستشعار تفركهما معا ثم تمسح بهما رأسها ، وربما تأملت يوما حركة الموج على الشاطئ كيف يتدافع ويتراجع برتابة ، ولربما شدَّك حوار كلامي بين شخصين فدققت في تعابير وجهيهما ، ولربما أعجبك بنيان ضخم أو بسيط بلمسات فنية... هذه مشاهدات كثيرا ما تمر أمامنا ، وقد تثير لديك حينها شعورا ما ، أو فكرة ما ، أو قد تذكرك بذكرى خاصة أو بحكمة تؤمن بها أو بمثل ، أو بكلمة أثرت فيك قرأتها أو قالها شخص لك ، أو قد تجسد أمامك حقيقة عليمة ، نفسية ، اجتماعية.. إلخ. وكل هذه الصور حين تقف عندها متأملا ، ولربما واصفا إياها كتابة ، تستحث الكاتب كي يكتب ما تفجر داخله بقوة ، أو تسلل خلسة. وهكذا.. فإننا نستخدم الوصف لنوظف به مشاعرنا وأفكارنا ، ولنعبر به عنها بصورة حسية ملموسة تقربها لذهن القارئ. ومن ناحية أخرى.. نستخدم الوصف في إثراء الكتابة بما يدعمها ويحقق الهدف منها ، كما نجد في الوصف المسهب والموظف في الروايات خاصة وفي القصص والشعر. مثال جيد على تقنية الوصف يقول فيه (غوتـه) : " تتملـَّك نفسي سكينةٌ مدهشة شبيهة بصبيحة الربيع العذبة التي أستمتع بها بلذة. أنا وحيد أنعم بسحـْرِ العيش في منطقة خـُلـِقـَتْ لنفوس مثل نفسي. وأنا سعيدٌ جدا يا صديقي ، ومستغرقٌ جدا في الشعور بوجودي الهادئ ، حتى أن موهبتي أخذتْ تعاني من ذلك. فأنا لا أستطيع أن أرسمَ خطاً وا...حداً ، إلا أنني لم أكنْ قط رساما أعظم مني الآن. وعندما ترتفع أمامي أَبـْخرةُ الوادي ، وتقذفُ الشمسُ عموديا بنيرانها على تلك القبَّة التي لا ينفذ إليها شيءٌ في غابتي المظلمة سوى بعض الأشعة المتفرقة التي تنسلُّ إلى أعماق محرابي ؛ وعندما أكتشف في كثافة العشب ألف نبتة صغيرة مجهولة ، وأنا مـُسْتلـْقٍ على الأرض بين الأعشاب الباسقة ، وعندما يُحسُّ قلبي عن كـَثَبٍ وجودَ هذا العالم الصغير الذي يضطرب بين الأعشاب ، وهذه الكثرة التي لا عدَّ لها من الديدان والذباب الصغير من جميع الأشكال ، وعندما أحس حضورَ الكليّ القدرة الذي يحملنا ويسندنا ونحن عائمون على بحرٍ من اللذات الأبدية ؛ وعندما يبدأ العالمُ - يا صديقي - بالبزوغ هكذا أمام عيني ، فأعكس السماء في قلبي وكأنها صورة الحبيبة ، حينذاك أتنهـَّدُ وأهتفُ في ذاتي : آه! ليتك تستطيع أن تـُعـَبـِّرَ عمـَّا تشعر به! ليتك تستطيع أن تنفثَ وتـُثَبِّتَ على الورقِ هذه الحياة التي تجري فيك بالكثير من الوفرة والحرارة ، بحيث يغدو الورقُ مرآة نفسك.." تمرين قومي بعمل نزهة إلى حديقة أو إلى البحر أو إلى الصحراء أو أي مكان ، ثم قومي بوصف مشهد أو منظهر منها بدقة. في خطوة تالية حاولي أن تمزجي مشاعرك بمشاهداتك ووصفك. واستمتعي بذلك.
كيف نتدرب على ممارسة الكتابة ؟ بعد التقديم النظري الذي قدمناه في الخطوات الثلاث السابقة نأتي...
- الخيال

تنعقد الصلة ما بين الخيال وكل من أفكارنا ومشاعرنا من حيث أن الخيال وعاء مثير ومدهش يحمل الفكر والعاطفة فيوقعهما في دائرة المتلقي متأثرا بها ، مستجيبا ، مستمتعا ، مقتنعا.. وهكذا كتب عبد الله بن المقفع حكاياته في كتاب كليلة ودمنة ، حيث ضمن قصصه الخيالية مضامين أخلاقية وفكرية تؤتي ثمرتها بأسلوب ممت...ع. وهكذا جاءت حكايات ألف ليلة وليلة والأساطير والملاحم ، وهكذا جاد الشعر بصوره الفنية والخيالية فذهب بالنفس والقلب والفكر حيث ترقد الأفكار والمشاعر على عرش الجمال والإثارة والمتعة.




الخيال وسيلة فعالة ننقل بها مشاعرنا وأفكارنا بطريقة غير مباشرة تتسلل إلى القارئ بإثارة انفعاله ودهشته بالنص.
يمكننا أن نعبر بعناية عما يمور بداخلنا بأسلوب خيالي عن طريق القصة أو الشعر أو حتى بمقالة نثرية ، يمكننا أن نعبر عن أحلامنا وآمالنا بحادث خيالي نبتدعه ، أو برمز معين ، أو أن نستحضر شخصية تراثية تقترب من هذا الحلم ، يمكننا أن نـُحوِّلَ قناعة معينة إلى أسطورة أو قصة ليست من الواقع ، وإنما هي مزيج من عناصر واقعية وأخرى خيالية بحتة : مخلوقات ، أشياء غريبة ، أماكن خارج نطاق الأرض ، أو الانتقال عبر آلة الزمن.. ، يمكننا أن نـُخرج عواطفنا وأفكارنا بصورة خيالية موحية.

وكي نحفز الذهن ليتخيل ويجسد ما نريده به ؟
يمكننا قراءة النصوص الثرية بعنصر الخيال ، وبخاصة الشعر والقصص والأساطير.

ولا بد أن نراعي مناسبة الخيال للفكرة أو العاطفة المطروحة ، بحيث نوجـِد صلة وعلاقة مقاربة بينهما ، وبما يجعل المتلقي يلتقط خيوط الفكرة في هذا القالب الخيالي ، فالكتابة بأسلوب خيالي ليس الهدف منه الإثارة والمتعة واستعراض قدرات العقل وحسب ، وإنما هو وسيلة ممتازة كذلك كي نوصل رسالتنا للآخرين.

"الكتابة الإبداعية تتضمن الخيال ، وتعني الابتكار في الشكل والمضمون. والوظيفة الرئيسة لهذه الكتابة ليست مجرد نقل الحقائق والمعلومات ؛ بل هي أن تمنح القارئ الجمال عن طريق الخيال." Demaria


مثال جيد لكيفية توظيف الخيال في تجسيد الشعور ؛ نازك الملائكة* عبرت عن خوفها بهذ الصور فتقول "خائفة" :

خائفة ارجع فالليل تثير مخاوفه قلقي
وأنا وحدي والنجم بعيد في الأفق
يخدعني أمل في فجر لم ينبثق
وصبابة دمعت باردة لم تحترق
ومددت يدي فرجعت بحفنة ظلماء
وسألت الليل فبؤت ببضعة أصداء
أصداء مغرقة في صورة إغماء
جاءت تزحف من أغوار الماض...ي النائي
دربي حاولت سدى أن أرفع أستاره
تصخب في عتمته أشباح ثرثارة
أنكرت الدرب كأن لم أعرف أحجاره
يوماً بالأمس ولم أستكشف أسراره
ارجع أوّاه ألا تسمع صوتي الموهون
لن أبقى وحدي في هذا الدرب المجنون
هذا الأفق المستغلق حيث النجم عيون
حيث الأشجار هياكل أفكار وظنون
تتردد فيه أصوات تنذر حبي
أصوات غادرة تنبح ملء الرحب
صدقني وارجع أخشى أن تجرح قلبي
صدقني إني أسمعها تملأ دربي
في المعبر سعلاة ترمق طيفي بفتور
ووراء المفترق المتشعب بعض قبور
خذ بيدي ولنترك هذا الأفق المهجور
لا تتركني روحاً صارخة في الديجور


تمتعوا الآن بقطعة فنية مدهشة جمعت ما بين الوصف الدقيق الممزوج ببعض الخيالات الجميلة ، وما تفجر عنه من إحساس بالإثارة والانسجام ولذة الجمال ، وهو يصف قلما أحمر شفاف القصبة ، يتلألأ حبره تحت الإضاءة فتبرق أمثال النجوم أو الشموس التي نشاهدها على سطح بحيرة أو بحر تحت أشعة الشمس ، كان وصفه ينطلق من قلبه لا من عينه.. دونكم ن...ص الأديب مصطفى صادق الرافعي:

"في يدي الآن هذا القلمُ الذي أكتب به ، وهو سنّ قائمة في نصاب(1) من الزجاج أحمرَ صافٍ يشِفّ عن داخله ؛ فإذا طاف به النورُ أشَعَّ فيه(2) وانصبغ بلونه فرمى على إصبعي ظلا مجروحا(3) يريك الجلد كأنما جرحُهُ من فوقه لا من تحته.
فإذا راوحَتْهُ يدي(4) وقلـَّبتْهُ أناملي ، رأيت له بريقا يستطير فيه كأنه شعلةٌ من اللهب حبستْها معجزةٌ في عودٍ من الثلج.
فإذا استعرضْتُهُ بين العين وبين الضوء الساطع ، رأيت منه ياقوتةً حمراءَ قد افـْتَـرَّ فيها نبعٌ كالفمِ الحلو يتنفس على قلبي الحزين بابتسامات تأتي إليَّ وفيها ألوانُ شفاهها الوردية !
فإني لجالس ذات مرة في جوف الليل أكتب على ضوء الكهرباء ، إذ طارت فيه نظرةٌ من نظراتي ، وكان بإزاء الشعـِيلة(5) فرأيت في خلاله من انعكاس الضوء شـُمَيْسَةً صغيرة لم أرَ قطُّ أحسن منا حسنا ، كأنها سبيكة تحترق وتتناثر ضبابا من بخار الذهب ، فمددتُ النظر فإذا أنا بتلك الشـُمَيْسَةِ كأنها إحدى عذارى الجنة انغمست في غدير صافٍ فحوَّلها جمالها فانقلب من معنى الماء إلى معاني الجمال المستحي فاحمرَّ كأنه لون خدٍّ مورَّد !
وراعني ما أبصرتُ ، فاستأنيت لحظة ثم رفعت طرفي إلى مدار هذا الكوكب ، فجعل يرمي بمثل شقائق البرق(6) تلمح واحدة لواحدة ثم انقلب يتضرم كالتنور المستعر ، ثم عاد لجة من "السحاب الأحمر" يموج بعضُها في بعض كالحب المتوهج يملأ فراغ قلب كبير ؛ فاختلج الذي هو في صدري ؛ وحضَرَتْني(7) حاضرةٌ من الذكرى لم تكد تعرض للفكر حتى انفلق السحاب عن وجهٍ فاتن كالقمر الطالع ، وكان متمثلا في نفسي مذ أبصرت تلك الشميسة فكأنما رأى من السحاب مرآة فانطبع فيها ؛ وما تلبَّثَ إلا يسيرا ثم اختفى.
وغصتُ في هذه النفس أفكر فيما رأيت وأنا أمسك على قلبي أن يطير ، فإذا السحاب الأحمر يُمطر عليّ مطرةً من الخواطر والكلمات يتلاحق منها طرف بعد طرف ، وتُقبل طائفة وراء طائفة ؛ كأن متكلما يتحدث بها في نفسي ، أو كأنه وحيٌ يوحى من ملك الجمال ؛ فأسرعت أدونها وأحصيها تحت عينَي تلك الصورة الجميلة المشرقة عليّ ، حتى امتلأ البياض سوادا ، واستفاضت روح الحبر الأسود بالهمّ ، على صدوع القلب وعلى شعابه(8).
وجاءت بعد ذلك ليالٍ كان فيها السحاب يعرض لي صورا أعرفها ، فإذا مثَّلها فاستوخيتها الفكرة سحَّ عليّ الخواطر من روحها ، فأقبلتْ كالمطر يُفرغُ إفراغا دَعة من غير تلبُّث"(9).

(1) السن: الريشة، والنصاب: اليد التي تمسكها.
(2) أظهر شعاعه فيه.
(3) استعير له الجرح لأنه أحمر يترقرق كالدم.
(4) داورته وقلبته.
(5) هي فتيلة السراج المشتعلة، سمينا بها خيوط النور المنبثقة في المصباح الكهربائي وما تجري فيه.
(6) قطع البرق، جمع شقيقة.
(7) خطرت ببالي، والذي هو في الصدر: القلب.
(8) طرق القلب وشقوقه.
(9) مصطفى الرافعي(1982). السحاب الأحمر. ط8. بيروت: دار الكتاب العربي. ص27-29.


يقول ( جون بول سارتر ) :
" إذا سحرنى منظر طبيعى ، فأنا على يقين بأنى لست فاعله ، ولكننى أعلم أنه لولا أنا ، لم توجد قط تلك الصلات التى يربط بها نظرى بين الأشجار والأوراق والأرض والأعشاب " .

ويقول الأديب سعيد العريبي: "الزهرة مثــلا ، جــزء مــن الطبيعة .. جزء صغير من لوحة الوجود ، هى فى الطبيعة لا تستطيع أن تتجاوز حقيقتها المحسوسة .. شئ مادى نراه ونحسه بمختلف الحواس .. هى هكذا وكفى .
لكنها فى القصيدة ، تتجاوز كونها زهرة .. تتعدى صدور الألوان والأوراق ، ونطاق الطبيعة بأسرها .. لتنزرع فينا .. فى أحاسيسنا .. خواطرنا ومعانى تتجدد ، وصورا لا تنى تنبض بالوعة والبهجة والجمال .
إن مجــرد تذكر صورتهــا فى الذهــن ، وتمثــل شكلها أمــام بصيرة العقــل .. ينقلها من مجردات التجسيم ، الى سبحات الخيال ، حيث تتحد الصورة مع الفكرة ، مع الشعور والإحساس ، وينشأ حينئذ من اتحادهما حوار نفسي ، قائم في ما وراء حدود اللسان ، وخارج دائرة الألفاظ ."(*)

____________________________
(*) موقع الأديب الليبي سعيد العريبي "سنابل القلم"
http://www.sanabell.net/lesson-170-1.html
أ.خلود داود
أ.خلود داود
- الخيال تنعقد الصلة ما بين الخيال وكل من أفكارنا ومشاعرنا من حيث أن الخيال وعاء مثير ومدهش يحمل الفكر والعاطفة فيوقعهما في دائرة المتلقي متأثرا بها ، مستجيبا ، مستمتعا ، مقتنعا.. وهكذا كتب عبد الله بن المقفع حكاياته في كتاب كليلة ودمنة ، حيث ضمن قصصه الخيالية مضامين أخلاقية وفكرية تؤتي ثمرتها بأسلوب ممت...ع. وهكذا جاءت حكايات ألف ليلة وليلة والأساطير والملاحم ، وهكذا جاد الشعر بصوره الفنية والخيالية فذهب بالنفس والقلب والفكر حيث ترقد الأفكار والمشاعر على عرش الجمال والإثارة والمتعة. الخيال وسيلة فعالة ننقل بها مشاعرنا وأفكارنا بطريقة غير مباشرة تتسلل إلى القارئ بإثارة انفعاله ودهشته بالنص. يمكننا أن نعبر بعناية عما يمور بداخلنا بأسلوب خيالي عن طريق القصة أو الشعر أو حتى بمقالة نثرية ، يمكننا أن نعبر عن أحلامنا وآمالنا بحادث خيالي نبتدعه ، أو برمز معين ، أو أن نستحضر شخصية تراثية تقترب من هذا الحلم ، يمكننا أن نـُحوِّلَ قناعة معينة إلى أسطورة أو قصة ليست من الواقع ، وإنما هي مزيج من عناصر واقعية وأخرى خيالية بحتة : مخلوقات ، أشياء غريبة ، أماكن خارج نطاق الأرض ، أو الانتقال عبر آلة الزمن.. ، يمكننا أن نـُخرج عواطفنا وأفكارنا بصورة خيالية موحية. وكي نحفز الذهن ليتخيل ويجسد ما نريده به ؟ يمكننا قراءة النصوص الثرية بعنصر الخيال ، وبخاصة الشعر والقصص والأساطير. ولا بد أن نراعي مناسبة الخيال للفكرة أو العاطفة المطروحة ، بحيث نوجـِد صلة وعلاقة مقاربة بينهما ، وبما يجعل المتلقي يلتقط خيوط الفكرة في هذا القالب الخيالي ، فالكتابة بأسلوب خيالي ليس الهدف منه الإثارة والمتعة واستعراض قدرات العقل وحسب ، وإنما هو وسيلة ممتازة كذلك كي نوصل رسالتنا للآخرين. "الكتابة الإبداعية تتضمن الخيال ، وتعني الابتكار في الشكل والمضمون. والوظيفة الرئيسة لهذه الكتابة ليست مجرد نقل الحقائق والمعلومات ؛ بل هي أن تمنح القارئ الجمال عن طريق الخيال." Demaria مثال جيد لكيفية توظيف الخيال في تجسيد الشعور ؛ نازك الملائكة* عبرت عن خوفها بهذ الصور فتقول "خائفة" : خائفة ارجع فالليل تثير مخاوفه قلقي وأنا وحدي والنجم بعيد في الأفق يخدعني أمل في فجر لم ينبثق وصبابة دمعت باردة لم تحترق ومددت يدي فرجعت بحفنة ظلماء وسألت الليل فبؤت ببضعة أصداء أصداء مغرقة في صورة إغماء جاءت تزحف من أغوار الماض...ي النائي دربي حاولت سدى أن أرفع أستاره تصخب في عتمته أشباح ثرثارة أنكرت الدرب كأن لم أعرف أحجاره يوماً بالأمس ولم أستكشف أسراره ارجع أوّاه ألا تسمع صوتي الموهون لن أبقى وحدي في هذا الدرب المجنون هذا الأفق المستغلق حيث النجم عيون حيث الأشجار هياكل أفكار وظنون تتردد فيه أصوات تنذر حبي أصوات غادرة تنبح ملء الرحب صدقني وارجع أخشى أن تجرح قلبي صدقني إني أسمعها تملأ دربي في المعبر سعلاة ترمق طيفي بفتور ووراء المفترق المتشعب بعض قبور خذ بيدي ولنترك هذا الأفق المهجور لا تتركني روحاً صارخة في الديجور تمتعوا الآن بقطعة فنية مدهشة جمعت ما بين الوصف الدقيق الممزوج ببعض الخيالات الجميلة ، وما تفجر عنه من إحساس بالإثارة والانسجام ولذة الجمال ، وهو يصف قلما أحمر شفاف القصبة ، يتلألأ حبره تحت الإضاءة فتبرق أمثال النجوم أو الشموس التي نشاهدها على سطح بحيرة أو بحر تحت أشعة الشمس ، كان وصفه ينطلق من قلبه لا من عينه.. دونكم ن...ص الأديب مصطفى صادق الرافعي: "في يدي الآن هذا القلمُ الذي أكتب به ، وهو سنّ قائمة في نصاب(1) من الزجاج أحمرَ صافٍ يشِفّ عن داخله ؛ فإذا طاف به النورُ أشَعَّ فيه(2) وانصبغ بلونه فرمى على إصبعي ظلا مجروحا(3) يريك الجلد كأنما جرحُهُ من فوقه لا من تحته. فإذا راوحَتْهُ يدي(4) وقلـَّبتْهُ أناملي ، رأيت له بريقا يستطير فيه كأنه شعلةٌ من اللهب حبستْها معجزةٌ في عودٍ من الثلج. فإذا استعرضْتُهُ بين العين وبين الضوء الساطع ، رأيت منه ياقوتةً حمراءَ قد افـْتَـرَّ فيها نبعٌ كالفمِ الحلو يتنفس على قلبي الحزين بابتسامات تأتي إليَّ وفيها ألوانُ شفاهها الوردية ! فإني لجالس ذات مرة في جوف الليل أكتب على ضوء الكهرباء ، إذ طارت فيه نظرةٌ من نظراتي ، وكان بإزاء الشعـِيلة(5) فرأيت في خلاله من انعكاس الضوء شـُمَيْسَةً صغيرة لم أرَ قطُّ أحسن منا حسنا ، كأنها سبيكة تحترق وتتناثر ضبابا من بخار الذهب ، فمددتُ النظر فإذا أنا بتلك الشـُمَيْسَةِ كأنها إحدى عذارى الجنة انغمست في غدير صافٍ فحوَّلها جمالها فانقلب من معنى الماء إلى معاني الجمال المستحي فاحمرَّ كأنه لون خدٍّ مورَّد ! وراعني ما أبصرتُ ، فاستأنيت لحظة ثم رفعت طرفي إلى مدار هذا الكوكب ، فجعل يرمي بمثل شقائق البرق(6) تلمح واحدة لواحدة ثم انقلب يتضرم كالتنور المستعر ، ثم عاد لجة من "السحاب الأحمر" يموج بعضُها في بعض كالحب المتوهج يملأ فراغ قلب كبير ؛ فاختلج الذي هو في صدري ؛ وحضَرَتْني(7) حاضرةٌ من الذكرى لم تكد تعرض للفكر حتى انفلق السحاب عن وجهٍ فاتن كالقمر الطالع ، وكان متمثلا في نفسي مذ أبصرت تلك الشميسة فكأنما رأى من السحاب مرآة فانطبع فيها ؛ وما تلبَّثَ إلا يسيرا ثم اختفى. وغصتُ في هذه النفس أفكر فيما رأيت وأنا أمسك على قلبي أن يطير ، فإذا السحاب الأحمر يُمطر عليّ مطرةً من الخواطر والكلمات يتلاحق منها طرف بعد طرف ، وتُقبل طائفة وراء طائفة ؛ كأن متكلما يتحدث بها في نفسي ، أو كأنه وحيٌ يوحى من ملك الجمال ؛ فأسرعت أدونها وأحصيها تحت عينَي تلك الصورة الجميلة المشرقة عليّ ، حتى امتلأ البياض سوادا ، واستفاضت روح الحبر الأسود بالهمّ ، على صدوع القلب وعلى شعابه(8). وجاءت بعد ذلك ليالٍ كان فيها السحاب يعرض لي صورا أعرفها ، فإذا مثَّلها فاستوخيتها الفكرة سحَّ عليّ الخواطر من روحها ، فأقبلتْ كالمطر يُفرغُ إفراغا دَعة من غير تلبُّث"(9). (1) السن: الريشة، والنصاب: اليد التي تمسكها. (2) أظهر شعاعه فيه. (3) استعير له الجرح لأنه أحمر يترقرق كالدم. (4) داورته وقلبته. (5) هي فتيلة السراج المشتعلة، سمينا بها خيوط النور المنبثقة في المصباح الكهربائي وما تجري فيه. (6) قطع البرق، جمع شقيقة. (7) خطرت ببالي، والذي هو في الصدر: القلب. (8) طرق القلب وشقوقه. (9) مصطفى الرافعي(1982). السحاب الأحمر. ط8. بيروت: دار الكتاب العربي. ص27-29. يقول ( جون بول سارتر ) : " إذا سحرنى منظر طبيعى ، فأنا على يقين بأنى لست فاعله ، ولكننى أعلم أنه لولا أنا ، لم توجد قط تلك الصلات التى يربط بها نظرى بين الأشجار والأوراق والأرض والأعشاب " . ويقول الأديب سعيد العريبي: "الزهرة مثــلا ، جــزء مــن الطبيعة .. جزء صغير من لوحة الوجود ، هى فى الطبيعة لا تستطيع أن تتجاوز حقيقتها المحسوسة .. شئ مادى نراه ونحسه بمختلف الحواس .. هى هكذا وكفى . لكنها فى القصيدة ، تتجاوز كونها زهرة .. تتعدى صدور الألوان والأوراق ، ونطاق الطبيعة بأسرها .. لتنزرع فينا .. فى أحاسيسنا .. خواطرنا ومعانى تتجدد ، وصورا لا تنى تنبض بالوعة والبهجة والجمال . إن مجــرد تذكر صورتهــا فى الذهــن ، وتمثــل شكلها أمــام بصيرة العقــل .. ينقلها من مجردات التجسيم ، الى سبحات الخيال ، حيث تتحد الصورة مع الفكرة ، مع الشعور والإحساس ، وينشأ حينئذ من اتحادهما حوار نفسي ، قائم في ما وراء حدود اللسان ، وخارج دائرة الألفاظ ."(*) ____________________________ (*) موقع الأديب الليبي سعيد العريبي "سنابل القلم"
- الخيال تنعقد الصلة ما بين الخيال وكل من أفكارنا ومشاعرنا من حيث أن الخيال وعاء مثير ومدهش...
ممارسة فن التلخيص والعرض

:::::::: فن التلخيص :::::::::

يساعد فن التلخيص على استيعاب أفكار الكتاب من جهة ، وبالتدريب على فعل الكتابة من جهة أخرى. إنه من أيسر الوسائل في التدرب على الكتابة ، لذا أكثري من ممارسة هذا الفن لتضربي أكثر من عصفور بحجر ، فتلخيص الكتب يزيد من استيعابك للأفكار وبالتالي يزيد من مخزونك الثقافي ، كما أنه ينشط مخك من خلال ترتيب أفكار الكتاب وتحديدها وتلخيصها ، بالإضافة إلى إكسابك مفردات جديدة.

هذا ملخص لفن التلخيص ومن بعده فن العرض ، اقتبسناه من كتاب قام بتأليفه كل من د.محمد النجار، د.سعد مصلوح ، د.أحمد الهواري ، وسنعرض ملخصنا كالآتي :

فن التلخيص هو نقل الموضوع موجزا (الجوهر).


++ أهداف التلخيص :

- يساعد في الوصول إلى لبّ الموضوع.
- يساعد في حفظ المعلومات واستيعابها.
- عرض الموضوع للآخرين في زمن قصير.
- تقديم نظرة كلية وشاملة للموضوع ، وهذا يساعد في عملية المذاكرة والدراسة.
- يوضع الملخص في مقدمة البحث العلمي أو خاتمته ، وهذا يعرّف القارئ بجوهر الدراسة وخلاصتها وأهم نتائجها.



كيف تلخص مقالة أو فصلا ؟

1- قراءة الموضوع قراءة سريعة لتكوّن انطباعا أوليا.
2- تحديد فكرة الموضوع / الكتاب الرئيسة (المحور ).
3- تبَيَّنْ طريقة الكاتب في تتبع الفكرة.
4- لاحظ أسلوب الكاتب ال****ئي ، كالقصة والحوار والوصف.
5- تلمس أثر شخصية الكاتب في الموضوع ، وكيف كشف عن معالمها.
6- لاحظ الخصائص الأسلوبية للكاتب ، كالتكرار ، وطول الجمل ، واختيار الألفاظ.
7- ابحث عن معاني الألفاظ المبهمة بالنسبة لك في المعاجم.
8- تعرّف الفروق الرهيفة ما بين معاني الألفاظ ، لأنها ستنمي حاستك النقدية ، واستعن بالمعاجم الآتية: أساس البلاغة للزمخشري ، وكتاب الألفاظ لابن السكيت ، وفقه اللغة للثعالبي ، والمفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني.
9- ادعم ملخصاتك بثقافتك وقراءاتك الواسعة.



:::::::::::: فن العرض ::::::::::::::

فن العرض يُستخدم مع الكتب ، والتلخيص يعد خطوة أولى له ، حيث نقوم بتحديد جوهر الكتاب ، ومن ثَمَّ نعرض فصوله وموضوعاته. ويتيح فن العرض للكاتب أن يضيف تعليقاته وآراءه ونقده للكتاب.


كيف نعرض كتابا ؟

1- بداية احرص على ما يلي :

- حدد القضية التي يعالجها الكتاب.
- حدد الفروض العلمية التي يطرحها... المؤلف.
- حدد المنهج الذي اختاره المؤلف.
- بين ما إذا كان المؤلف رائدا في طرح القضية العلمية دون وجود دراسات سابقة ، أو أنه أفاد من دراسات سابقة ؟

2- اقرأ مقدمة الكتاب قراءة فاحصة لتعرف قضاياه.
3- اقرأ الكتاب قراءة سريعة.
4- أقرأ الكتاب قراءة ثانية فاحصة متأنية ، ودوّن ملاحظات خلال ذلك. واحرص هنا على تعرف التفاصيل ، والربط ما بين الأفكار المطروحة في الكتاب ، وبين المعلومات الخارجية لديك ، فمن هذه النقطة ستشكل حوارك العلمي في عرض الكتاب.
5- حدد الزاوية التي ستعالجها بالتفصيل.
6- احرص على إعطاء صورة شاملة متكاملة للقارئ حول أبواب الكتاب وفصوله.
7- حدد الجوانب الإيجابية والسلبية في الكتاب ، ودعم تصحيحك للأخطاء بالأدلة.
8- بيّن مدى وفاء الكاتب بتحقيق فروض الموضوع الذي طرحه.
9- بين مدى التزام الكاتب بمنهجه ، وهل كان موفقا باختياره ؟ ومدى التزامه بالمنهج العلمي في تناول مادة الكتاب.



____________________________________________
المرجع: محمد النجار وآخرون..(2001م). الكتابة العربية : مهاراتها وفنونها. ط1. الكويت: دار العروبة للنشر والتوزيع.
أ.خلود داود
أ.خلود داود
ممارسة فن التلخيص والعرض :::::::: فن التلخيص ::::::::: يساعد فن التلخيص على استيعاب أفكار الكتاب من جهة ، وبالتدريب على فعل الكتابة من جهة أخرى. إنه من أيسر الوسائل في التدرب على الكتابة ، لذا أكثري من ممارسة هذا الفن لتضربي أكثر من عصفور بحجر ، فتلخيص الكتب يزيد من استيعابك للأفكار وبالتالي يزيد من مخزونك الثقافي ، كما أنه ينشط مخك من خلال ترتيب أفكار الكتاب وتحديدها وتلخيصها ، بالإضافة إلى إكسابك مفردات جديدة. هذا ملخص لفن التلخيص ومن بعده فن العرض ، اقتبسناه من كتاب قام بتأليفه كل من د.محمد النجار، د.سعد مصلوح ، د.أحمد الهواري ، وسنعرض ملخصنا كالآتي : فن التلخيص هو نقل الموضوع موجزا (الجوهر). ++ أهداف التلخيص : - يساعد في الوصول إلى لبّ الموضوع. - يساعد في حفظ المعلومات واستيعابها. - عرض الموضوع للآخرين في زمن قصير. - تقديم نظرة كلية وشاملة للموضوع ، وهذا يساعد في عملية المذاكرة والدراسة. - يوضع الملخص في مقدمة البحث العلمي أو خاتمته ، وهذا يعرّف القارئ بجوهر الدراسة وخلاصتها وأهم نتائجها. كيف تلخص مقالة أو فصلا ؟ 1- قراءة الموضوع قراءة سريعة لتكوّن انطباعا أوليا. 2- تحديد فكرة الموضوع / الكتاب الرئيسة (المحور ). 3- تبَيَّنْ طريقة الكاتب في تتبع الفكرة. 4- لاحظ أسلوب الكاتب ال****ئي ، كالقصة والحوار والوصف. 5- تلمس أثر شخصية الكاتب في الموضوع ، وكيف كشف عن معالمها. 6- لاحظ الخصائص الأسلوبية للكاتب ، كالتكرار ، وطول الجمل ، واختيار الألفاظ. 7- ابحث عن معاني الألفاظ المبهمة بالنسبة لك في المعاجم. 8- تعرّف الفروق الرهيفة ما بين معاني الألفاظ ، لأنها ستنمي حاستك النقدية ، واستعن بالمعاجم الآتية: أساس البلاغة للزمخشري ، وكتاب الألفاظ لابن السكيت ، وفقه اللغة للثعالبي ، والمفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني. 9- ادعم ملخصاتك بثقافتك وقراءاتك الواسعة. :::::::::::: فن العرض :::::::::::::: فن العرض يُستخدم مع الكتب ، والتلخيص يعد خطوة أولى له ، حيث نقوم بتحديد جوهر الكتاب ، ومن ثَمَّ نعرض فصوله وموضوعاته. ويتيح فن العرض للكاتب أن يضيف تعليقاته وآراءه ونقده للكتاب. كيف نعرض كتابا ؟ 1- بداية احرص على ما يلي : - حدد القضية التي يعالجها الكتاب. - حدد الفروض العلمية التي يطرحها... المؤلف. - حدد المنهج الذي اختاره المؤلف. - بين ما إذا كان المؤلف رائدا في طرح القضية العلمية دون وجود دراسات سابقة ، أو أنه أفاد من دراسات سابقة ؟ 2- اقرأ مقدمة الكتاب قراءة فاحصة لتعرف قضاياه. 3- اقرأ الكتاب قراءة سريعة. 4- أقرأ الكتاب قراءة ثانية فاحصة متأنية ، ودوّن ملاحظات خلال ذلك. واحرص هنا على تعرف التفاصيل ، والربط ما بين الأفكار المطروحة في الكتاب ، وبين المعلومات الخارجية لديك ، فمن هذه النقطة ستشكل حوارك العلمي في عرض الكتاب. 5- حدد الزاوية التي ستعالجها بالتفصيل. 6- احرص على إعطاء صورة شاملة متكاملة للقارئ حول أبواب الكتاب وفصوله. 7- حدد الجوانب الإيجابية والسلبية في الكتاب ، ودعم تصحيحك للأخطاء بالأدلة. 8- بيّن مدى وفاء الكاتب بتحقيق فروض الموضوع الذي طرحه. 9- بين مدى التزام الكاتب بمنهجه ، وهل كان موفقا باختياره ؟ ومدى التزامه بالمنهج العلمي في تناول مادة الكتاب. ____________________________________________ المرجع: محمد النجار وآخرون..(2001م). الكتابة العربية : مهاراتها وفنونها. ط1. الكويت: دار العروبة للنشر والتوزيع.
ممارسة فن التلخيص والعرض :::::::: فن التلخيص ::::::::: يساعد فن التلخيص على استيعاب أفكار...
- إعادة الصياغة

هي أداة تحفز عملية الإبداع ، وتتمثل هذه الأداة بإعادة صياغة فكرة أو مجموعة من الأفكار بأسلوب جديد ، بحلة جديدة ، بقالب آخر ، سواء تمثلت هذه الأفكار في كتاب أو مقال أو فكر كاتب معين..


لماذا نعيد صياغة النتاج الفكري ؟

- لنقدم تراثنا بحلة جديدة تتوافق مع أذواق الناس ...في هذا العصر ، وتتماشى مع طبيعة الحياة.

- التركيز على نقاط هامة مضيئة ، أو فكرة جوهرية بحاجة إلى أن نضخ الحياة فيها .

- لكل جديد لذة ، فبمجرد أن نعرض القديم بأسلوب جديد سيجد المتلقي حافزا لقراءته ، بحيث نكسر الصورة المعتمة عن كتب التراث من أنها صعبة ومعقدة ودسمة بالمعلومات.

- تلخيص النتاج الفكري الكتابي يحفز الذهن وينشطه لإقامة العلاقات ما بين مجموعة الأفكار ، ومن ثـّمَّ توليد أفكار جديدة.


وفي هذا الرابط مثال جيد لإعادة الصياغة :

كتاب الفوائد لابن القيم قام به أ.أحمد آل محمود ، ضمن سلسة قرأت لكم:

http://www.ebdaastore.com/store/description-85-id=1.html