ثالثا : التَفـَكـُّر
وهذه الوسيلة قد تكون امتدادا للوسيلة السابقة من حيث أننا هنا نقوم بعملية تأمل للأحداث وللأشياء وللمخلوقات وللكون ، ليس بهدف مراقبتها وطبع صورتها في الداخل ، ومن ثم القدرة على وصفها وحسب ؛ وإنما من أجل استنباط الحكمة منها ، لفهم الحياة والكون والإنسان بشكل أعمق ، لمعاينة ما لا يظهر للسطح من النظرة الأولى ، للاستغراق في الشيء والوصول إلى حقيقته /سره الذي يجعلك تصرخ أخيرا : وجدتها وجدتها !
والفـِكـْرُ لغة ً : "إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول." كما أنه "النظر والرَّويـَّةُ". (المعجم الوسيط ، ص731)
ويعرف اصطلاحا كما جاء في موسوعة ويكيبديا (بتصرف) بأنه: "عمليات عقلية تسمح للإنسان بنمذجة العالم المحيط به ، ويتضمن معالجة المعلومات عندما نعمد لتشكيل المصطلحات ، وحل المشكلات ، والاستنتاج ، و اتخاذ القرارات." (wikipedia.org)
إذا فالتفكر هو إعمال العقل للوصول إلى حقيقة ، هو تأمل الأشياء وتحليلها ، وحين نتأمل الكون وخلقه سنصل إلى حقيقة ، وقد تفكر أعرابي فتوصل إلى وجود الله ، وما أعظمها من حقيقة! فقال: البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير؟!"
والقرآن الكريم دعانا إلى التفكر كثيرا ، منها قوله سبحانه : "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الاَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اليْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الرعد/3)
وقوله سبحانه: "وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الجاثية/12)
وقوله تعالى: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"(سورة آل عمران/191)
إن التفكر منبع عظيم للمعاني والحقائق الناصعة ، وعليه يتكئ الكاتب الجيد ؛ كي يتوصل إلى الجديد ، ومن ثم يكتب من وحي تجربة فكرية صادقة ، أعملت العقل فتنوّر.
قد نصف الأشياء من حولنا والواقع كما هو ، غير أننا بحاجة إلى وقفة تأمل واعتبار كي نطأ ما لا يطؤه العامة ، فنوصله إليهم ، إذ إن مشكلة العامة أنهم يتحركون ويسيرون في هذه الحياة وفق ردات فعلهم تجاه ما يجري ، وتستمر الدائرة ، وصاحب الحظ من يقف ليتأمل ويفهم نفسه والآخرين والحياة.
وهكذا هي مهمة الكاتب الجيد ، أن يتأمل ما حوله بعين التدبر والتعقل ، قال الله سبحانه وتعالى: "لهم قلوبٌ لا يعـْقِلونَ بها " ، فالمتأمِّل يراقب بتفكره ، ويعقل المشاهد بقلبه ، حتى يصل إلى حقائق بكر أو لربما مطروقة ، وبذلك يكون قد حرك فكره ووجدانه وتسلَّمَ هبات التأمل فيما يسمى بالاستبصار.
والاستبصار لغة ً : "تَبَصـَّرَ : تأمل وتعرَّف. واسْتَبـْصَرَ الشيءَ : استبانه. والبَصيرةُ : قوة الإدراك والفطنة. والعلم والخبرة. والعِبْرَة. والرَّقيب." (المعجم الوسيط ، ج1، ص79-80.)
ويتضح لنا من التعريف اللغوي السابق أن الاستبصار يعني التأمل ، وتعرف الشيء واستيضاحه ، ومراقبته ، والفطنة والعلم والخبرة به. أي أنك عندما تتأمل شيئا محاولا سبر أغواره فإنك ستقترب منه فهما وإدراكا.
ملخص
دعونا نلخص المرحلة الثالثة بالكلمات المفتاحية الآتية : قراءة - تعلم ومدارسة - الملاحظة - المخالطة والتجارب - التفكر .
الكاتب إنسان مثقف ، واع ٍ ، حساس لما حوله ولما يتحرك بداخله ، لديه رسالة ومحرك داخلي للكتابة ، متأمـَّل ، يدقق جيدا ولحكمة ، يقارن ويربط حتى يستنتج ، لديه بصيرة وحكم...ة ، ونظر...ة فاحصة متأملة للأمور والأشخاص ، قد يكون سريع التأثر وبنفس الوقت عقلاني ، متمهل ، يوظف مشاعره الطيبة في كتاباته ، ولديه حماسة فيما يكتب وإيمان.
ثالثا : التَفـَكـُّر
وهذه الوسيلة قد تكون امتدادا للوسيلة السابقة من حيث أننا هنا نقوم...
وهذه الوسيلة قد تكون امتدادا للوسيلة السابقة من حيث أننا هنا نقوم بعملية تأمل للأحداث وللأشياء وللمخلوقات وللكون ، ليس بهدف مراقبتها وطبع صورتها في الداخل ، ومن ثم القدرة على وصفها وحسب ؛ وإنما من أجل استنباط الحكمة منها ، لفهم الحياة والكون والإنسان بشكل أعمق ، لمعاينة ما لا يظهر للسطح من النظرة الأولى ، للاستغراق في الشيء والوصول إلى حقيقته /سره الذي يجعلك تصرخ أخيرا : وجدتها وجدتها !
والفـِكـْرُ لغة ً : "إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول." كما أنه "النظر والرَّويـَّةُ". (المعجم الوسيط ، ص731)
ويعرف اصطلاحا كما جاء في موسوعة ويكيبديا (بتصرف) بأنه: "عمليات عقلية تسمح للإنسان بنمذجة العالم المحيط به ، ويتضمن معالجة المعلومات عندما نعمد لتشكيل المصطلحات ، وحل المشكلات ، والاستنتاج ، و اتخاذ القرارات." (wikipedia.org)
إذا فالتفكر هو إعمال العقل للوصول إلى حقيقة ، هو تأمل الأشياء وتحليلها ، وحين نتأمل الكون وخلقه سنصل إلى حقيقة ، وقد تفكر أعرابي فتوصل إلى وجود الله ، وما أعظمها من حقيقة! فقال: البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير؟!"
والقرآن الكريم دعانا إلى التفكر كثيرا ، منها قوله سبحانه : "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الاَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اليْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الرعد/3)
وقوله سبحانه: "وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الجاثية/12)
وقوله تعالى: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"(سورة آل عمران/191)
إن التفكر منبع عظيم للمعاني والحقائق الناصعة ، وعليه يتكئ الكاتب الجيد ؛ كي يتوصل إلى الجديد ، ومن ثم يكتب من وحي تجربة فكرية صادقة ، أعملت العقل فتنوّر.
قد نصف الأشياء من حولنا والواقع كما هو ، غير أننا بحاجة إلى وقفة تأمل واعتبار كي نطأ ما لا يطؤه العامة ، فنوصله إليهم ، إذ إن مشكلة العامة أنهم يتحركون ويسيرون في هذه الحياة وفق ردات فعلهم تجاه ما يجري ، وتستمر الدائرة ، وصاحب الحظ من يقف ليتأمل ويفهم نفسه والآخرين والحياة.
وهكذا هي مهمة الكاتب الجيد ، أن يتأمل ما حوله بعين التدبر والتعقل ، قال الله سبحانه وتعالى: "لهم قلوبٌ لا يعـْقِلونَ بها " ، فالمتأمِّل يراقب بتفكره ، ويعقل المشاهد بقلبه ، حتى يصل إلى حقائق بكر أو لربما مطروقة ، وبذلك يكون قد حرك فكره ووجدانه وتسلَّمَ هبات التأمل فيما يسمى بالاستبصار.
والاستبصار لغة ً : "تَبَصـَّرَ : تأمل وتعرَّف. واسْتَبـْصَرَ الشيءَ : استبانه. والبَصيرةُ : قوة الإدراك والفطنة. والعلم والخبرة. والعِبْرَة. والرَّقيب." (المعجم الوسيط ، ج1، ص79-80.)
ويتضح لنا من التعريف اللغوي السابق أن الاستبصار يعني التأمل ، وتعرف الشيء واستيضاحه ، ومراقبته ، والفطنة والعلم والخبرة به. أي أنك عندما تتأمل شيئا محاولا سبر أغواره فإنك ستقترب منه فهما وإدراكا.
ملخص
دعونا نلخص المرحلة الثالثة بالكلمات المفتاحية الآتية : قراءة - تعلم ومدارسة - الملاحظة - المخالطة والتجارب - التفكر .
الكاتب إنسان مثقف ، واع ٍ ، حساس لما حوله ولما يتحرك بداخله ، لديه رسالة ومحرك داخلي للكتابة ، متأمـَّل ، يدقق جيدا ولحكمة ، يقارن ويربط حتى يستنتج ، لديه بصيرة وحكم...ة ، ونظر...ة فاحصة متأملة للأمور والأشخاص ، قد يكون سريع التأثر وبنفس الوقت عقلاني ، متمهل ، يوظف مشاعره الطيبة في كتاباته ، ولديه حماسة فيما يكتب وإيمان.