طموحي في الحب والنجاح
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ترددت كثيرا قبل أن أقرر مشاركتكم ملكاتي في قصتي وأضعها هنا لأني بحاجه أن اتقاسم معكم الأمل ،كلنا نمشي في دروب الحياة نحو أهداف كثيره وتحقيقها يحتاج منا الصبر والخبره والمثابره مهما كانت هذه الأهداف، وقد نختلف في أغلب أهدافنا ولكننا جميعا نشترك في هدف الوصول للجنه وهدف النجاح في الحب والعلم والعمل .
وسأبدأ بمقدمة بسيطه عن حياتي.
أنا أكبر اخواتي واخواني (الله يحفظهم) والدتي بنت وحيده وكانت مدلله جدا ،والدي أكبر اخوانه لذا كنا نشترك بعده امور عند النقاش نظرا لتفهمه لوضعي والمسئوليه التي أتحملها بسبب موقعي في الأسرة.
منذ طفولتي كنت أحلم بأن أكون دكتوره _ومن منا لم تحلم بذلك_ حتى حين كنت ألعب مع الأطفال كنت دائما أختار أن أكون الملكة أو الدكتوره أو أي منصب قيادي كنت أحب ان أكون من يقرر منذ طفولتي ولا أفضل ولا أثق بقرارات أحد آخر غيري ،ساندني تفوقي الدراسي ومازلت أذكر فرحة مدرساتي في الصف الأول الابتدائي حين حصلت على أعلى معدل للمتفوقات بالمرتبة الأولى بالنسبة للصف الأول والثاني ومازلت أذكر تلك الهدية التي حصلت عليها حصلت على حقيبة جلدية وتم تكريمي مره ثانيه بهدية الأولى على الأوائل في مدرسة اشتهرت بتفوق الطالبات من الجنسيات العربية وكنت أول كويتيه تكسر حاجز التفوق العربي :)
واسمترت حياتي بين الدراسة والزيارات العائلية والذهاب للشاليه والسفر صيفا وهكذا ،الى أن وصلت الى مرحله المتوسط وهنا بدت علامات الأنوثة تبرز وكانت هناك تعليقات من هنا وهناك أن أغير نوع ملابسي فلم يعد هذا يناسبنب وغيرها من التعليقات التي أتعبتني في تلك الأيام -انتي بنت -والستر حلو _وحينها بدأت أتأزم من تدخل أي أحد في مسأله ملابسي وأناقتي ومظهري،ببساطه خلقت عندي عقده من مسأله الملابس فكنت ألبس ملابس خاصة للمناسبات عندما نزور أقاربنا وملابس أخرى للشاليه وملابس مقسمة لكل صنف من المعارف ،وسأكون صريحه لأبعد الحدود لم يكن التدين يعني لي شيئا لأنه ارتبط بمخيلتي بهؤلاء الذين يحرجون ويعلقون على ملابسي مع العلم انه كانت طبيعيه ولكن معظم أقاربنا ما نطلق عليهم في لهجتنا _حجرين_ وفي مصطلحي ملاقيف:يتدخلون فيما لا يعنيهم .
والحمدلله حين دخلت الثانويه قللت من الزيارات العائلية واكتفيت بزياره بيت جدي مره في الاسبوع .
علاقتي في أمي كانت بين مد وجزر كنا نختلف دوما كنت أكره عصبيتها ولا أحب صراخها كنت دائما أقول هذا ما لا أريده حين أكون أما لن أخلق حاجز بيني وبين أبنائي
كنا نختلف تقريبا على كل شي وكنت أكره أن تقول لي :ذاكري او ادرسي او ما شوفج فتحتي كتاب اليوم ،وبعد دخولي الثانويه كنت أبغض هذه الجمل لأنني اجبرت أن التحق بثناوي يطبق النظام العام ولتفوقي ومستواي كنت أرغب في مدرسة مقررات حتى أحصل على 4 نقاط (100%) وحين اجبرت على دخول النظام العام تأخر مستواي الدراسي وأصبحت اذاكر فقط ليله الامتحان ومع ذلك كنت احقق الامتياز ولكن لم يكن كما تعودوا والداي (امتياز يا دوب 92%)
كنت أحب الموسيقى والرقص والجمباز وكنت أحب أن أشارك في المسابقات الثقافية ولا أنسى يوم حصلنا على كأس الأمير لبرنامج مع الطلبة وأتذكر كيف كم اختياري بين 50 متفوقه في المدرسة وكنا 4 متفوقات .كنا فريق بمعنى الكلمه نقسم الاجابات وكان الفريق رائع وأذكر ان واحده من الفريق هي الأقرب لي كانت الأقرب في كل شي حتى في تاريخ الميلاد .ومرت الأيام والحياة جميلة أذكر منها بعض المواقف هنا وهناك ولكن الأقوى على الاطلاق حين سافرنا في صيف 1990
غادرنا الكويت يوم الأربعاء 1-8-1990
وكنا قد أعددنا حقائبنا منذ نهاية يونيو ولكن لتوتر الأوضاع في المنطقة لم نغادر الكويت لقلق والدي على الوضع ولأنه مسئول في قطاعه فضل البقاء في الكويت الى أن تظهر الحقائق واذكر كنا في الشالية وكنت حينها 17 سنه قال لي أبي سمعتي شقال بابا ؟ لم أكن منتبهة فقلت لأ كان يتابع الأخبار وكانت الأخبار عدو من أعدائي هي وأغاني أم كلثوم (تغير هذا لاحقا وسأذكر القصه) فلم أكن انتبه لأي كلمة تذكر في الأخبار الا حين أعلم أن بابا قد يظهر فأجهز شريط فيديو وأنتظر بفارغ الصبر ظهور أبي في الأخبار

مروجاوس @mrogaos
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

مروجاوس
•
أصعب المراحل في مسيرتي العلمية:منها تعلمت أن العلم هو اللغة التي تجمع كل البشر باختلاف المعتقدات والأجناس ،وأشكر البحرين الحبيبة التي مدتني بفرصة الحصول على شهادة الثانوية العامة.
وتوجهنا الى البحرين ومباشرة توجهنا الى فندق الخليج ومنها الى فندق |آخر لم نستطع النوم ليلتها وبعد الاتصالات بالاصدقاء في البحرين توجهنا الى فندق بيت الحوره وكان بالقرب من السفارة العراقية عشنا أيام صعب أن نتذكر اغلبها لأن الذكريات مريره جدا وكل يوم نأمل أن نسمع خبر تحرير الكويت وبعد أن أمن لنا والدي الحبيب التحق بجهة عمله التي افتتحت فرعا في المملكة العربية السعودية ،كان روتينا اليومي في الصباح الذهاب للمدرسة وبعد العودة من المدرسة كنا نتناول الغدا ونحن نتنقل عبر القنوات لسماع المزيد من الأخبار ولم يكن شيئا منها يطمئننا،تعرضنا لمواقف كثيره رائعه ومريره شعرنا بحب أخواننا من الخليج لنا ،وشعرنا بتذمر بعضهم وتعرضت في المدرسة الى أصعب موقف يمر علي في أول يوم دخلت مدرسة المنامة ولا أذكر أسمها ولكنني لأول مره أدخل مدرسة لا أعرفها ولا أعرف أحدا من الطالبات والمدرسات والتقيت بطالبات كويتيات وهنا تذكرت أول يوم مدرسي في كل عام حين كنت أنتظر الصباح بكل شوق للعوده لصديقاتي ومدرساتي وبعد اسبوع من الدراسة انتقلنا الى منطقة عوالي وهنا كان واجبا أن التحق بمدرسة قريبة وكانت مدرسة الرفاع الغربي وبعد استكمال الاجراءات دخلت المدرسة وفي الممر التقيت باحدى صديقاتي في الكويت ولم تكن من صديقاتي المقربات ولكنني حين رأيتها صرخت باسمها وهي كذلك واحتضنتها وبكينا بطريقة لن أنساها ،وفي اليوم التالي كان يجب علينا أن نقف في طابور الصباح
وحين وقفنا في الطابور تذكرت مدرستي ثانية وكيف كنت أحب أن أكون في مجموعة الاذاعة وحين جاء وقت تحية العلم بكيت ثانية لم أتوقع أن أقف يوما في طابور مدرسي ولا أرى ذلك العلم الرائع ،لم يدر يوما في خلدي أن أحيي علما آخر وتذكرت (تحيا الأمة العربية) الأمة العربية التى خذلتني الأمة العربية التي تغيرت مفاهيمي نحوها الأمة الممزقة التي مزقت صفحات من ذاكرتي محاولة نسيان خذلانها ونزلت دموعي حينها توقفت المعلمة المشرفة لصفي وقالت :اذا تعبانه انتظري في الصف "وهي من المعلمات التي لن أنسى روعتها مع الطالبات رغم حزمها"ومرت الأيام بين مد وجزر وأذكر اني كنت أذهب للمدرسة للتسلية وليس للمذاكرة وكان بالنسبة لي وجودي على مقعد الدراسة مجرد مسأله شهر أو 2 بالكثير وعندما قرب موعد امتحانات منتصف السنة أدركت أن المسأله لن تنتهي والحرب لن تقوم الا بعد مدة طويلة حينها عقدت العزم على العوده الى "المسك" التي أعرفها وأركز وأذاكر فهي مسألة اثبات وجود وتحقيق هدف فنجاحي يعني لي الكثير ولن أفشل في أصعب مرحلة من حياتي وهنا حاولت المشاركة ، في هذه الأثناء كان والدي يأتي ليزورنا يومين أسبوعيا بعد انتقاله للمملكة العربية السعودية ،وجاء يوم اقيمت فيه أمسية لطالبات الكويت تخللها أغاني وطنية وشعر محاولة من المدرسة أن نندمج كفريق واحد كويتي بحريني داخل أسوار مدرسة الرفاع وأذكر أنه تم اختياري لالقاء كلمة الطالبات الكويتيات،و حين كنت أتدرب على القاء الكلمة في البيت قرأتها لأبي وكانت آخر جملة "نموت وتحيا الكويت" هنا قال لي أبي كلمة ومازالت في قلبي وستبقى للأبد أذكرها وأسمعها بصوته الى الآن كانني سمعتها للتو : "بابا ليش نموت وتحيا الكويت، بابا الكويت انتوا ،صح واجبنا نضحي بكل غالي عشانها وتستاهل ،لكن تبين كلمتج تكون أحلى قولي نعيش وتحيا الكويت أو قولي نعيش لتبقى الكويت،لو احنا كلنا متنا لأجل الكويت اذا ردت منو راح يبنيها " وبالفعل في يوم التدريب حين قرأت الجملة أثنت عليها معلماتي والطالبات ولا أنكر انا نفسي حين قرأتها في يوم الأمسية هذه الجملة مدتني بالطاقة الى آخر يوم لي في البحرين، ولا أستغرب أني الى الآن اتذكرها.
وبعد ان تم تحديد موعد لمتحانات الفصل الأول واخذنا عطلة للمذاكرة وفي أحد الأيام أستيقظت صباحا لأجد أبي الحبيب ترك لي رسالة على مكتبي :يحثني فيها على العلم وكتب لي بعض النصائح ومازلت أحتفظ في هذه الرسالة وأعتز بها كثيرا رغم أنه في البداية كتب لي "رأيت غرفة عملياتك تتسم بالفوضى ولكنني مؤمن بقدرتك على أدارة أمورك وانت تعلمين كم نعلق انا وأمك أملا في نجاحك وتفوقك"
تفوقي يا حبيبي نعم تفوقي لم يأتي من مجهودي وحدي ولكنه كان مساندتكم ودعمكم المستمر لي ولا يمكن ان أنسى في كل مره حين تدخل من عملك لتسأل الأولى وينها ؟المتفوقه وينها؟البطلة وينها؟ وتمسك الشهادة بيمينك وتضع يسارك على كتفي (يا أروع أب في الدنيا) تفوقي من مجهودك أنت وأمي .
وبعد أن كتب أبي الرسالة وضعها على مكتبي وذهب الى عمله وبعد يومين أرسل لنا رساله مع كاميرا فيديو هدية للأسره كتب في الرساله بما معناه: اذا عدت لكم فأتمنى أن تكونوا سجلتوا لقطات أتمنى ان اشارككم فيها وان لم أعد لتتذكروني........................
قرأتها وبكيت وكل من قرأها تأثر مثلي أو أكثر،بعد يومين بدأ القصف الجوي فجر 17-1-1991 ولا أنسى ذلك اليوم حين جاء عمي ليصطحبنا أنا وأمي وأخواني الى مدينة حمد لنكون بالقرب منه ومن جدي .
--------------------------------------------------------------------------------
وتوجهنا الى البحرين ومباشرة توجهنا الى فندق الخليج ومنها الى فندق |آخر لم نستطع النوم ليلتها وبعد الاتصالات بالاصدقاء في البحرين توجهنا الى فندق بيت الحوره وكان بالقرب من السفارة العراقية عشنا أيام صعب أن نتذكر اغلبها لأن الذكريات مريره جدا وكل يوم نأمل أن نسمع خبر تحرير الكويت وبعد أن أمن لنا والدي الحبيب التحق بجهة عمله التي افتتحت فرعا في المملكة العربية السعودية ،كان روتينا اليومي في الصباح الذهاب للمدرسة وبعد العودة من المدرسة كنا نتناول الغدا ونحن نتنقل عبر القنوات لسماع المزيد من الأخبار ولم يكن شيئا منها يطمئننا،تعرضنا لمواقف كثيره رائعه ومريره شعرنا بحب أخواننا من الخليج لنا ،وشعرنا بتذمر بعضهم وتعرضت في المدرسة الى أصعب موقف يمر علي في أول يوم دخلت مدرسة المنامة ولا أذكر أسمها ولكنني لأول مره أدخل مدرسة لا أعرفها ولا أعرف أحدا من الطالبات والمدرسات والتقيت بطالبات كويتيات وهنا تذكرت أول يوم مدرسي في كل عام حين كنت أنتظر الصباح بكل شوق للعوده لصديقاتي ومدرساتي وبعد اسبوع من الدراسة انتقلنا الى منطقة عوالي وهنا كان واجبا أن التحق بمدرسة قريبة وكانت مدرسة الرفاع الغربي وبعد استكمال الاجراءات دخلت المدرسة وفي الممر التقيت باحدى صديقاتي في الكويت ولم تكن من صديقاتي المقربات ولكنني حين رأيتها صرخت باسمها وهي كذلك واحتضنتها وبكينا بطريقة لن أنساها ،وفي اليوم التالي كان يجب علينا أن نقف في طابور الصباح
وحين وقفنا في الطابور تذكرت مدرستي ثانية وكيف كنت أحب أن أكون في مجموعة الاذاعة وحين جاء وقت تحية العلم بكيت ثانية لم أتوقع أن أقف يوما في طابور مدرسي ولا أرى ذلك العلم الرائع ،لم يدر يوما في خلدي أن أحيي علما آخر وتذكرت (تحيا الأمة العربية) الأمة العربية التى خذلتني الأمة العربية التي تغيرت مفاهيمي نحوها الأمة الممزقة التي مزقت صفحات من ذاكرتي محاولة نسيان خذلانها ونزلت دموعي حينها توقفت المعلمة المشرفة لصفي وقالت :اذا تعبانه انتظري في الصف "وهي من المعلمات التي لن أنسى روعتها مع الطالبات رغم حزمها"ومرت الأيام بين مد وجزر وأذكر اني كنت أذهب للمدرسة للتسلية وليس للمذاكرة وكان بالنسبة لي وجودي على مقعد الدراسة مجرد مسأله شهر أو 2 بالكثير وعندما قرب موعد امتحانات منتصف السنة أدركت أن المسأله لن تنتهي والحرب لن تقوم الا بعد مدة طويلة حينها عقدت العزم على العوده الى "المسك" التي أعرفها وأركز وأذاكر فهي مسألة اثبات وجود وتحقيق هدف فنجاحي يعني لي الكثير ولن أفشل في أصعب مرحلة من حياتي وهنا حاولت المشاركة ، في هذه الأثناء كان والدي يأتي ليزورنا يومين أسبوعيا بعد انتقاله للمملكة العربية السعودية ،وجاء يوم اقيمت فيه أمسية لطالبات الكويت تخللها أغاني وطنية وشعر محاولة من المدرسة أن نندمج كفريق واحد كويتي بحريني داخل أسوار مدرسة الرفاع وأذكر أنه تم اختياري لالقاء كلمة الطالبات الكويتيات،و حين كنت أتدرب على القاء الكلمة في البيت قرأتها لأبي وكانت آخر جملة "نموت وتحيا الكويت" هنا قال لي أبي كلمة ومازالت في قلبي وستبقى للأبد أذكرها وأسمعها بصوته الى الآن كانني سمعتها للتو : "بابا ليش نموت وتحيا الكويت، بابا الكويت انتوا ،صح واجبنا نضحي بكل غالي عشانها وتستاهل ،لكن تبين كلمتج تكون أحلى قولي نعيش وتحيا الكويت أو قولي نعيش لتبقى الكويت،لو احنا كلنا متنا لأجل الكويت اذا ردت منو راح يبنيها " وبالفعل في يوم التدريب حين قرأت الجملة أثنت عليها معلماتي والطالبات ولا أنكر انا نفسي حين قرأتها في يوم الأمسية هذه الجملة مدتني بالطاقة الى آخر يوم لي في البحرين، ولا أستغرب أني الى الآن اتذكرها.
وبعد ان تم تحديد موعد لمتحانات الفصل الأول واخذنا عطلة للمذاكرة وفي أحد الأيام أستيقظت صباحا لأجد أبي الحبيب ترك لي رسالة على مكتبي :يحثني فيها على العلم وكتب لي بعض النصائح ومازلت أحتفظ في هذه الرسالة وأعتز بها كثيرا رغم أنه في البداية كتب لي "رأيت غرفة عملياتك تتسم بالفوضى ولكنني مؤمن بقدرتك على أدارة أمورك وانت تعلمين كم نعلق انا وأمك أملا في نجاحك وتفوقك"
تفوقي يا حبيبي نعم تفوقي لم يأتي من مجهودي وحدي ولكنه كان مساندتكم ودعمكم المستمر لي ولا يمكن ان أنسى في كل مره حين تدخل من عملك لتسأل الأولى وينها ؟المتفوقه وينها؟البطلة وينها؟ وتمسك الشهادة بيمينك وتضع يسارك على كتفي (يا أروع أب في الدنيا) تفوقي من مجهودك أنت وأمي .
وبعد أن كتب أبي الرسالة وضعها على مكتبي وذهب الى عمله وبعد يومين أرسل لنا رساله مع كاميرا فيديو هدية للأسره كتب في الرساله بما معناه: اذا عدت لكم فأتمنى أن تكونوا سجلتوا لقطات أتمنى ان اشارككم فيها وان لم أعد لتتذكروني........................
قرأتها وبكيت وكل من قرأها تأثر مثلي أو أكثر،بعد يومين بدأ القصف الجوي فجر 17-1-1991 ولا أنسى ذلك اليوم حين جاء عمي ليصطحبنا أنا وأمي وأخواني الى مدينة حمد لنكون بالقرب منه ومن جدي .
--------------------------------------------------------------------------------

مروجاوس
•
ومرت الأيام طويلة مرعبة تتخللها اشاعات كثيرة ونحن بانتظار اتصال من أبي ، حيث أنه تحدث معنا قبل القصف الجوي بساعات وطمأننا بأن الأمور على ما يرام ،وبعد 3 أيام من الانتظار اتصل ثانية وهكذا كانت حالتنا في أيام القصف الجوي نتنظر خبر التحرير ،وبعد ان انتهى شهر يناير توقعنا أن الحرب ستستمر مدة طويلة جدا لأن أعداد الجنود الذين توافدوا الى المنطقه كان كبيرا ولن يعودوا بعد اسبوعين أو 3 .المهم أروع الأيام كان يوم سمعنا ببداية الحرب البرية والأروع أنها لم تأخذ وقتا طويلا وجاء بعد ذلك الخبر الذي انتظرناه طويلا (الحمدلله تحررت الكويت )
وكنا حينها نحتفل بالعيد ولا تحضرني الذاكرة ولكنني أعتقد أنه عيد الفطر.
المهم وجاء أبي لزيارتنا ولكنه وبالرغم من سعادته جاء متحفظا بعض الشيء ومن يلومه فقد رأى الحرب ورأى الجنود القتلى وكانت في داخله غصة نعرفها جميعا ،فالانسان يبقى كتلة من المشاعر ويبقى للموت هيبة حتى لو اعتقدنا أن من مات ظلمنا ، كان منهكا من بشاعة ما رأى هذا تفسيرنا لتحفظه بالرغم من أنه حاول جاهدا اخفاء حزن يسكنه وبعد يومين جلس مع والدتي وأخبرها بأن والدتها بخير واخوانها ولكن خالتها انتقلت الى رحمه الله اثر تعرضها لنوبة قلبية أثناء الاحتلال ،وجاء لجدي ليخبره باستشهاد بطلين من الأقارب ،فبكى من بكى وسادت أيام من الوجوم قبل أن نتجرأ لنسأل وكيف حال بيتنا، نعم غرفتي وذكرياتي كل منا كان متشوقا لمعرفة ماذا حدث للبيت وعلمنا أن البيت تعرض للسرقة وجلس فيه بعض المتعاونين ثم أصبح ملجأ للجيران أثناء القصف فقد كان الجميع يبحث عن السرداب في البيت ليحتمي من القصف.
وقبل انتهاء العام الدراسي بأسابيع ذهبنا للكويت لمجرد أن نرى الكويت وفعلا كان الدخان الأسود يغطيها معظم الأيام وبدأت جهود إطفاء الآبار وبقينا هناك لأسبوع ثم عدنا للبحرين لأداء الامتحانات بعد أن انتهى العام الدراسي في البحرين توجهنا إلى الكويت ثانية وكنت الأكثر شوقا للعودة لأنني سأبدأ بالتدريب لقيادة السيارة وأحصل على رخصة القيادة
وكنا حينها نحتفل بالعيد ولا تحضرني الذاكرة ولكنني أعتقد أنه عيد الفطر.
المهم وجاء أبي لزيارتنا ولكنه وبالرغم من سعادته جاء متحفظا بعض الشيء ومن يلومه فقد رأى الحرب ورأى الجنود القتلى وكانت في داخله غصة نعرفها جميعا ،فالانسان يبقى كتلة من المشاعر ويبقى للموت هيبة حتى لو اعتقدنا أن من مات ظلمنا ، كان منهكا من بشاعة ما رأى هذا تفسيرنا لتحفظه بالرغم من أنه حاول جاهدا اخفاء حزن يسكنه وبعد يومين جلس مع والدتي وأخبرها بأن والدتها بخير واخوانها ولكن خالتها انتقلت الى رحمه الله اثر تعرضها لنوبة قلبية أثناء الاحتلال ،وجاء لجدي ليخبره باستشهاد بطلين من الأقارب ،فبكى من بكى وسادت أيام من الوجوم قبل أن نتجرأ لنسأل وكيف حال بيتنا، نعم غرفتي وذكرياتي كل منا كان متشوقا لمعرفة ماذا حدث للبيت وعلمنا أن البيت تعرض للسرقة وجلس فيه بعض المتعاونين ثم أصبح ملجأ للجيران أثناء القصف فقد كان الجميع يبحث عن السرداب في البيت ليحتمي من القصف.
وقبل انتهاء العام الدراسي بأسابيع ذهبنا للكويت لمجرد أن نرى الكويت وفعلا كان الدخان الأسود يغطيها معظم الأيام وبدأت جهود إطفاء الآبار وبقينا هناك لأسبوع ثم عدنا للبحرين لأداء الامتحانات بعد أن انتهى العام الدراسي في البحرين توجهنا إلى الكويت ثانية وكنت الأكثر شوقا للعودة لأنني سأبدأ بالتدريب لقيادة السيارة وأحصل على رخصة القيادة


الصفحة الأخيرة
وعندما صدرت التصريحات بأنها مجرد سحابة صيف بين الاخوان حملنا حقائبنا للمطار في الأول من آب :) 1-اغسطس-1990 وكنت الكبرى بين 5 وكم كنت أكره فيينا أيامها ولا أحب سالزبورغ لأنها تعني عالم لا أعرف فيه سوى كلمه شكرا وبعض الأرقام وصباح الخير وتصبحون على خير ، أذكر والدي حين يقرر ان نمضي اجازتنا في النمسا نتذمر انا وأخي الذي يصغرني بثلاث سنوات ونعلن العصيان المدني :كل سنه النمسا كل سنه سجن كل سنه نفي ما نبي نبي نروح أمريكا لندن نعرف على ناس ما نبي نروح النمسا كان يقول:لما تكبرون شوي بتتذكرون هالأيام وتقولون يا ريت نقدر نروح حق هدوء النمسا وطبيعه النمسا واللون الأخضر والجبال والغيم ،الخضره نعمه لازم تتمتعون فيها. وكنت أكبر المحتجين كوني البنت الكبرى وطبيعتنا لا نسافر مع الشغالات فكنت اتذمر اقول لبابا:انا اولا بسافر بيبي سيتر ثانيا شبي في الخضره بابا (وبالفعل ألحين لما تشتد حرارة الصيف أو أتأزم من مأساة الزحمه وتكثر المشاغل أقول ودي بمنظر تلك البحيره والجبال والغيوم تتعانق في السماء والنهر أقرب ما يكون الى حلم أتذكره وابتسم .
حملنا الحقائب وتوجهنا للمطار وركبنا الطائره ووصلنا مطار فيينا وعادة نقضي ليله في فينا قبل التوجه الى سالزبورغ:المدينه التي تم تصوير فيلم صوت الموسيقى فيها.
استيقظنا في الصباح ونحن نتناول طعام الفطور أختي فتحت التلفزيون وفجأة: محطه سي ان ان باللغه الالمانية وخريطه الكويت ورسمه جنود على الحدود العراقيه الكويتيه،وانتهى الخبر لم نفهم كلمه ولا شي لكن الغصه في القلب كانت تكفي وموقع الجنود يوضح مالذي حدث.حاول والدي الاتصال بمركز عمله ولم تنجح المحاوله حينها اتصل بخالي الذي كان سيسافر ملتحقا بنا مع عائلته بعد يومين فقال له :هل هي على الحدود ؟أجاب :الأمر أكبر من الحدود أعداد مهوله من الجنود والطائرات مسأله أكبرمن مناوشات على الحدود ،ولا أبالغ حين أقول انهم أتوا ليبقوا هنا.
كانت الأسئله تتطاير من أعيننا ونود لو أننا نسأل ولكن تعودنا أن لا نقاطع مكالمه مهمه تفاديا للتأنيب أو العقاب
بعد أن أقفل أبي سماعة الهاتف قال:العراقيين دخلوا الكويت وأتوقع المسأله صعبة
ولا أذكر كثيرا من التفاصيل في تلك الأيام سوى اننا كنا ملتزمين مع أصدقاء لنا أتوا من أمريكا لنلتقي في سالزبورغ وذهبنا لسالزبورغ والتقينا بهم وكان الاسبوعين كالشهرين لم نستطع أن نتمتع بشيء لأننا كنا يوميا بانتظار تذاكر العوده للبحرين او السعوديه ليلتحق والدي بعمله بسرعه .كنا نتوقع أن مجرد ان نعبر الحدود البريه هي قمة المأساة ولم نكن نعلم أبعد من ذلك .
لم أتخيل أن أكون يوما ما بلا هويه ولا دوله ولا أدري متى أعود الى دياري
منت أنام مبكرا يوميا ولاحظ أبي ذلك فبعد 4 ايام أتي لغرفتي ليسألني: هل أنتي خائفة؟
حينها احتضنته وبكيت :نعم خائفة جدا ولكني أحمد ربي اننا سافرنا قبل كل هذا ،خوفي أن أفقدك أكبر من أي خوف آخر
احتضنت أبي ولأول مره أشعر بأنه بحاجه لهذا الاحتضان فقال لي : ستعود هذه الأشياء تحدث لأن الله يحب أن يختبر عباده .كلها اسبوعين 3 وتعود الأمور كما كانت بل أفضل .
تذكرت جمله كنت ارددها دائما بعد ان دخلت ثانوية عامه:لن ادرس التوجيهي هنا فأنا لا أحتمل الضغط العصبي لمأساة الثانويه العامه بنظامه الفاشل هنا
بعد اسبوعين توجهنا لمطار فينا للعوده للبحرين او السعودية حصلنا على رحلة منها عرفت ان الدنيا صغيره مهما كبرت والصدفه تلعب دور كبير في حياتنا.
توجهنا لمطار فينا ومنه الى مطار تركيا لننتظر 3 ساعات وعند توجهنا للبوابة الخاصة لرحلتنا وبعد اسبوعين من رؤية البدل والكرفتات بدأت أشاهد اللبس الخليجي الرائع الذي لم أظن اني أحبه حتى تلك اللحظه.
الدشداشة البيضاء والغتره والعباءة آه كم اشتقت اليهم كم اشتفت لصوت الكلمات العربية التي تشبعت مما يتعبني في اخبارها الاسبوعين السابقين .فلم أكن أسمع في هذه اللغه الا الأخبار المغمه والتي زادت من شعوري بالاغتراب.
وبالقرب من البوابة المخصصة لشركة طيران الخليج كانت بوابة الخطوط السعودية وهنا وأنا أمشي وبيدي أختي الصغرى رأيت من بعيد تجمع نسائي حول سيده تبكي بحرقة وكان هذا وضع متوقع في تلك الأيام العصيبة التي تشهدها بلادنا،وكنت أحاول وأنا أمشي ألا أنظر اليها لأنني شعرت بالاحراج من التحديق بها لعلها فقدت عزيز عليها
ومن منا لم يفقد أخا أو أبا أو جار أو صديق ،وكنا في تلك اللحظات نتوقع أن نسمع في أي يوم خبر حيث ازدادت المقاومة وسقط الكثير في المسيرات التي تندد بالغزو .
وأثناء ما كانت هذه الأفكار تتصادم في مخيلتي رأيت جدي ولم أشعر بنفسي الا وأنا أجري نحوه لأحتضانه فقد كان بالنسبه لي "ريحه الكويت والأمان" وكان قد سبقنا في السفر الى تركيا مع جدتي وبعض أقاربنا،وأول ما سمعت منه: ابوج معاكم ؟ (حبيبي فقد كان قلقا عليه وذلك لورود أنباء كثيره عن تفجيرات في مكان عمل أبي وسقوط الكثير من الشهداء-رحمهم الله- وأخذ البقية أسرى.) ولم ينتبه بأن أبي كان يمشي بعدي ببضعة أمتار وهنا علمت بأن الله سبحانه وتعالى اختار لنا تلك الرحلة الطويلة للوصول الى البحرين عبر تركيا ليطمئن جدي وجدتي التي تبين لي أنها كانت تلك السيده المنهاره التي تحاشيت النظر اليها ،وبعد أن كانت النساء من حولها يحاولون تهدئتها بعد هذا اللقاء الذي جمعنا في المطار أصبحوا يباركون لها ويتحمدون لها بسلامة ابنها.