
تمهيد ~
( ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ).
خلق الله تعالى الإنسان .. وسخر كل شيءٍ لأجله ..
من متفرقات بين : حيوانٍ ونباتٍ وجماد ..
ليتّخذ منها طعاماً.. حلالاً طيّباً،
ويؤدي واجب الشكر للواهب سبحانه الذي غمره بفضله ونعمه
ومهد له سبل العيش الكريم ليؤدي دوره في تعمير الكون ، وخلافة الأرض ،
وقبل كل شيءٍ أن يضع نصب عينيه أنه في كل خطوات حياته الإنسانية
يبتغي وجه الله ويترجم كل عمل وكل نية إلى عبادة .. وبذلك يحقق المطلوب من وجوده :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ماأريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ).
من هنا كانت البداية لننطلق إلى .. ( قاموس الغذاء ).
ما المراد بقاموس الغذاء~
هو بحرٌ جمع لآلئه من مصادر عربية وأجنبية ،
كانت منثورةً .. بين ركامٍ من التفرق والغموض والإبهام ، فأفرزها ..
ثم نظّمها عقداً، وقدمها ليزين جيد المعرفة بالمفيد ،
عن كل ألوان وأنواع ومصادر الغذاء
ونحن هنا سنقفز بين رياض الصفحات ،
ونقف عند زهرةِ حرفٍ من هنا لننشق نفحاتها ،
وآخرى من هناك لنتزود من عطاء حرفها ..
لانراعي الترتيب .. ولكن نختار الأهم .. ونجري عليه قلم التلخيص .
ليكون سائغاً بسيطاً مفيداً .. لايرهق الذهن ولا ينفّره ، بل يدعوه ويجذبه .
فتعالين معنا لنقرأ بأسلوب ( عربي الوجه ) في اللسان والبيان
( جاحظي الأسلوب ) في العرض والاستطراد ..
( علمي المنهج ) في البحث والتنقيب والاستقراء ..
ودعننا لنسير الهوينا ، ونقف عند باب حرف في كل مرّة ..
لنلج منه إلى قاموس التغذية .. في أعماق محيط المعرفة..
فحياكن الله .
ألف ~
( الأبازير )
جمع بزر ، ويطلق على التوابل التي يطيب بها المأكل مثل :
الفلفل ، القرنفل ، الخردل ، الملح ، النعناع ، الكمون ، الصعتر ، الطرخون ، الكزبرة،
كوزة الطيب ، الزعفران ، العصفر ، القرفة ، والزنجبيل ، المصطكا ، وغيرها
تسمّى التوابل .. والأفاويه .
أما أصل أكثر الأبازير فنباتي .
ويجمعها كلها الطعم الخاص الحريف الذي يعطي نكهة طيبة للطعام ، ومذاقاً لذيذاً.
ومفرد التوابل : التابل .
( الآح )
تطلق هذه الكلمة على ( بياض البيضة) أو ( الزلال ).
هو مادة آزوتية توجد في نسيج الحيوان والنبات ، وهو حمضي عسر الهضم
لذا ينصح مرضى المعدة والكبد التقليل منه .
- ذكر الأطباء العرب أنه لايعادله شيء في معالجة حرق النار والدهن وتسكين أوجاع العين .
يحتقن به مع إكليل الملك لقرح الأمعاء وعفونتها وتحتمل فتيلة تغمس فيه مع دهن الورد
لورم المقعدة . .
- وصفه ( بقراط ) بأنه مرطب ومليّن ، يلطف في الحميّات على هيئة مشروب من بياض
عدة بيضات مضروبة في الماء .
- يذكر أنه مع دقيق الشعير يبريء الحزاز ( القوابي ) وينفع الخراجات والمقعدة .
والحزاز مرض جلدي غير معدٍ وغير وراثي وهو عبارة عن طفح مزمن
وقد يسبب تساقط الشعر.
- يستعمل في الطب الحديث على مدى واسع ، فإن خاصيٰة تجمده بالحرارة تنفع
في كل وقت لتكرير السوائل المختلفة وتنقيتها ، ويستعمل في الصناعة لتنقية الخل ،
ويدخل في تركيب مستحضرات تجميل ،
( الأناناس )
هو نبات معمّر ليس له ذكر في الكتب العربية ، واسمه مأخوذ من اللغة البرازيلية القديمة
وثماره عنبية متراصّة على شكل ثمار الصنوبر .
أصله من أمريكا وينبت من نفسه، وقد جئ به إلى أوروبة وغيرها ، وزرع في هولندا
في مطلع القرن السابع عشر ونجحت زراعته .
ومعنى : أنانا.. يعني ( عطر العطور ) باللغة الكاريبية .
قيمة الأناناس الغذائية ~
للأناناس قيمة غذائية جيدة ، فهو يحوي كمية كبيرة من السكر ( سكروز )
في عصارته الغزيرة، كما هو غني بفيتامين : أ و ب، ج.
وهو سهل الهضم لأنه غني بالخمائر الهاضمة خاصة ( خميرة بروملين )و التي
تشبه خميرة الهضم في المعدة ( الببسين )
يفيد لكل الناس ماعدا المصابين بالسكر.
الخواص التي يتمتع بها الأناناس ~
وفرة التغذية ، وجودة هضمه ، وفائدته للمعدة ، وللإدرار، وللنقاهة ، وفي حالات عسر الهضم
يفضل أكله ، حالات التسمم ، والسمنة ، والتهاب المفاصل ، وتصلب الشرايين ، والصرع .
الأناناس يشفي الديسك :
في الأناناس توجد خميرة البابائين بوفرة ..
هذه الخميرة استعملت في أمريكا في مشفى ( دو لونغ بيتش) وطبقت التجارب
في علاج خمسة الآف من المرضى يتألمون في العمود الفقاري..
وذلك بسبب إصابتهم ب ( الديسك ) والذي يسمى ( داء الطبق )،
وظلوا يتعاطون العلاج مدة سنتين ونصف السنة ..
وأعطت نتائج باهرة ..
ففي 80 ./. من الحالات اختفى الألم تماماً.
استعمالات أخرى :
في علاج السمنة .
يدهن بعصيره الوجه فيقوي جلده .
في مكافحة رشح العلف .
نقف هنا عند الألف .. وهناك جولات ممتعة مفيدة أخرى
تجمع بين العلم والمعرفة والفائدة .. . فإلى الملتقى ..
موضوع جميل ومفيد