سكارلت
سكارلت
الغالية المبدعة ** بنت الجبيل ** حيــــــاك الله ... سررت جدا بتواجدك , وشهادتك أعتز بها لا تحرميني إطلالتك الغالية
الغالية المبدعة ** بنت الجبيل ** حيــــــاك الله ... سررت جدا بتواجدك , وشهادتك أعتز بها...
قضت نور وقتا ممتعا مع صديقتها حتى أنها لم تشعر بمرور الساعات ,
حتى تلقت اتصالا من زوجها يسألها إن كانت ترغب بالعودة أو البقاء
مدة أطول , فآثرت العودة وقضاء بعض الوقت معه .

مرت الأيام عليها رتيبة وهادئة , ولم يعكر صفوها سوى شوقها البالغ
لأحمد وعمر وحاجتها لوجودهما بالقرب منها , وكانت تطمئن عليهما
بالهاتف , وساءها أن سفر أحمد سيطول لارتباطه بخاله وبموعد
عودته , ولكن اقتراب موعد حضور عمر كان بالنسبة لها مصدرا
للسعادة والفرح .

عمر الذي يملأ البيت بضحكاته الصاخبة وتعليقاته العجيبة التي تجبر
نور على الضحك وتناسي المسافة الفاصلة بينها وبينه من حيث فرق
السنوات وعلاقة الأمومة والبنوة , فتشعر وكأنها أخته الكبرى !!!

حتى علاقته بزوجها كانت جميلة ودافئة , ومن يراهما سويا يظنهما
صديقين حميمين , فكلاهما يحب المرح وتبادل التعليقات الطريفة في ظل
الاحترام المتبادل .

**********
كان عمر في مكالمته الأخيرة لوالدته قد اقترح عليها بالذهاب سويا إلى
حيث يقيم خاله وأسرته والاستمتاع بروعة الجو في تلك المدينة
الهادئة , رحبت نور بالفكرة وتمنت لو كان بوسع زوجها مرافقتهما ,
غير أنه اعتذر بسبب ظروف عمله , فكادت أن تلغي الفكرة غير أنه
أصر عليها بالسفر والترفيه عن نفسها لبضعة أيام

دبت الحياة من جديد في المنزل الهادئ بوصول عمر وفوضويته
وضحكه وأسئلته التي لا تنتهي وفي ذات الوقت لا ينتظر إجابة عليها !!!
وأكثر سؤال يثير نور ويغيظها هو :

- من تحبين أكثر ... أنا أم أحمد ؟؟؟
ثم يقهقه ضاحكا ويلوذ بالفرار

وفي يوم السفر كانت نور تشعر بالحزن والذنب من أجل زوجها ,
وفكرت كثيرا بالتضحية برغبتها في السفر والبقاء إلى جانبه , ولكنه
كان يطمئنها ويشجعها ويرجوها أن لا تحرم نفسها وتبخل عليها
بالترفيه ولقاء الأحبة

لم تستطع منع عينيها من إراقة دمعتين في لحظة وداعها له , ووعدته
أن تعود سريعا , مسح دموعها وتمنى لها السلامة ثم غاب عن
أنظارها متواريا داخل سيارته
جرح الكرامة
جرح الكرامة
ياالله ..رائعة قليلة فيها..


بوركتي غاليتي...



دمتي بود..

..جرح الكرامة..
سكارلت
سكارلت
وينك سكارت والله طولتي علينا عسى المانع خير
وينك سكارت والله طولتي علينا عسى المانع خير
كانت الرحلة ممتعة بالنسبة لنور , كيف لا وعمر يملأ وقتها وفكرها
بحكاياته ودعاباته الطريفة !!!
لم يشعرا بالوقت إذ سرعان ما أعلنت المضيفة عن
قرب هبوط الطائرة على مدرج المطار , وطلبت من الركاب البقاء في
مقاعدهم حتى تستقر الطائرة تماما على الأرض .

بعد استلام الأمتعة خرجا إلى الصالة الخارجية وعيونهما تبحثان بين
الزحام عن " بلال " و" أحمد "
لوح عمر بيده مبتهجا وأشار إلى خاله وشقيقه وقال معلقا :
- ها هما الثنائي المرح مقبلين نحونا .
عانقت نور أحمد بحرارة وداعبت خده قائلة :
- اشتقت إليك
ابتسم أحمد بخجل ورد بأنه يبادلها الشوق , وسلم على شقيقه بحرارة
تأبط عمر ذراع خاله وقال مداعبا :
- لقد كبرت يا خالي وتوشك أن تصبح أطول مني
نظر بلال إلى نور وقال بعجب وهو يغالب ضحكه :
- لا أدري حقيقة كيف كان لشقيقتي الهادئة أن تنجب ولدا مثلك !!!
ضحك عمر وأشار نحو أحمد قائلا :
- ألا يكفي أن يكون أحدنا رزينا ؟ هيا بنا .. فأنا جائع جدا .
قال بلال ضاحكا :
- وهل تتقن شيئا كما تتقن التهام الطعام !!! هيا بنا
أطلقت نور بصرها عبر نافذة السيارة نحو الحقول الخضراء واستنشقت
هواء مدينتها الحبيبة المشبع بذكريات الماضي الجميل , كم تعشق هذه
الطرقات الضيقة والمنازل القديمة بحدائقها الصغيرة التي يفوح منها
عبير الياسمين !!! ما أسعدها من أمسيات قضتها تسابق شقيقها خالد
نحو شجيرات الياسمين وجمع أكبر قدر من أزهارها العطرة !!! وطافت
بذاكرتها أيام الدراسة وغدوها ورواحها مع زميلاتها سيرا على الأقدام
إلى المدرسة القريبة من منزلها , وما كان يحدث من فكاهات ومواقف
مضحكة من زميلتها " آمال " وتعليقاتها الجريئة التي كانت تدهش نور
وتصعقها أحيانا , ولكنها في ذات الوقت تراها طيبة القلب وتلقائية

قطع حبل ذكرياتها صوت عمر يسأل :
- هل سيكون خالي خالد متواجدا على الغداء ؟
أومأ بلال برأسه وقال :
- أظنه قد سبقنا وعائلته إلى منزلي .
هتفت نور بفرح :
- رائع .. كم أنا متشوقة للقائهم .
أخرجت جهازها المحمول من حقيبتها وطلبت رقم زوجها , جاءها
صوته مرحبا كعادته , وبعد أن اطمأن عليها رجاها أن تعتني بنفسها
وتستمتع بوقتها بشرط أن يبقى محلقا في سماء ذاكرتها

كان يوما جميلا رفرفت فيه السعادة على نور وأحبتها , تعالت فيه
الضحكات وانتعشت الذكريات التي لا تمل نور سماعها خاصة عندما
يكون خالد هو من سردها بأسلوبه الشائق والمثير , أما الأطفال فقد
أخرجوا كل ما في جعبتهم من لعب ومرح ولم يخلو الأمر من الشجار
الذي لم يستغرق أكثر من ثواني معدودة !!!

وتم الاتفاق بين الجميع على أن يكون الغداء في اليوم التالي في منزل
خالد , فما أجمل الشواء في الهواء الطلق في حديقة منزله بين
أشجار الفاكهة وعبق الزهور

آوت نور إلى فراشها في حجرة شروق بعد أن غادر خالد وأسرته ,
وكانت شروق مستيقظة تقرأ كتابا , ابتسمت بود لعمتها وقالت :
- أتمنى ألا أزعجك صباحا عند النهوض للمدرسة
- لا عليك حبيبتي , فربما أسبقك في النهوض
- هل لديك أمر مهم تستيقظين من أجله ؟
- لا ... ولكن من عادتي أن أصحو مبكرة
- أنت مثل أبي , فهو لا يحب النوم كثيرا , وأظن بأن عمي خالد لديه
نفس الطبع
- أجل هو كذلك , وأنت ؟
- ممممم ... على حسب الظروف والحالة المزاجية
ضحكت نور وقالت :
- حسنا يا مزاجية , لقد تأخر الوقت ولا أريد أن أسرق من ساعات
نومك , حتى تستيقظي لمدرستك وأنت بكامل نشاطك
دنت شروق منها وطبعت قبلة على خدها متمنية لها ليلة
هادئة :

سكارلت
سكارلت
أختي العزيزة الزرافة

أشكرك على ذوقك ومرورك العطر
أطياف الماضي
أطياف الماضي
صراحه قصه روعه