جيـــان
جيـــان
الباب الخامس
وقرب موعد المحاكمة


وانقضت أيام ، وجاءت عريضة الاتهام بموعد المحاكمة، وكانت مهزلة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ولقد اخبرونا أن الأحكام في درج شمس . وقد حرمونا حق الدفاع ومقابلة المحامين ، فحين طلبت انتداب الأستاذ أحمد الخواجة قيل لي: إنه ممنوع من
الدفاع في هذه القضية . فقلت : إذن لا أريد محاميا، سأدافع أنا عن نفسي .
فانتدبوا لي محاميا مسيحيا ليتولى الدفاع عنى وصرحوا لأهلي بزيارتي قبل المحاكمة . فجاءت والدتي وأختاي اللائى كدن يغمى عليهن لما رأين من تغير صورتي وضعفى الشديد، وشجعتهن وجلست معهن ، ومعنا صفوت وحمزة البسيوني مشرفين على الزيارة .
وطلبت من أهلي ألا يوكلوا محاميا عنى، ولكنى علمت منهم أنهم وكلوا الأستاذ حسين أبو زيد واتفقوا معه على ألف جنيه نصفها قبل المحاكمة . فأوصيتهم بعدم إنفاذ الاتفاق ، إلا أنى فوجئت يوم المحاكمة بالمحامى أبو زيد يدافع عنى . وفى مساء اليوم السابق للمحاكمة أخذت إلى مكتب شمس بدران الذي قال لي : المطلوب منك ألا تعترضي على أي شيء جاء في التحقيقات ، وأن تصدقي على كل كلمة وردت في الأوراق ، وإذا اعتذرت إلى المحكمة بان الإخوان خدعوك وأظهرت ندمك على ما فعلت فان المحكمة ستخفف عنك الحكم . . إياك أن تعترضي على أي كلمة جاءت في التحقيقات ، نحن نريد أن نخدمك . فإذا قررت أنك تتبرئين من الإخوان المسلمين وأنهم خدعوك فإننا سنخدمك خدمة عظيمة .
قلت له : (يفعل الله ما يشاء ويختار. ما كان لهم الخيرة من أمرهم . قال : كلميني بالعربي . . ما " ترطنيش ". . أنا لا أفهم ما تقولين . . الظاهر أنك لا تنوين الخير، نحن نريد أن نخدمك . قلت له : "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ".
قال : خذها يا حمزة وهى حرة تفكر في مصلحتها أولا تفكر. قال حمزة : اتركها يا بيه ، أنا سأتفاهم معها وخرجت من مكتب شمس بدران إلى مكتب مجاور له ، وأخذ حمزة البسيوني يقنعني بان يكون موقفي في المحكمة البراءة من الإخوان المسلمين ، ويعيد على مسمعي ما سبق أن كرروه مرات ومرات من أن الهضيبي وسيد قطب وعبد الفتاح إسماعيل قد غرروا بي .
وبذل لي الوعد بأنهم سيسلموني النقود التي صودرت منى كهدية بسيطة أولى لي . على قدر كلامي في المحكمة عن تغرير الإخوان بي ستكون هدية جمال عبد الناصر لي ! ونصحني أن أتعقل وأعود معه إلى شمس باشا لأعده بتنفيذ رغباته ويكفيني ما حدث .
سمعت كل ما قاله ولم أجب ، لم املك حين كرر أنه يريد تخليصي من الحكم بالإعدام إلا أن قلت له : أنت لا تستطيع أن تستخرج من جسمك البول إذا أتحبس منك يا مسكين ! . . أرجعني إلى الزنزانة . . وأخذت أفكر في أمر هؤلاء الطواغيت وفى استعداد المحكمة لتنفيذ كل ما يريدون ! !
ولم أستطع أن افهم - والأمر بيدهم والمحكمة بيدهم - هذا الحرص على ألا نتكلم في المحكمة أو نغير أقوالنا ! يبدو لي - يا عزيزي
القارئ - أن التمثيلية لا تتم إلا بهذا الفصل الأخير وهو مهزلة المحكمة التي يريدون عرضها أمام الشعب المكبل
بالقيود . وكأنهم يريدون أن يقولوا له : انظر، ها هم الإخوان يريدون قتل الرئيس وفد شهدوا على أنفسهم بذلك ، ولكن خيب الله ظنهم فجاءت النتيجة عكس ما يتوقعون . . لقد كانت مهزلة. وأي مهزلة اكبر من أن يأتوا بأمثال الفريق الدجوي ليجلس في منصة القضاء؟!
جيـــان
جيـــان
الباب الخامس
بشرى


وفى غمرة تلك الأحداث رأيت – فيما يرى النائم – أنى أقف في ساحة قيل إنها المحكمة التي سنحاكم فيها، وبينما أنا واقفة إذا بالحوائط تزول وإذا بي وسط ساحة كبيرة مساحتها الأرض كلها، وإذا بالسماء تظلل الأرض وتنطبق عليها كأنها خيمة أطبقت على الأرض لي وإذا بالنور يغمر الأرض كلها ، نور يصل ما بين السماء والأرض ، وإذا بي أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف أمامي وأنا خلفه وأسمعه يقول : استمعي يا زينب لصوت الحق ، وسمعت صوتا يخترق أقطار السماوات والأرض يقول : ستنعقد هنا محاكم الباطل وستصدر أحكام الطواغيت وسيحكم عليكم ظلما وعدوانا أنتم حملة الأمانة ورواد الطريق ( فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
كانت هذه بعض الكلمات التي سمعتها تخترق أقطار السماوات والأرض ببلاغة لم أستطع أن أعيها لقوتها وشدة تأثيرها وأخذها بالنفس والقلب والجوارح.
وعندما انتهى هذا الصوت ، التفت إلى حضرة النبي صلى الله عليه و سلم وأشار إلى جهة اليمين ، نظرت فإذا بجبل تقارب قمته عنان السماء، غير أنه كالبساط الأخضر تكسوه أرض خضراء.
فقال لي حضرة النبي (صلى الله عليه وسلم) : يا زينب ! اصعدي هذا الجبل فستجدين عند القمة حسن الهضيبي، بلغيه هذه الكلمات . ونظر إلى نظرة عميقة أخذت بكل كياني غير أنه صلى الله عليه وسلم يتحدث بكلمات منطوقة، ولكنى أحسست أنى حملت الكلمات فعلا، وفهمت ما يريده منى ، ورفع الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يده إلى الجبل ، فوجدت نفسي وأنا صاعدة التقيت في طريقي بخالدة الهضيبي وعلية الهضيبي فسألتهما: هل أنتم معنا في الطريق ؟ أجابتا : نعم .
وتركتهما وواصلت السير وعلى بعد أمتار التقيت بأمينة قطب وحميدة قطب وفاطمة عيسى فسألتهن : "أنتم معنا على الطريق ؟
قلن : نعم.
وأخذت طريقي في الصعود حتى وصلت إلى القمة . فوجدت أرضا مبسوطة فوق قمة الجبل وفى وسطها ساحة مفروشة بالبسط وعليها الأرائك والمساند والهضيبي يجلس في الوسط . فلما رآني وقف وأقبل على يحييني وهو فرح بقدومي عليه ، فلما صافحته قلت
له : أنا مكلفة من حضرة الرسول أن أبلغك كلمات أمانة من الرسول . أمانة منه عليه الصلاة والسلام . قال لي : إنها بلغتني والحمد لله . وجلسنا وكأن هذه الكلمات تنقل عن طريق الأرواح لا عن طريق لفظ مصور في كلمة منطوقة . ولما جلست إلى الهضيبي رأيت على الأرض في سفح الجبل قطارا فيه امرأتان عاريتان ، فنبهت الهضيبي، فنظر إلى ما في القطار. وكنت متألمة جدا لما أرى فقال لي : أتعترضين عليهما؟ قلت : نعم .
قال : هل تعتقدين أن الذي وصلنا إليه بأيدينا وبأنفسنا . إنه بفضل الله علينا فلا تشغلي نفسك بهما.
قلت : علينا أن نقاوم حتى نقومهما!
قال : هل بنفسك تستطيعين ؟ قلت : بالله .
قال : فلنحمد الله على ما أعطانا. ورفع يديه وكأنه يحمد الله ، ورفعت يدي وحمدت الله معه .
ونحن نكرر الحمد لله استيقظت من النوم . ولم يعد هناك ما أخشاه . وأكاد أحس ببرد وسلام وراحة واطمئنان ، وغسلت تلك الرؤية ما بي من ألم وأذهبت ما بقلبي من حزن ( فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ) . . ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) . . . . ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) آل عمران.
جيـــان
جيـــان
الباب الخامس
اليوم الموعود-القضية الأولى من سبع قضايا قدمت للمحاكمة


استيقظنا يوم المحاكمة وأخرجونا إلى المكاتب في انتظار العربات التي ستقلنا إلى المحكمة . وفى حوالي الثامنة امتلأت ساحة السجن الحربي برجال البوليس ضباطا وجنودا وكأنهم ذاهبون إلى ساحة القتال ، وجاءت عربة وصعدنا فيها وتكدس حولنا الحراس من ضباط وجنود وذهبنا إلى المحكمة وهناك أدخلونا القفص : كنا (43) ثلاثة وأربعين :
1 - سيد قطب إبراهيم .
2 - محمد يوسف هواش .
3 - عبد الفتاح عبده إسماعيل .
4 - أحمد عبد المجيد عبد السميع .
5 - صبري عرفة إبراهيم الكومي .
6 - مجدي عبد العزيز متولي .
7 - عبد المجيد يوسف عبد المجيد الشاذلي .
8 - عباس سعيد السيسي.
9 - مبارك عبد العظيم محمود عياد .
10 – فاروق أحمد على المنشاوى .
11- محمد إسماعيل يوسف .
12 - ممدوح درويش مصطفى الديري .
13 - محمد أحمد محمد عبد الرحمن .
14 – جلال الدين بكرى ديساوي .
15 - محمد عبد المعطى إبراهيم الجزار .
16 - محمد المأمون يحيى زكريا .
17 - أحمد عبد الحليم السروجي .
18 - صلاح محمد محمد خليفة .
19 – السيد سعد الدين السيد شريف .
20 - محمد عبد المعطى عبد الرحيم .
21 – إمام عبد اللطيف عبد الفتاح غيث .
22- عبد العزيز العرفي سلام .
23 - فؤاد حسن على متولي .
24 - محمد أحمد البحيري .
25 - حمدي حسن صالح .
26 - مصطفى عبد العزيز الخضيري .
27 - السيد نزيلي محمد عويضة .
28 - مرسى مصطفى مرسى .
29 - محمد بديع عبد المجيد محمد سامي .
30 - محمد عبد المنعم شاهين .
31 - محمود أحمد فخري .
32 - محمود عزت إبراهيم .
33- صلاح محمد عبد الحق .
34 - حلمي محمد صادق حتحوت .
35 - إلهام يحيى عبد المجيد بدوي .
36 - عبد المنعم عبد الرءوف يوسف عرفات .
37 - محمد عبد الفتاح رزق شريف .
38 - زينب الغزالي الجبيلي .
39 - حميدة قطب إبراهيم .
40 - محيى الدين هلال .
41 – عشماوي سليمان .
42 - مصطفى العالم .
وليعلم القارئ أن المكمل للعدد هو "على عشماوي" الذي اعتبر شاهد ملك ببيعه دينه بحياة ذليلة .
فلما دخلنا القفص وحضر من يسمونهم القضاة، نادى الدجوي أسماءنا واحدا واحدا سائلا كلا منا : هل لك اعتراض على المحكمة؟ .
ويجيب الأخ : ليس لي اعتراض على الأشخاص ، ولكنى أعترض على القانون الذي نحاكم به لأنه قانون جاهلي، ونحن لا نحتكم إلا لشرع الله .
ولما فرغ من سؤالنا جميعا، قال : قررت المحكمة أن تحاكم زينب الغزالي وحميدة قطب محاكمة خاصة فأخرجونا من القفص ، ثم أشرنا إلى بعض أهالينا الموجودين بالقاعة بالتحية، ثم أدخلونا حجرة أغلقوها علينا حتى انتهت الجلسة فأخرجونا إلى العربة ومنها إلى السجن الحربي . كان ذلك يوم 10/4/1966 ومكثنا في الزنزنات حتى يوم 17/5/1966 . لتعاد مسرحية المحكمة . كما سبق أن ذكرت من أن تلك " المحاكمة " هى الفصل الأخير الذي يريدون عرضه أمام الشعب .
جيـــان
جيـــان
الباب السادس
محكمة !!


في يوم 17/ 5/ 1965 , أخذونا إلى المحكمة ، وأدخلونا القفص . هيئة المحكمة يتقدمها الفريق الدجوي منتفخ الأوداج ، وجلس أعضاء النيابة في مكان عن يمينه . تلي منصة النيابة منضدة عليها عدد من الصحفيين ، كانوا قد حضروا قبل هيئة المحكمة، وأخذوا يصوروننا . وكان معهم صحفي يدعى عبد العظيم ؟ طالما جاء ليلتقط بعض الصور لنشاط المركز العام للسيدات المسلمات فقلت له : يا عبد العظيم احتفظ بهذه الصور لعلنا نحتاجها يوما ما، ولعله أن يكون قريباً . قال : حاضر. وكانت هذه شجاعة منه ولكنه ارتعش واصفر وجهه وتغير لونه وهو يجيب .
وبعد دقائق لم أره في القاعة ، والتفت إلى الصحفيين أسألهم : ماذا تفعلون ؟ وابتدأ الدجوي المحاكمة بأن نادى اسمي فخرجت من القفص لأرد على أسئلته ، وكانت كل الأسئلة التي وجهها لا تمت بصلة لكلامي في التحقيق . فكنت أقول له : هذا الكلام لم أقله في التحقيق . .
وأكتفي هنا بسؤالين أجبته عنهما :
قال لي : إن حسن الهضيبي قال : إن الأربعة آلاف جنيه التي أعطيته إياها سرقتها من زوجك .
قلت : الأربعة آلاف جنيه اشتراكات وتبرعات من الإخوان المسلمين ؟ لحساب أسر المسجونين لإطعامهم وكسوتهم وتعليمهم . آلاف الأسر التي شردها جمال عبد الناصر بعد محاكمات 1954 وهو ما قلته في التحقيق .
فارتبك وارتعد وكأن عقربا لدغه وسأل : عندما كسرت رجلك كنت خائفة على هذا المبلغ فلماذا؟! ولما جاءك عبد الفتاح إسماعيل في المستشفى أرسلته ليأخذ المبلغ من الخزنة في منزلك ويسلمه للهضيبي فلماذا؟ قلت : لأنها أموال الدعوة الإسلامية، حق المسجونين المجاهدين الذين شردتم أسرهم وخفت عليها ولو مت سيأخذها الورثة وهى ليست ملكي، لكنها ملك الدعوة.
قال : هي ملك التنظيم حتى تشتروا بها سلاحا. والهضيبي قال إنه لا يعرف مصدر هذه الأموال ، إلا أنك أخذتها من زوجك .
وتدخلت النيابة وقال . سيد قطب يقول إنه قال لحميدة . بأن الضربة تكون شاملة وعلى أوسع مدى .
أجبت : هذا لم يحدث . قال وكيل النيابة : وهل يكذب سيد قطب ؟ قلت : حاشا لله أن يكذب .
فانفتح وكيل النيابة كالمجرور القذر، وأخذتني الدهشة فلم اكن أتوقع أن أسمع هذه الألفاظ القذرة من النيابة في قاعة المحكمة . وهكذا استطاع الطاغوت أن يقضى على الكرامة والأخلاق في مصر؟!
انتهى الدجوي من سؤالي ومناقشتي فعدت إلى القفص ، وخرجت حميدة لتجيب على أسئلته . ولما فرغت من الأجوبة وعادت إلى القفص . ابتدأت مرافعة النيابة ولست أدرى إذا كان يجوز أن أسميها مرافعة . فقد هبطت فيها النيابة إلى درك أسفل من انحطاط اللفظ وقبحه ، وشنيع ما نطقت به من عبارات القذف في الأعراض والسباب للأبرياء . وكانت ظلمة تخيم على وجه المتكلم باسم النيابة وتمتد لتطمس المحكمة كلها. . وضاق صدري بالباطل المجسم في النيابة والمحكمة، فرفعت يدي أطلب الكلمة . فظن الدجوي المدعى أنه قاض ، وأني سأعتذر خوفا من باطلهم وتهديدهم وما طلبته النيابة من إعدامي لأن الأشغال الشاقة المؤبدة لا تكافئ جريمتي . . ونظر الدجوي نحوي والجهل يغطى وجهه وقال : تكلمي .
وقفت وقلت : "بسم الله الرحمن الرحيم . . نحن أمناء أمة وورثة كتاب وحماة شريعة، ولنا في رسول الله أسوة حسنة . وإننا لثابتون على الطريق حتى نرفع راية لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، وحتى تلتزم بها الأمة . وحسبنا الله ونعم الوكيل فيما افترى الظالمون . وأشرت إلى النيابة والمحكمة معا وأنا أردد : حسبنا الله ونعم الوكيل في هذا الباطل والبهتان والإثم المبين " . وأخذت الدجوي نوبة هستيرية فصار يصرخ : "أسكتي أسكتي هي بتقول إيه ؟ يعنى إيه (أسوة). إيه معناها الكلمة دي؟! ويكرر هذا . . وهنا ضجت القاعة بالضحك على ذلك الذي حكموا عليه أن يكون قاضيا وهو لا يفهم معنى كلمة "أسوة" وهكذا كان عبد الناصر ينتقي رجاله ! ! وهل يكون أعوانه الخاسرون إلا خاسرين ؟! !
جلست وأنا أقول : ما الجهل إلا مفسدة ولكل سوء مجلبة . ليشهد التاريخ على من يحاكموننا ويحكموننا. . وانتهت الجلسة وعدنا إلى السجن وعاد كل منا إلى زنزانته بعد أن حاسبوني على ما قلت في المحكمة.
جيـــان
جيـــان
الباب السادس
أجهل من الجاهلية . .

واعتقدت أنه بمحاكمتي انتهت المتاعب بالنسبة لي، ولكنى فوجئت بأنهم يستدعونني للتحقيق مرة أخرى في المكاتب ، ويسألونني عن أشخاص ، فإذا أجبت بأني لا أعرفهم بدءوا معي التعذيب من جديد والوقوف ووجهي للحائط . وهكذا استمر التعذيب رغم انتهاء المحاكمة، فهل وقع هذا من محاكم التفتيش أو أي محاكم أخرى في التاريخ ؟ هل وقع في بداية الدعوة وفى ظلام جاهلية قريش ؟ اللهم لا ! ! والتاريخ يشهد .