مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
مســــــــــــــاء النور والسرورالسعادة والحياة الطيبة ...
مساء يفوح بعطر ايمان وزاخر بنور الرحمن .. في خير ليالي من عالم وخير دقائق ثمينه في كل اللحظات لأنها مشرقة بنور الله وفيوض النفحات الرحمانية من اله كريم عظيم جاد علينا بهذه الأيام الفاضلة وأنعم علينا فيها لنقوم بالطاعة على أكمل وأحسن مايريد منا في هذه الأيام

وهانحن نكمل مشوارنا مع كتاب الله الذي به من العبر والعظات والجماليات التي تفوق الوصف من انسياب قرآني يستلذ به القلب بتدبرها وحسن استيعابها وتأدية ما ينبغي من خلالها في واقع الحياة العملي لما فيه من منهج كامل شامل لما ينشده المسلم من شؤون دينه ودنياه ومعاشه ومعاده

ولما فيه من آيات تدل على عظمة هذا الدين ومنهجه ففيه من الأحوال التي يذكرها الله لنا فيمتدحهم أو يذمهم لكي نعرف الصفات المؤدية لرضاه والصفات المؤدية لغضبه ومقته

وسنكمل اليوم سورة البقرة الكريمة التي ابتدأناها في الأمس بتدبر الجزء الأول منها .. ونكمل اليوم الجزء الثاني ،، والثالث بعون منه سبحانه



في ما تبقى من سورة البقرة يذكر الله صفات لليهود وينبذها من عدم تبليغهم ما جاء في الكتب وكتمانهم له بالتالي استحقوا اللعن والطرد من رحمة الله وقد وحذر الله في آيات كثيره من سلوك طريقهم المعتمد على الكذب والافتراء والقول على الله بغير علم وكذلك بين الله الكثير من الأحكام المتعلقه بالنكاح والطلاق والصيام وأمور مهمه في حياة المرء المسلم حري به أن يتعلم ويعرف أحكامها بما يؤهله لأن يعيش حياة وفق مايريد الله ويرضاه من الصفات التي يتصف بها داخليا وخارجيا بالخوف من الله والخشيه مما قد يؤدي للعقوبه

وقد بين الله أيضا قصة بني اسرائيل الذين أخذوا العهد على القتال ثم تخلفوا عن الاتيان به من خلال تمردهم على ما أمر به من عدم شرب الماء فقل صبرهم عن طاعة الأمر فتولوا عن مجابهة العدو وتولى ذلك فتى أصبح نبيا بعد ذلك وهو داوود عليه السلام حيث قام بقتل زعيم الكفر وبين الله من خلال آيات القصة كيف أن الايمان إذا تعمق في القلب أصبح أقوى من كل قوة وأصبحت الجوارح قوية في أداء ما ينبغي أدائه فالقلب لإذا صلح صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله

كذلك من جماليات القصص ذكر الله قصة النمرود الذي تحدى الله وادعى أنه يستطيع الاتيان بأفعال الله فأقحمه سيدنا ابراهيم عليه السلام بالحجة والبرهان القاطع والتحدي بأن يقوم باشراق الشمس من المغرب ان كان يستطيع أن يفعل فبهت وانهزم ولم يستطع الرد ولكنه الضلال المعمي على القلب والمبعد عن رؤية الحق والعياذ بالله

واتبع الله هذه القصة بذكره قصة الذي مر على قرية وهي ميته من معالم البناء وبين المولى شدة المنظر بقوله : " خاوية على عروشها " كي يبين المدى الذي قد بلغته في تهدمها ودمارها وكيف أن الله جعلها آية تبين عظمة قدرته لان الذي مر بها قد أنكر أن الله يستطيع أن يحييها فأماته الله مئة عام ثم أقامه وسأله ان كان قد لبث في موته عدة سنين فأنكر واعتقد ببداهة أنه لم يلبث سوى يوم أو بعض يوم فأخبره الله أنه قد أماته مئة عام ثم أقامه وطعامه كما هو وشرابه كما هو ليبين عظمته في الاحياء وقدرته التي لا يعجزها أمر .. وكذلك ليبث الأمل في نفس كل من تحطمت آماله وحياته وقد فقد الأمل في احيائها من جديد بأن الله قادر على أن يحيي كل أمر وكل حلم وكل من رأى أنه قد ماتت أحلامه وسط ركام الحياة فالله بقدره يستطيع الاحياء بعد الاماته والنهوض بعد الغفله والضياع والايمان اليقيني بذلك يبعث في النفس الطمأنينة لمن هو مالك لكل أمور الحياة فيحيي ما مات في الضمائر وما تقادم من الاعتقادات وما خرب وفسد بتدمير البشر بقدرة الهيه حينما يأذن ويريد

وننوه هنا إلى البلاغة المعنوية في صفحة جمعت بين صنفين من الناس متناقضين فذكر الله أن هناك من يعجبك قوله ولفظه ويعطيك من حلاوة لسانه ما يزيف داخله الرديء وما يوحي بخلافه ولكنه في الحقيقة مفسد وشديد الخصام لدينه وهو صنف من المنافقين الذين يظهرون جانب من التلطف والخير لاهل الايمان لينالوا حظا من الدنيا او استمالة للقلوب ولكنهم ينفضحون في سرائرهم حينما يتولون ويسعون للفساد والافساد في أرض الله وهذه خبث أشد من خبث الكافر البين خبثه وكفره لأنه بذلك يخدع الناس بما يريهم منه وما يستدرجهم به نحو الفساد دون أن يشعروا أو يفهموا فظاعة داخله المسيء للدين وللناس بفساد اعتقاده وبطلان عمله ،،
ويقابله من يجاهد نفسه وهواه ابتغاء لرضا الله والدار الآخره ،، وبين الله عظمته بأنه يشتري نفسه بمعنى أنه قد يقدم كل ما يملك حتى لو كان على حساب نفسه مقابل أن يرضي الله وينصره ويعلي كلمته وراية دينه في أرضه ،، وتأتي بعدها الآية التي توصل المرء لهذه المكانه العالية من ابتغاء رضا الله والسعي له بأن يقوم المرء بكل التعاليم الاسلاميه وينتبه ويحذر من ايقاع الشيطان له ووسوسته التي قد تودي به في دركات المعاصي والذنوب ثم لا يجد مخرجا منها ولا طريق ينقذه من غيه واتباعه طريق الشيطان .. وقد أعقب الله هذه الآيات بوجوب شكر النعم والحمد لله على دقها وجلها لئلا تزول وليباركك الله فيها بتحذيره من عمل بني اسرائيل الذين جحدوا هذه النعم وبدلوا آيات الله التي بينها لهم لكي يؤمنوا بما يعارضوا به دين الله وبما يبررون به كفرهم وجحودهم فيعاقبهم الله بزوالها ،،
ثم ذكر مولانا جل وعلا أحوال المؤمنين في الابتلاء الذي يصيب من يلج دائرة الايمان بأن يبتليه الله بالضر والشدة ليرى مدى ثباته وعدم يأسه أو قنوطه واستسلامه لهذا البلاء وكفره بما ينبغي أن يثبت ويصمد في مواجهته سواء كان عداء أو محاربة للدين أو كان تنغيصا وكدرا وتضييقا في الرزق أو كان شدة نفسيه أو حياتيه يبتليه الله بها ليرى كيف عمله فيها فاما أن يرتفع بها درجات ويرى أن هذا الباء نعمه له ليرتقي في مراقي ودرجات الايمان والتقوى وينال بعده الجزاء الوافي والتعوي الالهي أو ينكد ويضيق ويضجر من هذا الابتلاء فيقع في الذنب والمعصية ويودي بنفسه في المهالك بقلة صبره وايمانه فلا ينال النصر ولا الجزاء الحسن بل يبقى حاله على هذا البلاء فلا يرفع عنه ولا ينال عليه أجرا

وهنا نستطيع أن نبين هذه النقطةة بشيء من التفصيل لأنها تشكل على الكثير فهمها ،، فطبيعة الحياة الابتلاء في الخيرر والشر والمرء المؤمن مبتلى في دينه ليرى مدى ثباته وصلابته وليعلم الله منه الصدق ثم يرفع مكانته ويصطفيه ويختاره ليكون مهلا للقيادة والدعوه والتأثير لكن بعد فتره يم*** الله فيها وغالبا نجد من يبدأ بالالتزام والتدين يواجه عقبات تحول بينه وبين اتمام مابدا به وهنا ياتي دور الشعور بالابتلاء والتمحيص الذي قد ينتصر بعدها أو يهزم وهذه سنة الدين منذ أن وجد على الأرض

والشعور بالصبر من أجل الله ودينه يهون الكثير لأن هذا الصبر محفوف بالنصر أما الصبر من أجل شهوات والاستسلام عند أدنى اذى ينالك في سبيل دينك هو الضعف والانهزام المكلل بالذله والمهانه على المدى وهكذا في كل الأمور ،، ولابد أن نغير منهجية تفكيرنا في البلاء لنفكر أن الابتلاء نعمه يعقبها الفرج والنصر والعوض الالهي الجميل وهنا سنجد فعلا ثمرة لهذه الابتلاءات في دنيانا أما شعورنا بأن كل ما يعبر علينا لاصله له بالله ولا بابتلائه الذي قد يمحصنا به فلن نجد ايمانا راسخا عميقا يقوينا تجاه مايواجهنا بالتالي لن نجدتعويات الهيه مما قد يصيبنا لأننا لم نفوض ذلك لله وابتغينا به نصره وفرجه

والارتباط بالله بهذه الطريقة يفتح لك أبواب عديدة من الخير والنور الذي يتسلل إلى حياتك لأنك قد ربطت شؤون حياتك المختلفه بربك واعتقدت يقينا بتعويضه لكك

أما آيات الجزء الثالث فهي متنوعة بالأخذ بمواضيع عديدة وتناولت موضوع الربا والبيع والدين بالتفصيل وكذلك بينت العديد من الأمور في مجال الأخلاق فأمر الله بالانفاق وآدابه من خلال عدم اتباع الصدقة بالمن والأذى وكذلك عدم اتيان الناس مالا ترضاه لنفسك فتنتقي الخبيث من الصدقة وتخرجه لمن يحتاج من الفقراء وهذه أخلاق عاليه لابد أن يتحلى بها المسلم لتحظى صدقته بالقبول من الله وعدم الوقوع فيما ينقص أجرها ومثوبتها ووقعها في النفس لأن الصدقة تكاتف اجتماعي ومؤازره على الخير والعطاء وبفقدها هذه الروح لن تؤتي ثمارها المرجوه من تأثير على الفقراء بعدم اشعارهم بالدونية والاستعاف من خلال التخلق بالفضائل التي حثت عليها الآيات في هذا الجزء ,, كذلك ذكرت آيات الجزء أعظم آية في كتاب الله وهي آية الكرسي وتضمنت نهاية السورة الآيتان التي تقرأ معهاا حين قرائتها صباحا ومساء لكي يكتمل مفعولها بالحفظ

هذه باختصار ما احتوته سورة البقرة وسنتبع بالفوائد التي نستفيدها في تطبيقها في واقع حياتنا العملي لنحظى بالعلم القرآني التطبيقي وننال خير الدنيا والآخره ..
مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك على وجعل الله ما خطته أناملك في موازين حسناتك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك على وجعل الله ما خطته أناملك في موازين حسناتك
اللهم آميـــــــــــــن وبورك في وجودك وقرائتك حبيبتي

سعدت بتعقيبك دمتي بود وسعادة ..
مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
ما نستفيده من آيات الجزء الثاني والثالث من سورة البقره ..
- وجوب اتباع احكام الله في نواحي الحياة المختله وعدم تحكيم الهوى أو العقل فالله هو الاعلم بالمنفعه والمصلحة لنا التي سنراها في حكمته في شرعه لأحكام الدين المتعدده في كل الأمور فهو الحكيم الخبير الذي يضع الأمور في مواضضعها وفق ما تقتضيه مصلحة العباد فلا أحد له الحق في التعدي على حدوده المشروعه في القرآن ولا لأحد أحقية وع أحكام تتعارض مع هديه ووحيه ..
- من خير ما يسلي المرء من قصص فيها عبر ودلالات مختلفة ومعاني جميلة للحياة قصص كتاب الله فقراءة القصص فيه تستفيد منها الحذر من أن تقع في صنيع من عصى وتمرد أو تاخذ العبرة وافائدة ممن امتدح الله واتبع منهجه وتأخذ منه الأسلوب والطريقة التي تتبعها في حياتك من خلال السلوكيات المذكورة في هذه القصص التي توحي بالاعتبار والانتهاج أو الابتعاد والتوخي حسب ما تقتضيه محتوى القصة ومن سياقها .. وكل القصص ممتعه وسلسلة وفيها جانب واقعي كثير وقريب من حياة وطبائع الناس على مختلف العصور والأجناس لذلك تجد في القصص موسوعه فكرية تستطيع أن تستنتج منها قيم وقواعد حياتيه وافكار عديدة تنبع من سياق فكري حقيقي وسلس يتوافق مع الطبيعه الحياتيه للناس ومعاشهم ..


8 كن دائما مع الفئة المؤمنه وابتعد تماما عن كل مايشوب ايمانك من نقائص أو عيوب عصيانيه لاتمت للدين بصله مما يشوب اسلامك ،، فاغفال جانب عبادي أو تقصيرك في حق الله أو انتهاك حرمه من حرماته يوقعك في نقص ايماني فالدين برغم يسره إلا أن الالتزام به ينبغي أن يؤخذ بجدية بالغه لكي يشمل الايمان الصادق المتيقن والا كان هناك خلل ينم عن نفاق أو شرك قد يخفى عليك فراقب تصرفاتك وافكارك وسلوكياتك نحو مايرضي الله وينأى بك عن العصيان كما أمر الله : " يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافه "
* التفاضل بين الناس حقيقة وورود تفضيل الله لهم في الدنيا بحسب العلم وحسب المكانه التي يحتلونها عند الله بحمل رسالته وتبليغها ،، وكل موكل بذلك مادام على صلة بربه فهو مأمور بأن يتعبده بأن يكون داعيا للحق الذي أنزل به والذي بينه وفصله في كتابه وسنة نبيه ولا غرو أن تجد لهؤلاء رفعه حقيقية في الدنيا والآخره كما ورثوا مهمة الأنبياء في الدعوة إلى الخير والفلاح والنجاح في الدنيا والآخره باتباع خير منهج وطريق أنزله رب البريات رحمة ورأفة بهم وبحالهم الذي يحتاج للهداية الالهيه في كل الأمور الحياتيه .. ومن لم يقتدي بأنبيائه فليتبع منهجهم وليسلك سبلهم فهم العالمون العارفون بربهم المخلصون لدينه غير الآبهين بما قد يعتري العاديين من الناس من اتباع للشهوات والأباطيل لأنهم اتخذوا من جادة الحق والطريق سلوكا ومنهجا لايحيدون عنه

& القدرة الالهية على كل الأمور التي قد تعجز عنها يقين ينعش روحك الميته من تعب اليأس ونك القنوط خاصة إن أحسست بدمار أو بضياع لحقك ،، كن على ثقة برحمة الله بك وقدرته على احياء ما أماتته الحياة في ذاتك واقامة صروح من الخير والفلاح في معاشك فقط بيقينك باحيائه واتباعك لما يحييك حقا من اتباع منهجه فذلك حري بأن تقتل مكامن اليأس والموت الداخلي بنور الهي يتسلل لروحك بيقين جازم بأنه قادر على الاحياء كما أحيى من أماته مئة عام ووجد حياته كماهي فقط لندرك عظمة الاحياء الذي ينبغي أن نرجوه منه في تحقيق مطالبنا وابتهاجنا المرجو في دنيانا ومعادنا ..
* اهتمامك وحرصك الديني ينبغي أن يغلف بطابع اتباع مايري الله وإلا لن يكن لدينك طعم حقيقي في ذاتك تحقق من خلاله الجهاد من أجل الله في هذه الحياة الدنيا ولتفدي نفسك لدينه حينها يكون لقيمتك الدينيه معنى يثبت وجودك في هذه الحياة من خلال أفعال فيها صله حقيقية ببارئ هذه النفس التي ينبغي أن لا تكون إلا له وحده فنبرمج حياتنا وأنفسنا وفق ما يرضيه في كل الشون فنحني راحة البآال والمآال لأن من اتبع رضوان الله باء بالخير ومن اتبع مايسخطه باء بالغضب والسخط المهلك له ولك الخيار في اتباع أي من الطريقين ,,
*تحديد صفات أهل النفاق والكفر واليهود من خلال تلاوتك المتدبره لآيات السورة الكريمة يعينك على أن تنأى بنفسك عن الوقوع فيها لأن الله ذمها في هذه السورة في عدة آيات بينت مدى مكرهم وخداعهم لأنفسهم وذواتهم ومدى السوء المضمر وراء أعمالهم مهما بدى فيها من حسن وذلك أدعى بكل ذي عقل أن يحيد عن كل ماقد يوقع في مثل صفاتهم أو ردائتهم الفكرية أو العمليه والعياذ بالله

* جاء ذكر التقوى في هذه السورة في عدة مواضع لتبين لمدى الذي يبلغه المرء من خير حين تحقيقه لهذا المبدا العظيم وذكرت وسائل عديدة لتحقيقه بحيث بدأت بالتأمل في خلقه للاقناع بأن الله بعظمة خلقه يستحق الخشية والخوف والاجلال له وحده والخوف من عقابه ثم بين ذلك من آيات الصيام ففي الصوم يتجلى التقوى وان أدى الصوم بحقيقة يقينيه كان خير مايعين الفرد على تحقيق معنى التقوى في ذاته وقلبه فيحظى بالولاية الالهية والتوفيق نحو الطاعات والبعد عن المعاصي وذكره في نهاية السورة بعد آيات الربا :" واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " وهي آخــــــــــــــــــــــــــر مانزل من كتاب الله وفي ذلك تجلي خاص واهتمام بهذه الخصيله الرفيعة التي لن ينالها سوى من اتبع الحدود المذكرة في هذه السورة وغيرها خاصة في الأمور التي قد تشكل على النفس وتدخل فيها عواطف مؤثره في التعاطي والقرارات تجاهها كالطلاق والبيع والربا والدين فهنا يتح المتقي من سواه لأن من اتبع الحق وتحلى بالخوف الحقيقي لن يتبع حكما غير ما ذكر في هذه الأمور الشائكة التي يصعب على النفس القاء فيها دون الاحتكام لمشرع المنهج المتوافق مع الفطرة السليمة المستقيمة ..
* احتواء السورة على أعظم آية في كتاب الله وتنوع موايعها يوحي بأنها الفاتحه لمواضيع سور القرآن ففيها العديد من التفصيلات والأحكام للأمور الكثيرة وقد نجد ربطا بين أي سورة ومعاني سورة البقرة التي افتتحت بها السور واحتوت على كل ما تمنه القرآن العظيم ..
& كتمان العلم من أعظم الذنوب المورثة للعقاب الأليم وللعن والطرد من رحمة الله لذلك يقتضي على أهل العلم تبليغ الدين والقيام بأمره والاهتمام بعدم كتمان الحق فضلا عن مجابهة الباطل لكي يورث العلم ويبقى الحق قائما إلى قيام الساعه كذلك التفنن في اظهار هذا الدين وعظيم خصاله والابداع في الدعوة اليه من أشد الأمور التي نحتاج انتهاجها في عالم ماج فيه الحق واع بين ألوان من الباطل والمنكرات التي استفحلت لتخلي أهل الحق عن تبليغ دين الله ومنهجه القويم وذلك سلوك بني اسرائيل الذي استحقوا به المهانه والذلة وذلك مانجده في أحوال الأمة من عفها وتوانيها عن أن تكون في صدارة الأمم والعلاج يبدأ بتبليغ الحق والقيام به من قبل أهل العلم واتباع أهل العلم لمنهج الدعوة والتأثير في الناس لا الانعزال والانكفاء الذي يستحقون به اللعن وحينما نبدأ بخطو خطوات نحو تبيان الحق وتوجيه الناس اليه خاصة إن كانت الوسائل المتبعه متوافقه مع ما يرغبه الناس ويحبونه حينها سنجد الأثر والسلوك الرشيد والحق المنتصر في حياتنا وحياة المسلمين الذي تعبنا من تضييعنا له وجنينا الخزي والعار لنا كمسلمين لم نحمل من الدين سوى اسمه ..
* الثبات على دين الله يحتاج لمصابره واقامة للصلاة واتباع فكر ديني ينبع من معين صافي ينهل منه المرء على الدوام وخير المناهل القرآن وخير المناهج وجهة الله ..
* ذكر الله في عدة مواضع سيدنا ابراهيم وأن تمعنا في القايا التي عالجتها السورة سنجد أنها تدور حول التوحيد لله واخلاص العبادة له من خلال كل الموايع التي ذكرت فيها بالتالي كان كر سيدنا ابراهيم أبو الأنبياء الذي اتصف بالتوحيد الخالص النقي لربه رغم كل ما واجهه مناسب لما أرادت السورة تبيانه وايضاحه من معاني توحيدية تنم عن قلوب مخلصة في وجهتها واتباعها ..
* ذكر اليهود والنصارى وأساليبهم في هذه السورة له مغزى عميق بأن هؤلاء هم أكثر من قد يلبسون علينا اخلاصنا وتوحيدنا لأنهم من أهل الكتب السماوية ولكنهم خالفوا ما جاء فيها وكأن الله يريد أن يوح لنا مدى قبحهم بانتهاجهم غير ما أمروا به ومعاندتهم لكي ننتبه في عباداتنا واتباعنا لديننا من أن نسلك وننتهج هذا الردى فنخسر عقيدتنا التي رسختها تعاليم قرآننا خاصه في هذه السورة التي افتتحت به ..
* أكثر صفة تميز اليهود الخبث والدناءة النفسيه التي تؤدي للكفر والجحود والعصيان والتجرؤ على حدود الله ومعاداة أهل الايمان والتجرؤ في معاداة الله في دينه ،، وأكثر صفة تميز أهل الايمان الصبر وحب الله المؤدي للاخلاص والوحدانيه واتباع مرضاته والبعد عما يسخطه ووالعبودية الحق باتباع احكامه وشرائعه وتقواه وخشيته في السر والعلن

* سيتجلى الحق وينبلج مهما بلغت حجج أهل الباطل ودناءاتهم ولكن على أهل الايمان الاصطباغ بصبغة الله وما يحبه ويرضاه والبعد عما يغضبه حينها ستقوى الحجة ويندحر الباطل المموج بالتسلط والتجبر المنبوذين لكل من يهوى الحق وكان سلاحه د المبطلين الزائفين أصحاب الابتداع والهوى المنحرفين عن جادة الطريق القويم المنير ..

* عملك لدين الله ينبغي أن يكون مثمرا خيرا ونماءا ويحتاج منك لصبر عظيم عما قد يشوب جهادك في سبيله فبني اسرائيل بمخالفتهم أمر الله بعدم شرب الماء نالوا الخسة والوضاعه ولم يلحقوا بمن نالوا شرف الجهاد والنصر على العدو بلحظة عابرة اتبعوا فيها شهوتهم فالأمر يحتاج لدقة بالغة من عدم اتباع اشهوات الخفيه من شرك أو رياء أو مداهنه أو انجراف وراء هوى النفس الذي يحرم المرء شرف المجاهدة في سبيل اعلاء دينه فينال الخير والتمكين والنصر في دنياه والفرح بفلاحه في آخرته ،،

* الدعاء شرف المؤمن وسلاحه وتم ذكره في هذه السورة لأنه تتعمق فيه معاني الوحدانيه التي دارت موضيع السورة حولها وحول تعميقها فكان حري أن يذكر هذه العبادة الجليلة التي تتجلى للمرء فيها كل معاني التوحيد والاخلاص الحق النابع من يقين وايمان صادق بمعاني عظيمة للدين والحياة الايمانية الحقة

* ابتعد عن كل من وجدت فيه صفة نفاق في سلوكه أو تعامله أو تفكيره أو دينه لأن ذلك خائن لدينه وأمانته وعره فقد سلم نفسه وهواها للشيطان وهذا أخطر وأشد فتكا بالدين وأهله من الأعداء المعاينين للاسلام بوضوح فهؤلاء تستطيع مجابهة كفرهم البين بقوة الحجة وعمق الايمان أما النفاق فهو ينخر في عد الأمة ويفتك بها ويصعب التعامل معهم جدا خاصة ان كثروا وقويت شوكتهم فيصعب انتشالهم من المجتمع فعندما يواجهون بالرفض والنبذ والكراهية لتصرفاتهم المنافقه وسلوكياتهم المظلمة بالتمرد والمراوغه الجريئه على الدين وأهله سيسهل هزيمتهم وتأثيرهم في المجتمع فلا عن أن تنأى بنفسك من الولوج في دهاليز ظلمتهم وكفرهم البواح بتصرفاتهم وسلوكياتهم المهلكة للمجتمع ولأنفسهم .. فالجهاد ضدهم والتمسك والثبات على الحق ،، لابد منه في زمن كثر فيه أمثالهم ،،
مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
.. سلام من الرحمن عليكم متابعات هذا المنتدى الكريم أسعد الله قلوبكم بكل خير في هذا اليوم الميمون من ايام هذا الشهر الفضيل

وهاهي الساعات والليالي تنطوي سراعا وتمضي بلا عودة سوى ان أحيانا المولى عاما جديدا بلغنا فيه شهر التوبه والعتق من النيران

وكما وعدناكم في هذه المحطة التي نوينا ان نستزيد وننهل من معين كتاب الله ونلج في عالم من المعاني العظيمة والفوائد الجليلة التي سنجد أثرها إن استمتعنا بتلاوة القرآن حق المتعه وحرصنا جادين على فهم وتدبر ما جاء فيه من العبر التي أفاض الله بها على من يرجو نيل ذلك من تلاوته أما من اختار أن يحصل حسنات أو يرائي بتلاوته ويرجو مدحا ونظرة احسان له فقط دون أن يتخذ منه زادا في هذه الحياة الدنيا يستزيد من فيوضاته ومن جميل مقاصده ما يرتقي به ويكون به من الناجحين الناجين الفائزين بخير الدنيا والآخرة وهذا ما نبتغي تحصيله من خلال هذه الصفحات في المنتدى التي أردنا أن نخطها بشكل يومي لنكون معا نحو فهم أعمق وأجمل وتدبر حسن لآيات هي منهج ونبراس لمن أراد اقتباس الهدي وابتغى تحصيل النفع

ورحلتنا اليوم ستكون مع ثاني سورة من كتاب الله وهي سورة تعبق بالمعاني الرائعة والجلالة الفكرية التي تحملها طيات الآيات في سياق لفظي سلس ويسير الفهم وقيم فاضلةتعمقها من خلال انسياب جميل للآيات يجعل المرء يتفكر ويتدبر مهما تاه في وعيه عن أن ينتبه لتلك الجلائل التي ذكرت في هذه السورة

سورتنا اليوم ؛ (( سورة آل عمــــران )) وهي احدى الزهراوين التي قال النبي عنهما : "من حفظ الزهراوين ( البقرة وآل عمران ) جائتا يوم القيامة كأنهما غمامتان تظللانه "
وان التالي لهذه السورة المتقن لما يدركه من معانيها ليحدث لديه فرقا وفي ذاته انقلابا نحو تحقيق ماا جاء فيها لأن الأسلوب القرآني المبسط والجميل في تعاطيها للآيات يملك القلب نحو الاتباع والتسليم لأن السياق فكري ومقنع أكثر من أن يكون فرضا أو سياق قصصي لاتجد له عبرة سوى في نهايتها ،، فكل آية في هذه السورة أبدع المولى في صياغتها وفكرتها وأجاد في سلاسة اللفظ فسبحانه جل جلاله

وافتتحت هذه السورة بالحروف المقطعه التي لا يعلم معناها سوى الله ثم بدأت بسياق لتوحيد الله من خلال التذكير والاتيان بأعظم ما يذكر المرء ويفيقه من غفلته وهو خلقه في الرحم والاعجاز فيه بتصوير الله لبني البشر كما شاء وباختلافات دقيقة يعجز المرء عن أن يدرك مدى عظمة الله في خلقه وتنوعه ودقته البالغة .. كذلك من أوثق مايعمق الايمان في المرء ايماننه بأن الله هو الخالق المصور

فذلك يربطه بخالقه بصورة عجيبه فهو من خلقك وأنعم عليك وتفضل بايجادك فكيف تجحد دينه أو تقع في ما يغضبه من المسالك التي لا تنم عن شكرك لنعمة ايجاده
مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
في سورتنا العظيمة سورة آل عمران ،، تناول المولى عدة مواضيع مختلفة للسورة وضحت الكثير من التشريعات الدينية والتعاملات الأخلاقية والقواعد الأصولية التي يبني المسلم عليها حياته في واقعه ومآله كذلك تناولت قضايا كونية تأملية ليبقى الفرد على وتيرة الاقناع العقلي والفكري بنفس الوقت فيجد أن الآيات قد لامست نفسه وبدأت في التأثير على قلبه ليجد منافذ النور قد تسللت إليه وببدأت تشع خيرا وعطاء ورغبه نحو الالتزام بالمعاني التي ذكرت في آيات هذه السورة
ودعونا نبحر ونستفيض في التبيان ،،
ذكر المولى أن الكافرين قد خسروا آخرتهم بدنياهم فقد آثروا أن تكون أموالهم وأولادهم أهم من أن يسخروها في العبادة وذلك لأنهم قد تعلقوا بها للحد الذي أشغلهم عن طاعة ربهم وقد اختاروا هذا الطريق عن قصد وتعمد فبذلك لن تفيدهم هذه الأمواال والأولاد مهما كثرت لأنها صرفتهم عن المهمة التي خلقوا من أجلها في هذه الحياة وتوعدهم بالعذاب
وذكر الله أقواما من هؤلاء وبين مدى فداحة خسارتهم وسوءهم بهذا الطريق والمنهج بأن النار تتوعدهم بالعذاب الأليم الذي يستحقونه عن جزاء جراء كفرهم وعنادهم
وقد ذكر المولى أنه مؤيد لكل مؤمن بالنصر والتأييد حتى في خياله الذي قد يلهمه الله فيه بأمور تؤيده وتريه الحق وتريه مدى ضعف عدوه ومدى قوته في النصر والأخذ بما يحارب من أجله لأن الله معه وهذه من آيات الله المعجزة له وهناك الكثير من القصص التي ترينا كيف أيد الله وألهم أهل الايمان بالهامات عظيمة نصرتهم على أعدائهم برغم قلة العدد أحيانا وقلة العتاد في معارك كثيره خاها النبي وأصحابه وكان النصر والتأييد من الله هو الباعث على النصر والقوه الذاتيه التي تلهم المرء وتعينه وكل من تمسك بدينه واتبع منهج رضوانه سيجد ذلك التأييد والتسديد في معاشه وأموره المختلفة حتى في أفكاره التخيليله التي سيلهمه المولى فيها كل ما ينصره بها في أحواله المختلفة مع الأعداء الذذين قد يوجههم في دينه أو دنياه
والفاصل بين هذا التأييد للمؤمن وسواه هو حب الشهوات ،، فالمؤمن قد ارتقى بذاته عن أن تكون الشهوات مقيدة له وأن يكون عبدا خاضعا لها لأنه يريد رغبات أعظم ويرجو رضوان ربه فنأى بنفسه عن أن تسيطر عليه الشهوات المزيفة من حب لمتع الحياة الدنيا الدنيئة التي تدنس نفسه عن ان يسلك طريق الحق وتعميه عن رؤية النقاء الذي يلهمه الله من خلاله النصر والتأييد فقد زينت في قلبه زخارف باطله لأن السعادة الحقه والشهوات التي تقى بغرض أخروي كالتقوي على الطاعة والاخلاص للدين بأن يكون قيامك واستمتاعك بأمور الدنيا من أجل أهداف عظيمة تقى على يديك كالدعوة إلى الله والتقرب له بما يحب باتباع مرضاته في كل الأمور المناطة بك ذلك أدعى لأن تكون للشهوات التي تبذلها قيمة ومعنى تتحق في نفسك وترتقي بها بدل أن تكون ديدن وهدف تدور رحى حياتك من أجلها وتبقى مسلسلا بها فتعميك عن الطريق المؤدي للجنان ورضا الله الذي لايضاهيه أمر في الحسن والسعادة التي تجنيها من خلالها ولكن قليل من يتدبر ويفقه ..
ثم اعقب الله ذلك التحفيز بأن بين صفات هلاء المستحقين للتأييد منه والجزاء العظيم من نعيم الدنيا والخره بأنهم قد آثروا الطاعة والفلاح بصفاتهم الحسنه التي اتصفوا بها من صبر وقنوت وانفاق واستغفار بالأوقات الفاضله فهم على صله دائمة بربهم غير متوانين عن الاتيان بكل ما يقربهم منه ويدنيهم من رحمته وفضله وعطائه الجزيل بخير أعمالهم التي يؤدونها عن طواعيه وحب واستسلام له
وعظم الله ذاته بأن ذكر شهوده بأنه هو وملائكته وأصحاب العلم مقيمين بالقسط والعدل وهذا شرف عظيم ومكانه رفيعه لأهل العلم بربطهم بأن يكونوا في نسق لآية يذكرون جنبا إلى جنب مع الملائكة والله والشهود لهم بهذ الصفة التي لايستطيعها إلا الكرام والفضلاء فضلا عن أن الله وحده قادر على أادائهافهو المتفرد بكل صفات الكمال والجلال مما يحث المرء على طلب العلم والاستزادة منه وتطبيقه لينال هذه المكرمة الإلهيه والخيريه التي يمتدح بها (( ومن المعلوم أن المرء كلما اقترب من الله نال من صفات الله وبقدر عبوديتك لربك بأسمائه وصفاته بأن تقيمها في ذاتك وتعاملاتك بقدر ما تكون لك من صفاته نصيب فلكي يرحمك الله ارحم عباده ولكي يكرمك أكرمهم وهكذا ))
ثم استفاض المولى بأن بين المنهج المطلوب من العباد أن يؤدونه ويقومون به في دينهم وعدم الاتيان بما يخالف دين الإسلام في أحكامه وتشريعاته فهو المناط بتحقيقه في الحياة وهو المجازين عليه في الآخره فلا يدين فرد بسواه ويرجو رحمته ولا يحيد عن تشريعاته ويرجو ثوابه فذلك من الغبن!
وذكر الله صفات الكافرين بتشويه واستهزاء لهم بأنهم بقدر مايقومون به من محاربة للدين ومعاداة أصحاب الحق من العلماء والمتدينين ومن يصطفيهم الله لأداء رسالته من الأنبياء ومن سار على طريقهم بأن العذاب الأليم في الدنيا والآخره هو حليفهم واستحقاقهم ثم استدرك الله الآيات بذكره صفات لأهل الكتاب وشدة اعراضهم وتوليهم وذلك قد يكون ممن يقرأ القرآن ولا يعمل بمقتاه ولا يحتكم لآرائه وتشريعاته بل أنه قد يأتي من يدعوه ويبين له فيتبع خلاف ذلك وما ذلك إلا لتشرب القلوب بالكفر وعدم اليقين بالجزاء الأخروي المتعقب على ذلك فليس من مؤمن يخشى النار حق الخشية إلا وتجده قد لان لأوامر الله واستكانت نفسه لتطبيقها والقيام بها والبعد عما ينافيها
ثم جال الله عز وجل في جميل خلقه وأخذ بالعقول في فسحة لتأملات كونية جليلة ويعجز المرء عن التلذذ بجمالها من عظيم ما يجده في نفسه ،، من آيتي الليل والنهار وايلاج الله لكل منهما في بعض دون ان يعتري ذلك لخبطة أو مشقة وباعجاز باهر بأن يكون ذلك متعاقب ومختلف في البلدان بحسب مكانها من الشمس بدقة لا متناهية في التقدير والتوقيتات التي تفوق القدرات البشرية عن أن يستطيعوا ادارة الكون بهذه الطريقة مهما بلغت عظمتهم الفكرية ويكفي هذه الآية في اعجاز خلق الله عن أن يذعن المرء ويستسلم لخالق هذا الجمال والابداع في التجلي من خلال طلوع النهار اليومي وغروب شمسه واقبال الليل .. وقد بدأ الآية بالدعاء بأنه مالك الملك قبل ذكر آية الإيلاج للربط بين ملكه وأنه من مقتضياته هذا الاعجاز الكوني فلماذا يتعنتر البشر ويريدون ويدعون أنهم مسيطرون على العالم من ملوك زعموا لأنفسهم بأنهم على أحقية للملك وبدعاوي كاذبه مختلقة ومناهج غير منهج الدين أين هم من هذه التأملات اليومية التي تفتح للقلب آفاقا من العبودية الحقة والتسليم اليقيني المتبع باتباع تعاليم الإسلام .. والله بيده الخير يصيب به من يشاء سواء خير معنوي أو حسي من ايمان وعمل أو دنيا مزينه وكل له حرية القرار من الاستزادة من هذا الخير


كل هذه الآيات الباعثة على اليقين والتسليم لأجل أن يمهد الله القلب والنفس والعقل للاستجابه للقواعد المذكورة في آيات السورة
وبدأت بقاعدة الخوف والخشية منه سبحانه فمن تأمل كون الله وبديع وعظمة صنعه سيجد أنه من الصعب أن لا يوقن به ويخشاه حق الخشية مما يحول بينه وبين اتباع نهجه فهو عالم بالخفايا والسرائر والنوايا التي ان انطوت على الخير والصلاح صدر عن صاحبها كل فلاح وخير أما ان انطوت على غير ذلك فلا يتعجب من الانهزامات النفسيه والمعنوية التي سترديه في دركات من قلة التوفيق والخسارة
ثم ذكرت القاعدة الثانية والمنهاج الجميل للمسلم ومقياس مدى ايمانه بأن يكون في اتباعه لله ومحبته له متبعاا لهدي نبيه عليه الله وهذا تكريم لشرف النبي عليه السلام الذي نال شرف اتباع الحق ومايرضضي الله في كل أموره الحياتيه التي أنارت العالم بما قام به فخير الهدي لمن تاه في الطريق هو هدي نبيه عليه السلام
وبذلك سينال المرء محبة الله باتباع مايرضيه من هدي النبي عليه السلام وربط ذلك الاتيان بالأوامر بالكفر فمن لم يتبع هدي النبي نال كفرا بقدر ابتعاده عن نهجه
ثم ذكر الله عبادا له أخلصوا وكانوا متبعين ،، ومصطفين من الله بأن مكنهم من أن ينذروا أنفسسهم لربهم ليتحفز المرء لأن يتبع نهجهم الايماني فاتدحهم المولى وأبر بقصة أم مريم التي نذرت لنفسها مافي بطنها وكانت تنوي أن يكون من يأتي يخلص المسجد الأقصى من استيلاء اليهود له فلما جاءت مريم سلمت لله ،، وكان من صلب مريم من حقق هذه النيه وذلك يعلم المرء أن عليك النيه ولا تيأس ولاتدري بأي طريق يحقق الله أمنياتك فالصبر والتسليم أسلم وأضمن لك من الجزع والتسخط على قدر الله الذي هو أعلم بمصلحتك ومنفعتك
وذكر الله آيات عديده فيها قصة سيدنا زكريا وعيسى ومريم مما يبين عظمته في خلقه فرزق مريم من غير زوج من يكون نبيا ،، ورزق زكريا وامرأته عاقر بنبي اسمه يحيي
وكل ذلك اعجاز الهي حكيم وضضع الحكمة في اعجازه الاتيان بما يراه الناس مستحيلا وغير ممكنا ليبين مدى قدرته وعظمته في تحقيق ما يريد البشر وفق ما يرونه غير مقبولا أحيانا لديهم ليحقق بذلك اعجازات واندهاشات عقليه يسلمون بعدها لعدم ادراكهم مدى الحكمة المنطوية وراء كل ما يقضيه الله ويحكم به
ثم ذكر الله في سياق الآيات الحوار الذي دار بين سيدنا عيسى وبني اسرائيل ومناقشته ومجادلته لهم بالحسنى والاقناع فاتبعه الحواريون وعاداه الباقون
فأراد الله أن يطمنه بأنه قد أدى ما عليه وسيرفعه الله إليه ثم ينزله قبل يوم القيامة لي يعيد للناس العدل في آخر الزمان ،، وذلك رفعة له ولمن اتبعه لأن عيسى واجه عدة تهم فمنهم من اتخذه إله ومنهم من قال أنه ولد الله وحاشا لله وكل ذلك كانت اساءات متعمده لأنهم لايريدون اتباعه أو قدسوه ولم يقدسوا ماجاء به من الحق وكل ذلك من الضلال
ثم حاج الله الكافرين بحججهم التي يخلقونها من أجل النيل من الدين بأن أمرهم الله بن يحكموا عقولهم لا أهوائهم فان كانوا مؤمنين حقا وموحدين فاتفقوا على كلمة التوحيد من دون أن تتخذوا من أنفسكم وغيركم اندادا لله ،، وأنكر عليهم محاجتهم لله بغير علم وقولهم مالا يعقل في ابراهيم وما جاء به من الدين ..
فابراهيم هو امام الأنبياء الموحدين تجلى في نبوته الاخلاص خاصة عندما أحرقوه بالنار فدخل فيها وتحداهم وهذا قمة اليقين والتخليص لله ..
وهذا هو المراد تحقيقه في ذواتنا التي أوهنها الشرك والاعتماد على غير الله وعدم التوكل عليه حق التوكل والانقياد لما أمر به وجاء به كما ينبغي ويحب وذلك جعلنا ابعد ما نكون عن الاخلاص وينكشف أمر الاخلاص في المواقف الصعبه التي يتبين فيها مدى ايمان الفرد وتجلي قلبه لربه أو ضعفه واستسلامه عند أدنى مصيبه أو حادثه تنكسه عن الطريق المستقيم
ثم بين الله في آيات صفات أهل الكتاب الذين يراوغون في دينهم فيؤمنون ببعضه ويكفرون ببع أو يؤمنون في وقت ويحيدون عن ذلك في وقت آخر ويدعون الناس لذلك وهذا كله من ومنهم من ينقض العهد ولا تأمنه على مالديك وما تستأمنه عليه من مال أو غيره وكذلك يغيرون في معاني الكتب حسب مايريدون من أهوائم ونزواتهم ويفترون بأن ذلك من عند الله
والمتأمل لهذه الآيات ليجد من الصفات العديدة التي ينبغي تجنبها من قبل من آمن واتبع ما يرضي الله من الأخلاق واليمانيات التي تنم عن صدقه أو عدمه
ومن ذلك التواضع من قبل من أعطاه الله نبوه أو رفعه وجاه فلا ينبغي أن ينزوي بها عن أن يحكم شرع الله فضلا عن أن يستخدم ذلك أداه للعدوان والتألي على الله فيجعل من نفسه منصبا لمنصب لا يليق الا لله فيألهه الناس ويعظمونه فوق حقه الطبيعي كبشر
فكل نبي أو ملك إنما هو مقرب لله ومبين له ومن الضلاله أن يتخذ أحدهم النبي أو الملك ندا لله يساويه في عظمته أو محبته
ومن الأمور التي أخذ الله العهد بها على أهل الكتاب أن ينصروا النبي حتى أنبيائم لابد أن يوقروا النبي ويؤمنون به لأن له مكانه خاصه فهو خاتم النبيين وجاهد في الله حق جهاده ونسخ الشرائع بشرعه وهديه عليه أفضل الصلاة والتسليــم ،،
وذلك أمر للأنبياء فما بالنا بنحن الضعفاء الذين لا نملك نفعا أو ضرا أو حكمه ونريد بحكمنا ورأينا أن نعارض دين الله وشرعه ومنهاجه ,, فهم غير معصومين من الزلل ولكن مكانتهم تؤهلهم للخيريه والطاعه أما نحن فلا نفوسا تؤهل ولا أرواحا منقادة تعين على الاتباع فلماذا نحيد عن دين الله وهو المسلم له كل من خلقه حتى النمله في جحرها تسبح لربها ..!
وبين الله طريق الايمان بأنه لابد من الايمان بكل الأنبياء وما أنزل اليهم وأنه من عند الله ،، وأن من سلك طريق الكفر وحاد عن الايمان الحقيقي المتبع للخير والطاعه او المنتكس بعد ايمانه ويقينه وهو أشد كفرا فللا يرجو بعد ذلك من الله أن ينقذه من كفره أو يهديه فكيف يهدي الله من كفر بعد ايمانه وهنا مسأله عميقة ومخيفة جدا فالهداية عندما تساق لعبد وهي نعمه وافال من الله له ثم يجحدها بكفره ونكرانه أو انحرافه وبغيه على حدود الله كيف يرجو أن يعود لدائرة الايمان لأن الخذلان سيكون حليفه فالله يعطي الفرص للعبد واحده تلو الأخرى ويعطيه الاشعارات التي لابد عليه أن يصحو ويستفيق من غفلتها ويعيد بها حساباته لطريق الحق فان لم يفيق ويصحو وينجو بنفسه فسوف يضيع على نفسه هذه الهبات الالهيه وان وقع على العبد غضب الله كيف يرجو خيرا في حياه أو هداية بعدها فلينتبه المرء من دركات الشقاء وينأى بنفسه عن ان يسلك ولو منهجا واحدا فيه عصيان أو كفر أو جحود لنعم ربه ثم يضيع ايمانه وتقواه ويجد قلبه مشربا بالكفر فلا يجد له منفذ من نور ايماني أو طاعه لربه ،، لاحكام القلب على الكفر الذي اختاره بعد النور والهدايه
هذه مواضيع الجزء الثالث من سورة آل عمران وقد حاولت الاختصار ولكن لجمال الآيات الأخاذه بمعانيها الراقية لم أستطع سوى الاسهاب
وسنكمل الفوائد فيما بعد بإذن الله ،، شاكره جميل متابعتكم وترقيكم مع آيات القرآن ،، جعلكم المولى من العاملين به