مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
سورتنا اليوم سورة حملت لنا معاني جليلة من تعظيم الله ووحدانيته وتفضيل العقيدة السليمة على كل ما قد يشوبها من نقائص او دخائل تؤثر على جماليتك واتجاهك نحو خالقك واخلاصك له في هذه الحياة ،، وان المتأمل لآيات السورة ليجد فيها الكثير مما يعمق مفوم التوحيد ومفهوم الصلاح الداخلي من خلال تناول مواضيع تلامس الشغاف وتقنع العقل والقلب معا بالمؤدى الذي ينبغي أن يكون عليه المرء المسلم في عقيدته واخلاقه وسلامته العقليه نحو تدينه القلبي لله ..
وعمقت المفاهيم تلك بذكر قصص متنوعة من قص الأنبياء الذين تحلوا بالمنهجية الراسخه نحو الدعوه والخير الى كل ما يصلح العباد ويفلحهم في معاشهم من أمور يقينيه في العبودية لله والتسليم لأمره ..
انها سورة تضمنت احتواء الفكر والعقل والمنهج في التناول فلا يشعر قارئها بالملل أو الكدر ولا التسيب أو الضجر ،، لما فيها من السلاسة والانسيابيه في الاخذ بتلك المواضيع مجتمعه

انها سورة (( يونس )) ,,
بدأت السورة الكريمة بتأصيل المفهوم الأساسي من محاورها وهوالتوحيد ،، فيتعجب الله من انكار المشركين ومن انحرافهم عن الايمان والاعتقاد بالنبوة التي هي منبع الرسالات السماويةوبها يستقر العباد نحو التوحيد والايمان فكيف يتعجبون مما هو يثبت لديهم كل ما يؤيد العقل السليم والفطرة السوية مما يدعو اليه هؤلاء الانبياء نحو التوحيد الخالص وكيف ينحرفون عن اليقين بأن ما يأتون به انما هو من عند الله ولاغرو فالله لم يترك العباد وحاشاه أن لايكون له حجة داحضة تثبت أنه قد أرسل الرسل وأنزل الكتب لكن الانسان عندما يتصف بالجحود والنكران فلا يترسخ لديه كل ما يعينه على الانتماء للحق ولا العيش في ظله أو اتباعه ..
ثم يعقب الله بذكر الآيات الدالة على عظمته وفوقيته وعلمه بكل ما يحصل وما قد يقومون به الناس بكتابته للمقادير قبل خلق كل شيء ،، وخلق السماوات والأر الداله على وحدانيته وجبروته واستوى على عرشه وهذا كله يجعل من المرء مسلم بحقيقيته مؤمن به تمام اليقين مما لايدع مجالا للشك بوجوده وهيمنته ــ فلا أدل من خلقه العظيم عليه ،،
وبذلك من الطبيعي أن يكون المرجع والنهاية تؤول الى الله عز وجل وتصبح الأمور كلها مردها إليه وموضعها النهائي تعود الى ما يريده وما يجزي به من خير لأهل الايمان وفضل وكرم وسوءلاهل الشقاق ووعد بالشر والجزاء الاليم ،، بعد ان أثبتت كل الدلائل في خلقه من تعاقب الليل والنهار وخلقه للشمس والقمر وكل ذلك محض انعام وافال منه بتوليه خلق الكون وايجاد التنوع في الاوقات لكي يحصل للانسان تحصيل المنافع في حياته وفق ما يسعى اليه نحو آخرته من الاعمال التي يرجو الاثابة عليها من خير أو شر ،،
ويبين الله منهج متباين من المؤمن والكافر ،، فالكافر ،، يسعد بدنياه ويسعد بالركون اليها ويجني منها الراحة والامان التام دون ان يكون هناك رجاء للقاء ربه أو استعداد عملي له باليقين والتسليم والاذعان والركون اليها بحسب ما يعين على الاستزادة مما ينفعه في الآخره ,,
فهؤلاء ديدنهم الغفله والاتن بكل ماايثبتت جحودهم الدنيوي عن اليقين بما يؤهلهم نحو الخير والدار الآخره .. وهؤلاء خكموا على انفسهم بالمصير الابدي من الخلود في نار جهنم واختاروا هذا الطريق بغفلتهم واعراهم وركونهم الى الدنيا ،،

والصنف الثاني هو صنف الايمان والعمل الصالح ،، الذي يبعث على كل نماء وخير وازدياد من الخيريه والفلاح فيهديهم الله بهذا الايمان نحو ما يقومون به من اعمال تسعدهم ،، وتقوي عقيدتهم وبالتالي يسعدون في آخرتهم بالجزاء العظيم والفل الكبير بالجنان والجزاء العظيم لايمانهم الذي يهتدون به في حياتهم ،،
وطبيعة الانسان في هذه الحياة انه يحب لنفسه الخير بمبالغة في ذلك ويحب مصالحه وتحقيق كل ما ينفعه ويفيده وكل ما فيه ازدياد له من المال او المنصب او السعادة بالدنيا وذلك يجعله في حالة عدم رضا عن واقعه الذ قد يعتريه نقص او سوء من طبيعة الحياة المتقلبه او من ما يبتلي الله به عباده من احوال قد تختلف عما يريده او بسبب ذنوب له غيرت مما يتمنى الحصول عليه في حياته مما يجعله غير قانع ويؤدي به الى النكران المتمثل في الالتجاء الى الله في حالة التضرر ومسه السوء والابتعاد عنه وعدم اتيان ما يأمر به في حالة الخير والرخاء التي يركن اليها ويستهويها فلا يؤدي حقا لله ولا يذكره سوى ان حلت به مصيبه او نزلت عليه نائبة توقظه وتستفيقه من غيه وضلاله المبين ،، وتصوير تلك الحاله بأنه يصبح يدعو في كل حركة يؤديها وهو قائم او قاعد مما يوحي بشدة الاحتياج لربه وشدة يقينه بانه وحده القادر على كشف الضر ،، الذي يزول ويختفي بمجرد اتيانه الخير وكشف الضر عنه مما يجعله مسرفا مزين له ان ذلك هو الحق وهو في ضلال وغي وشرك بربه الذي لابد ان يقيم حق عبادته في كل الاحوال ــ
وذلك يتنافي مع حقيقة ايجاد الله لعباده في الارض مما يحقق لديهم الخلافة التي تمكنهم من المسؤوليه التامة عن شؤون حياتهم وما يجعلهم ملتجأين لله في كل أحوالم متوكلين عليه فيها دون ان يكون هناك مايشوب هذا التوكل واليقين عف او وهن يسبب هذه الحاله من الللجوء لله فقط حالة الاحتياج دون ان تكون العبادة مستمره لايقيدها شأن او حاجة ،،
وشأن الكافرين دوما الجحود والنكران فاذا جاءهم الحق واليقين بما في القرآن من عبر او ايات تدلهم على الله يتورعون عن الانتباه لذلك بل يتبجحون بأن القرآن لايعتبرونه منهجا بل يريدون منه ان يبدله او يغيره وكأن الشأن ان يكونوا متحكمين بكل مافيه حسب اهوائهم وامزجتهم التي يريدون دون ان يكون هناك تسليم مفضي للاتباع لكل مافيه ،،
ولو شاء الله لما انزله عليهم ولا انعم به على قلوبهم بما فيها من جحود ونكران له ،، فقد لبث فيهم النبي قبل ان ينزل عليهم القرآن عمرا كانوا يأتمنونه ويقدرونه ولكن بعد اتيانه الرساله السماوية آثروا العداء وهذا غاية الفداحة والخساره والانتكاس والعميان على القلب ،، فلا أشد فداحة وظلما ممن يفتري الكذب على الله ويدعي انه على الحق وهو كاذب غير مصدق بما في القرآن ..
وهؤلاء انما هم كذلك لما فيهم من بغي واعتداء بعبادتهم غير الله واتيانهم الشرك من كل ابوابه فيتخذون من كل الوسائل منفعه ومن التجائهم لغيره طريقه مما لا يفيدهم بشيء ولا ينفعهم ،، ويدعون ان ذلك يشفع لهم ولا يدرون ان هذا الاشرك مما لا يقبل عند الله باي شكل ومالا يعلمه الله باتيانهم اعمالهم الشركية على هذا النهج ،،
ووبع الناس من شدة طغيانهم وتمسكهم المقيت بالدنيا لا يجعلهم يأبهون لشكر الله على النعم او على تفريجه الكرب او على استعانتهم به في كل الامور مما يجعلهم يقهون في المكر والخداع لله بمجرد انقضاء حاجتهم او مرادهم او التخلص مما يؤرقهم بان يرحمهم الله ويكشف عنهم مالألم بهم من خطب ومصيبه مما يجعلهم ،، يمكرون بالله ويأتون بما يخالف منهجه فلا يتبعون آياته ولا يسعون في الايمان بان كل ما يفعلونه مسجل عليهم ولا مفر من مكرهم فالله اشد مكرا بهم ،،
ويذكر الله باعظم ما انعم به مما يوجل القلب بأنه كيف يستطيع ان يعتمد على غير الله او يلجأ لسواه وهو الذي متوكل بالعباد في حلهم وترحالهم بالبر والبحر ــ فهو من يسيرهم ويتفل عليهم بحمايتهم خاصة في البحر الذي قد يموج ويختلف حاله بالسير فيه مما يجعلهم يلجأون لله فيه من شدة حاجتهم التي يدركون حينها ان لا منجي لهم الا الله منها ويتجلى لديهم غاية الاخلاص والتوكل لان امواج البحر اذا ماجت فلا شأن بالنجاه منها إلا ان يتغمد الله برحمة منه ذلك الحال الذي يكونون عليه ..
ثم يحقر الله من شأن الدنيا ويحقر كل مافيها مما فيها من انعام ومتع فهي كمثل الرياح او المطر الذي قد يأتي على ارض مزروعه فينتشل منها كل الخيرات الموجودة ويبعث على أن يكون حالها اجدب لا خير فيه فمثل الحياة الدنيا التي يتعلق بها الانسا لدرجة تنسيه آخرته و تنسيه حقيقتها الزائف الزائلة فلا استمتاع الا بطاعة الله ولا خير يرجى سوى بعد الاتيان بحق الله مما يحفظ جزائك وانعام الله عليك باتيانك ذلك الشكر بالتوحيد والتسليم الحقيققي الغير مقرون بلجوء لغير الله ولا بسعي نحو الباطل بالنعم التي انعم بها عليك ،،
وبالأخير يرغب الله في الدار الاخره دار السلامة والفلاح دار السلام المضمون الحياة فيه والانعام دون انقطاع او انتقاص من المتع او اختلاف فيها بين الحين والحين فهو نعيم سرمدي ابدي يتفضل به على من احسن في هذه الدنيا فيجزون بلحسنى من الله والنعيم عن استحقاق جزاء اتيانهم للاحيان في حياتهم بعقيدتهم وحسن عملهم ،،
أما من انتهج نهج السيئات ونأى بنفسه عن الخيرات والتجأ للمعاصي والذنوب دون ان يكون له رادع او وازع يثنيه عن الاتيان بها فهو يكسبها عن اقتناع واراد تامة ولا يرده شيء عن الاساءه او التردي فيها ،،، فذلك قد حكم على نفسه بالشقاوة الابداية والذله والخسه له لان الانسان ان لم يحترم وجوده بعبادته لربه فقد عرض نفسه للوقوع في المعاصي والسيئات العظام التي يصبح بها مرهق من المذله ويغشى وجهه السواد والغبار الذي يصبح علامة على نفاقه وشقاقه في دين الله ، غير التخلي عنه من الله فلا يعصمه شيء عن الوقوع في الحرام ولا يحميه الله او يتولاه وأي حالة اشد على الانسان من تلك التي يتخلى الله عنه في الدنياا والآخره ،،
واجزاء يوم القيامة بالحشر عند الله عندما يواجههم بشركهم ونفاقهم مما يفضح شأنهم ويدلي بسوءهم الذي يجعلهم في انحطاط مستمر وسوء معمم عليهم ،، باشراكهم بالله وتعديهم على انفسهم او غيرهم بالشرك المقيت المفي للعقاب الاخروي ,,
وفي تلك اللحظات يستبين الذي آمن من الكافر وتبتلى وتجازى كل نفس بما كسبته من سوء او خير متضمن في صحيفة اعمالهم الشأن الذي يدعو للاستعداد الحقيقي وعدم التواني عن الاتيان بكل ما يجعل من الاعمال نحو الخير وما يرضي الله بدل الوقوعع فيما يغضبه ويجعل من المرء محاسبا بشره معاقبا عليه في الآخره ..
ويوضح الله المدى الذي يستحق به العبوديه بأنه هو وحده الرزاق المنعم على عباده والمتفضل عليهم بانواع من الرزق ويملك كل شيء وبيده كل شيء فيخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي سبحانه جل في علاه وتقديراته ،، مما لايجعل هناك مجال للانكار لهذه الامور البينه حق التبيان فلا يستطيع احد ان ينكر ان الله بيده الاحياء والاماته والرزق منه وحده حتى الجاحدين الكافرين موقنين بذلك مما يجعلهم محل مواجهه مع ذواتهم لا يصلون بها لحل لان ايمانهم اقتصر على ذلك اليقين بأن الله بيده كل شيء دون ان يكون لواقع حياتهم العملي ايمانيات واعمال يقومون بها ويعيشون من عبوديتهم الخالصة بها ،،
والكثير مما يتمن وجوب الاذعان والاستجابة لله مما هو معظما لله من شأمور لايستطيع ان يقوم بها احد سوى الله من الخلق والنشر ،، والهتداء بهدى الله والاستناره بنوره فهو وحده مالك هذه الهداية وواهبها فلا احد يهدي بغير هدى الله ومن فعل ذلك فهو يظن انه يهدي او مهتدي وما ذاك الا متبع لظنه غير صادق فيما ينفعه او يرفعه حقا ،،
ويبين الله شأن الكافرين على الدوام الذين لا يهتدون ولا يسمعون او يعقلون لانهم للسوء اقرب وللجحود اسلك وللكفر والعميان اجدر ،، لاختيارهم هذا السبيل وانتقائهم الشر عن اقتناع وتأديه وممارسة
والله لايظلمهم بذلك فكل لديه قراراته واختياراته ويستطيع ان يكون حياته كما يشاء فالله بينن الطريق ولكن نحن من نظلم انفسنا بابتعادنا عنه ،،
مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
توصلنامن خلال تناولنا لسور قرآننا الكريم خلال الأيام اللاحق إلى سورة (( هود ))
وقد اخذتنا السور بالمعاني الجميله والفياضه بكل ما يرتقي بالمرء في حياته الأخلاقية والعقائدية والفكرية نحو مصاف راقي وحياة ايمانية في ظل سمو أخلاقي فكري متضامن ومترابط ويحظى به الفتى أجر وفلاح من خلال سعيه الحثيث لاتباع كل مافي هذه الآيات من دلالات وفضائل ومعاني تصب في مصلحة الانسان الدنيوية والأخروية ,,
وان المتأمل للآيات ليجد أن هناك اتصال عجيب بين المعاني الاصوليه في كل السور خاصة المكية لتحكي نفس الأصول والمعاني وتعمق نفس الفكر المنبعث من تأصيل عقيدة الايمان بالله واليوم الآخر اما المدنية فسياق آياتها يتبع أخلاقيات وسلوكيات وتصنيفات للناس وتشمل قصص لمن سبق مما يجعله المرء نبراس يستضيء به في حياته من أخذه للاعتبارات منها ,,
وذلك كله يحصل بالتدبر والتفكر والتمعن في المعاني مما يورث لدى قلب المؤمن الايمان الحقيقي والسلوك العملي الراقي النابع من خير منهج وخير عقيده أنزلت للناس فيها الهدى والنور
وسورتنا اليوم سورة كريمة تحتاج للوقفه الجادة عند كل آية لاستخلاص عبره وفائدة وتأمل لأن بها من كنوز المعارف والمعاني والتأصيلات ما يوقف عنده الفكر عن ان يحتار أو يتردد فيما يأخذ به ويتعرف عليه في معيشته لأنها تؤكد وتؤصلا فلا يحتاج للتوقف عند معنى او فكر ليغير نحو ما هو مختلف عما هو وارد ومتأصل في الوضوح فلا يستلزم سوى الأخذ بها بعين الاعتبار ،،
وبدأت السورة بتبيان المنهجية الأساسية التي دارت حولها السورة بأن القرآن قد أحكت آياته ففي آياته ماهو محكم المعنى تأخذ منه الحكم اليقيني ومنها ما هو مفصل في الطريقة التي تأخذ بها هذا الحكم وكلها تدور حو عبادة الله وحده ددون ســـــواه .. والتوبه والاستغفار ن الذنوب على الدوام الذي يجعل من المرء متيظا في حياته نحو هذه المنهجيه التي ينبغي أن تدور حياته على أساسها وضمنها غير متعاملا بأمور مختلفة تعاكس هذه المبادئ الأساسية من اخلاص العبودية والاعتماد على الله والانابه والاستغفار مما يوجب أن ينعم الله على عباده العائدين اليه المؤمنين به المخلصين عبوديتهم له ويستحقون به الاستمتاع في حياتهم لانهم في اتباع لليقين السلوكي المتمضمن توحيده واستغفاره والتوبه من جميع ما يغضبه مما يحقق لهم الفائل التي تستحق ان يكافئون بها فالله يكرم كل انسان في هذا العالم فما بالنا بمن يتبع نهج الله أو يعمل الفضائل في حياته التي يتألق بها من خلال الأعمال الجيده والتولي عن ذلك يوجب العقاب من الله

والانسان ان مسه الضر فهو يقبل على الله ويتأله عبوديته ويلجأ اليه ثم ان كشف عنه الضر ما أقربه الى العصيان او الانحراف



مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
الادراكات من السورة .. :

* الرزق بيد الله وحده والثقه به من أكثر ما يطمن القلب والنفس نحو الثقه بالله واليقين بما عنده من خير وعطاء لعباده متنوع ومتعدد فمنهم من يفتح عليه في ماله ومنهم في علمه ومنهم في صحته وهذا كله مكفول من عند الله فالله خلق الخلق وتكفل برعايتهم وانعامهم واعطائهم ما يستحقون من ارزاق وافضال منه تعين على الفلاح الدنيوي والأخروي والمتأمل للرزق الالهي لينعم في حياته بثقته بربه اليقينيه التي تقطع عنه اسباب التعلق الدنيوي بالبشر والناس الذين لايملكون نفعا أو ضرا مهما بلغ حجم مكانتهم او سلطتهم او رزقهم ،،

* التأمل في خلق الله للعرش وللسماوات والأرض خلال ستة ايام فقط بدقه واتقان عظيمين ليجعل المرء ينوء بنفسه عن أن يقترف ما ينهش في عظمة الله وتوقيره في قلبه نحو ما يغضبه من الأعمال فهذا الخلق العظيم هو لامتحان العباد بايهم يحسن العمل في دنياه ويستعد للقاء ربه وكأن الربط بين جمال خلق الله وجمال ما يصدر عن كل ممن في حياته من اعمال صالحه يتقرب بها لله ،، ليؤكد أن الدين جمال والعمل جمال والصالحات والاتيان بها واجب شرعي من جمال هذا الخلق العظيم الذي يبعث على الاتيان بكل ما يشرح النفس او يصلح في الأرض وهذا هو الغايه المتأمله من توقير الله وتعظيمه ،،

& عادة الانسان التفكير فيما ينقصه وفيما يبتليه الله من المصائب والنقم فهو طبعه جحود منكر لافال الله عليه وكذلك حال انعام الله عليه ليجحد الفتره التي مرت به فيسعد أشد السعادة ويبتهج أشد ابتهاج قد يفقده شكر النعمه والاتزان بين مشاعر الفرح والحزن لدى المرء يحتاج لضبط نفسي عميق وميزان دقيق يجعلك تتقن فن الفرح بالنع وعدم القنوط من رحمة الله حال المصائب مما يجعلك في استقرار نفسي دائم يدعم ذاتك ويجهها نحو التعاطي مع المعطيات الحياتيه بشكل متزن وغير مبالغ فيها ،،

* الحياة الدنيا والسعي لتحصيلها دون ان يكون هناك احساس بالآخره والعمل لها والاتيان بما يقربك من مولاك حتى في شؤون الدنيا ،، فذلك يجعلك ادق في عدم الانجراف ورائها حين افاقتك من غفلتك وحين تدرك أن عملك باطل وليس لك في الآخره سوى العذاب والعقاب الأليم الذي تحصده جراء غفلتك واعراضك عن التعاطي مع الدنيا وفق ما يريد الله ويحب فتنال خيري الدنيا والآخره ،،

* تلاوة القرآن لا تتجاوز فقط الاقتصار على تعلمه بل لابد من تبيانه وفهم وسبر اغواره ومعانيه ومقاصده فذلك هو الايمان الحق الذي يحتاجه المرء في حياته وسلوكياته ان يتبين منهج القرآن له ويتجلى حتى يصبح شاهدا له لا عليه ،،

* الايمان بالله يحقق الاخبات الى الله وهذه درجة عالية جدا من العبودية لله بها يتحقق الانسان من ولوجه الجنه لانه بذلك يبرمج حياته وفق مايريد ويحب الله منه ووفق ما يسعده ويبهجه لأنه مستنير بنور الله مستبين بهداه ،،

* اي امر مستجد في حياة الناس لابد ان يحاربوه ويقاوموه لان طبيعتهم كذلك لكن الأنبياء بجهدهم وصبرهم في الدعوة يحاولون التغيير من هذه الطبائع لانها لا تصلح لان تتبع هدى الله وهي مازالت مقتنعه بشكليات او اعتقادات تمنعهم عن الاتيان بما يحب ويريد الله من عباده وهذا ماواجهه نوح عليه السلام وهود وصالح مع اقوامهم وواجهوا عنادا قاوموه بكل ما يستطيعون لكي ينصرف اقوامهم عن الشرك والكفر والاستفاده من قصصهم في الحياة التعامليه مع الناس والمنهج الذي سلكوه من خير مايعين المرء في تغيير واقعه وواقع حياته وحياة الآخرين نحو الأفضل والأحســـن ..

* النصر اليقيني الذي يكون حليف المؤمنين وحليف مابذلوه تجاه الخير والاصلاح لهو منهج وعدل الهي وقانون كوني لا يختلف بحال وفي اي زمن لان الله لايظلم احدا ولا يبخس من بذل جهدا حقا وان طال الأمد فهو تمحيص ومزيد من النصر والعطاء الاهي بعيد المدى واذا وسع المرء نظرته للحياة من هذه الزاوية ليختلف منطوقه وفهمه وسعيه نحو تحقيق ذاته الدينية التي يعمقها الشعور اليقيني بالنصر والظفر مهما حالت حولك ظروف أو أحوال ،،

& السعي للافساد في الارض سواء باعتقادات باطلة عن الدين واهله او بتصرفات غير سليمه ممن هم على شاكلة الفساد والخراب او بالتقصير في الاتيان بالحقوق الواجبه او التخريب لما هو جميل في الحياة من علاقات او تدمير لمعتقدات ومبادئ ونسف امور جميله في الحياه كله من الافساد الممقوت المستحق به من يقوم به العقوبه الالهيه ،،

* التأمل في الحياة الأخروية والجزاءات المتضمنه للعباد بالجنه او النار والسعي نحو تحقيق الغاية لاي منهم بالعبادة او العصيان ذلك احرى لان يسعد المرء او يشقى بمنهجيته تلك واعتباره لطريقه وحياته التي تنعكس على اختياره اي الطريقين لكي يفلح وينجح ويسعد او يتردى وينحط ويشقى وكل ذلك عائد لاختياره ..

* الركون للظالمين او المؤذيين اوالمعتدين ذلك يوقع المرء للانحطاط وتلقي العقوبات والنيل منه لأنه بذلك يصبح معهم ويتاثر بهم مهما قاوم فاذا رايت من يظلم في ارض الله ويسعى للتنكيل بنفسه او غيره فابتعد عنه اشد الابتعاد وانأى بنفسك أن تماشيه او تجاريه ،،

* التثبيت لقلب المؤمن من الله يكون باتباعك لنهج وسنن هؤلاء المرسلين واتبع طريقتهم حتى يأتي الفرج والنصر من الله وذلك حتمي ومتضمن لما يصلح للفرد ويكون تلقائي من الله حينما يكون المرء على صلهدائمة بربه ومتيقن من طريقه السليم جاه امور حياته المختلفه فلا يخطئ او يزل بها ..
مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
نكمل خواطرنا القرآنية التي ابتدأناها في شهر رمضان وعشنا أجواء روحانية بتناولنا أجمل معاني في كتاب الله وغصنا في أغوار فضائل لابد أن نتصف بها ونتحلى بها في واقع الحياة مما يجعل للقرآن قيمة وأهمية تتجلى في حياتنا بسلوكياتنا المتفقه مع ما ينهض بأحوالنا ويغير واقعنا للأحسن ولما فيه صلاح وخير ورفعه لنا وللأمة أجمع وذلك لن يتأتى إلا من خلال التدبر والتفكر في آيات القرآن والعيش في ظلال السور فهما ووعيا حتى تصبح المعاني الجميلة واقعا نستطيع العيش من خلالها ونستطيع تأدية الأمور المطلوبة منا بتقان واخلاص وبروح متألقه مرتقيه في سلم من العبوديات التي تنهض بالمرء وتسعده وتفلحه في دنياه وأخراه ،، وسورتنا التي سنعيش في ظلالها اليوم هي سورة كريمة وفاضله بها من العبر ما يقتنع به العقل وما يننساق به نحو متعه روحية من الفكر والتمعن في قصة نستخلص منها العبر والفوائد المتعدده التي تتألق بها الروح وتتجددنحو الحياة الصحيحة بقيم سامية تناولت سورتنا سورة يوسف

قصة النبي يوسف عليه السلام الذي سميت السورة باسمه ،، وكذلك كانت آيات السورة محتوية على سياق واقعي يسوق الاحوال للنفوس التي قد تعادي وتؤذي الغير وأيضا جزاء وعظمة من يصبر ويتحلى بالاحسان فذلك أحرى بان يتمتع في الحياة بايمانه وتقواه أفضــل بمئة مره ممن اتخذ من العصيان والاعتداء على الناس بالباطل ديدنا او حجة ليشفي غله من حقد او حسد لا مبرر للاتيان بالأفعال من خلالها وذلك بسياق اخوة يوسف الذين كادوا له المكيدة وأوقعوه في البئر من أجل ان يكون لهم المكانه عند أبيهم الذي رأوا أنه فضل يوسف لميزة فيه وهذه الغيره ان لم تقيد بضابط من ردع النفس والوعي تجاهها وعدم الانجراف ورائها بغير ان يكون هناك خوف من الله في التعاطي مع الشعور بها فذلك ادعى لأن يقع بها المرء في شر أعماله مما يوقع الضغينه والبغضاء بين النفوس ويجعل الانسان غير مدرك لحجم الاذى الذي قد يلحقه بالآخرين من خلالها فضبط الغيره مطلب انساني لابد من القيام به على نحو واعي ومدرك لهذه المشاعر التي قد تقود لما في شر أما الغيره المحمودة التي تحث على فعل كل خير وترك ماهو قبيح مما قد يجعل هذه الغيره مقننه بضابط الخوف من الله في القلب مما يدفع بها لأن تكون ايجابيه ودافعه للانسان نحو التغيير والتحسين من ذاته باتصاله بالآخرين على نحو يستفيد به من صفاتهم الحسنه ويترك سوئهم أو تصرفهم القبيح ،،

واذا تأملنا السورة والقصة لنجد أنها ممتعه للحد الذي يخرج بها الانسان بارتقاء فكري وعقلي ويدرك عقبات قد تحول بين المرء ونجاحه من اعداء او ابتلاءات قد تعترض الطريق فتبين أن النصر والفلاح والتمكين لن يأتي سوى بالصبر والتسلح بالاحسان والاخلاص لله مهما بلغت العوائق أو الظروف من حولك مما قد يجعلك تحبط أو تيأس ولكن هذه السياقات في السورة بلسـم يشفي كل جرح غائر أو كيد كافبأن الله لن يترك الظالم عبثا ولن يبتلي استعصاء ولكن هناك مدركات عميقه لابد للنفس المؤمنه أن تتعمق بفهمها حتى تجابه كل ماقد يواجهها من عقبات تعتر طريق الخير والنجاح ،، فيوسف كان محببا لوالده ولكن ابتلاؤه كتب عليه من صغره فعاداه اخوته وكادوا له كيد اتفقوا جيعا عليه بأن يتخلصوا منه من شدة غيرتهم وحنقهم على أنه مميزا او له مزية تختلف عنهم وهو أيضا مصطفى بأن يكون نبي وهكذا كل الأناس الجيدة لابد أن تعادى وتواجه خاصه ان كان من حوله لايخشون الله ولكن معية الله تكفي من كل كائد أو حاسد ،، ويوسف ألقاه اخوته في البئر بعد أن جردوه من ملابسه وانه لقمة الألم أن تؤذى دون سبب سوى أنك مختلف او لك ميزه تفضلك عن غيرك فكادوا له هذه المكيده وزادوها بأن كذبوا على أبيهم ببكاء مصطنع كأنهم حزينين على أخيهم أمام أبيم لانهم يعلموا مدى حبه وحرصه على يوسف فأتوا له بقميصه ووضعوا فيه دما ليكذبوا بأن يوسف قد أكله الذئب وهذه كذبه لاتصدق فكيف يأكل الذئب طفلا .. ولكنه الزيف والتزييف اذا بلغ مداه في النفس بكيد وغيظ يختلق من الكذائب الملفقه ما تتعجب منه نفوس الصادقين المؤمنين ،، وكذلك اهل الباطل يزيفوا الحقائق ويكيدوا المكئد بما يأباه العقل والفطره ويتحلوا بالحيا الكاذبه مما يجعل النفوس قد تتبعهم دون أن تفكر فيما وراء ذلك من دهاء أو مكر أو خبث ،،
وعرف والدهم صنيعهم وقال بأنهم قد مالت نفوسهم لشر بين وواضح ،، وهذا هو القلب المستنير بالله لا تمر عليه الكذبه او التزييف او الباطل مرورا يسيرا قبل أن تنقح وتعرض على القلب والعقل بصدق فيستبين الحق مما يعرض عليه ،، ولنتخيل الوضع الذي عاش فيه يوسف بأنه قد وجد نفسه فجأه في بئر عميق ولا أحد حوله وهو طفل صغير انه لقمة الظلم والايذاء من نفوس خبيثه ابت الا أن تحكم عاطفتها الباطله في اعتداء متبجح ،، ومن رحمة الله به التي هي أساسا كتبت لكل من يظلم أو يقهر فلتقائيا تجد الرحمات التي تتحدر عليك من كل جانب بأنك مع الله والله لن يخذلك أو يتركك وسيعرف الله لك المخرج السليم من كل مأزق الذي يرفعك به ولكن ذلك بصبرك ويقينك وثقتك ،، فجاء الفرج من سيارة أتت ليس له دخل في بئر أو غيره ولكنه كان ساقيا لملك مصر فأدلى الدلو فاذا بيوسف قد اخرج من البئر مع الدلو ،، وأعجبه الغلام فقد كان يوسف آيه في الجمال كما قال عنه نبينا محمد عليه السلام / : (( بأن نصف جمال أهل الأرض كان في يوسف ))
فهل أحد يدرك ذلك الجمال الهائل المبهر فعره الساقي على الملك وقال له هذا غلام ما رأيك أن نأخذه ونتخذه معينا لنا في أمورالدوله فاعجبه الملك هذا الاقتراح فقد سيق له صبي جميل واضح عليه كل علامات النباغة والذكاء مما يجعله فذا يجذب اله النظر ،، خاصه ان الملك ليس له أطفال فأعجبه أن يتخذ ولدا من غير تعب أو جهد فحظي به ،، واستخلصه لنفسه ،،
مستمتعة بحياتي
مستمتعة بحياتي
رفع